منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة

منتدى حركة فتح الانتفاضة يقوم بكافة الخدمات الثقافيه والسياسية والاجتماعية
 
الرئيسيةقوات العاصفةأحدث الصورالتسجيلدخول

عدد زوار
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 الباكستان والصراع في وزيرستان الجنوبية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ابراهيم الاحمد
عميد
عميد
ابو ابراهيم الاحمد


المزاج : غاضب من اجل فلسطين
تاريخ التسجيل : 22/01/2009
الابراج : السمك
الأبراج الصينية : النمر
عدد الرسائل : 826
الموقع : https://fateh83.yoo7.com
العمل/الترفيه : الرياضه

بطاقة الشخصية
فتح: 50

الباكستان والصراع في وزيرستان الجنوبية Empty
مُساهمةموضوع: الباكستان والصراع في وزيرستان الجنوبية   الباكستان والصراع في وزيرستان الجنوبية Emptyالأحد نوفمبر 08, 2009 5:06 pm

الباكستان والصراع في وزيرستان الجنوبية:

بقعة الزيت الطالبانية المنتشرة وسيناريوهات الصراع الباكستاني-الباكستاني

سيد حسن سيد






بدأت القوات المسلحة الباكستانية تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد منطقة وزيرستان الجنوبية، وذلك ضمن مؤشر يفيد لجهة نوايا السلطات الباكستانية الرامية إلى القضاء على حركة طالبان الباكستانية أو على الأقل إضعافها بما يجعل منها مجرد مجموعة صغيرة من المسلحين، المبعثرين هنا وهناك، وغير القادرين على القيام بتشكيل تهديد حقيقي للنظام الباكستاني.

الباكستان والصراع في وزيرستان الجنوبية Thumb_232x458





مسرح وزيرستان الجنوبية: الخصائص العامة
تقع وزيرستان الجنوبية، ضمن شريط مناطق القبائل الباكستانية الذي يمتد منحصراً بين محافظة التخوم الشمالية الغربية الباكستانية، وشريط الحدود الباكستانية-الأفغانية، هذا وتتضمن منطقة القبائل الباكستانية، سبع إمارات تتمتع بالاستقلال الذاتي عن الحكومة المركزية الباكستانية، وتوجد وزيرستان الجنوبية في نهاية الطرف الجنوبي لمنطقة القبائل، بحيث تطل من الناحية الشرقية على محافظة التخوم الشمالية الغربية، ومن جهة الشمال على إمارة وزيرستان الشمالية، ومن جهة الغرب على أفغانستان، أما من جهة الجنوب فتطل على منطقة بلوشيستان الباكستانية.
سكان وزيرستان الجنوبية من أثنية الباشتون ذات التوجهات الإسلامية السنية السلفية المحافظة، وينقسمون إلى مجموعتين، هما "المحسودية"، و"الوزيرية". وبالنسبة للغات السائدة، فهي لغة الباشتو، التي يتحدث بها السكان الباشتون الموجودون في باكستان، وأيضاً الباشتون الموجودون في أفغانستان، ولغة الأردو التي تمثل لغة السوق في باكستان، وبدرجة أقل اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن والإسلام. وأيضاً اللغة الإنجليزية باعتبارها لغة التعليم في باكستان.
يبلغ عدد سكان وزيرستان الجنوبية حوالي 800 ألف نسمة، بحسب التقديرات الإحصائية، وتبلغ مساحة وزيرستان الجنوبية 6619 كيلو متراً مربعاً، أما تاريخها فيعود إلى عام 1893م، عندما وجدت السلطات البريطانية أن السيطرة المباشرة على وزيرستان الجنوبية وبقية مناطق شريط منطقة القبائل غير ممكنة، بسبب طبيعتها الجبلية الوعرة، إضافة إلى مقاومة سكانها المتزايدة للبريطانيين، الأمر الذي دفع السلطات الاستعمارية البريطانية إلى التخلي عن فكرة تمديد سيطرتها على هذه المناطق، وفي عام 1947م، عندما نالت باكستان استقلالها، أعلنت السلطات الوطنية الباكستانية اعترافها لمناطق القبائل بحق الحكم والاستقلال الذاتي، وبالفعل، وبسبب قوة حضور المشاعر الإسلامية السنية السلفية، فقد أعلن زعماء كل منطقة عن استمرار نظام الإمارة الإسلامية كأساس للإدارة والحكم، مع الاعتراف باعتبار أمير منطقة بيجاور أميراً إسلامياً عاماً على كل أمراء مناطق القبائل الأخرى.
خلفيات الصراع الجاري:
سعت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، إلى استخدام مناطق القبائل الباكستانية لجهة القيام بدور "المنطقة الخلفية"، خلال فترة الحرب الأفغانية-السوفيتية، وظلت هذه المناطق تمثل الملاذ الآمن للفصائل الإسلامية الباكستانية التي قاتلت القوات السوفيتية، وظلت هذه الفصائل الأفغانية تتلقى الدعم الأمريكي عن طريق مناطق القبائل وبدعم وتأييد الحكومة الباكستانية، وقاتل أمراء منطقة القبائل بقوة إلى جانب الفصائل الأفغانية خلال الحرب ضد السوفيتي، ولاحقاً بعد انسحاب القوات السوفيتية، واندلاع الحرب بين الفصائل الأفغانية، فقد لجأ السكان الباشتون الموجودون في مناطق القبائل إلى دعم حركة طالبان الأفغانية التي تكونت في أوساط الباشتون الأفغان وعندما نفذت القوات الأمريكية عملية غزو واحتلال أفغانستان في تشرين الثاني (نوفمبر) 2001، انسحبت عناصر حركة طالبان الأفغانية، وعناصر تنظيم القاعدة، وبقية حلفاء حركة طالبان الأفغانية إلى مناطق القبائل الباكستانية حيث وجدوا الملاذ الآمن والدعم، فأعادوا تنظيم صفوفهم، واستطاعت حركة طالبان أن تعود وهي أكثر قوة وقدرة على الاستمرار في المعارضة المسلحة، على النحو الذي ألحق الخسائر بالقوات الأمريكية وحلفائها، إضافة إلى قوات حلف الناتو.
في سياق مجرى تصاعد مقاومة حركة طالبان الأفغانية المسلحة، تغيرت وتبدلت الأوضاع، وكان من أبرز المؤشرات على ذلك:
- تبدل خارطة التحالفات داخل الساحة الأفغانية، بحيث أصبحت حركة طالبان أكثر نفوذاً في أوساط السكان المحليين، وتمددت شعبيتها باتجاه مناطق شمال أفغانستان، التي كانت تحت نفوذ وسيطرة حركة تحالف قوات الشمال.
- تبدل خارطة التحالفات داخل الساحة الباكستانية، بحيث أصبح الرأي العام الباكستاني أكثر معارضة للحكومة الباكستانية الحليفة لأمريكا، وأكثر تأييداً لحركة طالبان الأفغانية.
على خلفية تبدل خارطة التحالفات، استطاعت حركة طالبان الأفغانية تحقيق المزيد من الاختراقات الرئيسية من الساحة الباكستانية، والتي كان من أبرزها:
- بناء التحالفات والروابط الإستراتيجية مع أمراء مناطق القبائل الباكستانية الممتدة على طول الحدود الباكستانية-الأفغانية، الأمر الذي أتاح لحركة طالبان الأفغانية المزيد من هامش المناورة وحرية الحركة القتالية العابرة للحدود.
- بناء حركة طالبان الباكستانية، ضمن محورين على أساس الخطوط الأثنية الباكستانية، بحيث برزت حركة طالبان الباكستانية (الباشتونية) والتي مددت نفوذها في المناطق الموازية لمناطق القبائل إضافة إلى المناطق الداخلية الباكستانية المتاخمة له، ومن أبرزها محافظة التخوم الشمالية-الغربية، وبرزت حركة طالبان الباكستانية (البنجابية) في أوساط السكان البنجاب الذين يشكلون الأغلبية في وسط وجنوب باكستان.
هذا، وقد أتاح ظهور حركة طالبان الباكستانية المنظم في المناطق الباشتونية والمناطق البنجابية، تحقيق المزيد من الإنجازات في الساحة الباكستانية.
- توسيع التحالف مع الحركات الإسلامية الباكستانية الأخرى بشقيها المسلح والسياسي.
- تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية في الساحة الباكستانية، ومن أبرزها: استهداف خطوط إمداد القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو.
- تشديد الضغوط السياسية على النظام السياسي الباكستاني، مما أدى إلى إثارة القطيعة المتزايدة بين السلطات الباكستانية والرأي العام الباكستاني.
تزايد نفوذ حركة طالبان الباكستانية بشقيها الباشتوني والبنجابي، إضافة إلى تزايد نفوذ حلفائها مثل عسكر طيبة، وجماعة إنفاذ الشريعة، وتواتر ظهور الحركات الإسلامية المسلحة في الساحة الباكستانية بشكل واسع، فقد بلغت في باكستان وحدها حوالي 40 حركة إسلامية أصولية شبه مسلحة، وامتد تزايد هذه الحركات إلى منطقة كشمير المتنازع عليها، فبلغت 34 حركة، ووصلت الظاهرة إلى شمال الهند، والتي وصل عدد الحركات الإسلامية المسلحة فيها إلى 35 حركة.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن جميع هذه الحركات ترتبط بطريقة أو بأخرى بحركة طالبان الأفغانية وتنظيم القاعدة اللذين أصبحا يقومان بدور البؤرة الأساسية التي تتحكم وتسيطر على منظومة كل هذه الحركات، والتي أصبحت فعاليتها تهدد بإشعال كل منطقة شبه القارة الهندية، وتزايدت مخاوف الأمريكيين والإسرائيليين من تزايد احتمالات صعود هذه الحركات إلى السلطة في إسلام أباد، بما يتيح لها السيطرة على القدرات النووية الباكستانية..
محفزات الصراع الباكستاني-الباكستاني:
سعت باكستان خلال فترة ما قبل أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001م، إلى احتضان ورعاية الحركات الإسلامية المسلحة، وذلك ضمن خطة استخدامها لجهة الآتي:
- إضعاف السيطرة الهندية على إقليم كشمير.
- استخدامها بما يتيح زعزعة استقرار الهند.
ولكن، وبعد أن أكملت القوات الأمريكية عملية غزو واحتلال أفغانستان، أصبحت الحركات الإسلامية أكثر معارضة ليس للسيطرة الهندية على إقليم كشمير، وإنما للوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان، وللحكومة الباكستانية الحليفة. وعلى هذه الخلفية برزت المفاعيل الآتية:
- الضغوط الأمريكية على الحكومة الباكستانية من أجل القيام باستخدام الجيش الباكستاني ضد الحركات الإسلامية الباكستانية المسلحة.
- الضغوط الهندية على الحكومة الباكستانية، من أجل القيام باستخدام الجيش الباكستاني ضد الحركات الإسلامية الباكستانية والكشميرية.
ومن جهة تزايدت الضغوط الأمريكية على إسلام أباد بعد نجاح حركة طالبان الباكستانية بشقيها الباشتوني والبنجابي، من القيام بتوجيه المزيد من الضربات العسكرية ضد خطوط إمداد القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو، أما من الجهة الأخرى، فقد تزايدت الضغوط الهندية على إسلام أباد وتحديداً بعد نجاح حركة عسكر طيبة من القيام بتوجيه ضرباتها ضد مبنى البرلمان الهندي، وضد مدينة مومباي، إضافة إلى توجيه العديد من الضربات الأخرى في إقليم كشمير وأيضاً في المناطق الهندية الأخرى..
احتدمت الخلافات في أوساط النخبة السياسية الباكستانية الحاكمة، ويمكن الإشارة إلى ذلك على النحو التالي:
- الحكومة الباكستانية وجدت الكثير من الصعوبات إزاء التداعيات المحتملة المترتبة على القيام بتنفيذ العمليات العسكرية ضد الحركات الإسلامية الباكستانية المسلحة.
- البرلمان الباكستاني، حدثت فيه المزيد من الخلافات، بسبب معارضة عدد كبير من النواب الباكستانيين والذين كان بعضهم أكثر دعماً وتأييداً للحركات الإسلامية، وكان بعضهم الآخر أكثر خوفاً من احتمالات فقدانه للسند الشعبي والذي سوف لن يؤدي سوى إلى فقدانه المقعد البرلماني.
- المخابرات الباكستانية: ظلت تعارض بشدة تنفيذ أي عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الحركات الإسلامية المسلحة، وذلك لأن المؤسسة الأمنية الباكستانية ظلت تعتمد على هذه الحركات في ردع الوجود الهندي في كشمير، وتنفيذ العمليات السرية ضد الهند.
- الجيش الباكستاني: ظل يرفض ويعارض بشدة تنفيذ أي عملية عسكرية ضد الحركات الإسلامية المسلحة، وذلك لأن تصعيد العمليات العسكرية قد يترتب عليه حدوث انقسام كبير داخل الجيش، وذلك لأن عدداً كبيراً من الجنود ينتمون إلى أثنية الباشتون.. الأمر الذي يعزز المخاوف إزاء احتمالات انشقاق عدد كبير من الجنود والانضمام إلى أهلهم وذويهم في المناطق الباشتونية.
- المنظمات المدنية الباكستانية: بسبب سيطرة الإسلاميين على النقابات والاتحادات الباكستانية، فقد ظلت هذه المنظمات والاتحادات ترفض وتعارض توريط الجيش الباكستاني في أي عمل عسكري ضد الحركات المسلحة الإسلامية.
أدى ازدواج الضغوط الأمريكية والهندية مع وجود الخلافات الباكستانية-الباكستانية إلى انتقال عدوى الخلافات السياسية بشكل عابر للحدود، فمن جهة سعت الهند إلى التحالف مع واشنطن، وعقد المزيد من التطلعات إزاء طموحات قيام نيودلهي بدور الشريك الرئيسي لواشنطن في حرب أفغانستان، وفي مشروع الحرب الأمريكية ضد الإرهاب في بقية أنحاء القارة الآسيوية، وبالمقابل سعت الصين إلى بناء وتعزيز الروابط مع باكستان، في إشارة واضحة إلى أن بكين سوف تتخذ من باكسـتان شريكاً إستراتيجياً إذا تخلت واشنطن عن إسلام أباد وتحولت باتجاه نيودلهي..
سيناريو الصراع الباكستاني-الباكستاني:
التدقيق الفاحص في تقاطعات الصراعات المحتدمة في منطقة شبه القارة الهندية، يوضح مدى عمق تداخل الصراعات، فالصراع الباكستاني-الباكستاني يتداخل بشكل وثيق مع الصراع الأفغاني-الأفغاني، والصراع الأفغاني-الأمريكي، والصراع الهندي-الهندي، والصراع الهندي-الباكستاني، والصراع الهندي-الصيني.
استخدمت واشنطن، مذهبية مثيرة للاهتمام، في إدارة الصراع الباكستاني-الباكستاني،ضمن سيناريو يتضمن الخطوط الآتية:
- الضغوط على العناصر الأصولية لجهة تجميعها في منطقة واحدة. تمهيد للقضاء عليها أو حصرها جغرافياً.
- الضغوط على الحكومة الباكستانية من أجل المشاركة في الجهود العسكرية الأمنية.
- الاستخدام المزدوج لأسلوب الضغط الذي يجمع بين استخدام القوة العسكرية، والقوة اللوجستية في توجيه التطورات والوقائع الميدانية.
يشير الأداء السلوكي للسيناريو الباكستاني إلى أن تفعيل حركيات المسرح الباكستاني، أصبحت أكثر تكاملاً لجهة الجمع بين الآتي:
- مفاعيل الخطوط الخارجية:
- تقديم واشنطن لحزمة مساعدات أمريكية لباكستان بلغت 7.5 مليار دولار، وقد أصدر الكونغرس الأمريكي القانون الخاص بذلك.
- نجحت جهود واشنطن في الجمع بين الحكومة الهندية، والباكستانية، لجهة القيام بالتعاون المشترك من أجل القضاء على خطر الحركات الأصولية الإسلامية.
- نجحت واشنطن في تهديد باكستان، على أساس اعتبارات أما أن تتعاون إسلام أباد مع واشنطن، أو أن واشنطن سوف تلجأ إلى خيار التعاون مع أوزبكستان المجاورة لأفغانستان من جهة الشمال..
مفاعيل الخطوط الداخلية :
- وجهت واشنطن الضربات الجوية التي استهدفت زعماء, وكبار رمز الحركات الإسلامية.
- سعت واشنطن إلى تقديم التدريب والعتاد لقوات الجيش الباكستاني وأجهزة الأمن الباكستاني.
- سعت واشنطن إلى التفاهم مع بعض رموز الحركات العلمانية الباكستانية.
وإزاء احتدام هذه المفاعيل, تحركت قبل بضعه أشهر حركة طالبان وحلفاؤها, واستولت على محافظة وادي سوات, وأعلنت تحويلها إلى"إمارة إسلاميه".. وإضافة إلى ذلك تعمد زعماء الحركة بالاستيلاء على المحافظات الباكستانية الأخرى وتحويلها بنفس الطريقة إلى "إمارات إسلامية"..وقد ترتب على ذلك تزايد الشعور بالخطر من أوساط النظام الباكستاني.. وجه الخصوص إزاء استهداف رموز وأجهزة السلطة الباكستانية، فقد تم شن المزيد من الهجمات والتفجيرات الانتحارية في معظم المدن الباكستانية الرئيسية، وعلى وجه الخصوص العاصمة إسلام أباد، إضافة إلى روا البندى التي تمثل العاصمة العسكرية. ولاهور التي تمثل الميناء وتشير الوقائع إلى أن الخلافات سوف تنتقل إلى داخل صفوف المؤسسة العسكرية والأمنية، إضافة إلى حدوث المزيد من عمليات الفرز والاستقطاب السياسي، والذي-كما يقول الخبراء- سوف يكون لصالح تعزيز مساندة ودعم السكان المحليين للحركات المسلحة الإسلامية، وذلك على النحو الذي سوف يعزز قدرات حركة طالبان الباكستانية البنجابية، والتي بدأت تمارس نشاطها وفعالياتها في أوساط سكان وسط وجنوب باكستان الذين ينتمون إلى أثنية البنجاب، أسوة بحركة طالبان الباكستانية الباشتونية الناشطة في أوساط سكان شمال وغرب باكستان الذين ينتمون إلى إثنية البشتون.
- المحور الإقليمي: سوف تمتد التأثيرات العابرة للحدود، لجهة تصعيد المواجهات المسلحة في المسرح الأفغاني المجاور، وسوف لن تقتصر التصعيدات العسكرية في المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها حركة طالبان الأفغانية، وإنما إلى مناطق شمال باكستان، والتي-كما تقول المعلومات- فقد أصبحت حركة طالبان تسيطر على 75% منها. وبالنسبة للنهد، فمن المتوقع أن تقوم الحركات المسلحة الإسلامية الهندية بتوجيه بعض الضربات ضد المصالح القريبة، والمنشآت الهندية، أما بالنسبة لإيران، فمن المتوقع أن تحدث بعض الاختراقات في منقطة بلوشيستان الإيرانية، إذا أدت معارك وزيرستان الجنوبية إلى انسحاب العناصر المسلحة الإسلامية السنية إلى منطقة بلوشيستان الباكستانية المجاورة لبلوشيستان الإيرانية..
- المحور الدولي: تقول المعلومات، بأن مصير العملية العسكرية الجارية حالياً في منطقة وزيرستان الجنوبية، سوف يلعب دوراً كبيراً في تحديد منظور الإدارة الأمريكية إزاء مستقبل التعامل مع المسرح الأفغاني والمسرح الباكستاني، وأضافت المعلومات، بأن عملية زيادة القوات الأمريكية في أفغانستان، سوف لن تقدم الإدارة الأمريكية على القيام بتنفيذها إلا بعد اتضاح الرؤية داخل باكستان، لأن هناك رأياً يقول، بضرورة تحديد أيهما أفضل: إرسال القوات الأمريكية الإضافية لباكستان، أم إرسالها إلى أفغانستان؟
تدور المعارك الحالية في منطقة وزيرستان الجنوبية، وبرغم ذلك فمن غير الممكن اعتبار هذه المعارك مجرد صراع داخلي محدود يدور في إحدى المناطق النائية الباكستانية، وذلك لعدة أسباب، من أبرزها:
- شمولية محفزات الصراع: تمثل مشكلة الصراع في وزيرستان الجنوبية جزءاً لا يتجزأ من المشكلة الباكستانية الكبرى، وهي مشكلة هوية الدولة الباكستانية، المتنازع عليها بين النخب العلمانية والحركات الإسلامية.
- الروابط الإقليمية: باكستان ليست بلداً تتطابق حدوده السياسية مع مكوناته الإثنو-ثقافية، والإثنو-عرقية، والإثنو-دينية، فسكان شمال وغرب باكستان ينتمون إلى إثنية الباشتون التي تتحدث لغة الباشتو، وإذا كان الباشتون يمثلون حوالي 35% من إجمالي سكان باكستان فإنهم في الوقت نفسه يمثلون 40% من إجمالي سكان أفغانستان، وتأسيساً على هذين العاملين، فإن من الصعب إن لم يكن من المستحيل للدولة الباكستانية، أن لا تصبح أراضيها مسرحاً للصراع، أو بالأحرى امتداداً للصراع الأفغاني، والذي ظلت باكستان تمثل أحد مكوناته الأساسية منذ فترة الحكم الاستعماري البريطاني.
أثرت باكستان بقدر كبير في تطورات الصراع الأفغاني، فمن جهة سعت السلطات الباكستانية إلى دعم القوات الأمريكية في غزو واحتلال أفغانستان، ومن الجهة الأخرى، سعت القوى الشعبية الباكستانية إلى دعم حركات المقاومة الأفغانية في حربها وصراعها ضد الاحتلال الأمريكي.. ومن مجرى تطورات الحرب الأفغانية، كان طبيعياً وواضحاً أن تعاكس الإدارة السلوكي الباكستاني بين طرف رسمي يدعم الاحتلال الأمريكي وطرف شعبي يدعم مقاومة الاحتلال الأمريكي، أن تنتقل الحرب إلى باكستان، وأن تتصادم الإرادة الشعبية الباكستانية مع الإرادة الرسمية الباكستانية.
- تأثيرات الصراع الباكستاني-الباكستاني: بسبب التعقيدات التي عمقت جذورها أكثر فأكثر في طبيعة الصراع الباكستاني-الباكستاني، فقد اكتسب هذا الصراع طابعاً لولبياً دائرياً، وبالتالي، فمن المتوقع أن تمتد تأثيرات هذا الصراع ضمن ثلاثة محاور، هي:
- المحور الداخلي: سوف تكتسب التناقضات الداخلية الباكستانية طابعاً أكثر عمقاً خلال الفترة القادمة، ومن أبرز المؤشرات الدالة على ذلك، قيام الحركات المسلحة الإسلامية تنفيذ العديد من العمليات العسكرية في مناطق باكستان الأخرى، وعلى الخلافات الأمريكية حول جدوى إرسال القوات الأمريكية، تعود إلى خلافات بين الخبراء العسكريين بين الأمريكيين. والتي تمحورت في الآتي:
- منظور يقول بأن إرسال القوات الأمريكية الإضافية إلى باكستان هو الأفضل، لأن هذه القوات يمكن أن تقوم بتنفيذ عمليات عسكرية ضد مناطق القبائل من جهة الجنوب.. وفي الوقت نفسه تقوم القوات الأمريكية الموجودة في أفغانستان، بتنفيذ هجومها من جهة الشمال، ومن ثم، فإن النتيجة سوف تكون القضاء على طالبان، وسيطرة القوات الأمريكية على مناطق القبائل.
- منظور يقول بأن إرسال القوات الأمريكية الإضافية إلى أفغانستان هو الأفضل، وذلك، لأن وجود القوات الأمريكية في باكستان سوف ينطوي على قدر كبير من المخاطر على النظام الباكستاني الحليف لأمريكا، وذلك لأن المعارضة الباكستانية سوف تنجح في إسقاطه، إضافة إلى احتمالات أن تنجح الحركات المسلحة الباكستانية في توسيع دائرة عملياتها، بما يورط أمريكا في مستنقع نزاع جديد..
وإضافة إلى ذلك، فقد برز رأي جديد مؤخراً، يطالب بضرورة سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، وعدم التمادي في الحرب والتي سوف لن تؤدي سوى إلى إنهاك الولايات المتحدة، وجعلها تتكبد الخسائر على غرار ما حدث مع القوات السوفيتية، وقد بدأ هذا الرأي يتصاعد في الآونة الأخيرة على خلفية مذكرة الجنرال ماكريشال فإن القوات الأمريكية في أفغانستان، والتي أكد فيها للإدارة الأمريكية، بأن الحرب الأفغانية لا يمكن تحقيق النصر فيها، إلا إذا تم رفع عدد القوات الأمريكية إلى نصف مليون جندي، إضافة إلى وضع خطة للبقاء الأمريكي المستمر حتى عام 2050م...
جاءت العملية العسكرية الباكستانية ضد وزيرستان الجنوبية, على المستوى المعلن من أجل القضاء على المعقل الرئيس لحركة طالبان الباكستانية, ولكن, وكما تشير التطورات الميدانية الجارية, فإن نتيجة الصراع في وزيرستان الجنوبي سوف تفتح الباب أمام محتوى جديد للصراع الباكستاني-الباكستاني.. وذلك، لأنه في كل الأحوال، فإن اشتعال بلوشستان سوف يكون هو السيناريو الأكثر احتمالاً..ولما كانت بلوشيستان تتكون من ثلاثة مسارح: بلوشيستان الباكستانية-بلوشيستان الأفغانية -بلوشيستان الإيرانيه.. فأن ثمة احتمالاً لخطر إشعال الحريق الإقليمي الباكستاني –الإيراني-الأفغاني.. وهو الصراع الذي إن اندلعت نيرانه.. فإنه سوف يقضي على كل توازنات الصراع الجاري في شبه القارة الهندية...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.google.com
 
الباكستان والصراع في وزيرستان الجنوبية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة :: موسوعة سياسية :: اخبار دولية-
انتقل الى: