أمواج متلاحقة ... من البعد والغربة والجفاء ... تلطم عاشق البحر بقوة ... والعاشق لهدوء البحر ... وغضبه بأمواجه وعواصفه ... يستمد قواه من أنوار نجوم المحبة البعيدة ... تتوالى الليالي ... وأفق الغروب يتسع بسيوف نرجسية قاتلة ... البحر مليئ بدرر وياقوت وكنوز ... وحيوات متعدةة ... لكنها لعاشق البحر , كنجوم بعيدة غير مرئية ... غرقت مراكب , وتمزقت أشرعة ... وتفتت صخور الكبرياء ... والبحر شامخ بسطوة تائهة ... اقترب العاشق من البحر ... وأحس بغربة البحر ووحدته القاتلة ... وصلت نسائم البحر العليل لثنايا قلب حزيين ... اعتقد العاشق أن هناك حب دفين , يجمعه بمياه البحر المالحة ... وأمواجه التائهة على شواطئ مدن , وجزر نائية ... العاشق يعشق البحر , بكل تناقاضته ومزاجياته ... والبحر سعته وأمواجه أكبر من شاطئ واحد ... البحر يحاكي خلجان وموانئ متنوعه ... والعاشق لغة العشق لديه واحدة لآمل واحد ... رياح البحر غادرة ... وعواصف وأعاصيره فاتكة للحب قالعة ... استنفذ العاشق جميع مفردات الصبر ... وليالي الانتظار ... لموجة باسمة ... من الاعماق دافئة ... ولكن ... هذه حقيقة البحر ... أمواج هائجة مائجة ... ومياه مالحة ... وأعماق مظلمة ... لا يصلها نور او ضياء ... سكون البحر ولونه الآزرق الجميل ... شكل خادع لمياه بلا لون مالحة ... وسكون في باطنه أعاصير هالكة ... أيها البحر ... انا لست موج او ميناء لسطوتك النرجسية القاتلة ... اذهب لشواطئ الغير ... ودعني بصحراء النجوم السائحة ... انا لم اكن يوما , ولن اكون مجرد حبة ملح تذوب مياه بمياه بحور رغم غزارتها ... ستبقى قاحلة ... عجبا لك يا بحر ... تبتلع الغالي والرخيص ... تبتلع الاحاسيس والمشاعر ... وتحصد القصائد والنثر ... وما انت الا اكذوبة للعشق خالدة ... دعني أموت بصفاء أحزاني ... وابتلع انت موانئ العالم واحلام البشر ... واقتل بمياهك ما شئت من المشاعر ... بصمت وبسمة ... عجبا لك يا بحر ... تنام بغطاء النجوم ... وتفترش الارض بأعماقك ... انت لست بحر ... انت مياه معلقة بين سماء وأرض ... هذا فراق بيني وبينك يا بحر ... لن أسمح لك بتمزيق بقايا أشرعتي ... ولن أمر عليك يوما ... ولن القاك يوما ... وسأمزق صورك ... وسأنتزع ذكرياتك وأمحوها ... وستبقى مياهك أقليمية ... ولن تلتقي نجوم السماء ... البحر ... ولا تنسى أن للنجوم أكوان أكثر سعة من أكبر بحر