مع تطور تقنية الإتصال والتواصل,أصبحنا نجد الكثير من الإذاعات المرئية والمسموعة التي تطل عبر شاشات التلفزة من خلال الأقمار الصناعية فتنقل لنا الحدث مهما كان بعيداً عن دولتنا, بالصوت والصورة.هذه التقنية كان لها القدرة على تغير مجرى حياتنا سلباً وإيجاباً وهذا واقع لا نستطيع نكرانه.
ومع مرور الزمن,أصبح التاريخ أوضح, وطريقة تقييمه أسهل,الا أننا وجدنا أنفسنا, اليوم, أمام نوعين من الإعلام المرئي والمسموع,نوعين لأن العالم اجمع منقسم إلى معسكرين لكل معسكر اعلامه الخاص, فنجد المعسكر الصهيوني – الأمريكي وإعلامه الداعي إلى مبادئ الإمبريالية الصهيونية, والمعسكر المقاوم وإعلامه أشهر من أن يعرّف.
هذا الإعلام المقاوم هو الداعم للقومية والإنتماء والتاريخ كما الحق.فإنه الداعم للقضية الفلسطينية وله تأثيره على الشباب الفلسطيني بالخارج والداخل واذا ما عدنا الى ارض الواقع الفلسطيني في الشتات لوجدنا ان هناك نسبة كبيرة من فدائيي فلسطين في لبنان يعتقدون بوجود إعلام مقاوم داعم للقضية الفلسطينية, الا انّه لم يكن مؤثراً على الشباب المدني الفلسطيني ودافعاً له لممارسة العمل التنظيمي, لأنهم على يقين أنّ أرضهم مسلوبة وشعبهم يذبح كل يوم فهم ليسوا بحاجة إلى إعلامٍ ليدفعهم غلى ممارسة العمل العسكري,ولكنهم نسوا أو تناسوا أنه لولا هذا الإعلام والإنفتاح الإعلامي لما كانوا قادرين على مواكبة مجريات الأمور والتطورات الميدانية الحاصلة على الأرض الفلسطينية الداخلية.
من جهة أخرى يعتقد هؤلاء أن لهذا الإعلام تأثيره السلبي على التربية العسكرية الفلسطينية وعلى الشباب الفلسطيني الخارجي, إذ أن التناقضات الإعلامية الحاصلة والتناقض اللغوي الإعلامي المستخدم ( شهيد#قتيل) (عملية ارهابية# عملية استشهادية) ( ميليشيا فتح# انقلابيو حماس)..تعكس هذا الخلاف على نفسية الشباب الفلسطيني وتعمد إلى تشويه وتشويش عقلي دافعاً بتغيير وجهة البندقية من عن صدر العدو القديم (اسرائيل) موجهاً فوهة البندقية على صدر العدو الجديد ( الخصم السياسي الداخلي).
الإعلام الفدائي بالنسبة لهؤلاء هو ذاك الإعلام الذي يشجع على الفدائية والعمل العسكري ضد الصهيوني,إعلام يدعم المقاومة وينقل الخبر كما هو دون التحيز لفصيل دون سواه, الإعلام الفدائي هو ذاك الجامع لقدرات الفصائل كافة في الكفاح والجهاد ضد العنصرية الإسرائيلية.
الشباب الفلسطيني يعتقدون أنّ للإعلام المرئي والمسموع له دور أساسي في تشجيع الشباب إلى الإنتظام في تربية عسكرية تنظيمية سرية,
من هنا نجد أنّ الإعلام له تأثيره الخاص والمحدد على الشباب الفلسطيني, وإن كان تأثيراً سلبياً.إنّ هذا الإعلام المرئي والمسموع وحتى الإعلام المقاوم لا يعمل على توجيه الشباب الفلسطيني الداخلي والخارجي إلى تنمية قدرته العسكرية, لأنّ اعتماد هذا الطريق هو نابع عن قناعة مسبقة بأهمية الدرب الفدائي العسكري للوصول إلى التحرير الكامل للأرض الفلسطينية.ومع ذلك, إننا لا ننكر دور هذا الإعلام بعملية التجييش وتأجيج روح المقاومة التي ممكن أن تؤدي إلى تظاهرات عفوية, احتجاجات وسواها من الحركات السلمية.
ولكن هنا يمكننا أن نطرح سؤال دقيق: ما نفع الحركات الفدائية والتمسك بالسلاح عند الشباب الفلسطيني في ظل حكومات ممانعة للعمل الفدائي على أراضيها؟
الشعب الفلسطيني وُضع أمام خيارات محددة, إما ضياع القضية الفلسطينية نهائياً والتنازل عن الحقوق أو الموت البطيئ بمواصلة الحصار الصهيوني على أراضيه أو تشريده في المنافي دون أبسط الحقوق الإنسانية. الفلسطيني في الخارج يعاني ذل اللجوء والتشرد وانعدام فرص العمل, وهو متهم لمجرد أنه فلسطيني, وحتى حق الأخ على أخيه يتم نكرانه من قبل بعض الأطراف تحت ذرائع واهية.
والسؤال كيف يتسنى لشعب أن يتنازل عن سلاحه بعد أن إنسدت كل السبل في طريقه إلى حياة كريمة؟
موضوع التمسك بالسلاح ليس هواية أو لعبة يعشقها الفلسطيني.إنه يعني وجوده,وأمام المخططات الهادفة إلى تصفية القضية وتهجير هذا الشعب إلى المنافي البعيدة, كيف لنا أن نسأل عن جدوى السلاح؟؟؟؟ فالعدو الصهيوني والدول العربية الداعمة له, تلك التي أوجدته على أرض فلسطين ليكون أداة في خدمة المصالح الإستعمارية في منطقتنا, هي صاحبة مطلب نزع السلاح الفلسطيني سواء أكان ذلك في الداخل أو الخارج.وللأسف, فهذا أصبح مطلب لبعض الأنظمة الرسمية العربية سواء عن قصد أو جهالة.
فهي تستهدف تصفية القضية وبكل الطرق المتاحة ومشاريع التسوية الخادعة لتجريد الشعب الفلسطيني من آخر الأوراق القوية لديه.
والسؤال: هل الحديث عن جدوى السلاح اليوم يصلح لكل زمان ومكان؟لماذا نرى الأمور من زاوية واحدة فقط؟هل الحديث عن جدوى السلاح يسقط أمام تسليح الكيان الصهيوني بأعتى الأسلحة الأمريكية التي تستهدف إخضاع المنطقة ووضعها تحت الهيمنة الأمريكية الصهيونية؟
لقد تعرض الشعب الفلسطيني للكثير من المجازر البشعة عبر تاريخه الطويل.فالسلاح ضرورة للدفاع عن حقنا بالحياة, عندما لا يستطيع المجتمع الدولي حماية هذا الشعب وإعادة حقوقه.. ولنا في تجربة غزة المثال الحي, فالدم الفلسطيني مازال يروي الأرض هنا, والمقاومة ستبقى حية.. فهكذا قدر الفلسطيني المصمم على البقاء