ليس من الضروري أن تكون فلسطينياً لتعلن عشقك لفلسطين..وليس شرطاً أن تكون عربيا ً لتتباهى في ولائك لأرض الشهادة والصمود. فكل ما يجب هو أن تكون مثل ذلك الرجل الذي اختصر باسمه العديد من صفات الإنسان جامعا ً بين الجرأة,الوئام, الرحمة أو الرأفة, وجسر شريان الحياة.. كلها مميزات وجدت في اسم أطلق عليه فكان " جورج " غالاوي ذاك المقدام الشهم الذي أنزل الستار مظهراً عار مصر وجاسوسيتها بكل نذالة وحقارة, ووقوفها الى جانب العدو للحفاظ على أمنه بحصارها حصار القطاع ظناً منها أنّ ذلك ممكن أن يرفع رايتهم البيضاء التي لم ترفع منذ الولادة, بالرغم من محاولات عديدة لأهل من البيت الفلسطيني لدفعهم للاستسلام بالتجويع والتنكيل والسجن والاهانة ومساندة العدو بملاحقة المقاومين وتسليمهم الى ما هنالك من سياسات قبيحة.. وبالرغم من كل الألم عضّ ابن القضية على وجعه وجرحه علّه يكف عن النزيف لأنه اليوم لم يصب برصاصة عدو صهيوني, انما برصاصة عدو عربي متصهين.
نزل الأمن المصري الى الميدان بإشارة من رأس الهرم الفرعوني بكافة اسلحته وجهوزيته العسكرية..ظننا أنه سيقوم باحتفال عسكري لا مثيل له استقبالا ً لرجالات متضامنة مع فرسان معركة الفرقان.. ولكن هيهات هيهات أن يصحو الضمير العروبي في أرواح ماتت واحترقت في عملية سلام, فما كان منهم الا أن وجهوا بنادقهم واسلحتهم إلى صدور عارية وأيد محملة ليس بالحجارة والرصاص انما بمساعدات انسانية وطبية..وكيف سيسمح حثالة العرب لمن هو غير عربي بأن يمد يد العون لمن هزم حليفه وهو متربع على عروش النذالة؟حاول اذلالهم واهانتهم, فحوّل مسارهم مرات عدة ظنّا ً أنهم سيتعبون ويكلّون فيسلكوا بالشروط الاسرائيلية.. ولكنه لم يدرِ أنّ ذلك لن يزيدهم الا صموداً واصراراً ولن ينال من عزيمتهم الأجنبية الفلسطينية..فالمتضامنون ذوي جنسيات اجنبية ولكنهم عروبيون, انسانيون بالروح وفلسطينيون بالاصرار والتشبث بالحق والواجب..حقا ً كانوا وحقا ً فعلوا..لم يرضخوا, لم يستسلموا,وبالتالي كانوا على يقين أنه مع كل ذرة تراب تنثر في عيونهم,,مع كل قطرة ماء تُرش عليهم, ومع كل نقطة دم تنزف من جراحهم سيصلون الى غزة ليخطوا على حدودها انتصار جديد يضاف الى يوميات النصر الفلسطيني..وبالقبضات المرفوعة يهتفون : "الله اكبر فوق كيد المعتدي "..