لستم منا

موضوع: لستم منا الإثنين فبراير 15, 2010 1:50 am

لستم منا

الدكتور سالم البحيصي

"أما آن لهذا المفاوض أن....." وأَترك هذه العبارة دون إكمال لعل القارئ يجد من المفردات ما يكمل بها، إذ إني لم أجد الكلمة المناسبة حتى أكملها بها وتكون معبرة عما أحس به من....
إذ بعد ثمانية عشر عاماً من المفاوضات العبثية منذ مصيبة أوسلو التي وعد فيها المفاوض الشعب الفلسطيني بالمن والسلوى من هونغ كونغ... سنغافورة.. إلخ بعد هذه الأعوام وما عانى

الشعب خلالها من تبدد أمل وخيبة رجاء وندم حين لا ينفع الندم على ما أعطى وقدم... ما عاناه من بلطجة زعران وعربدة لصوص الذين باعوا الشهداء بأرصدة في المصارف وشاليهات على البحر وكازينوهات للعب القمار.. بل باعوا القضية كلها ببطاقة V.I.P حتى يتمكنوا من مص دم الشعب ونشر الفساد والإفساد، يطالعنا المفاوض الأوسلوي العتيد بأنه قد وصل إلى طريق مسدود. إن أي قائد ينتمي إلى وطن ويحترم نفسه ووطنه وشعبه عندما يدخل في معركة ما ويفشل فيها فإنه سرعان ما يستقيل ويخرج من هذه الساحة.. عسكرية كانت أو سياسية.. بل يعلن تحمله للمسؤولية أمام الشعب والتاريخ كما فعل مثلاً القائد الخالد جمال عبد الناصر. يحدث ذلك عندما يكون هذا القائد قد اتخذ قراراً لم يُدرس الدراسة الكافية أو ربما لم تكن لديه المعطيات متوفرة، فيكون نتيجة قراره الفشل في معركته.. أما مفاوضنا العتيد-وبعد ثمانية عشر عاماً- وطلائع الشعب ومفكروه يُنبهون وينتقدون هذه المفاوضات وهذه المسيرة دون وجود لأذن تسمع...أو عين تبصر... أو عقل لديه وقت للتفكير والتحليل... فالقطار يسير بأقصى سرعة لأن المخفي كان كارثة هو ما يعيشه الشعب الآن... كان المفاوض يعرف ذلك أنه يحمل برنامجاً مطلوباً تنفيذه... يقف مفاوضنا العتيد ليعلن انسداد الطريق مع أن المفاوضات كانت تسير وفق خارطة، وطبعاً لا يرسم الخارطة إلا مهندس كبير فكيف لهذا المهندس أن يرسم طريقاً تنتهي إلى سد منيع، أم أنه كان يعرف ذلك، وكانت الخارطة هي –خارطة الطريق إلى الهاوية- وقد تم حذف الجار والمجرور وجوباً- وهو أمر وارد في علم النحو السياسي- إذا ما رأى المفاوض فائدة لصاحب المصلحة الحقيقي في هذه المفاوضات العبثية وإطالة أمدها لترسيخ واقع جديد من الجغرافية والطبوغرافية من اتساع المستوطنات وازدياد عدد المستوطنين... لتكون واقعاً لا يمكن القفز فوقه في ما يسمى مفاوضات الحل النهائي، وهو أمر لا محل له من الإعراب في علم النحو السياسي) في باب "المفاوضات وأخواتها" وهي كثيرةٌ منها... بيع...شراء...سمسرة...فساد... إفساد... إلخ.
هذا وقبل أن يعلن مفاوضنا العتيد عن الوصول إلى الطريق المسدود يفاجئنا المسرح السياسي الفلسطيني بمسرحية الاستحقاقات الدستورية لفرقة حسب الله للفنون السياسية الفلسطينية، إذ يعلو الضجيج ويزداد الصراخ ويتبارى المهرجون على المسرح من أجل ترسيخ هذه المسرحية في نفوس المتفرجين ويصورون أننا مُقدمون على كارثة... بل زلزال الفراغ الدستوري، إذ سيصبح الشعب الفلسطيني كالأيتام على مائدة اللئام إذا أصبح بدون رئيس للولايات المتحدة الفلسطينية مترامية الأطراف... غير أن المخرج سرعان ما انبثق من بنات أفكاره الحل الدرامي عبر هذه المسرحية بأن تم التمديد للرئيس والكونغرس بمجلسيه (الشيوخ والحبتيّة) فتنفس الشعب الصعداء وهدأت النفوس واطمأنت القلوب وازداد دوران عجلة الإنتاج وعمّ الرخاء أرجاء البلاد خاصة المحافظة الساحلية بما تضم من محميات طبيعية.
غير أن مفاوضنا العتيد... ما إن بلغت الدرامية المسرحية أوجهها إذ به يعلن عن عدم رغبته في الترشح للانتخابات القادمة وكأنه بذلك يسدد ضربة سيكولوجية للصلف الإسرائيلي... أو كما يقال "ضربة معلم"... وعلى إثر ذلك تنطلق فرقة حسب الله لتطالبه بالتراجع عن قراره...لعله يرضخ في نهاية الأمر... وعندها ستكون رغبة الجماهير عنده أمراً لا يرد... أسوةٌ بالحالة العربية المتميزة المتعففة عن كرسي الحكم الذي يثقل كاهلها، لكن حب الوطن يجعل الجميع يتحملون هذه المسؤولية وهم لها كارهون.
لكن هذا المفاوض وأمام جمع من فرقة حسب الله نجده هو يكيل التهم للعدو الصهيوني ويحمله مسؤولية تعطيل مسيرة السلام-الوهمية- نجده يبدي تعاطفاً كبيراً مع الهولوكوست... ربما هذا التعاطف والحماس عنده أكثر مما هو عند من يكيل له التهم، ويتوسل له بأن لا يكرر هذا الهولوكوست معنا... دون أن يشير إلى من فعل الهولوكوست...فلسنا نحن من فعل... هذه العبارة غابت عن ذهن مفاوضنا العتيد... وأعتقد أنها غابت بحسن نية.
لكنه لم يكتف بذلك بل راح يقلل من قيمة تقرير جولدستون الذي ينصف شعبنا إلى حد ما من هولوكوست العام الماضي فيشير له بـ -تقرير الحاج محمد غولدستون-... وسط انشراح وانشكاح فرقة حسب الله... هذا التقرير الذي لم يفضح مجرمي الحرب فقط بل كشف عن العلاقة الحميمة بينه وبينهم، وطبعاً الصداقة لها ثمن ومن حق الصديق أن يدافع عن صديقه فكيف الحال إذا كان هو الوصي الشرعي...!!!، ويا ليت الأمر وقف عند هذا الحد... بل عندما تعرض للجدار الفولاذي بين الرفحين، انبرى ومعه بعض أعضاء فرقة حسب الله-من قسم التهريج- للدفاع بحرارة عن أحقية بنائه دفاعاً عن الأمن المصري الذي يخترقه مهربو الأغذية ولوازم الحياة للشعب في غزة وهو يبدو عمن يقرأ الآية الكريمة "ولا تقربوا الصلاة..." دون أن يكملها... فلم يذكر كيف لشعب غزة أن يحصل على ضرورات حياته... لم يذكر ذلك... ولِمَ ذلك... فهل نأمل ممن كانوا يرقصون على أنغام القصف الإسرائيلي لشعب غزة رغم تساقط الشهداء والجرحى... كيف نأمل منهم التعاطف ضد جدار الخنق لشعب غزة.. لكن إذا عرف السبب بطل العجب فإن التعاطف مرتبط بالانتماء. وعندما تعرض لقضية الهنود الحمر المتواجدين في لبنان تحت اسم فلسطينيين، نجده كالعادة لم يكمل الآية عندما قال إنه لا يستطيع مغادرة دولته إلا بتصريح... ولم يذكر من المسؤول عن ذلك الذي وقع في أوسلو على كل شيء دون مقابل... لكن كما سبق إذا عرف السبب بطل العجب.. أما ما يعانيه المقيمون في مخيم "التنف" على الحدود العراقية فهو أمر لا يستحق الوقوف عنده أمام أزمة الاستحقاقات الدستورية برغم أن قلبه (المفاوض) يقطر دماً وهو يرى عدد الفلسطينيين في المخيم يتناقص بسبب تآمر دول الغرب لاستيعاب بعضهم فتارة السويد وتارة النرويج... تشيلي... البرازيل...وأخيراً بريطانيا... يستقبلونهم حتى ينسوهم القضية ويكشفون بذلك ظهر المفاوض الشرس وهو في خط المواجهة الأول ضد العدو، إذ كيف له أن ينتصر على العدو في معركة التفاوض دون أن يقف وراءه جيش من المحرومين والجياع والممنوعين من السفر والمنتهية إقاماتهم في الدول المقيمين فيها والمحتجزين في المطارات و...و... إلخ وهم رمز بقاء القضية، كيف له أن يخوض معركة التفاوض هذه وما يصاحبها من مصافحات حارة وقبلات أكثر حرارة مع أولمرت وليفني.. كيف له أن يفاوض وقد تضعضعت جبهته الخلفية عندما تقوم هذه الدول باستقبال هؤلاء وإبعادهم عن ساحة الصراع. ليس هذا فحسب بل إنه يبتكر لنا أسلوباً في المقاومة لم نسمع عنه عبر التاريخ وفي كل الثورات وهي "المقاومة بدون عنف" لم نقرأ مثلها بل سبق لغاندي أن أعلن "عدم التعاون في غير عنف" أما مقاومة بدون عنف ولكن بالمصافحات والقبلات وتبادل الهدايا-طبعاً من طرف واحد- وكذلك التنسيق الأمني... إلخ هذه الأساليب فإننا لم نسمع بها من قبل، والغريب أنه يقول بأنه يعمل لهذا السلام منذ وقت طويل... أي منذ البداية، فكيف له مشاركة الآخرين في العمل على جريان شلال الدم منذ هذه الانطلاقة فهل كانوا مثله أم أنه كان يغرد خارج السرب من الداخل أم كان يغرد مع سرب آخر خارجي منذ البداية...أم...أم... إلخ.
وأخيراً... أيها المفاوض العتيد إن ما تحمله من أفكار هي خاصة بك ولا تعني للشعب شيئاً فلتخرج من بيننا أنت والزمرة المحيطة بك فإنكم جميعاً لستم منا

موضوع: رد: لستم منا الثلاثاء فبراير 16, 2010 5:04 pm

هذا الرجل ليس له علاقه بكل القيم والاخلاق هذا الرجل عميل لا استطيع وصفه بس أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم ومن ابو مازن