بسم الله الرحمن الرحيم
القضية الفلسطينية و الانفجار القادم ...من سيدفع الثمن
إن الناظر للواقع الفلسطيني في الداخل و في الخارج، يجد بأنه في أسوأ مراحله التاريخية على مستوى القضية الفلسطينية منذ ضياع فلسطين التاريخية.
فعلى المستوى السياسي وصلت التسوية إلى طريق مسدود و الإدارة الأمريكية تراوغ لكسب منجزات للحزب الذي يدير الولايات على حساب قضيتنا و مجاراة مع الموقف الإسرائيلي.
اللاجئون الفلسطينيون في الخارج أسوأ حالاً من اللاجئين الفلسطينيين في الداخل، فلاجئي الداخل هم في ظلال السلطة الوطنية الفلسطينية، أما لاجئي الخارج، فلا وطن و لا مواطنة و لا حقوق. و يبن الفينة و الأخرى يتم التلويح بتقليص خدمات وكالة الغوث إذاناً بإغلاق ملف طال النفقة عليه من وجهة نظر الداعمين، والذي لا يوجد سبب يؤرقهم لكي يستمروا بالإنفاق على هكذا قضية .
المصالحة الفلسطينية وصلت لطريق مسدود وهذا الوضع يشكل ضغطاً رهيبا على أهالي قطاع غزة بالذات، الذين وقف بهم الزمن على حزيران 2007 ، بل و رجع بهم عقوداً للخلف. و الأخطر و الأدهى أن القطاع أصبح صندوق مغلق بأنبوب واحد لدخول الهواء و لا يوجد مصرف للخروج، و الضغط بداخل الصندوق بلغ الذروة !!
المقاومة الفلسطينية تم استئصالها من الجنوب اللبناني، وساد الصمت المحمود بين حزب الله اللبناني و "جارته" إسرائيل، و الجولان السوري أكثر منطقة تنام فيها العصافير في العالم، و على شرقي النهر لا زالت فيروز تغني...
الوحيدين الذين يدفعون ثمنا سياسياً ودموياً حتى الآن هم الفلسطينيون، و الوحيد الذي ضاق ذرعاً بحِملِهم و يُضغـَط عليه سياسيا و شعبياً من العرب هي الشقيقة مصر. و الآخرين على المستوى العربي و الإسلامي ، ما بين غير مكترث أو يحاول استثمار هكذا ورقة في يده .
هذا الأفق الفلسطيني المغلق و المشحون و المضغوط لن يدوم . لكن من سيدفع ثمن الانفجار القادم ؟؟؟؟
هل هم أهل الضفة الغربية وحدهم ؟؟
أم أهل قطاع غزة وحدهم كما سبق؟؟ أم السلطة الوطنية الفلسطينية
كلها (ضفة وقطاع) و وحدها كما هو الحال دوماً ؟؟ ؟؟
إن القضية الفلسطينية تعود لبدايتها، بمعنى أن العالم لم يعد يعبأ أو لم يعد يعلم ما هي القضية الفلسطينية، و العرب ينظرون لنا كفلسطينيين بأننا مجرد قضية إنسانية يدعمونها كما يدعمون بعض المناطق الإفريقية التي يغزوها الفقر والجوع (و هذا ذنبنا كفلسطينيين و ليس ذنبهم ، فهم مشكورين على دعمهم الذي نقتتل عليه) .
وهنا يتضح أن الفلسطينيين عادوا لنقطة البداية في كفاحهم، و أن عليهم أن يعيدوا القضية الفلسطينية للصادرة من جديد، و أن هناك رسالة البدء يجب توجيهها للعالم و للعرب و خاصة دول الجوار الفلسطيني بأنه لن يظل الفلسطيني وحده الذي يدفع الثمن.
وإن ظل الحال هكذا فإن الفلسطينيين في الخارج و في الداخل سيشعرون بمدى حاجتهم لممارسة كفاحهم من بدايته و سيشعرون بمدى حاجتهم لأبو إياد و أبو جهاد و أبو داوود ليعيدوا الوعي للعقل العالمي و العربي .... و لمن يطيب له التفرج علينا و نحن ننزف و هو أيضاً على الجوار الفلسطيني ... و سيفكرون من جديد كيف يعيدون الأرض و الهوية.....
فلن يبقى الفلسطيني ينتظر عامل الزمن يفعل به الأفاعيل .. بلا أرض و بلا هوية.