ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: 21 آذار 1968: معركة الكرامة الخالدة... لحظة تاريخية فارقة. الجمعة أبريل 09, 2010 3:23 pm | |
| 21 آذار 1968: معركة الكرامة الخالدة... لحظة تاريخية فارقة.
|
| احمد هلال
|
|
ثمة لحظة تاريخية، تكاد تكون نسيج وحدها، بل تكاد أن تتعدى بدلالتها المفتوحة، تاريخاً بعينه.. هل تتسع للتأويل وللقراءة المعاصرة.. بلى وكيف إذا كانت تسبح في فلك الكرامة، كلمة السر لشعب يقاوم، ولأمة حاضرة. إذ تتعدى معاني الكرامة، بدءاً من تلك المعركة الضارية، المعركة-العلامة-في تحولات تاريخية في مسار الصراع مع الغزوة الصهيونية. مخيم الكرامة، لم
|
|
يكن نهاره عادياً ذلك التاريخ في الحادي والعشرين من آذار عام 1968، وهو يصحو على هجوم كبير، حيث بلغ قوام الغزوة الصهيونية المهاجمة 15 ألف جندي على جبهة طولها حوالي 50 كيلومتراً بين منطقة جسر الأمير محمد وجسر الملك حسين شمالاً، ومنطقة الشونة جنوباً، واستخدمت في ذلك الهجوم مختلف الأسلحة والمدرعات والطائرات ورجال المظلات. واستمر العدوان خمس عشرة ساعة، كانت المفاجأة في استعداد من صدّوا الهجوم، ليلقنوا العدو الصهيوني درساً بليغاً في المقاومة والصمود، كان الفدائيون قد خرجوا من كل فجّ عميق، فقد أطلق الفجر تكبيرة للقتال وصّلى الرماة.. هبت قرية الكرامة لتقذف في وجه الغزاة حمم غضبها، خرج الثوار من دم العاصفة ليغيّروا كل تاريخ أيام زائفة، فلا شيء أقوى من إرادة تتحدى لتقيم توازن الرعب مع المعتدين، وارتفعت شمس ذلك النهار واضحة، لتنبئ بأن ثمة ملحمة كتبت هناك، كتبها المقاومون ومعهم أبطال شرفاء من الجيش الأردني، كتبها استشهاديون دمروا آليات العدو ودباباته، وقرروا حسم النتيجة لمصلحة الحق، قوة الحق كسرت حق القوة وأن نكسة 1967 لم تعطل التاريخ، لينهض بحمولات التضحية، ليعلن انبعاثه مجيداً في واحدة من جمرات النزال، في صورة نصر طليق وممكن، يترجم ثقة العربي بنفسه هكذا انطلقت الثورة الفلسطينية، انطلاقة جديدة، في لحظة إضافية فارقة انتزع فيها النصر، ليعلن زمنهم جسارته، زمن مناضلي فتح وإخوتهم المناضلين، الذي أسفر عن لحظة فلسطينية وعربية، لن يطيل الورد بعدها النوم على فوهات البنادق، لقد برأ جرح النكسة، إذ تدفق الشباب العربي للانخراط في صفوف الثورة الفلسطينية، ليشاركوا في انطلاقة فتح المتجددة، استعداداً لفصل جديد في حكاية الكرامة لقد حظيت المقاومة بتأييد كبير، حمل وزير الحرب الصهيوني آنذاك موشي دايان على القول: "إن معركة الكرامة كانت ضرورية، لأنه ليس من سبيل سوى الرد، إذا كانت "إسرائيل" تريد الحفاظ على المواقع السياسية والعسكرية التي حققتها في حرب حزيران"!. تلك النتائج المؤسّسة لمفهوم الحرب الشعبية والكفاح المسلح سبيلاً وحيداً لتحرير الأجزاء المغتصبة، كانت صيرورة لأفعال المقاومة التي تكرست في مدرسة الكرامة كانت بوصلة، ورمحاً لاستعادة فلسطين، نذهب في تأصيل ذاكرتنا المقاومة، لنتتبع حلقات التاريخ، كيف تتواصل، وفي كل مفصل تفيض الدروس والمآثر البليغة، نحيل إذن على زمن وسياق لا يكفّ عن تلاوة أساطير المقاومة وملاحمها، المعاصرة يستأنف نشيد الكرامة، ذلك النهار، حينما خرج الصمت عن صمته، ليدشن عصراً جديداً، مشتعلاً يوم الشهداء، هكذا يكتب الشعر بل يحلو له أن ينشد: "ويلوحون بإصبعين إشارة بالمختصر، فيها حروف النار تكتب كل سطر بالشرر، هم يحرقون مرارة الأيام كي تلد الثمر،.. اليوم نسمعهم فداء مثل أذان السحر... واليوم هم تاريخنا الآتي على شفة الحجر". الكرامة ليست مجرد معركة... إنها مجاز شعب وأمة كلما أظلم دهرهما تحسسا مواضع الشرر إنها ذهاب مستمر إلى الغد... إنها صورتنا الأبهى، ونحن في برهتنا نطل على ما نريد من المعنى، الرحيب، إنها الذاكرة تقاوم مذ جيء ببشارة الكرامة، الأبلغ: النصر أو النصر.. ولا شيء أقل.. |
|
| |
|