الكيان الصهيونى صادق على صفقة لشراء 20 طائرة أميركية من طراز «إف - 35»

صادق وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، نهائيا على صفقة لشراء 20 طائرة أميركية مقاتلة من طراز «إف - 35»، التي تعتبر آخر صرعة في الطائرات الحربية في العالم. وتبلغ قيمة الصفقة 2.7 مليار دولار. وستنطلق إلى التنفيذ قريبا، حينما يصادق عليها المجلس الوزاري الأمني المصغر للحكومة الإسرائيلية.
وجاء هذا القرار أمس بعد سلسلة أبحاث دامت عدة سنوات، سادتها خلافات حادة بين إسرائيل وشركة «مارتن لوكهايد» الأميركية، التي تنتج هذه الطائرة. وتركز الخلاف أولا حول السعر الباهظ للطائرة، الذي بلغ نحو 135 مليون دولار للطائرة الواحدة. واقترحت إسرائيل أن تتنازل عن عدد من الأجهزة التي تزود بها الطائرة، مثل أجهزة الرادار، وأجهزة الإنذار، وبعض الأسلحة وغيرها، بحيث توضع مكانها أجهزة من الصناعة الإسرائيلية، وبذلك يتم تخفيض السعر، لكن الشركة رفضت.

وجندت وزارة الدفاع الإسرائيلية مسؤولين أميركيين من البيت الأبيض ووزارة الدفاع في زمن إدارة الرئيس السابق جورج بوش في حينه، فلم يفدها ذلك شيئا. وتوجهت إلى بعض الدول التي تشارك الولايات المتحدة في تمويل مشروع إنتاج هذه الطائرة مثل كندا وأستراليا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا.

وتجندت إلى جانب إسرائيل معظم هذه الحكومات وكذلك إدارة الرئيس باراك أوباما الجديدة. وأسفرت المفاوضات عن تخفيض سعر الطائرة من 150 إلى 135 مليون دولار.

وقال الوزير باراك، خلال جلسة أمس، إن سلاح الجو فحص الكثير من البدائل فلم يجد ما هو أفضل وأنسب من هذه الطائرة. مضيفا أنه رغم السعر الباهظ، حتى بعد التخفيض، فإن «هذه طائرة العصر في القتال الجوي، ولا بديل عنها لضمان التفوق الإسرائيلي على دول الشرق الأوسط، وأداء المهمات ومواجهة التحديات الإقليمية القائمة».

وكشف مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية، أودي شاني، خلال الجلسة أن هذه الصفقة تتضمن عدة تفاهمات ملحقة مع الإدارة الأميركية، وقال إنها «تتيح لنا استقطاب استثمارات في الصناعة العسكرية تدر على خزينة الدولة نحو 4 مليارات دولار». وأوضح أن هذه التفاهمات تعتبر إنجازا ضخما لا يقل في أهميته عن أهمية امتلاك هذه الطائرة المميزة. وأكد أن الزيارة الأخيرة التي قام بها برفقة باراك إلى الولايات المتحدة، حسمت آخر النقاشات مع واشنطن، ما أتاح إنجاز الصفقة.

المعروف أن المقاتلة «إف - 35» تعرف باسم «المتملص»، لأن أهم ما يميزها هو أنها تستطيع التملص من الرادارات، وتمويه الصواريخ الموجهة إليها. كما تستطيع الطيران لمسافات طويلة أكثر من أي طائرة أخرى. وتستطيع التحليق على علو أكبر من أي طائرة أخرى.

بيد أن روسيا أعلنت مؤخرا أنها بدأت في إنتاج طائرة مماثلة. وخلال الأبحاث في إسرائيل حول طائرة «إف - 35»، تم الإعراب عن القلق في أن تمتلك بعض الدول العربية طائرة روسية مماثلة. يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سافر أمس إلى اليونان في زيارة رسمية ستركز على القضايا العسكرية، فهو سيوقع على سلسلة اتفاقيات تجعل اليونان بديلا عن تركيا في التعاون العسكري. وتشمل الاتفاقيات بيع اليونان أسلحة إسرائيلية، بينها طائرات بلا طيار وقوارب حربية وأسلحة خفيفة، وإجراء تدريبات مشتركة، واستخدام أجواء اليونان لتدريبات سلاح الجو الإسرائيلي.

وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الإدارة الأميركية ساهمت كثيرا في إقناع اليونان بأداء هذا الدور البديل عن تركيا. وقالت إن هناك أهمية مضاعفة لهذا التعاون، حيث إنه بالإضافة إلى كون اليونان بلدا مناسبا لاستبدال تركيا، فإن هذه الصفقة تعتبر قفزة في العلاقات بين البلدين. فاليونان هي واحدة من أواخر الدول الأوروبية التي تقيم علاقات مع إسرائيل، وبدأت هذه العلاقات رسميا فقط في سنة 1990. واعتبرت طول الوقت صديقة للدول العربية.

وتأتي زيارة نتنياهو لأثينا التي تستمر يومين بعد زيارة قام بها لإسرائيل رئيس الوزراء اليوناني، جورج باباندريو، لإعادة الدفء في العلاقات الإسرائيلية - اليونانية.

وحرص باباندريو مساء أول من أمس على الاتصال بالرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والامين العام للجامعة العربية، عمرو موسي، للاطلاع على آخر التطورات في المنطقة قبيل زيارة نتنياهو لليونان.

وذكر باباندريو أن بلاده تبذل جهودا مكثفة بدعم أميركي لبدء محادثات إسرائيلية فلسطينية مباشرة، وقال باباندريو أثناء زيارته للأراضي المحتلة: «لن نفرض أنفسنا، ولكن بوسعنا المساعدة. فذلك من مصلحتنا ومصلحة الشرق الأوسط».

وفي غضون ذلك تجمع المئات من أبناء الشعب اليوناني التابعين للاتحادات والنقابات المختلفة في مظاهرة احتجاج على زيارة نتنياهو لليونان، وتجمع المتظاهرون عند المتحف الحربي وسط أثينا، وبالقرب من السفارة الإسرائيلية.

ودعت الأحزاب اليسارية إلى تنظيم مظاهرة احتجاج أخرى مساء أمس في ميدان سيندغما القريب للبرلمان، كما قامت مجموعة من الشبان اليونانيين برفع علم فلسطين فوق معبد الأكروبوليوس الأثري الشهير، الواقع في وسط أثينا، كرمز للتضامن اليوناني مع شعب فلسطين.

وجاءت ردود أفعال أحزاب المعارضة اليونانية قوية، حيث جاء في بيان للحزب الشيوعي أن الحكومة اليونانية تستفز الشعب والعالم من خلال استقبال نتنياهو، ومساندة إسرائيل في وقت حاسم تواجه فيه تل ابيب انتقادات واسعة من جهات دولية مختلفة.

ومن جهته ذكر المتحدث الرسمي باسم الحزب التقدمي أن الزيارة غير مرغوب فيها، وأن الحكومة أخطأت في أن تختار هذا الوقت بالذات لفتح علاقات سياحية ومالية، وخصوصا عسكرية مع تل أبيب، مشيرا إلى أن ذلك يعرض البلد لمخاطر كبيرة، ويدخل اليونان في دائرة هجومية وعدوانية في دائرة الدمار غير المنتهية للعدوان الإسرائيلي.

ويتوجه نتنياهو وزوجته سارة اليوم إلى جزيرة بارو السياحية، حيث سيقيم لهما باباندريو وعقيلته هناك مأدبة غذاء.[/center]