كي لا ننسى الذكرى ( 28 ) لمجزرة صبرا وشاتيلا

كي لا ننسى:-
الذكرى ( 28 ) لمجزرة صبرا وشاتيلا
أبشع مجازر القرن العشرين

تمر علينا في السادس عشر من أيلول الجاري الذكرى ( 28 ) لمجزرة صبرا وشاتيلا, التي أرتكبها العدو الصهيوني وأدواته العميلة

( القوات اللبنانية ) في شهر أيلول 1982م.
وعلى الرغم من أن تاريخ الشعب الفلسطيني مليء بالأيام السوداء, إلا أن الأيام الثلاث التي ارتكبت خلالها مجزرة صبرا وشاتيلا, الأكثر حلكة وسواداً.
وقبل الدخول في تفاصيل المجزرة لا بد من الإشارة إلى دور العدو الصهيوني في التخطيط وتقديم العون والتسهيلات لأدواته العميلة من ( القوات اللبنانية ) لارتكاب المجزرة.
فمن الوقائع الموثقة والتي كشف عنها المحامي والسياسي اللبناني كريم بقرادوني, في حديثه لبرنامج خصص للحديث عن هذه المجزرة أداره الإعلامي الأستاذ غسان بن جدو مساء يوم السبت 11/9, على قناة الجزيرة, وشاركت به السيدة بيان نويهض الحوت, مؤلفة كتاب عن المجزرة, قال السيد بقرادوني وكأنه يقدم شهادة بذلك ما يلي:-
( بعد اغتيال بشير الجميل ليلة 14/ 15- 9 1982م, نزل الجنرال شارون شخصياً إلى المجلس الحربي الكتائبي, واستدعى كل القيادات المتواجدة في المجلس, والتي كانت تعيش حالةً من الإحباط والذهول بعد التأكد من مقتل البشير, قال لهم شارون:- أنتم تبكون كالنساء رجلاً صنعكم, ماذا سيفعل البشير لو أن أحدكم اغتيل الليلة, هل يبكي؟, أم يثأر! يجب أن تكونوا أهل الثأر, المسؤولية على الفلسطينيين وأنا مستعد لتسهيل الساحة لكم ).
لقد حدد شارون الهـدف ( الفلسطينيـون ), ووضـع الخطـة ( التسهيلات ) وحدد الأدوات المنفذة ( القوات اللبنانية ).
وهكذا كان, فلقد بدأت المجزرة بعد ساعات قليلة من دخول جيش الاحتلال الصهيوني إلى مناطق بيروت الغربية وضاحيتها الجنوبية, وبرفقة أدواته وعملائه في لبنان.
حوصر المخيم لمنع الدخول إليه والخروج منه, وبدأ القصف المدفعي للمخيم واستمر طيلة يوم الخميس 16/9, إضافة إلى أطلاق النار من قبل القناصة الإسرائيلية على بيوت المخيم, وعندما توقف القصف المدفعي أفسح المجال لعصابات القوات اللبنانية, وكانت كلمة السر ( أخضر ) مما يعني أن الطريق مفتوح ودخل القتلة والبالغ عددهم من 1000 – 1500 مسلح, ليمعنوا قتلاً وذبحاً في المدنيين العزل.
كان الفوج الأولى من ضحايا المجزرة من سكان حي الحرش, وعرسال, والحي الغربي, والمنطقة المحيطة بالأحياء الثلاث.
مع بزوغ فجر يوم الجمعة 17/ أيلول, بدأت أثار الجريمة تتكشف, وانتشرت الجثث في الشوارع والبيوت, وأكمل المجرمون رمي القنابل الفسفورية على الملاجئ المتواضعة والمحدودة في المخيم, فقضى عدد كبير داخلها حرقاً.
كانت حصيلة المجزرة 3297 شهيد, منهم 136 لبنانياً, وتوزع الشهداء على شوارع وزواريب المخيم, حيث وجدت جثث 1800 شهيد وفي مشفى عكا في بئر حسن 400 شهيد وفي مشفى غزة 1097 شهيد.
في حديث السيدة الحوت في البرنامج المشار إليه قالت:-
( أراد ضابط لبناني استخدام الجرافات في دفن الجثث في حفرة كبيرة, إلا أن الكشاف الإسلامية رفضت ذلك وقال مسؤولها واسمه ( ميسم ) أن لديه أعداداً كبيرة من الشباب جاهزة لإجراء عملية الدفن طبقاً للشريعة الإسلامية, وقالت أنه أجرى اتصالاً مع المرحوم العلامة محمد مهدي شمس الدين, واتصالاً آخر من العلامة المرحوم السيد فضل الله الذين أشاروا بضرورة إجراء مراسم الدفن الإسلامية, وقد حصل هذا العمل المرهق جداً والجريء ولولاه لما كانت هذه المقبرة التي تضم رفات أكثر من 700 من الشهداء.
كل ما فعله بعض الحكام العرب أنهم أعربوا عن الأسف ووصف الجريمة بأنها جريمة حرب وهنا توقف خطابهم.
كانت هناك مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية لكن هذا لم يدخل حيز التنفيذ لاصطدامه بحائط الردع الأمريكي, تشكلت لجنة تحقيق ( إسرائيلية ) بقيادة القاضي كيهان وسمية اللجنة باسمه وتوصلت إلى عدة أمور منها أن الجيش ( الإسرائيلي ) لا يتحمل المسؤولية المباشرة وألقت المسؤولية على ضباط القوات اللبنانية.
وها هي المجزرة التي جرى لوقت طويل التعتيم عليها يمر عليها 28 سنة واصل العدو خلالها ارتكاب العديد من المجازر, ولا زال هناك من يراهن على الوعود الأمريكية وعلى المفاوضات مع العدو الصهيوني.