غزة تدخل موسوعة غينيس

شكل سباق "غزة 100" فرصة جديدة لدعوة دول العالم للتدخل من أجل كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة ولتذكير الإنسانية بوجود شعب فلسطيني يستطيع فعل الكثير رغم كل الصعوبات، خصوصاً وأن الغزيين دخلوا موسوعة غينس للأرقام القياسية من جديد، بعد مشاركة 2000 متسابق في الجري لمسافة 100 متر بين نقطتين ثابتتين على أرض معلب اليرموك في مدينة غزة.
ويأتي تنظيم هذا السباق بالتزامن مع سباق آخر في بريطانيا يحضره نحو 20 ألف متضامن في منطقة واحدة، ويستهدف تسليط الضوء على كارثة الحصار بصورة أساسية، علاوة على تسجيل رقم قياسي جديد ودخول موسوعة غينس وفقاً لرئيس “نادي الجزيرة الرياضي” المنظم للسباق.

وذكر أن السباق دخل موسوعة غينس بعد أن تخطي الرقم السابق وهو 1800 شخص للعدو 100 متر في موقع واحد، معتبراً أن السباق يحمل معاني إنسانية إضافة إلى الجوانب الرياضية، وهو تعبير عن الفكر الجديد للتعامل مع التضامن الدولي المتزايد مع القضية الفلسطينية.

وقال: "هي رسالة محبة إنسانية للعالم من الفلسطينيين بأن شعب غزة ليس كما يصوره الاحتلال شعب إرهابي".

ورغم أن الحدث رياضي في الأساس إلا أن اللافتات التي زينت ملعب اليرموك حملت رسالة رئيسية حول مطالبة المجتمع الدولي بكسر الحصار عن أهالي القطاع، وأن استمرار الصمت على تداعيات الحصار الكارثة يعد جريمة بحق الإنسانية.

وبحسب النزلي فإن السباق شهد مشاركة واسعة من مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني، خصوصاً طلبة المدارس والجامعات والمعاقين وممثلي الهيئات الرسمية والخاصة، علاوة على متضامنين أجانب قدموا في قافلة "شريان الحياة 5".

واحتشد المشاركون في مدرجات الملعب منذ الثامنة صباحاً في انتظار دورهم للعدو أمام وسائل الإعلام، إذ تمكن المتسابقون من تحطيم الرقم القياسي السابق في أقل من الوقت المخصص لذلك بساعتين، وانتهى السابق عند الساعة الساعة مساءً بدلاً من الثامنة.

ولم تخلو المشاركة من جهات حزبية وحكومية، إذ شارك وزير الشباب والرياضة في الحكومة باسم نعيم في عدو المسافة المقررة، معتبراً فكرة السباق محطة جديدة من محطات الإبداع الفلسطيني في ظل الحصار.

وقال: "نريد إرسال رسالة للعالم أجمع أن قطاع غزة رغم الحصار والدمار وفي ظل السياسة الصهيونية التي تهدف إلى دفع أهله إلى اليأس والموت إلا أنه يؤكد دائماً رسالة المحبة والسلام". وأضاف: "نحن من دعاة التواصل الإنساني، ولذلك هذه رسالة مهمة تحمل أكثر من معنى للتواصل بين غزة اليوم في ظل الحصار وبين لندن".

من جانبه أكد وزير التربية والتعليم في الحكومة الدكتور محمد عسقول أن الإنسان الفلسطيني اليوم يقدم رسالة تحدي واضحة في ظل الحصار والاستهداف الاقتصادي والسياسي والأمني، معتبراً أن هذه الحدث يعكس قدرة الفلسطينيين على ممارسة حياتهم الطبيعة كأي مكان في العالم مهما كان شكل الحصار.

وقال: "نتصل بلندن ونشاركها في واحدة من الفعاليات التي يقدمها العالم المتحضر، وهي الإرادة الفلسطينية التي تقول أنني أمارس حالة البناء في المؤسسة التعليمية والرياضية والمسابقات العالمية والتواصل مع العالم".

وفي سياق متصل اعتبر القيادي في "الجبهة الشعبية" لتحرير فلسطين رباح مهنا أن أهم رسالة يوجهها هذا السباق هي للعدو الصهيوني، بأن هذا الشعب رغم كل الانتهاكات والاعتداءات يقوم بتنظيم هذه الفعالية لأنه شعب لا يموت وسيستمر بالتمسك بثوابته وسيستمر في المقاومة حتى تحقيق أهدافه

ودعا طرفي الانقسام الفلسطيني في غزة ورام الله إلى التوافق من أجل إنهاء معاناة الحصار وعمل الكثير للشباب الفلسطيني في المستقبل.

من جهته أوضح محمود لبد ممثل مؤسسة اف شيرتي البريطانية الشريكة في تنظيم السباق أن العالم يؤكد من جديد وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني من خلال هذه المشاركة الواسعة.

وقال: " إنكم لستم وحدكم جميع شعوب العالم متضامنة معكم ومؤيدة لقضيتكم، وهذا الحدث صورة لمكافحة الحصار". وأضاف: "سيتكرر هذا الحدث الأسبوع القادم ولكن مع مدن بريطانية أخرى في إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني".