مشعل ظهر في سوريا حاضراً إجتماعاً لتحالف القوى الفلسطينية للبحث بزيارة عباس الى الأمم المتحدة * زيدان لـ «الديار» : الإعتراف بدولة فلسطينية إقرار بالإحتلال الإسرائىلي وطريق للتوطين

مشعل ظهر في سوريا حاضراً إجتماعاً لتحالف القوى الفلسطينية للبحث بزيارة عباس الى الأمم المتحدة
زيدان لـ «الديار» : الإعتراف بدولة فلسطينية إقرار بالإحتلال الإسرائىلي وطريق للتوطين
قد تتأجل الزيارة في الربع الساعة الأخير مع عودة المفاوضات بضمانات

كمال ذبيان

ظهر رئىس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في دمشق بعد ان ترددت معلومات عن انه ترك العاصمة السورية وانتقل الى القاهرة والدوحة بسبب الاحداث التي تشهدها سوريا والموقف الملتبس «لحماس» منها او المعروف بتأييده لـ «الاخوان المسلمين» التي تتبع عقيدتهم اضافة الى التأثير التركي عليها.
وقد حصل تباين داخل «حماس» حول التطورات السياسية والامنية في سوريا وانقسمت الآراء بين مؤيد للنظام الذي احتضن الحركة ورفض التفريط بالمقاومة، رغم كل الضغوط والتهويل عليه، وهو يدفع ثمن موقفه الوطني والقومي، في حين رأى فريق آخر، ان ثمة فرصة ليكون النظام بيد «الاخوان المسلمين» كما هو الحال في اكثر من دولة عربية تعيش ثورات.
لكن مشعل تشبث بأن تبقى سوريا عاصمة المقاومين والمناضلين، وقد اطلّ منها مع تحالف «القوى الفلسطينية» الرافض للتسويات السلمية في اجتماع حضره اليه الامناء العامون الذين يشكلون القيادة المركزية وضم كلا من: ابو موسى (فتح - الانتفاضة) رمضان عبدالله شلح (الجهاد الاسلامي) طلال ناجي (القيادة العامة) خالد عبد المجيد (جبهة النضال الفلسطيني) فرحات ابو الهيجاء (الصاعقة) ابو نضال الاشقر (جبهة التحرير الفلسطينية) خالد عواد (الحزب الشيوعي الثوري).
وهذا الاجتماع حدد الموقف من المبادرة التي يحملها رئىس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) الى الامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية التي لا تلقى اجماعا فلسطينيا، اذ ينظر الفلسطينيون الرافضون الى هذا الموضوع على انه تفريط بالقضية الفلسطينية واعطاء الكيان الصهيوني شرعية باحتلال فلسطين.
ولقد جاء هذا الاجتماع وبحضور مشعل، ليعيد تصويب موقف «حماس» اذ يرفض من هم في داخل فلسطين المحتلة، ونواب الحركة وقيادات فيها مبادرة عباس ويعتبرونها خطرا على القضية الفلسطينية وحق العودة في حين ان مسؤولين في «حماس» في لبنان يعتبرون المبادرة جيدة وتزيد من عزلة العدو الاسرائيلي في العالم اذا ما صوّتت الامم المتحدة الى جانب دولة فلسطينية.

وفي هذا الاطار يكشف امين سر حركة «فتح - الانتفاضة» في لبنان حسن زيدان (ابو ايهاب) على ان البيان السياسي لتحالف القوى على المستوى المركزي اعاد رسم خارطة طريق مختلفة عن نهج السلطة الفلسطينية القائمة وان ما يقدم عليه محمود عباس خطير جدا اذ هو يقوّض حق العودة ويضع فلسطينيي 48 في مهب الريح، كما انه يقف على باب التعويض للفلسطينيين الذين نزحوا في العام 1948 كما انه يعطي شرعية لاغتصاب فلسطين، ويعترف بيهودية الدولة، مما يفسح امام قادة العدو الصهيوني للمطالبة بتعويضات، عن ارضهم وفق مزاعمهم التي التي احتلها الفلسطينيون لآلاف السنين.
ويؤكد زيدان لـ «الديار» بأن كل الكلام الذي يقال اننا نذهب الى الامم المتحدة ولا نعترف بيهودية الدولة او باسرائىل هو كلام فارغ وغير مبرر، ونعود الى ملهاة العام 1988 عندما اعترف المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر باسرائىل.
وتخوف زيدان من ان يكون ثمن الاعتراف بدولة فلسطينية على جزء من ارض فلسطين لا تمثل الا اقل من 40% هو توطين الفلسطينيين والغاء هويتهم الوطنية وتشريدهم من جديد ولقد اعلن العاهل الاردني الملك عبدالله عن ان الاردن هو للاردنيين، وان الفلسطينيين فيه والذين يشكلون ثلثي الشعب في الاردن، لن يكون وطنا بديلا لهم.
من هنا فإن تحالف القوى الفلسطينية يعتبر كما يقول زيدان ان زيارة عباس وما يسمى استحقاق ايلول، هو تفرد بالقرار ولا ينطلق من تحرك على اساس استراتيجية وطنية للتحرير والمقاومة، ويخرج عن اطار الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني.
فالخطوة المنفردة للسلطة الفلسطينية، لا تعبر عن توافق وطني فلسطيني وفق تأكيد مسؤول «فتح - الانتفاضة» في لبنان الذي يشير الى ما يسمى استحقاق ايلول يقوم على اساس مفهوم التسوية التي ارتكز عليها اتفاق اوسلو، الذي لا يتمتع فريقه بالصدقية والجدية.
ويبدو ان القيادة المركزية لتحالف القوى الفلسطينية، قررت ان تواجه التنازل الجديد الذي يقدم عليه «ابو مازن» وهي لن تعترف به لانه ينذر بمخاطر حقيقية على مستقبل القضية الفلسطينية ويشتت الفلسطينيين، ويسقط حقوقهم التاريخية.
ويتوقع زيدان ان ذهب عباس الى الامم المتحدة وهو لا يتوقع ان يذهب لانه يتعرض لضغط اميركي واوروبي واسرائيلي، حتى ولو ذهب فإنه سيعود بوعد جديد وهو وجود فلسطين كدولة مراقبة في الامم المتحدة وتأييد عدد من الدول لها وسيزيد من النفقات بفتح سفارات جديدة.
ذهاب عباس الى الامم المتحدة، او عدم ذهابه لم يحسم بعد، وقد تؤدي الضغوط الاميركية والاسرائيلية عليه، ان يرجئ ذهابه الى الامم المتحدة في الربع الساعة الاخير مع العودة الى المفاوضات بضمانات اكثر.