ملف البارد ملفا سياسيا بامتياز

بسم اللة الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة وبعد
أقيم مخيم نهر البارد الفلسطيني عام 1949 على بعد 16 ك.م من مدينة طرابلس اللبنانية شمال لبنان بمحاذاة الطريق البحري ,وبدأت الانروا تقديم الخدمات للاجئين عام 1950 وبسبب موقعة لوسطي بين عكار وطرابلس وقربة من الحدود السورية وكونة يقع في محاذاة طريق دولية بسبب تمكن سكان المخيم من نسيج علاقات اخوية وثيقة مع الجوار حتى أصبح رمزا للعيش اللبناني الفلسطيني المشترك بكل جوانبة .فأعتمد اهالي المخيم على انفسهم وتوجهوا الى العمل التجاري والحرفي وأصبح المخيم مركزا تجاريا اساسيا للبنانيين والفلسطينيين معا في منطقة عكار ,وبات المخيم الاكثر ازدهارا بين المخيمات الفلسطينية في لبنان ,وبنفس الوقت وبسبب النمو السكاني وضيق المساحة للمخيم القديم اضطر اهل المخيم شراء بعض الاراضي الملاصقة بالمخيم القديم وبنوا عليها مساكنهم الجديد ومحلاتهم ومؤسساتهم التجارية التي عرفت بعد ذلك بالمخيم الجديد التي اصبحت الان تسمى بالمنطقة المجاورة .فكان يقيم بالمخيم القديم بحدود 26 الف نسمة وفي المخيم الجديد بحدود 10 الاف نسمة اضافة الى قسم من العائلات اللبنانية التي وضعها المادي متوسط فكانت تلجأ الى المخيم وجوارة برخص الايجارات وغيرها فية .
فخلال ا ندلاع الاحداث الاخيرة خرج اهالي المخيم جميعا من بيوتهم على اساس ان العودة لن تتطول وستكون شاملة .وبعد انتهاء الاحداث ليكشف الواقع ان المخيم القديم دمرا دمارا شاملا وهناك دمار كبير في المخيم الجديد ووعدت الحكومة اللبنانية انذاك بواسطة لجنة الحوار الوطني اللبناني الفلسطيني بأعمار الدمار وبناء وأمن وعلاقات داخلية ومع الجوار ستكون نموذجا لباقي المخيمات وللعلاقات اللبنانية الفلسطينية عامة .
وبعد مد وجزر بهذا الملف الفلسطيني المفتوح والعراقيل التي كانت تواجة هذا الملف ابتدأ من العودة الى الاعمار وفصولة والوعود وغيرها بالحياة الكريمة التي وعدنا بها كثيرا من خلال الزيارات المكوكية التي كانت تقوم بها الوفود العربية والغربية والفلسطينية ان كانت بشكل رسمي او من خلال المؤسسات والجمعيات التابعة لها باجتماعتهم مع اهالي المخيم أو من خلال المحاضرات او الاجتماعات هنا وهناك وبعد مرور
تقريبا حوالي ثلاثة سنوات على انتهاء الاحداث مازال هذا الملف يرواح مكانة بكل جوانبة وبكل تداعياتة المأساوية على اهالي المخيم. هذا ما صرح بة اخيرا او بالاحرى بشكل مبطون مسؤول ملف مخيم نهر البارد خلال لقائة الاخير مع اهالي المخيم المنكوب كالذي يقول للاهالي راحت السكرة واجت الفكرة فكأن كلامةيوحي الينا كأنة ينعي ملف مخيم نهر البارد بشكل رسمي .فالكلام الذي تفضل بة ليس بالكلام الجديد فنحن منذ انتهاء الازمة وحتى يومنا هذة كل الدلائل والعراقيل التي كانت تواجة الحياة بهذا المخيم ابتداءا من تصاريح الدخول والخروج وايقاء المخيم مغلقا على الجوار الى العراقيل التي كانت تواجة المخطط التوجيهي لاعادة الاعمار وغيرها الى بداية الاعمار وبطئة الشديد الذي سميناة نحن كمشي السلحفاة وانت شخصيا سميتة من اجل المواصفات هذة البطء الى المشاكل التي كانت تواجة عمالنا والتهميش المقصود للمقاولين والمهندسيين بسبب ما يشاع ان هناك جهة رسمية نافذة تتحكم بأعمال البناء ومشاريعة كيف تشاء وتريد حتى مؤسسة الانروا نفسها المسؤولة المباشرة عن وضعنا الاغاثي والمعيشي والحياتي ليس لها اي موقع او دور لدى هذة الجهة المعنية . فنحن لم ولن نتفاجأ اعندما اعلنت الانروا انها بحاجة ماسة وضرورية لمقاولين ومعلمين بناء من ابناء المخيم بسبب حاجتة لذلك والا سوف تضطر بالاستعانة بعمال من غير ابناء المخيم مع العلم ان مخيمنا يعج بكل هذة الكفاءات والسبب يعود ان المقاولين والمعلمين لديهم الكثير من التبريرات المشروعة الذي تمنعهم من العمل بداخل المخيم القديم لاسباب مادية تدخل في طبيعة العمل وعملية الربح والخسارة , و الى وحدة التصماميم وهيكلها القيادي ومديرها الذي لا نعرف عن هذا المدير غير انة فرضا فرضا علينا بتصاميمة وهياكل المخيم العمرانية الى تقليص خدمات الانروا بحق اهالي المخيم الى منع الاهالي اخيرا من ترميم مساكنهم ومحلاتهم التجارية بسبب ما يقال ان هناك مشكلة قانونية لديهم وهم الذين اشتروا هذة المحلات والمباني بعرق وكد وتعب السنين ولديهم كل ما يثبت حقهم بذلك من اوراق قانونية وغيرها .موضوع ما يسمى ويطلق علية البرايمات التي لحد الان لم تسلم ما ذنب اهلها ! اليس كلها هذة الاسباب مجتمعة او متفرقة وغيرها كلها دلائل كانت تشير ان وضع مخيم نهر البارد وضعا سياسيا بامتياز .فلجنة الحوار الوطني اللبناني الفلسطيني لم تعقد منذ زمن بعيد وكانت اول واخر جلسة عقدت لها قبل تقريبا احداث البارد بشهر وكان برئاسة ممثل م.ت.ف في لبنان انذاك واذاع بيانها يوم ذلك مسؤول ملف البارد الان .للتذكير فقط ان ممثل م.ت.ف في ذلك الوقت صال وجال وعقدت اتفاقات كثيرة قبل وبعد احداث البارد بخصوص ملف المخيمات الفلسطينية بلبنان ان كان تحت الطاولة او من فوق الطاولة فكل الذي حصل ومازال يحصل يجعلنا نشعر او نقلق ونخاف ان يكون كل هذا ماهو الا بداية لمشروع سياسي مستقبلي قادم بحقنا جميعا ان كان من خلال التوطين وتوابعة او التهجير الذي يطل علينا من جديد بالاعلام العربي والغربي .
اليس لدينا الكفاءات العلمية من مهندسين ومحامين من ذو الاختصاصات المختصة بهذا الملف المعقد بكل جوانبة العمرانية والقانونية !ّ فلنعمل جميعا ومعا من اجل مرجعية فلسطينية واحدة بلبنان تضم كل الكفاءات الفلسطينية بشكل عام وبنهر البارد بشكل خاص من اجل فتح حوارا وطنيا جادا مع الاخوة المعنيين اللبنانيين على قاعدة المصالح المشتركة وماهي الواجبات المطلوبة منا وما هي الواجبات التي نريدها بشكل صريح وجلي بما يحفظ للبنان العربي المقاوم حقة في السيادة على ارضة وحقنا في العيش الكريم من خلال اعطائنا حقوقنا المدنية والانسانية لنكون جميعا لبنانيين وفلسطيننين صدا منيعا بوجة كل من يحاول فرض مشاريع مشبوة كالتوطين وغيرة او التهجير او فرض امر واقعا معينا على اهلنا وشعبنا في نهر البارد بشكل خاص و المخيمات الفلسطينية بشكل عام .فلنجعل من مطالبنا رزمة واحدة في سلة واحدة فلنتجاوز كل الخلافات وتجاذبتنا السياسية الفلسطينية الداخلية ولنعمل جميعامن اجل مصالحنا الوطنية وركائزها الاساسية التمسك بالثوابت وبالحقوق الوطنية لحماية مشروعنا الوطني الفلسطيني الكبير .