حديثنا اليوم عن المقارنة بين معاناة اهلنا بمخيم نهر البارد ومعاناة اهلنا بالقطاع كلاهما يعاني وكلاهما يصارع نتاج الحروب وكل بطريقته وكل وما هو هدفه ..
نهر البارد خاض حربين ضروسين الاولى بين الشقيق والشقيق وغزة هكذا اتت على البنية التحتية له وحصدت ما حصدت من الشهداء لتزيد اهل المخيم والقطاع معاناة على معاناة وتزيدهم فقرا على فقر واصبح المهاجر او اللاجئ ابن نهر البارد وقطاع غزة يعاني رحلة اللجوء داخل اللجوء ..
والحرب الثانية والتي اتت على الاخضر واليابس وبموافقة دولية وعربية وتم تدمير المخيم بالكامل وشرد اهله تشرد اللاعودة تشرد من مخيم الى مخيم ومن حصار الى حصار ومن معاناة الى معاناة اشد وحرب غزة الثانية هكذا ...
اقل ما يقال ان اللاجئ في نهر البارد كانت له وسائل معيشة متوفرة ولو بالحد الادنى صنعها بنفسه وسيلة تجارية كانت تقي اللاجئ خصاصة الحاجة والبعد ولو آنيا عن التسول الاجباري من هنا او هناك ..
اليوم وقد دمرت كل ممتلكات اهل نهر البارد وضاعت امكانيات العمل التي صنعها ابن المخيم واصبح عالة على مخيمات اخرى ليزيد المعاناة معاناة اخرى وكانه كتب عليهم الرحيل تلو الرحيل والحصار تلو الحصار ...
معاناة يعيشها وباسلوب اخر اهلنا في القطاع ولاسباب مختلفة واهداف مختلفة ومعاناة باسلوب متحضر وبموافقة دولية ومساعدة امريكية ...
جميعها تصب في نفس البوتقة التهجيرية ونفس المكيال الاحتلالي ونفس النتيجة الطبيعية ونفس المعاناة اليومية ونفس الاحساس اليومي بالبرد القارص ونفسه في صيف المَشرق الحار ..تاقلم الجسد الفلسطيني على تغير انماط الحياة وتاقلم على متغيرات الطقس ليصبح جسدة كذوات الدم البار ..
لكن علينا ان نرى هذه الايام كيف تقاس الامور بمكيالين وكيف تلعب بنا سياسة المساعدات وكيف توجه ابواق الاعلام ولمصلحة من ...
تبحر سفينة مريم محملة بالمساعدات الى القطاع وتشمل مواد البناء وغيرها وهنا نشكر كل من قام ويقوم على تلك المساعدات والمبادرات ولكن الاولى فالاولى قبل ان تنقل هذه المساعدات الى القطاع ويتمكن منها العدو الصهيوني وتذهب ادراج الرياح فقط ليبقى منها بعض البهرجة الاعلامية والدعائية المصاحبة لهذه السفينة او تلك ويصبح اصحابها ابطال وحماة الوطن ودعاة الحرية ...
ان سفينة مريم لا يبعد مرساها سوى كيلو مترات عن اهلنا بمخيم نهر البارد الذي يحتاج وبشدة لكل مساعدة مهما كانت صغيرة ومهما كانت متواضعة لكن الواضح ان المساعدات لنهر البارد لم تعطي اكلها الاعلامي ولم يكن لها المردود السياسي المأمول ..كثرت القرارات وكثرت الوعود لكل من نهر البارد وقطاع غزة وتبين انها كلها وعود مع وقف التنفيذ ..
اهلنا في المخيمات بكاقة اماكنها تحتاج الى المساعدات وبنسب متساوية مع مضاعفتها لاهلنا في نهر البارد لقد عادت بنا الذاكرة الى ما قبل النكبة والنزوح الكامل من فلسطين حيث اللا ماوى واللا عمل واللا مورد رزق والترحال الاجباري من جديد ومن هنا اتساءل مالفرق بين حصار غزة وترحال اهل نهر البارد وما الفرق بين المعانتين كلاهما في ضائقة وكل من مكانه يناضل وكل بطريقته وباسلوبه وانتمائه ...