أربكتها أحداث العالم العربي وشتّتت أهدافها حماس الى أين؟

أربكتها أحداث العالم العربي وشتّتت أهدافها
حماس الى أين؟

يبدو أن مسيرة إصلاحات منظمة التحرير الفلسطينية قد توقفت عند نقطة معينة، بعد تأجيل اجتماعات الهيئة الوطنية العليا ومنذ يوم 22 كانون الأول الماضي، اكتفت أطراف المصالحة بالتوقف عندما تعتبره إنجازاً، حيث سُوّق في حينه أن هناك إجماع فلسطيني مفاده، أن الرئيس محمود عباس نجح في تأكيد شرعيته رئيساً للسلطة الفلسطينية ولمنظمة التحرير، وهو لا يرغب في خطوة جديدة قد تثير الكثير من الإرباكات، فالمفاوضات وصلت الى الانهيار التام، ويبدو أيضاً أن الحديث عن الانتخابات وتشكيل الحكومة والمجلس الوطني هي مجرد برامج نظرية غير قابلة للتنفيذ في ضوء الوقائع والمستجدات ودونها عوائق كثيرة.
ومن ناحية ثانية، بدا أن رد فعل حركة حماس على تعطيل الهيئة الوطنية كان بارداً، ويبدو أن حماس ليست في عجلة من أمرها في هذه المرحلة بالذات، لخوض غمار مؤسسات منظمة التحرير، وبعد أن اطمأنت الى المنحى العام الذي اتخذته الأوضاع في تونس ومصر، لصالح الإسلاميين، تبدو في حالة ترقب لتطور الأوضاع في المنطقة، بحيث يتم استكمال خطواتها بناءً على تطورات ما يجري على أرض الواقع من أحداث، من هنا اكتفت حماس بالأجواء التصالحية وهي بذلك لن تخسر شيئاً في الوقت الراهن، بينما تنظر الى المنافع الآجلة التي ستكرس شرعيتها لدى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بالإضافة الى وجودها القوي في قطاع غزة.
وفيما ينتظر الفلسطينيون تشكيل حكومتهم الانتقالية، التي تم الاتفاق عليها في العاصمة القطرية الدوحة، بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، بدأت بعض الخلافات داخل "حماس" وتناقلتها مصادر عديدة، وهذا ما قد يؤثر سلباً على تنفيذ الاتفاق وتشكيل الحكومة الفلسطينية، وهذا ما أكده عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" نبيل شعث، بأن اتفاق الدوحة بين "فتح" و"حماس" بات في خطر بسبب المواقف المتباينة والخلافات في حماس بشأن تكليف الرئيس محمود عباس تشكيل حكومة الوفاق الوطني.
وتتزايد المعارضة في حماس بغزة بعد أن وصف عضو المكتب السياسي للحركة، محمود الزهار، إعلان الدوحة بـ "تفرد" مشعل بالقرار، ويصف معارضو الاتفاق في حماس الإعلان عن تسمية عباس رئيساً للحكومة بأنه غير قانوني وغير مقبول.
واتهم الناطق باسم فتح "أسامة القواسمي" أن ما يحاول إدامة الانقسام، بمساعدة "إسرائيل" في مآربها وأهدافها التي تعتمد على سياسة فصل قطاع غزة وتحويل الضفة الغربية الى كانتونات وتهويد القدس"، وردت حماس على بيان فتح متهمة إياها بالتهرب من الاتفاق، وطالب اسماعيل رضوان، أحد ناطقي حماس الداعمين لمشعل، الرئيس محمود عباس بالإسراع بتشكيل حكومة الانقاذ الوطني وفق اتفاقي الدوحة والقاهرة، وانتقد ما وصفه التلكؤ في تشكيل الحكومة هو محاولة للتهرب من الاتفاق وعدم جدية في التنفيذ.
وحول بوادر الخلافات بين قيادات حماس وبالتحديد بين خالد مشعل واسماعيل هنية، يرى المراقبون أن رياح "الربيع العربي" تساعد حماس على الإبحار وهي تسعى للخروج من عزلتها الدولية لتتصدر الحركة الوطنية الفلسطينية.
وبينما توجه رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الى الأردن ليلتقي بالملك الأردني، وقد ينقل مشعل مقره الى هناك أو الى قطر، أما اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة فقد اتجه الى إيران لإجراء محادثات مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
ويقول المحلل الإسرائيلي ماتي ستاينبرج من جامعة حيفا: إن من الواضح أن مشعل "يريد دفع المصالحة مع فتح الى الإمام" والحديث عن دولة فلسطينية بحدود عام 1967 بدلاً من حدود 1948 التي كانت قائمة قبل إقامة الكيان"، وهو يضع هدف أن يصبح في وضع السيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية التي تهمين عليها حركة "فتح" وتأمل حماس في الفوز بأغلبية ساحقة في منظمة التحرير، وأن ثقتها بنفسها زادت.
وهناك من يرى بأن تحولاً جذرياً يجري في خارطة تحالفات حركة "حماس" فرضه صعود الحركات الإسلامية، وفي مقدمتها حركة الإخوان المسلمين في أكثر من دولة عربية وإن كانت هذه الخارطة لم تظهر بعد، وهناك الضغوط والإغراءات الخليجية التي قدمت لقيادة حركة حماس بمقايضة أقامتها في العاصمة السورية دمشف بأي عاصمة عربية أخرى، ومنها الدوحة القطرية، والسؤال الذي يطرحه المراقبون يقول: هل تنتظر حماس ما ستؤول إليه الأوضاع في أكثر من عاصمة عربية وخاصة تطور الأوضاع في سوريا لتجتاز بذلك الانتقال الصعب من موقع عُرفت من خلاله بأنها مقاومة بامتياز ورسخت تحالفاتها بإيران وسوريا و"حزب الله" الى موقع "الإخوان المسلمين" الذي سيفرض عليها جملة من المتغيرات الإيديولوجية والسياسية في جسم حركة "حماس"، أولها الابتعاد عن محور المقاومة الذي يضم سوريا و"حزب الله" وإيران، والاقتراب أكثر من محور ما يسمى بـ "الربيع العربي"، تبدأ في الدخول الى بيت الطاعة الإخواني ولا تنتهي بصياغة تحالفات تمتد من عواصم عربية وإسلامية مع تغيير جذري في أجندتها، ومثل هذا الأمر بدأت ملامحة في تأكيد حماس على أن المقاومة في نظرها في هذه المرحلة هي المقاومة الشعبية السلمية وهي بذلك تتوافق مع رؤية الرئيس محمود عباس، إعطاء المفاوضات صفة الخيار الاستراتيجي، دون النظر في الخيارات الأخرى التي لن تبقى متاحة بعد التحولات الجديدة.
ولكن اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة، ذهب بعيداً في زيارته الأخيرة لـ "إيران"، حيث أكد في الذكرى 33 للثورة الإسلامية في إيران "بأن هدفنا أن نعمل من أجل حرية الفلسطينيين كافة من البحر الى النهر ورفض المفاوضات"، والنضال سيستمر حتى تحرير كامل أراضي فلسطين والقدس وعودة كافة اللاجئين الى ديارهم".
وكذلك حذر المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، حركة حماس من أي تسوية مع "إسرائيل"، ويجب الحذر من تسلل أنصار التسوية الى منظمة المقاومة لإضعافها تدريجياً".
تصريحات قادة حركة حماس تؤكد على التزامها باتفاق المصالحة وإعلان الدوحة، وأن صدور تصريحات من بعض المسؤولين لا تصب في الاتجاه ذاته، هي لا تعني انقساماً أو معارضة أو حالة استقطاب، كما تؤكد حركة حماس أنه ليس من عاداتها التنصل من اتفاقاتها وأن مؤسساتها هي المخولة في الدرجة الأساسية لتقول كلمتها نعم لهذا الاتفاق أو ترفضه، ولذا يجب أن ينصب التفكير حول المصالحة الى أين؟ وعدم الدخول في تجاذبات لا داخل الفصيل ولا بين الفرقاء الفلسطينيين.
الاسئلة التي يطرحها أو يثيرها الجمهور الفلسطيني والعربي عموماً عن حركة حماس ومواقفها من الأحداث والتحولات في المنطقة العربية، هي أسئلة مشروعة وتصب في اتجاه الحرص على حركة "حماس" كونها فصيل فلسطيني فاعل له دور هام على صعيد الكفاح والنضال الفلسطيني وكذلك لأن حماس جزء من منظومة المقاومة في أمتنا، وبناءً على الإجابة عن تلك التساؤلات، يمكن أن نشكل تصورنا عن حقيقة ما يدور، أما إذا كان الصمت سيد الموقف، فلا عذراَ لأحد، لأن المواقف الحقيقية تؤكد حضورها في خضم الصعاب.
الشيء الوحيد المؤكد، أن مسيرة المقاومة باقية في أمتنا، وهذا خيار استراتيجي تم تثبيته بفضل التضحيات الجسام التي قدمت على طريق التحرير والعودة والتصدي لكافة المشاريع المعادية التي تستهدف أمتنا، وبقي أن نقول: "عند الامتحان يُكرَم المرء أو يُهان".
أدهم محمود

والله اذا نزلت بندقيه العاصفه الى الميدان لن نرى الااجماع وطنى وشعبى حولها العاصفه هى التى مرغت بئنوف الصهاينه الارض وارغمت على الانسحاب وتوقيع الاتفاقات ولذالك يجب على قوات العاصفه ان يكون لها دور فاعل فى الصراع فى داخل الاراضى الفلسطينيه \ وعاشت العاصفه