منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة

منتدى حركة فتح الانتفاضة يقوم بكافة الخدمات الثقافيه والسياسية والاجتماعية
 
الرئيسيةقوات العاصفةأحدث الصورالتسجيلدخول

عدد زوار
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 آحادية أميركا تتراجع وعالم الأقطاب يتقدّم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ليديا أبودرغام
نقيب
نقيب



المزاج : هادئ
تاريخ التسجيل : 01/09/2011
الابراج : الجوزاء
الأبراج الصينية : الحصان
عدد الرسائل : 11
الموقع : https://fateh83.yoo7.com
العمل/الترفيه : صحافية

آحادية أميركا تتراجع وعالم الأقطاب يتقدّم Empty
مُساهمةموضوع: آحادية أميركا تتراجع وعالم الأقطاب يتقدّم   آحادية أميركا تتراجع وعالم الأقطاب يتقدّم Emptyالخميس مارس 15, 2012 2:35 am

آحادية أميركا تتراجع وعالم الأقطاب يتقدّم

إن العالم اليوم في عام 2011 ليس كما كان عليه في عام 1991 بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي حيث ساد آنذاك الإحباط واليأس والتراجع والانكسار ليس في صفوف الأحزاب الشيوعية فحسب وإنما لدى شعوب العالم ودولها. ولكن خلال العقدين الماضيين تمكنت دول عديدة من بناء اقتصادياتها وتطوير قدراتها العسكرية، وامتلكت العلم والمعارف التكنولوجية، وأصبح لها دور في الأحداث والسياسة الدولية، كما أن أحداث عالم اليوم تؤكد أن أميركا في عام 2011 تختلف عما هي عليه أميركا في عام 2003 عندما احتلت العراق بدون قرار من مجلس الأمن. حيث تراجعت اليوم قوتها الاقتصادية بعد الأزمة المالية التي مرت بها في عام 2008 ولا يزال الاقتصاد الأميركي يعيش تداعيات الأزمة الاقتصادية الى هذا اليوم، مما أثر ذلك على قدرة أميركا في الهيمنة والتفرد في السياسة الدولية، وظهرت معوقات دولية أمام جبروت القوة الأميركية لها أثرفي الحد من تفردها. فقد إنحسرت الهيمنة الأميركية عالمياَ وأصبح واضحاَ أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتحرك في الملفات في العالم دون دعم قوى أخرى وموافقتها. فلا يمكن مثلاَ التحرك بشأن إيران أو سوريا أو كوريا الشمالية أو حتى السودان دون تجاوب دول أخرى مثل روسيا والصين ودول الاتحاد الأوربي، فمن دون موافقة هذه الدول على العقوبات الاقتصادية والسياسية فلا توجد فعالية لإتخاذ هذه الإجراءات من قبل الولايات المتحدة وحدها وبرغم إنه من المتوقع أن تبقى الولايات المتحدة اللاعب الرئيسي الخارجي في كثير من مناطق العالم وقضاياه، فإنه يتوقع أن دولاَ مثل روسيا والصين والهند ستقوم بدور أكبر بما هو علية الأمر اليوم.
إن العالم يشهد اليوم ظهور محاور وأقطاب دولية تمكنت من امتلاك التكنولوجيا الحديثة والقدرات الاقتصادية والعلمية والمعلوماتية والعسكرية والسياسية واستطاعت أن تضع سياسات خارجية مستقلة منفتحة في علاقاتها مع دول العالم ومحيطها الإقليمي، ومتنافسة مع الولايات المتحدة الأميركية، في إقامة العلاقات الاقتصادية والتجارية المتكافئة وبعضها تم تأسيس تحالفات اقتصادية فيما بينها مع التنسيق السياسي كروسيا والصين والهند مثالاَ، وهذه خطوة متقدمة تهدف بلا شك الى تغيير موازين القوى ومنع التفرد الأميركي كقطب أوحد لقيادة العالم.
فمن هي القوى الدولية الجديدة التي ستغيّر الموازين في العلاقات الدولية؟
يرى العديد من الخبراء والمحللين السياسيين أن القوى الدولية المؤهلة بلعب دور القطبية في العلاقات الدولية والتي امتلكت عناصر القوة وبالذات القوة الاقتصادية والعسكرية، هي روسيا والصين والهند واليابان رغم أن اليابان تمتلك قوة إقتصادية وتكنولوجية أكثر مما هي عسكرية. إضافة للأتحاد الأوروبي وهذه القوى ستفرض إرادتها في المشاركة في صنع القرار الدولي ووضع حد للقطبية الأحادية.
فالاتحاد الأوروبي برز كقوة إقتصادية كبرى وله تأثير سياسي وقد يبرز كقوة عسكرية كبرى لا سيما وإنه يسعى لتطوير جناحه العسكري المتمثل في إتحاد غرب أوروبا. كما نلاحظ أن مشروعه في التوسع نحو الشرق يجري بسهولة من مشروع توسع الناتو رغم أن العلاقات الأوروبية الأميركية لها تأثير على الخارطة الدولية، ولكن يلاحظ أنه ظهرت بوادر خلاف بينهما في عدد من القضايا الدولية ومنها الموقف الأوروبي المنقسم من إحتلال العراق في عام 2003 وبالذات الموقف الفرنسي والألماني الرافض للحرب. وهذا يؤثر على وحدة الناتو في المستقبل لا سيما وقد ظهرت الخلافات في الرؤى الأستراتيجية بين الطرفين. وأن المخاوف الأميركية تكمن في إنها تخشى من تنامي النزعه الاستقلالية لأوروبا بالشكل الذي يؤدي لإضعاف حلف الناتو وظهور أوروبا قوية قد لا تلتقي مع الأهداف الأميركية، وتتحول إلى قطباَ منافساَ لها. وأن الاتحاد الأوروبي إذا ستكمل بناء مقوماته سيكون في المستقبل أحد الأقطاب الدولية.
سؤال محيّـر: ماذا ينتظر العالم بعد نهاية الأحادية القطبية؟
السؤال مهِـمّ بالطبع، ليس فقط لأن الخطوة النوعية الروسية فرمَـلت إلى حدٍّ كبير الإندفاعة الأميركية في المُـثلث الإستراتيجي، القوقاز - قزوين - آسيا الوسطى، وربما أيضاً في أوروبا الشرقية، بل أيضاً لأنه يأتي بعد أن أوضحت حرب العراق حُـدود القوّة العسكرية الأميركية أو على الأقل حدود قُـدرتها على فرض هيمَـنتها بالقوّة المجرّدة. كِـلا الحربين، في أفغانستان والعراق، أثبتتا أن الولايات المتحدة غير قادرة وحدها على الحِـفاظ على أمن النظام العالمي، وأن كل محاولات المحافظين الجُـدد الأميركيين باءت بالفشل. هذه التطوّرات أدّت بالتدريج إلى تبلوُر إجماع أو على الأقل شِـبه إجماع، بأن رحلة القطبية الأحادية الأميركية وصلت إلى خواتيمها، لكن ما لم يحُـز على إجماع، هو شكل النظام العالمي البديل الذي سيحُـل مكان القُـطبية الأحادية.
إن الحديث الآن عن معالم القطبية الجديدة يقترن دائماً مع اسم ودور الصين الجديد المتنامي نحو القيادة الكونية للعالم من خلال النمو المتسارع والكبير في كافة القطاعات الاقتصادية والعسكرية والسياسية، ولكن هذا الأمر لن يحدث قبل حدوث مرحلة انتقالية، أي أن الولايات المتحدة في طريقها للتخلي عن عرش القطبية الأحادية لا محال، ولكن هناك فترة من الفراغ التي سوف تسود العالم ما بين سقوط الولايات المتحدة وما بين تسلم القطب الجديد لزمام الأمور، لأن الوضع يختلف كثيراً عن ما كان عليه في فترة تفكك الاتحاد السوفياتي والتسلم السريع للقيادة العالمية الأميركية، وذلك لأن الولايات المتحدة كانت جاهزة في تلك الفترة لتسلم زمام القيادة لأن المباراة كانت محصورة بين لاعبين أساسيين، أما فيما يخص الوضع الحالي، فإن الوضع مغاير تماماً و يختلف كثيراً عن ما كان عليه في فترة الحرب الباردة والصراع الثنائي بين القطبين الأساسيين، وذلك بسبب عدم وجود مباراة واحدة تجري على الساحة الدولية، الأمر الذي يعني أن زوال الولايات المتحدة لن يكون بتسلم لاعب آخر لزمام القيادة العالمية وإنما حدوث حالة من اللا قطبية.
وهذا يعني ولادة نظام مؤقت جديد - اللا قطبية - يهيئ الأجواء للنظام القطبي الجديد الذي لا يعلم أحد الى الآن كيف ستكون معالمه الجديدة، وبالعودة الى التاريخ نلاحظ أن القرن الماضي بدأ متعدّد الأقطاب، ولكن بعد حربين عالميتين وعدد من النزاعات الدولية والإقليمية، أصبح ثنائي القطبية، ومع انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفياتي، دخل النظام العالمي مرحلة الأحادية القطبية (الأميركية)، أما الآن فالنفوذ العالمي موزّع ومشتت، الأمر الذي يشكـل بداية للمرحلة الانتقالية وهي مرحلة اللاقطبية، أي نحو عالم لا تهيمن عليه قوة واحدة منفردة ولا دولة غالبة أو دولتان عظميان متنافستان ولا حتى بضعة دول عظمى قليلة متقاربة في القوة والحجم، وإنما عشرات الفاعلين على المسرح الدولي ممن يمتلكون أنواعاً مختلفة من القوة، وهذا بحد ذاته يشكل تحولاً بنيوياً عن المرحلة الماضية.

مؤشرات نهاية القطبية الأحادية

إن تفكك الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة لصالح الولايات المتحدة، جعل النظام الدولي غير متجانس وأدخل العالم في عصر القطب الواحد الذي جعل الولايات المتحدة الأميركية القوة العظمى في العالم. مستعملة حلف الأطلسي غطاء لسياستها وتخطيطها والمنازعات التي تطلقها في أطراف العالم، وبقيت المهيمن الوحيد خلال الفترة الماضية.
ومنذ أن فرضت الولايات المتحدة الأميركية هيمنتها المطلقة على النظام الدولي الجديد أحادي القطبية، فرضت قناعة على حكومات العالم وشعوبه بدورها في فرض الآلية الجديدة للنظام الدولي الذي تريده في الشرق الأوسط، وأساءت التصرف في علاقاتها مع مختلف الدول، وفي الوقت الذي حملت فيه شعار الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، عملت على دعم حكومات مستبدة في الكثير من البلدان، واتبعت إستراتيجية النصر التي اعتمدتها إدارة بوش التي استوحت فلسفتها في إدارة الأزمات الدولية والإقليمية من ايديولوجية المحافظين الجدد. فسعت إلى تفتيت الشعوب، وعملت على الدفاع عن حقوق الإنسان نظرياً وأساءت إلى الإنسان كثيراً: سجن (غوانتانامو) في كوبا، وسجن أبو غريب في بغداد، حيث تعذيب السجناء بشكل وحشي. كما استهزأت السياسة الأميركية من الهدوء النسبي الذي رافق العلاقات الروسية الأميركية على مدار عقد من الزمن، إذ عملت على استفزاز روسيا بإقامة قواعد صاروخية في محيط الاتحاد الروسي، وسعت إلى ضم الدول المجاورة لروسيا إلى حلف الأطلسي مما أثار الدب الروسي النائم.
والآن يواجه القطب الأميركي الواحد تحديات عدة، وقد أساء إلى مبادئه والمبادئ الإنسانية جمعاء، رغم التظاهر الكاذب بدعم الحرية والديمقراطية في العالم. أما مرتكزات انحسار القطبية الأحادية بالإضافة لما سبق فهي:
1. حرب العراق المصطنعة بتخطيط "إسرائيلي"، وقد استنزفت مليارات الدولارات، وأصابت الخزانة الأميركية بعجز واضح.
2. حرب أفغانستان التي أرادتها الولايات المتحدة للخلاص من الإرهاب، وقد نتج عنها انتشار الإرهاب ودخولها في مستنقع آخر.
3. ويأتي الملف النووي الإيراني، حيث لم تتمكن من إيقافه حتى الآن، وحتى لو نجحت الولايات المتحدة في فرض عقوبات على إيران فلا تضر بالفعل بالأعمال النووية الإيرانية، بل سيزيد من حدة العداء لأميركا.. لذلك فوصول أميركا لأهدافها سيبقى صعباً، خاصة أن الصين والاتحاد الروسي لا يقبلان بامتداده إلى هذه الرقعة المهمة من الشرق الأوسط.
4. ويأتي الكذب والخداع والتسويف بما يسمى السلام في الشرق الأوسط، حيث يرفض الكيان الصهيوني الغاصب أي سلام، وإن كانت تتحدث عنه كاذبة في الظاهر، لتخفي ما تخططه في الباطن، ولن ترضى أو تقبل بدولة فلسطينية فاعلة إلى جوارها، ما دامت تتابع الاستيطان والتمدد وتمزيق الضفة الغربية من خلال جدار عازل وحواجز أمنية بالعشرات.
5. وأتى أخيراً التحدي الروسي في جورجيا، ما أصاب هيبة القطب الأوحد في الصميم، إذ لم يستطع أن يقدم لحليفه حاكم جورجيا الدعم الحقيقي الفعال، فَروسيا اليوم غير روسيا الضعيفة قبل عشر سنين، والصعود التدريجي لنفوذ موسكو في حقبة الرئيس فلاديمير بوتين، المدعوم بعائدات النفط والغاز الكبيرة، يعني أن روسيا ستكون قادرة أكثر من أي وقت مضى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي على وقف المد الغربي عبر توسيع حلف شمال الأطلسي في منطقة نفوذها التقليدية في القوقاز وأوروبا الوسطى. كما أن ارتفاع أسعار الطاقة سيعزز نفوذ دول نفطية أخرى تسعى إلى تحديد نفوذ واشنطن في مناطقها مثل إيران وفنزويلا.

صعود المارد الصيني

يضاف إلى هذه العوامل المهمة، تطوير الصين منذ سنوات لقدراتها الاقتصادية والعسكرية وتقوية مواقفها وقدراتها الذاتية بكلّ هدوء ومثابرة حتى غدا اقتصادها أقوى اقتصاد في العالم، وغدت ترسانتها العسكرية من الترسانات التي يحسب لها الحساب أيضاً، وهي بلد متطور ويشهد نمواً ثابتاً في مستواه. وقد تركت بكين نظيرتها الأميركية تصول وتجول دون مواجهة معها إلى أن أنهكت واشنطن ذاتها في مشاكل لا تنتهي، فيما قدّمت العاصمة الصينية نفسها صديقة للآخرين وقادرة على مساعدتهم.
وفي الواقع العملي تستمر بكين في بسط شبكة نفوذها لتخفيض تبعيتها في مجال الطاقة، وهي تتقاسم مع موسكو الهدف عينه، لجهة قضم التواجد الأميركي الذي تطور في آسيا الوسطى بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وأتى أخيراً نشاط الصين في مجال الفضاء الخارجي، قفزة حضارية أكدت أن الصين قد اكتسبت موقعاً عالمياً يجاري الولايات المتحدة إن لم ينافسها.
ويبرز جليا تنامي وصعود الدور الصيني الذي يسعى لأن يلعب دورا محوريا في العديد من القضايا المثارة• وفي إطار هذا السياق يتبدى الدور الذي تلعبه الصين في المنطقة العربية، إذ لا شك أن أهمية محاولة استجلاء الموقف الصيني وتفاعلاته على الصعيد الدولي يجيء بالأساس من أن الصين باتت تعد بين مصاف الدول الكبرى في عالمنا المعاصر ليس فقط نتيجة قدراتها العسكرية الهائلة التي جعلتها تشغل المكانة الثالثة من حيث القدرة النووية، وإنما لشغلها نفس المكانة من حيث مستوى حجم الناتج القومي الإجمالي، ناهيك عن القوة الديمغرافية التي تتمتع بها الصين نظراً لعدد السكان الذي يبلغ مليار وخمسمائة مليون نسمة، ما جعل المنطقة العربية توجه أنظارها إلى هذه القوة الصاعدة التي يمكن أن تمثل ثقلاً مضاداً للهيمنة الأميركية في نظام أحادي القطبية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، خاصة أن منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة والمنطقة العربية بصفة عامة باتت تزخر بالعديد من القضايا المعقدة التي تسعى الصين لأن تكون طرفاً فاعلاً فيها، خاصة وهو ما تبدّى عبر تطور الموقف الصيني إزاء القضية الفلسطينية، بيد أن واقع توازنات النظام الدولي قاد الصين إلى تبني وجهة نظر مؤيدة للحلول السلمية ومن خلال السبل السياسية والدبلوماسية•
وعلى صعيد آخر تشهد حالياً العلاقات الصينية الإيرانية تنامياً ملحوظاً، وهو ما قاد البعض إلى إمكانية إسهام هذا الوضع في إذكاء حدة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط• إن الفهم المعمق للموقف الصيني إزاء الشرق الأوسط يستدعي استجلاء طبيعة أهداف السياسة الخارجية الصينية، تلك السياسة التي اتسمت بالصبغة السلمية، وهنا تجدر الإشارة إلى أن التطورات المتلاحقة التي شهدها الواقع الصيني على كل من الصعيدين الداخلي والخارجي قادت الصين إلى تأكيد الطبيعة السلمية لأهدافها وذلك في محاولة لتهدئة القوى العالمية المتخوفة من الصعود الصيني الذي رأت فيه خطراً محتملاً يهدد توازن القوى العالمية، وهو الواقع الذي عكسته تجارب تاريخية سابقة تزامنت مع صعود قوى عالمية، حيث أثار الصعود الأميركي خلال القرن الماضي تخوف دول أميركا اللاتينية، وبالمثل كان التخوف قبيل الحرب العالمية الأولى من تنامي القوة الألمانية أو من الصعود الياباني قبل الحرب العالمية الثانية وبالمثل من التصاعد السوفياتي بعد عام 1945.
وفي إطار هذا السياق، أكدت الصين أن من بين أهداف سياستها الخارجية إرساء نظام متعدد الأقطاب وذلك مع حرصها على رفض التدخلات الخارجية.
إن الولايات المتحدة تتفهم مثل هذه الطموحات، حيث أنها سعت بذاتها لإقصاء القوى الخارجية من الوصول الى المناطق المحيطة بها منذ مبدأ مونرو. بنفس المنطق، ستكون الصين ملزمة بالشعور بالقلق اذا احتفظت واشنطن بشبكة التحالفات الآسيوية وحضور عسكري كبير في شرق أسيا والمحيط الهندي.

عودة الدب الروسي

وعلى مقربة من الصين، وقفت روسيا تعيد بناء ذاتها بعدما تخلصت من أعباء الاتحاد السوفياتي السابق والحمولة الثقيلة التي كانت ملقاة على كاهله. وخلال السنوات الماضية تعلمت موسكو الدرس جيداً وتركت واشنطن تصول وتموج دون الاصطدام معها. والآن يعود الروس إلى الساحة الدولية أكثر قوة ومنعة من كافة الجوانب، ونجمهم في صعود وتألق. ولعلّ الموقف الروسي ـ الصيني المشترك في مجلس الأمن الدولي قبل فترة واستخدام الفيتو المزدوج ضد قرار غربي ـ أميركي بحق سوريا، أرسل رسالة إلى الغرب قبل سوريا، تقول باختصار: ها قد عدنا فاحذروا!
ليس روسيا والصين وحدهما تزاحمان على ملء الفراغ الذي يتركه انزياح وتراجع القوة الأميركية؛ فهناك دول مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا وإيران وتركيا تحاول تقاسم الكعكة العالمية والمشهد العالمي وتحاول إثبات حضورها على المسرح الدولي مما يفسح في المجال لتشكل نظام تعددي يقوم على التعاون والحوار وليس على السيطرة والإقصاء.

مجموعة "سيلاك"

يضاف إلى ذلك الضربات الموجعة التي تلقتها الولايات المتحدة في حديقتها الخلفية مع مجيء رؤساء يساريين في بلدان أميركا اللاتينية، أمثال الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، الذي يقدم خطاباً شعبوياً وكاستروياً مناهضاً للامبريالية - والذي أعطاه الريع النفطي سلطات لم يستطع أن يحلم بها أبداً فيديل كاسترو- والبرازيلي لويس لولا داسيلفا، والأورغواني تابار فاسكويز، والأرجنتيني نيستور كريشنر الراحل، والبوليفي إيفو موراليس، والتشيلية الاشتراكية ميشال باشليه.. في مؤشر آخر على أن واشنطن لا تواجه في معركتها للهيمنة على العالم الصين وروسيا فقط، بل أقدمت دول أميركا اللاتينية على خطوة سياسية استراتيجية لتعزيز وجودها واتحادها في القارة الأميركية في أفق استبعاد وتهميش نفوذ الولايات المتحدة، وذلك من خلال تأسيس "مجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي المختصرة لاتينيا "سيلاك" لتعويض "منظمة الدول الأميركية" الراسخة تحت نفوذ واشنطن.
واحتضنت العاصمة فنزويلا، كاراكاس في 2 و 3 كانون الأول 2011 تأسيس هذه المجموعة السياسية بمشاركة 33 دولة وحضور أغلب رؤساء هذه الدول، ولم يتم توجيه الدعوة لكندا والولايات المتحدة. وشدد متحدثون خلال القمة على أهمية هذا الاندماج من أجل تحول أميركا اللاتينية إلى قوة حقيقية في مسرح الأحداث الدولية وتهميش "منظمة الدول الأميركية" التي توجد تحت ما وصف بـ "سيطرة اليانكي".
والمثير أن من أشد المتحمسين لهذه الهيئة الجديدة رئيس المكسيك، فليبي كالدرون حليف واشنطن الذي أبدى اقتناعه أن "هذا العقد هو عقد أميركا اللاتينية، فالاندماج هو طريق دول المنطقة نحو التقدم وسيلاك هو ولادة جديدة لأميركا". وكان رئيس الإكوادور، رافائيل كوريا، واضحا في خطابه المعادي لسياسة واشنطن عندما أكد "تأسيس هذه المجموعة هو خطوة نحو الاندماج وتحقيق أكبر قدر من الاستقلالية في مواجهة واشنطن"، مضيفا "دول أميركا اللاتينية ليست مطالبة بالتوجه الى واشنطن لمعالجة أوضاعها في إطار منظمة الدول الأميركية التي ظهرت سنة 1948، فسيلاك هي مناسبة لتعويضها تدريجيا".
ورحبت الولايات المتحدة بشكل محتشم بهذه المجموعة الجديدة، ولكنها اعتبرت ضرورة استمرار "منظمة الدول الأميركية" كإطار ضروري لمعالجة مشاكل القارة الأميركية وتطوير التعاون.
وعكس واشنطن، رحبت الصين بالمجموعة الجديدة، واعتبرتها خطوة لتعزيز عالم متعدد الأقطاب، كما أبدت روسيا ترحيبها بهذا المولود الاستراتيجي الجديد.
ونشرت مختلف صحف أميركا اللاتينية مقالات وتحاليل تصب في الرأي القائل بأن "سيلاك" تضعف نفوذ البيت الأبيض في أميركا اللاتينية التي كانت وحتى بداية القرن الحادي والعشرين تعتبر بمثابة "الحديقة الخلفية" لواشنطن. وتبرز الكثير من الدراسات الأكاديمية أن إضعاف نفوذ الولايات المتحدة في العالم سيأتي أساساً من إنشاء هذه التجمعات الإقليمية القوية.
في الوقت ذاته، نشرت بعض الصحف مقالات حول دور أميركا اللاتينية مستقبلا في الساحة الدولية ومن ضمنها الإشارة بشكل ثانوي إلى التنسيق مع دول العالم العربي التي تحررت الآن من أنظمة كانت تدور في فلك الولايات المتحدة مثل مصر وتونس. وتجري، وإن كان بشكل غير منتظم، قمم بين أميركا اللاتينية والعالم العربي منذ سنة 2005، لكن هذه القمم قد تشهد تطورا في ظل تحرر أغلب الدول العربية في إطار الربيع العربي.
أضف الى ذلك كله آخر وجه للتراجع السريع في طاقات الولايات المتحدة الحضارية. الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بشدة في المجتمع الأميركي، من دون أي بادرة انفراج أو تراجع.
إذاً نحن الآن لسنا في زمن تواجه فيه الولايات المتحدة الأميركية تحدياً مفتوحاً مباشراً، كما كان في الحقبة السوفياتية، وإذا كان العالم لم يعد أحادي القطبية، فإن هذا لا يعني أنه لن يصبح متعدد الأقطاب، وهو الآن في الطريق لكي يصبح ثنائي القطبية على الأقل.

إعداد: لميس داغر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fateh83.yoo7.com
 
آحادية أميركا تتراجع وعالم الأقطاب يتقدّم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة :: موسوعة سياسية :: اخبار دولية-
انتقل الى: