منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة

منتدى حركة فتح الانتفاضة يقوم بكافة الخدمات الثقافيه والسياسية والاجتماعية
 
الرئيسيةقوات العاصفةأحدث الصورالتسجيلدخول

عدد زوار
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 قراءات إسرائيلية متباينة حول التحولات العربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمود صالح
رائد
رائد
محمود صالح


المزاج : هادي
تاريخ التسجيل : 04/06/2009
الابراج : الدلو
الأبراج الصينية : الديك
عدد الرسائل : 150
الموقع : fateh83.yoo7.com
العمل/الترفيه : كاتب

بطاقة الشخصية
فتح: 50

قراءات إسرائيلية متباينة حول التحولات العربية Empty
مُساهمةموضوع: قراءات إسرائيلية متباينة حول التحولات العربية   قراءات إسرائيلية متباينة حول التحولات العربية Emptyالسبت مارس 31, 2012 1:22 am


قراءات إسرائيلية متباينة حول التحولات العربية

راقبت "إسرائيل" تطورات الأوضاع السياسية في بعض الدول العربية وما شهدته من حراك شعبي وصل إلى مستوى انتفاضات وثورات أطاحت بعض أنظمة تلك الدول، فأخذت دوائر صنع القرار السياسي في "إسرائيل" تسعى إلى دراسة هذه التغيرات ومدى تأثيرها في وضع "إسرائيل" السياسي والأمني في المنطقة.
بسبب عنصر المفاجأة التي أحدثتها تلك الثورات بتمكنها من إسقاط أنظمة سياسية، فقد تباينت ردود الأفعال "الإسرائيلية" حيال تلك الثورات، إذ برز تياران داخل القيادة "الإسرائيلية" اختلفا في نظرتهما لطبيعة وأبعاد تلك الثورات، فيرى جناح يتزعمه الرئيس "الإسرائيلي" شمعون بيريز أن الثورات العربية قد تكون حالة إيجابية تنعكس على "إسرائيل"، وقال في كلمة نشرتها صحيفة "هآرتس" ما نصه "إن الثورات العربية سببها الفقر والظلم وإن زوال هذين السببين المؤديين للثورات، قد يسفر عنهما أنظمة ديمقراطية مزدهرة تسعى إلى تحسين العلاقات العربية – الإسرائيلية". ويعتقد بيريز أن الفقر والظلم وغياب العدالة الاجتماعية عناصر أسهمت في تغذية مشاعر العداء والكراهية للوجود "الإسرائيلي" في المنطقة.
ويؤكد أصحاب هذا الرأي بأن موضوع "إسرائيل" لم يكن له مكان في أجندة الثورات العربية، حيث يؤكد عاموس يادلين وهو جنرال ورئيس سابق للاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية" (أمان) بأن "إسرائيل" لم تكن لب المشكلة بالنسبة للمجتمعات العربية عندما اندلعت الثورات العربية، بل إن قضايا الفقر والبطالة والمشكلات الاقتصادية هي التي تهم تلك المجتمعات وهي التي بسببها قامت تلك الثورات.
وتؤيد هذه النظرية تسيبي ليفني زعيمة المعارضة "الإسرائيلية" ورئيسة حزب "كاديما". وتشير إلى أن الثورات العربية لم تعادِ "إسرائيل"، بل قامت من أجل تلبية حقوق شعوبها مطالبة في الوقت ذاته بضرورة التحرك لمد جسور التواصل مع الأنظمة الجديدة للوصول إلى تسوية وتطبيع للعلاقات بين العرب و"إسرائيل"، ويذهب مؤيدو هذا الجناح بعيداً عندما بدأوا يطالبون بالعمل على توقيع اتفاقيات سلام مع الأنظمة الجديدة التي سوف تفرزها تلك الثورات، ويعلل المؤرخ "الإسرائيلي" توم سيغيف ذلك بأن اتفاقيات السلام السابقة كانت مع أشخاص حكام ولم تكن مع الشعوب العربية.
في مقابل هذه النظرة المنفتحة على الثورات العربية، كان لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة "الإسرائيلية" رأي آخر، فقد تزعم نتنياهو الجناح المعارض لتلك الثورات، ويؤكد نتنياهو بأن الثورات العربية ستفضي إلى حالة من عدم الاستقرار في المنطقة العربية ستنعكس سلباً على "إسرائيل" وهو الأمر الذي اتفق معه ايهود باراك وزير الدفاع "الإسرائيلي" الذي يعتقد بأن المنطقة تشهد هزات عنيفة ستؤثر في صيرورة الأوضاع المستقبلية، مؤكداً أن الأمر يستحق من "إسرائيل" مراعاة التأهب واليقظة لمواجهة تلك التغيرات.
ومن أجل فهم حقيقة تلك التخوفات التي أبدتها الحكومة الإسرائيلية والتي أصبحت هي النظرة السائدة رسمياً وشعبياً داخل "إسرائيل"، لابد أولاً من فهم طبيعة الارتباطات "الإسرائيلية" بمحيطها الإقليمي وصولاً إلى دراسة طبيعة تأثير الثورات العربية في تلك الارتباطات وشبكة المصالح "الإسرائيلية" الإقليمية في المنطقة.
فـ "إسرائيل" إضافة إلى الدعم الدولي، فإنها كانت ترتبط بمنظومة إقليمية من خلال شبكة التحالفات التي أقامتها مع دول المنطقة كتركيا ومصر والأردن، وهذه التحالفات أمنت لها مصالحها الاستراتيجية من خلال المحافظة على أمنها القومي، فضلاً عن ذلك استطاعت "إسرائيل" من خلال سياسة المحاور والتعاقدات مع تلك الدول أن تؤمن لها هيمنة إقليمية في تلك المنطقة.
غير أن تدهور العلاقات التركية "الإسرائيلية"، وبروز حركة التغيير العربية وسقوط النظام السياسي في مصر، واقتراب حركة التغيير من الأردن، شكلت تهديداً حقيقياً للمنظومة الإقليمية التي كانت تعتمدها "إسرائيل" مما استوجب على الأخيرة إعادة قراءة أوضاع المنطقة من جديد وترتيب أوراقها بالتعاون مع الولايات المتحدة للمحافظة على أمنها ووضعها في ظل الثورات العربية التي تجتاح المنطقة في المرحلة الراهنة.
أمنياً وعسكرياً، كانت للمؤسسات الأمنية والعسكرية "الإسرائيلية" هواجسها هي الأخرى من الثورات العربية، إذ يعتقد دان شوليفتان نائب مدير مركز الدراسات الأمنية بجامعة حيفا ومحاضر بكلية الدفاع الوطني التابعة للجيش "الإسرائيلي"، أن أكبر التغيرات في ما يخص الاستراتيجية الأمنية لـ "إسرائيل" تتمثل بتغيرات القوة العسكرية في داخل الدول العربية، وخاصة في مصر، بحيث تنظر للمناورات التركية ـ المصرية البحرية المشتركة المسماة "بحر الصداقة 2011" بعين الريبة والقلق، وتعتبرها مؤشراً أولياً على تحولات المنطقة المستقبلية، ذلك أن انشغال المؤسسة العسكرية في مصر بالتجاذبات السياسية مع الأحزاب والتيارات السياسية المصرية سيجعل تلك المؤسسة تنشغل عن ضبط الحدود المصرية "الإسرائيلية" ما يسمح للحركات المسلحة بالقيام بأنشطة معادية ضد "إسرائيل"، بمعنى آخر سوف لن يكون لمصر (كما كانت سابقاً) الملاذ الإقليمي الذي حافظ على الهدوء في المحيط "الإسرائيلي". ويؤكد أصحاب هذا الرأي أن الثورات العربية التي أطاحت بأنظمة الحكم أسهمت في غياب قوة الدولة في ضبط الحدود العربية "الإسرائيلية" ما يشكل تحدياً لأمن "إسرائيل"، فالحدود الإسرائيلية مع مصر وسوريا غير مستقرة بشكل كبير والحدود الإسرائيلية مع الأردن في خطر دائم.
كما يرى صانع القرار الإسرائيلي أن الفراغ في السلطة العربية قد يدفع بتركيا للتقدم لسد هذا الفراغ والسعي نحو الهيمنة الإقليمية، وهذا ما يدفع دول المنطقة ذات النفوذ الإسلامي المتنامي للاقتداء بتركيا وجعلها نموذجاً جذاباً يحتذى في أنظمة حكمهم.
وما دمنا بصدد الحديث عن النموذج الإسلامي، فالحقيقة إن تصاعد المشروع الإسلامي في المنطقة العربية، واعتبار البعض بأنه البديل الناجح للحلول محل الأنظمة السابقة، قد أثار مخاوف حقيقية داخل القيادة الإسرائيلية التي باتت تنظر إلى نمو وتصاعد القوى والتيارات الإسلامية بقلق شديد لما قد يسفر عنه هذا الصعود من تشكيل بيئة (معادية) محاطة بها، فضلاً عن أن هذه التيارات إذا ما وصلت إلى سدة الحكم فإنها قد تعمل على تشكيل جبهة عربية إسلامية داعمة للفلسطينيين وبالتالي تفعيل البعد العربي الإسلامي نحو نصرة القضية الفلسطينية.
خلاصة القول تعتقد "إسرائيل" أن مرحلة الثورات العربية تمثل تحدياً سياسياً وأمنياً للوجود الإسرائيلي، وذلك لوجود عاملين أساسيين يمثلان خلاصة الهواجس الإسرائيلية من الثورات العربية، وهما يتعلقان بمستقبل "إسرائيل" السياسي والأمني في المنطقة العربية، فالعامل السياسي يتمثل بوصول أنظمة سياسية جديدة مدعومة شعبياً سوف تكون أقل استجابة للضغوط الأميركية والإسرائيلية، وأكثر استجابة لتطلعات شعوبها، وهذا سوف يلقي بظلاله على مستقبل العلاقات العربية - الإسرائيلية باعتبار أن ذلك سوف يسهم في إضعاف تطبيع العلاقات العربية مع "إسرائيل" المكروهة شعبياً في المنطقة العربية، العامل الثاني وهو العامل الأمني، إن الثورات العربية قد وضعت نهاية لاعتماد "إسرائيل" ولعقود طويلة على حلفائها في المنطقة الذين كانوا يسعون لتأمين وجودها، وبالتالي سوف تجد "إسرائيل" نفسها أمام مرحلة غاية في الصعوبة في ظل تصاعد حركات الممانعة ضد وجودها.
على أن "إسرائيل" وهي تجد نفسها أمام تلك الاحتمالات، فإنها لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى ان هناك تحولات استراتيجية تحدث بالقرب من حدودها، لذا فإنها لن تتردد في اتخاذ إجراءات وخطوات تؤمن لها وجودها ومستقبلها ضد أي خطر خارجي محتمل.
فمنذ هبوب رياح التغيير فيما يسمى بالربيع العربي على المنطقة، و"إسرائيل" تبذل قصارى جهدها لتلافى الآثار السلبية التي ستنجم عن هذا التغيير في المنطقة التي عاشت عقوداً طويلة تنعم في ربيع تحالفاتها الإستراتيجية مع أنظمة عربية راكعة وخاضعة للهيمنة الأميركية من أجل استقرارها على مدار أكثر من ثلاثة عقود، ومن يتابع المشهد الإسرائيلي منذ تداعي الأنظمة العربية في كل من تونس ومصر مروراً بليبيا يجد أن النخب الإسرائيلية دأبت بشكل واضح ومثابر على تحريك الدبلوماسية الأميركية وحشد طاقتها لإيقاف هذا الربيع العربي ومحاولة تطويعه وتوظيفه لحماية أمنها واستقرارها وضمان عدم الإخلال باتفاقية السلام التي وقعتها مع مصر، ودفعت أوباما لبذل كل المساعي وتوفير كل التدابير وتوظيف كل الأطراف الدولية بما فيها أطراف عربية للحفاظ على الأنظمة المتداعية والمنهارة حتى وإن هرب أو خٌلع أو قُتل رأس النظام .
ومع ذلك لم تتورع عن مهاجمة سياسة باراك أوباما، وتحميله المسؤولية عن سقوط أحد أقوى الأنظمة العربية المتحالفة معها وهو نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، متجاهلة حقيقة أن إدارة أوباما لم تضغط على مبارك للتنحي إلا بعد أن أدركت أن الشعب المصري في طريقه لتحقيق هذا الهدف بالقوة، ولا سبيل لإيقافه مهما فعلت أمام إرادة ثورة 25 يناير والتي تجلت في أبهى حضورها الثوري في ميدان التحرير، رغم أن آخر ما فكرت به الإدارة الأميركية لم يتجاوز التضحية بمبارك والإبقاء على نظامه وهو ما تؤكده الأحداث والشواهد في المشهد المصري العام الآن .
ومن خلال المتابعة والرصد والتحليل يمكن أن نلخص الموقف الإسرائيلي من الثورات العربية والخطوات التي اتخذتها إزاء الربيع العربي في السياسيات التالية:
- منذ بدء الربيع العربي اتسم الخطاب السياسي الصهيوني بالتهويل من مخاطر وصول الإسلاميين للحكم في الدول الذي سقطت أنظمتها وهو ما أدي إلى تقليص هامش المناورة أمام الإدارة الأميركية، وتحميلها جزءًا من المسؤولية عن أي تداعيات لسيطرة الإسلاميين على أنظمة الحكم في العالم العربي في أعقاب الثورات العربية.
- التشكيك في مدى التزام الإدارة الأميركية بأمن "إسرائيل"، لأنها لم تتحرك لإنقاذ المخلوع مبارك، على اعتبار أن إسقاط نظامه وما سيتبعه من مشاركة الإسلاميين في الانتخابات، يعني تهديد اتفاقية السلام مع مصر، التي تعتبر حيوية لأمن "إسرائيل".
وقد عبر عن هذا التصور بشكل واضح دوف فايسغلاس، مدير ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون، حيث اعتبر فايسغلاس أن مشاركة الحركات الإسلامية في العملية السياسية في العالم العربي في مرحلة ما بعد الثورات يمثل "مصيبة" لـ "إسرائيل" تتحمل إدارة أوباما جزءًا هامًا من المسؤولية عنها، مشددًا على أن السياسة الأميركية تتناقض تمامًا مع تصريحاتها التي تشدد دوما على الالتزام بأمن "إسرائيل". ويرى فايسغلاس أن مشاركة الإسلاميين في إدارة شؤون الحكم في العالم العربي ستفضي إلى زيادة التطرف وخلق ظروف لا تسمح باحترام الاتفاقيات التي تم توقيعها بين "إسرائيل" والعالم العربي.
ولقد حاولت إسرائيل من خلال مهاجمة السياسية الأميركية تجاه الثورات العربية والضغط عليها إلى تحقيق الأهداف التالية:
- تنحية وتهميش ملف الصراع العربي الإسرائيلي من طاولة الدبلوماسية الدولية والهروب من الاستحقاقات الدولية المطالبة بها تجاه الفلسطينيين والتقليل من شأنه في التأثير على استقرار المنطقة، عبر الزعم بأن اندلاع الثورات العربية يدلل على أن حالة عدم الاستقرار في المنطقة مرتبطة أساسًا بالأوضاع الداخلية في العالم العربي، وأنه سواء تم حل الصراع، أو لم تتم تسويته، فإن هذا لن يضمن الاستقرار في المنطقة.
وهذا ما ادعاه السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة الليكودي زلمان شوفال أن السياسة التي أتبعها أوباما خلال الثورة المصرية تضر بفرص التوصل لتسوية للصراع مع العرب.
إثارة الفزع من الثورات العربية لتسويغ مطالبة الإدارة الأميركية بمضاعفة المساعدات العسكرية لـ "إسرائيل"، والعمل على زيادة الدعم اللوجستي والسياسي وتبييض صورة "إسرائيل" أمام المجتمع الدولي وكسب تعاطفه بعد آن كانت دخلت في شبه عزلة دولية بسبب الحرب على غزة واستمرار حصارها الظالم لمليون فلسطيني في القطاع من خلال اجترار المزاعم التي تؤكد أن تولي الإسلاميين مقاليد الحكم في العالم العربي سيمثل ضربة قاصمة لاستقرار المنطقة، وهو ما يعني أن "إسرائيل" هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي بإمكان الغرب - وتحديدًا الولايات المتحدة- الاعتماد عليها في تحقيق مصالحه باعتبارها شرطيها الأمين في المنطقة.
ويؤكد ذلك طلب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الإدارة الأميركية بدفع عشرين مليار دولار إضافية لموازنة الأمن الإسرائيلية، إسهامًا منها في مساعدة "إسرائيل" على تحمل تبعات الثورات العربية على أمن "إسرائيل" القومي في المرحلة القريبة القادمة، ولم يفته تذكير الأميركيين بأن استثمار هذا المبلغ سيعود بالنفع على الولايات المتحدة "لأن ضمان تفوق "إسرائيل" يمثل أحد عوامل الاستقرار في منطقة غير مستقرة".
هذا وسعى اللوبي الصهيوني في أميركا إبان الثورات العربية ومازال في تأجيج الرأي العام الأميركي ضد أوباما، وتصويره على أنه أسهم في توفير الظروف المواتية لسيطرة الإسلاميين على مقاليد الأمور في العالم العربي؛ والتشديد على أن تحقق هذا السيناريو سيضر بالمصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة الأميركية ذاتها في منطقة الشرق الأوسط.
ولا يزال الخطاب السياسي والإعلامي الصهيوني مصاباً بالفزع من الربيع العربي ومحرضاً عليه ومحذرا منه، ويؤكد ذلك ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني المتطرف، بنيامين نتنياهو خلال جلسة بالكنيست أنَّ كل الاحتمالات تشير إلى أنّ موجةً من الإسلاميين تجتاح مصر والدول العربية. وحذّر نتنياهو الإسلاميين في مصر والدول العربية المعادين لـ "إسرائيل" من استمرار عدائهم لـ "إسرائيل".
إنَّها، أيْ "إسرائيل"، تَنْظُر إلى "الربيع العربي" ليس من عيون مؤيِّديه أو معارضيه من العرب، وإنَّما من عيون مصالحها هي، ومن خلال وقائعه، وفي حركته، وبصفة كونه حالة يمكن ويجب أنْ تختلف باختلاف مكانها؛ فـ "الربيع العربي" في تونس، ومن وجهة نظر المصالح الإستراتيجية لـ "إسرائيل"، ليس كـ "الربيع العربي" في سوريا مثلاً.

قلق "إسرائيل" وتناقضاتها حيال التطورات في سوريا

إذ يعود اهتمام "إسرائيل" بما يحدث في سوريا إلى قربها جغرافيًّا وحالة الحرب معها، ومطالب سوريا باسترداد الجولان، ويعود أيضًا إلى خشية "إسرائيل" من أن تؤدّي الأحداث في سوريا إلى انهيار وقف إطلاق النّار، أو تسخين الجبهة في الجولان. ويعود ذلك أيضًا إلى دور سوريا الإقليميّ المهمّ وإلى تأثيرها ومكانتها في العالم العربيّ وفي منطقة الشّرق الأوسط وإسقاطات ذلك على "إسرائيل" وأمنها وعلاقاتها الإقليميّة.
هناك قلقٌ إسرائيلي دائم على مصير ما بحوزة سوريا من احتياطيٍّ كبير من الأسلحة وبالأخصّ الصّواريخ والأسلحة غير التقليديّة، وتخشى "إسرائيل" من أنّ تطوّرات الأمور في سوريا قد تؤدّي - في مرحلةٍ ما - إلى توجيه هذه الأسلحة ضدّها، وأن يقع بعضها أو كلّها بين أيدٍ تراها "إسرائيل" غير مسؤولة.
ولعلّ الأمر الملحّ بالنّسبة إلى "إسرائيل" في موقفها من سوريا، هو العلاقات السوريّة - الإيرانيّة، إذ ترى "إسرائيل" إيران ومشروعها النوويّ أكبر تهديد إستراتيجيّ لها، وترى في استمرار العلاقة السوريّة - الإيرانيّة قوّة لإيران وفي انقطاعها ضربةً لها ولنفوذها في المنطقة.
أمّا البعد الثّالث الذي يركّز عليه صنّاع القرار وصنّاع الرّأي العامّ في "إسرائيل" فهو الدّعم السوريّ لـ "حزب الله"، الذي لا يزال الحساب معه مفتوحًا، والذي تعدّه الدّولة الصهيونيّة من ألدّ أعدائها، وتخشى من أن يحصل على أسلحة غير تقليديّة إذا سقط النّظام السوريّ أو ضعف، وتأمل من جهةٍ أخرى أن يؤدّي سقوط النّظام إلى إضعافه.
إضافةً إلى ذلك، فإنّ لسوريا تأثيرًا في الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة، وهي تتفاعل مع محيطها العربيّ ممّا قد يفتح الباب أمام تطوّراتٍ غير متوقّعة. ولعلّ ما يقلق "إسرائيل" ويربكها هو البديل المجهول الذي قد ينشأ في سوريا.
يتابع المسؤولون الإسرائيليّون ما يجري في سوريا عن كثب، ولكنّهم يؤكّدون أنّ تأثير "إسرائيل" في مجريات الأمور في سوريا هامشيّ وضئيل، مع أنّ تداعيات ما يحدث فيها قد يكون لها تأثير إستراتيجيّ في الدّولة العبريّة وأمنها وحتّى كيانها. ويسود في هذه الدّولة تباينٌ في المواقف عند تقييم حالة النّظام السوريّ، وإذ يسود شبه إجماع بأنّه أشرف على النّهاية، إلا أنّ البعض يعدّ أشهرًا وحتّى أسابيع، في حين يحصي آخرون سنين معدودة.
يرى بعض القيادات والمحلّلين أنّ سقوط النّظام السوريّ هو في مصلحة الدّولة العبريّة لأنّ في ذلك ضربةً للمحور الراديكاليّ.
على صعيد آخر، وفي محاولة للنظر من زاوية أخرى، اعتبر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد والباحث في معهد دراسات الأمن القومي شلومو بروم أن صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في سوريا يصب في مصلحة "إسرائيل"، وذلك لاختلاف هذه الحركة مع إيران و"حزب الله" أيديولوجيا ما سيخرج سوريا من تحت الوصاية الإيرانية.
وقد حذر الرئيس السابق لهيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية من مخاطر الفوضى في سوريا، لأنها ستوفر مناخاً مناسباً لوقوع الأسلحة الكيماوية أو الصاروخية التي يمتلكها النظام السوري بأيد "منظمات معادية"، وهو الأمر الذي أشار إليه وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك بقوله إن "إسرائيل" تنظر بعين حذرة لنقل وسائل قتالية محطمة للتوازن من سوريا إلى لبنان".
وقد اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أفيف كوخافي أن "انهيار نظام الأسد سيترتب عليه انتقال سلاح متطور إلى "حزب الله"، الأمر الذي من شأنه أن يرفع نسبة احتمال نشوب الحرب القادمة على الجبهة اللبنانية بين حزب الله و"إسرائيل".
في ظل المتابعة الحثيثة من قبل المحافل الإسرائيلية بقلق لآخر التطورات الميدانية في سوريا، قدرت الأوساط الإسرائيلية أن استمرار الأمور في سوريا على هذا النحو، سيؤثر لفترة طويلة من انعدام الاستقرار، وستكون له آثار بعيدة المدى على الشرق الأوسط عموماً، وأمن “إسرائيل” خصوصاً، لاسيما وأن إيران من بين المستفيدين من التطورات الحاصلة في المنطقة.
وترى تل أبيب أن سقوط مبارك، والأحداث في البحرين، والضغط الذي تعيشه العربية السعودية عمل على تعزيز محور طهران - دمشق، والأخيرة تعتبر الحجر الرئيسي في ذلك المحور، وبالتالي فإن ضعف نظام الأسد، ناهيك عن سقوطه، سيعد ذلك ضربة شديدة لإيران، وحزب الله وحماس.
كما أن هذا الوضع يعطي "مساحة تنفس" لخصوم المعسكر الإيراني، وعلى رأسهم المعسكر الموصوف بالاعتدال، لكنه يخلق إغراءً لإيران وسوريا للتخفيف عن الأخيرة من خلال "تسخين" النزاع مع “إسرائيل”! فيما اعتبرت أوساط عسكرية أنَّ التخوف في الجيش الإسرائيلي ينصبّ على مصير الأسلحة غير التقليدية الكيمياوية والبيولوجية التي بحوزة سوريا، وعلى عدم وجود ضمان بأن تبقى المنطقة الشمالية على الحدود معها هادئة في حال تغير الأمور!

"إسرائيل" في ظل التحولات والمخاطر الإستراتيجية

ويعتبر أحد الخبراء الإستراتيجيين أن التحديات الأساسية أمام "إسرائيل" بعد الثورات العربية، توضع ضمن مستويين:
الأول يتعلق بمصر مباشرة، والثاني يتعلق بالنتائج العامة على مستوى الشرق الأوسط، ويقول: "إذا قام في مصر نظام ديمقراطي معتدل، فإن الوضع الجديد يضع "إسرائيل" في مواجهة مشاكل صعبة، وأبرز معضلة تواجه النظام الجديد حفاظه على معاهدة السلام، فماذا إن جاء الأسوأ: أي إذا اخترقت مصر المعاهدة فسوف يكون من الصعب على "إسرائيل" أن تقنع أميركا بالتدخل. ولكن يبدو أن سياقات الأمور متجهة إلى إبقاء الأمور على ما هي عليه على الأقل في الفترة القليلة المقبلة؛ فالحزب الإسلامي الذي شكله الإخوان وفاز في الانتخابات البرلمانية قد أشار إلى احترامه الاتفاقات الدولية.
وبالنسبة للمستوى الثاني، إن الانتفاضات سوف تقوض الاستقرار في الدول التي لا تعادي "إسرائيل" أكثر من دول أخرى، مثل الأردن والسلطة الفلسطينية، وفي ذلك نظرة متشائمة لا ترى بصيصاً من الأمل، خاصة وأن انهيار حكم مبارك وضع "إسرائيل" في ضائقة إستراتيجية بعد أن صارت بدون أصدقاء في الشرق الأوسط، وبعد أن انهار التحالف مع تركيا في العام 2010، والآن ستجد "إسرائيل" صعوبة في الاعتماد على مصر، فالعزلة المتعاظمة في المنطقة، وضعف أميركا الظاهر، سيجبران "إسرائيل" على البحث عن حلفاء جدد.
وفي المحصلة هنالك شبه إجماع صهيوني على أن الربيع العربي هو نقطة تحول إستراتيجية تتطلب تغييراً في العقيدة الأمنية للدولة الصهيونية. ويتحدث طيف واسع من الأمنيين والاستراتيجيين الإسرائيليين على أن ما يسمونه بالاضطرابات الإقليمية سيكون لها انعكاس بالغ على عمليات بناء القوة في الجيش الإسرائيلي، وبالتالي يتطلب من الجيش أن يكون أكثر مرونة، وجاهزية لمواجهة كافة الاحتمالات، ابتداء من الحرب الكلاسيكية مروراً بالمواجهات مع المقاومة وحرب العصابات، وانتهاء بمواجهة ما يطلقون عليه بزعزعة شرعية وجود الدولة العبرية عبر التظاهرات على الحدود.
وتوجد العديد من المخاطر المحدقة بالكيان كما تؤكد المحافل الصهيونية الأمنية ومراكز البحث والدراسات ومنها: الخطر النووي الإيراني الذي بات الإسرائيليون ينظرون إليه على أنه تهديد استراتيجي يمس كيانهم. وهناك تصور إسرائيلي أن إيران استغلت ما يسمى بالخيار النووي قبل إكمال دورة تخصيب اليورانيوم. وخلُص مؤتمر هرتسليا الحادي عشر الذي عُقد تحت عنوان "ميزان المناعة والأمن القومي" في الفترة ما بين 6-9 شباط 2011، إلى أن هناك خلافاً حول وضع إيران حيال العقوبات الاقتصادية، فهناك اعتقاد سائد - والمؤسسة الإسرائيلية ترى أنه خاطئ - أن العقوبات وحدها تكفي لتكون رافعة لردع الإيرانيين ودفعهم لإيقاف برنامجهم النووي، لذلك المؤسسة الإسرائيلية ترى أن هناك ضرورة للتهديد بالخيار العسكري والعمل على زعزعة النظام في إيران وجر المجتمع الدولي لمواجهة إيران وعدم ترك "إسرائيل" في الساحة لوحدها مقابل إيران... وهذا ما رفضته الولايات المتحدة حين أفشل الرئيس أوباما زيارة نتنياهو الى واشنطن بتحذيره من أن شن أية حرب على إيران سيعرض مستقبل "إسرائيل" الى مخاطر، محاولاً بذلك الهروب من المشاركة في حرب ضد إيران تجره إليها "إسرائيل"، وكل ذلك لحين تمرير الانتخابات الأميركية المقررة في العام 2012 ليضمن ترشيحه لرئاسة ثانية.
فجملة التطورات في المنطقة مع صمود "محور" المقاومة واستطاعته تحقيق العديد من نقاط القوة يُعتبر تطوراً سلبياً ينقل "إسرائيل" إلى وضع إستراتيجي أصعب لا بد من العمل على مراكمته مع إفشال كافة محاولات الأعداء للالتفاف على المنجزات العربية التي تحققت وقطع الطريق عليهم لتحقيق أي من أهدافهم في قطف ثمار ما حصل من تطورات ومنجزات ينبغي حمايتها والبناء عليها...
إعداد لميس داغر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fateh83.yoo7.com
 
قراءات إسرائيلية متباينة حول التحولات العربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة :: موسوعة سياسية :: اخبار دولية-
انتقل الى: