الأخ أبو حازم يتحدث في مهرجان التضامن مع الاسرى في الضفة الغربية – الخليل

لأخ أبو حازم يتحدث في مهرجان التضامن مع الاسرى في الضفة الغربية – الخليل

أقامت الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية- محافظة الخليل –مهرجانا تضامنيا مع الأسرى والمعتقلون في سجون الاحتلال وذلك بتاريخ14/5/2012,وبمشاركة جماهيرية حاشدة من أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل.

وقد ألقى الأخ أبو حازم أمين السر المساعد للجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة في هذا المهرجان كلمة على الهاتف جاء فيها:


تحية نضالية وكفاحية لكم جمعياً ,وأتقدم بالتحية والشكر لكافة الاخوة الذين عملوا على إقامة مهرجان التضامن مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في معركة الأمعاء الخاوية ، بإضرابهم عن الطعام ,في وجه العدو الصهيوني وكشف حقيقية الفاشية المتواصلة ضد الاسرى والمعتقلين في المعتقلات والسجون ,وثباتهم الوطني والمبدئي ,وقد تزامن احياء هذه الذكرى الثامنة والثلاثين ليوم الأسير الفلسطيني الواقع في السابع عشر من نيسان كل عام ,حيث يتعرض الاسرى في السجون الصهيونية الى ظروف قاسية وأوضاع مأساوية لم تعد تطاق ,في ظل استمرار الاعتداءات والانتهاكات والجرائم الإنسانية وتصاعدها في الآونه الأخيرة بشكل خطير وغير مسبوق في حق الاسرى والفلسطينيين ,بحيث تمس أسرهم ومشاعرهم الانسانية والدينية .


هذه المعركة التي تتصاعد داخل السجون الصهيونية نتيجة الظروف غير الانسانية وممارسات الاحتلال الوحشية ,حيث يتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة وانتهاكات تصل الى حد الجرائم كما وصفتها أحدى المؤسسات الانسانية الدولية ,لقد كان هذا التحرك النضالي رداً على كل هذه الانتهاكات والجرائم التي لم يعد بالإمكان الصمت عليها .

هذا الإضراب الجماعي والشامل يستدعي توحيد كافة جهود الشعب الفلسطيني بكل فئاته وقطاعاته وفصائله ومنظماته لتوسيع دائرة التضامن والمساندة ودعم حقهم بالعيش بكرامه على طريق تحريرهم ,ولا يجوز ابداً أن ترتبط قضية الاسرى هذه ومعركتهم في المفاوضات مع العدو الصهيوني, هذه المفاوضات التي تضر بقضيتنا الوطنية ومصير شعبنا الفلسطيني بأكمله , التي استمرت حوالي تسعة عشر عاماً لم تخرج عن طور البرتوكول ,مخلفةً آلاف الاسرى في مواجهة الموت البطئ والقمع الممارس ضدهم .إن استمرار السلطة بالمفاوضات مع الاحتلال هو موقف لامسؤول ويشكل إهانة للأسرى و الشعب الفلسطيني بأكمله .

إن تضامنكم ايها الإخوة في مهرجانكم هذا مع حركة الاسرى التي تشكل حركة نضالية متجذرة كجزء لايتجزأ من حركة النضال الفلسطيني في كافة المجالات ,إنها جزء لايتجزأ من مقاومة الاحتلال الصهيوني ,وهي قضية مركزيه للشعب الفلسطيني ولكل قياداته المؤمنة بالمقاومة والكفاح والنضال, وهي جزء من الثوابت الوطنية الفلسطينية التي يجب أن لا يتم تجاوزها او القفز عنها لأنها قضية وطن وشعب .

إن الشعب الفلسطيني قام بالتضامن في مختلف القرى والبلدات والمدن في الضفة والقطاع وفي مختلف بلدان الشتات الفلسطيني عبر فعاليات شعبية ورسمية متعددة ,وهنا في الساحة السورية وفي كل مخيماتنا جرت هذه النشاطات لدعم الاسرى .

تصادف هذه الأيام من شهر أيار 2012 ,مناسبات عديدة شكلت تاريخاً ممزوجاً بالدماء والشهداء ,لا يمكن محوه او نسيانه او إسقاطه من الذاكرة .

شهر أيار وبالتحديد الخامس عشر من عام 48 ,أُعلن عن قيام الكيان الصهيوني الغاصب ,ونحن في الذكرى الرابعة والستين لاغتصاب فلسطين .هذه الذكرى السوداء في حياة الشعب الفلسطيني وحياة امتنا العربية المجيدة ,ومنذ هذا التاريخ وقبله نعرض شعبنا الفلسطيني الى أكبر المجازر والقتل والجرائم والتشريد والتهجير والنفى ومحاولات التذويب والطمس لشعبنا الفلسطيني في أماكن تواجده ,إنه تاريخ ملطخ بالدم والسواد والعار في حياة الأمم المتحدة والدول الاجنبيه الاستعماريه وعملائها من الرجعيه العربية ,التي شرعت الاغتصاب لفلسطين متجاهله حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه وتاريخه وحقه في تقرير مصيره ,تاريخ اسود في قهر الشعوب وإخضاعها ونهب ثرواتها .

لقد راهنوا على الزمن بأن الكبار الذين عاشوا في فلسطين يكبرون وينتهون ,وأن الصغار ينسون ,فتصبح فلسطين مجرد ذكرى, لكن الشعب الفلسطيني الذي قاوم وقاتل هذه الغزوة الاستعماريه الاستيطانية نهض من واقع اللجوء والتشرد ومن رحم الآلام والمعاناة , فانطلق بالثورة الفلسطينيه المعاصرة مدعوماً من امته العربية التي عاشت نفس الآلام والمعاناة ,ومن كل احرار العالم وشرفائه من الدول والقوى التقدميه التي ترفض الاستعمار والهيمنة .

وفي أيار الذكرى التاسعة والعشرين , مناسبة جليله هي الانتفاضة الثوريه داخل حركة فتح ومنظمة التحرير في( 9 أيار 1983) لاستمرار الثورة والعهد على التمسك بكل فلسطين ,والتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية ومواصلة الكفاح المسلح على طريق تحرير فلسطين كاملة وعودة شعبنا الفلسطيني بالتحرير .

في 9 أيار 1983 رفعنا الصوت عالياً نحذر من الانحراف وأوهام التسويات والمفاوضات مع العدو ,والتنازل عن الارض والوطن والشعب ,قرعنا الجرس لنعترض على مسار نهج سياسي خطير ومدمر دفع بحركة فتح ومنظمة التحرير الى الهاوية ,نتجه الحلول و الاتفاقيات المشينة والتفريط, الذي لمسناه مبكراً ونعيش اليوم نتائجه وأثاره الوخيمة .

انتفاضه فتح ليست انقساما او انشقاقاً بل انتفاضه لبلورة مشروع وطني ومرجعية وطنيه وليس لتشكيل فصيل اضافي .

هي انتفاضه لبناء وحدة وطنية فلسطينيه حققيه تعيد منظمة التحرير اطاراً وطنياً جامعاً وفق الميثاق الذي عدلوه وأسقطوه ,هي انتفاضه وليست مصالحه كيفما كان ولا حوارات لتقاسم سلطة ,بل رؤية وطنيه واستراتجيه كفاحية ببرنامج وخطه سياسة وفق الثوابت الوطنيه دون تنازل او أوهام أو شهوه لسلطه بائسه أو محافظه على الذات.

أيها الأخوة .نراهن على امتنا وجماهيرنا الذين يملؤون الساحات بحثاً عن الحرية والتحرير والكرامة الوطنيه ,وتصحيح المسار والنهج ,نراهن على قوى المقاومه والمواجهة في أمتنا وعلى قوى التحرر والتقدم بالعالم ,نراهن على سوريه العربية وعلى إيران الثورة الاسلاميه وعلى حزب الله المقاوم والمنتصر والمثل والنموزج ,وعلى المقاومه الفلسطينيه وشعبنا وامتنا .

اختتم إننا على العهد سائرون وبالثوابت متمسكون نجدد العهد على المضي في درب الثورة والعطاء والبناء .فقضيتنا العادلة لن تموت ,وحقوقنا لن تسقط والشعوب الحرة تستطيع ان تواجه وتنتصر ,وعهداً بمواصله نهج المقاومه والكفاح على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين .

والسلام عليكم