حركة فتح الانتفاضة تخرج دورة االشهيد الأديب الإعلامية

حركة فتح الانتفاضة تخرج دورة االشهيد الأديب الإعلامية

أقامت حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح الانتفاضة، احتفالاً جماهيرياً في مركز الشهيد ماجد أبو شرار وذلك يوم السبت 12/5/2012، بمناسبة تخريج دورة الشهيد غالب هلسا الإعلامية، التي أشرف عليها مركز الإعلام والدراسات الفلسطينية واتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ، التي ضمت50 متدربا ، بدأت في الثالث من آذار الماضي واستمرت لمدة شهرين ،هدفت إلى إعداد كادر إعلامي متخصص قادر على القيام بالمهام الإعلامية ضمن رؤية مستقبلية وثوابت للحفاظ على الهوية الوطنية والحق الفلسطيني في التحرير والعودة ومواجهة ثقافة الاستسلام والتطبيع ، حاضر فيها عدد من الخبراء والباحثين الأكاديميين والإعلاميين والمهنيين.


حضر الاحتفال: الأخ أبو حازم أمين السر المساعد للجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة والأخ أبو إياد عضو اللجنة المركزية والدكتور جورج جبور والرفيق رافع الساعدي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية-القيادة العامة والأستاذ حمزة برقاوي أمين سر اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين على رأس وفد الأمانة العامة للاتحاد، ووفد مثل اتحاد الطلبة العرب، ووفد مثل جمعية الصداقة الفلسطينية-الإيرانية ووفد من قيادة فرع اليرموك لحزب البعث العربي الاشتراكي، ووفد من جبهة النضال الشعبي، ووفد من الحزب الشيوعي الثوري الفلسطيني وممثلين عن المنظمات الشعبية ولجان العودة وفعاليات ثقافية وجماهيرية.

وقد ألقى الأخ أبو حازم أين السر المساعد للجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة كلمة فصائل المقاومة الفلسطينية هذا نصها :

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأخوة.. أيتها الأخوات
تحية لكم جميعاً في هذا اليوم ونحن نُخرج دوره إعلامية من شباب فلسطين، وكنا قد أولينا اهتمامنا البالغ لدور الإعلام وأهميته، والكل يعرف أهميته خاصةً في هذا الوقت الذي أصبحت فيه التقنية والتقدم العلمي والمعلوماتية والانترنت من أهم عوامل التواصل بين الأمم، وإذا كان الكفاح المسلح هو الشكل الأساسي للنضال فإن الإعلام هو الشكل الأرقى والأهم في التواصل والترابط ونقل الأفكار والمواقف بين الأمم.

بهذه المناسبة أتقدم بالتحية والشكر لكافة الأخوة الذين قاموا بالأدوار المختلفة والذين ساهموا في إنجاح الدورة سواءً بالإشراف أو الذين قدموا خبرتهم من خلال الندوات والدراسات والحوارات، لهم جميعاً التقدير والاحترام للجهد في إنجاز هذه الدورة التي لن تكون الأخيرة، بل ستكون هناك دورات أخرى وبالاختصاصات المختلفة.

تصادف هذه الأيام من شهر أيار2012، مناسبات عديدة شكلت تاريخاً ممزوجاً بالدماء والشهداء، لا يمكن محوه أو نسيانه أو إسقاطه من الذاكرة.

شهر أيار وبالتحديد الخامس عشر منه عام 48، أُعلن عن قيام الكيان الصهيوني الغاصب، ونحن في الذكرى الرابعة والستين لاغتصاب فلسطين. هذا التاريخ الأسود في حياة الشعب الفلسطيني وحياة أمتنا العربية المجيدة، ومنذ هذا التاريخ وقبله تعرض شعبنا الفلسطيني إلى أكبر المجازر والقتل والجرائم والتشريد والتهجير والنفي ومحاولات التذويب والطمس لشعبنا الفلسطيني في أماكن تواجده، إنه تاريخ ملطخ بالدم والسواد والعار في حياة الأمم المتحدة والدول الأجنبية الاستعمارية وعملائها من الرجعية العربية، التي شرعت الاغتصاب لفلسطين متجاهلة حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه وتاريخه وحقه في تقرير مصيره، تاريخ أسود في قهر الشعوب وإخضاعها نهب ثرواتها.

لقد راهنوا على الزمن بأن الكبار الذين عاشوا في فلسطين يكبرون وينتهون، وإن الصغار ينسون، فتصبح فلسطين مجرد ذكرى، لكن الشعب الفلسطيني الذي قاوم وقاتل هذه الغزوة الاستعمارية الاستيطانية نهض من قاع اللجوء والتشرد ومن رحم الآلام والمعاناة، فانطلق بالثورة الفلسطينية المعاصرة مدعوماً من أمته العربية التي عاشت نفس الآلام والمعاناة، ومن كل أحرار العالم وشرفائه من الدول والقوى التقدمية التي ترفض الاستعمار والهيمنة، وفي أيار الذكرى التاسعة والعشرين، مناسبة جليلة هي انتفاضة فتح الثورية داخل حركة فتح ومنظمة التحرير، في 9 أيار 83، كان الاستمرار بالثورة والعهد على التمسك بكل فلسطين، والتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية ومواصلة الكفاح المسلح على طريق تحرير فلسطين كاملة وعودة شعبنا الفلسطيني بالتحرير.

في 9أيار 2012 نؤكد أننا حركة فتح، وإذا كانت الانتفاضة متلازمة لفتح، فإنها تمييز عن فتح المركزية الذين يعيشون الآن تحت الاحتلال ومعه، بعد أن عقدوا الاتفاقيات المذّلة التي انتقصت وغيبت حقوق الشعب الفلسطيني من اتفاقيات أوسلو وغيرها. ومنذ ذلك التاريخ، تتعرض حركتنا فتح الانتفاضة إلى أكبر تآمر عليها لم تتعرض له أية مجموعة أو حزباً أو حركةً سياسية، بهدف ضرب نهج الحركة التي شكلت في 9/5/83 بداية أحداث ساخنة مؤلمة شهدتها حركة فتح والساحة الفلسطينية من القيادة المنحرفة.

في 9 أيار 83، رفعننا الصوت عالياً نحذر من الانحراف وأوهام التسويات والمفاوضات مع العدو، والتنازل عن الأرض والوطن والشعب، قرعنا الجرس لنعترض على مسار نهج سياسي خطير ومدمر دفع بحركة فتح والمنظمة إلى الهاوية، نتيجة الحلول والاتفاقيات المشينة والتفريط الذي لمسناه مبكراً ونعيش اليوم نتائجه وآثاره الوخيمة، لأننا كنا ندرك أن هذا المسار الخياني بالمساومة والمفاوضات التي تسانده وتدعمه قوى الاستعمار والعدوان، والقوى الإقليمية التابعة له، والتي لعبت أدواراً خطيرة لضرب الثوابت الوطنية والصمود وفرض حالة اليأس بصراع مرير وضاري لإنهاء قضية فلسطين وتصفيتها.

في هذا الوقت إذا لم تكن هناك انتفاضة 9/5، فساحتنا الفلسطينية بحاجة إلى 9/5 جديد لاستعادة وبلورة المشروع الوطني في وقت يشتد الصراع بين قوى المقاومة والمواجهة وقوى التقدم والحرية من جهة، وبين قوى العدوان المتآمرة من الامبريالية وعملائها الرجعية العربية والمساومين والواهمين من شعبنا الفلسطيني ومن تبعهم. انتفاضة فتح ليست انقساماً أو انشقاقاً بل انتفاضة لبلورة مشروع وطني ومرجعية وطنية وليس تشكيل فصيل إضافي.

هي انتفاضة لبناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقية تعيد منظمة التحرير إطاراً وطنياً جامعاً وفق الميثاق الذي عدلوه وأسقطوه.

هي انتفاضة وليست مصالحة كيفما كان ولا حوارات لتقاسم سلطة، بل رؤية وطنية وإستراتيجية كفاحية ببرنامج وخطة سياسية وفق الثوابت الوطنية دون تنازل أو أوهام أو شهوةٍ لسلطة بائسة أو محافظة على الذات.

أيها الأخوة.. أيتها الأخوات

نراهن على أمتنا وجماهيرنا الذين يملأؤون الساحات بحثاً عن الحرية والتحرير والكرامة الوطنية، وتصحيح المسار والنهج، ونراهن على معسكر المقاومة والمواجهة في أمتنا وعلى قوى التحرير والتقدم بالعالم، نراهن على سورية العربية بقيادة الرئيس بشار الأسد التي تتعرض اليوم إلى مؤامرة دولية عالمية من قوى العدوان والتآمر والاستبداد وعملائها من الرجعية العربية وتوابعهما من قوى تكفيرية متحجرة تدعي الإسلام تطلق النار وتفجر العبوات وتقتل وتدمر، لتقسيم سورية وتجزئتها لفرض سايكس-بيكو جديد على أمتنا العربية لنهب ثرواتها ونفطها وغازها الذي يشكل العامل الحيوي للقرن القادم.

نراهن على إيران الثورة الإسلامية التي جعلت من قضية فلسطين، قضيتها المركزية الأولى، والتي تقوم بالدعم والمساندة لكل المقاومين والشرفاء من أمتنا.

نراهن على حزب الله المقاوم والمنتصر والمثل والنموذج، وعلى المقاومة الفلسطينية وشعبنا وأمتنا التي وقفت اليوم إلى جانب سورية من أجل فلسطين، وقوى المقاومة التي ترفض كل مخططات وأدوات قوى الشر والقتل واستخدام المال الحرام الذي يدعم المجرمين والقتلة ضد سورية وكل قوى المقاومة والموجهة.

في هذا الوقت يشكل الكيان الصهيوني حكومة وحدة وطنية، وكما هو معروف فإن حكومات الوحدة هذه هي مقدمة للعدوان، وتلازم هذا التشكيل مع مناورات تقوم بها قوات أميركية-"إسرائيلية"-أردنية-سعودية في الأردن وعلى حدود سورية، إنها تهديدات لسورية ولإيران والمقاومة، وبالتالي هي دعم لقوى الإجرام التي تعبث وتقتل في سورية، إن هذه المناورات بأهدافها لن تشكل حماية للكيان الصهيوني،ولن تقدم الأمان والاطمئنان لمواطنيه، في حالة أي عدوان على حلف المقاومة، وعلينا أن نحذر من أن تكون هذه الحكومة الصهيونية مقدمة لاتفاقات جديدة ومشينة مع السلطة لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية.

واختتم إننا على العهد سائرون وبالثوابت متمسكون، نجدد أمامكم العهد على المضي في درب الثورة والعطاء والبناء، فقضيتنا العادلة لن تموت، وحقوقنا لن تسقط والشعوب الحرة تستطيع أن تواجه وتنتصر، نجدد العهد على رفض كل أشكال الاعتراف بالعدو وحقه بالوجود بمواصلة نهج المقاومة والكفاح على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين.



و ألقى الأساذ حمزة برقاوي أمين سر اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين كلمة جاء فيها :

· يسعدني أن أقف اليوم بينكم في هذا الحفل الكريم الذي يعبر عن حضور المثقف والتزامه وتقديره للإبداع المميز وإعلاء شأن الكلمة الصافية الصادقة من خلال التأكيد على دور الإعلام الملتزم. فالإعلام الفلسطيني هنا ومن خلال ما استمعتم إليه ليس مجرد نقل حر من هنا وهناك بل أنه جزء من النضال وشكل من أشكال الإبداع أيضاً، نما على الصعيد الوطني في حقله الطبيعي وترعرع وازدهر وأعطى في معمعان النضال والكفاح وعاش مع قضيته منذ البداية ولا زال يواكب تطورها رغم التراجع الحاصل. الكلمة الصادقة أيها الأخوة موقف ومن يحافظ عليها مناضل وغيور على قضيته.

· الكلمات كالحياض يجب الدفاع عنها كما الأرض والعرض على حد قول الرافعي رحمه الله.

لا نقبل لها الاستلاب ولا نقبل الانتهاك بل يجب أن لا نقبل الإهانة التي توجه للكلمات كالحديث عن السلام العادل والشامل وعن حل الدولتين والحل النهائي والحديث عن الوطن الفلسطيني مقتصراً على الضفة الغربية وقطاع غزة إلخ.. إلخ.. ألم تعلمنا التجربة وعلى مدى قرن من الزمان إن ما أدرج تحت عنوان المبادرات والإعلانات والكتب البيضاء والسوداء ليست إلا غشاوات أمام أعيننا كي يمرروا مخططاتهم بل ألم تعلمنا التجربة أن ما اطلق عليه اسم الشرعية الدولية .



· ثم ختم كلمته : أهنئكم باسم الأمانة العامة وباسمي وتحية اكبار وإجلال لشهدائنا وجرحانا ومعتقلينا وأسرانا. تحية للمقاومة في كل بقعة من وطننا العربي تحية ثبات وصمود سورية في وجه المخططات التي تحاك ضدها.

· و ألقى الأخ ياسر المصري أمين سر المجلس الثوري، مسؤول دائرة الإعلام والدراسات كلمة مركز الإعلام والدراسات الفلسطينية،

· تحدث في بدايتها عن تطور وسائل الإعلام والاتصالات وضرورة مواكبة هذا التطور والارتقاء بالوعي الإعلامي فقال :

· "انطلاقاً من ذلك جاءت فكرة الدورة الإعلامية والتي تحمل اسم الروائي والكاتب العربي غالب هلسا الذي قدم للمكتبة العربية والعالمية العديد من الروايات والكتب التي نعتز بها جميعاً، والذي عاش مناضلاً ورحل عن دنيانا مناضلاً ثابتاً على مبادئه ومواقفه التي لم يغيرها يوماً، وحملت الدورة أيضاً شعاراً إعلامياً مهماً في وقتنا الحاضر وفي صراعنا مع العدو الصهيوني شعار"نحو إعلام مقاوم ملتزم بالثوابت الوطنية والقومية" وفي مضامين هذا الشعار وبين مفرداته الكثير من المعاني الواجب التقيد بها في إعلامنا العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص، لأن سلاح الإعلام في يومنا هذا يعتبر من أهم الأسلحة التي نواجه بها المشاريع الأميركية والصهيونية ونكشف زيف الكثيرين من الساسة العرب ومن حملة الأقلام المزيفة والمشبوهة".



· ثم تحدث عن الإعلام الصهيوني وما يقوم به لتشويه القضية الفلسطينية وضرورة أن نمتلك المعرفة الإعلامية لمواجهة التشويه:

· "من هنا نقول بأنه يقع على عاتق الإعلام العربي عبئاً كبيراً ليس في مواجهة الإعلام الصهيوني والغربي فحسب بل أيضاً مواجهة الإعلام المفبرك والمصنع خدمة لأجندات خارجية، رأيناه بشكل واضح في ليبيا من خلال الترويج لحلف الناتو وتدجين العقل العربي في إطار قبول المقولات الإعلامية المصنعة في السفارات الأميركية والغربية، ونراه اليوم في الهجمة الإعلامية الشرسة على سورية، والتي تعتبر من أخطر وأقوى الوسائل في تشويه الحقائق والتلاعب في الوعي".


· ثم أكد على ضرورة أن يعمل الإعلام الفلسطيني على تطوير وسائله وأدواته من أجل صناعة إعلام فلسطيني قادر على مواجهة الإعلام الصهيوني ودعايته المغرضة.

· وفي الختام شكر ياسر المصري كل من ساهم في إنجاح الدورة وهنأ أعضاء الدورة بتخرجهم، أملاً أن يكونوا إعلاميين وطنيين صادقين في خدمة الحقيقة والوطن.

و ألقت الأخت لمى غطاشة كلمة الدورة جاء فيها:

*انطلقت الدورة لتحقيق أهدافها الإعلامية المعرفية والفكرية، وفي سبيل الحقيقة.

*إنها معركتنا الأخرى الرافدة لمعاركنا الكبرى، ولا شك أن الإعلام اليوم بفضاءاته المختلفة وسيلة لإحياء قضايانا العادلة وإيصالها للعالم أجمع.

وفي الختام شكرت القائمين على الدورة ومحاضريها وعاهدتهم بالنيابة عن أعضاء الدورة بأنهم سيكونوا عند حسن الظن وعلى قدر المسؤولية، والعمل من أجل إعلام وطني حقيقي يدافع عن الثوابت الوطنية والقومية.



وفي ختام الحفل قام كل من الأخ أبو حازم والأخ أبو إياد زهرة والدكتور جورج جبور والأستاذ حمزة برقاوي والشاعر خالد أبو خالد والأخوة أبو عمر وأبو فراس وأبو عدنان بتوزيع شهادات التخرج على أعضاء الدورة ، كما تم تقديم الدروع التذكارية على المحاضرين الذين ساهموا في إنجاح الدورة .

لقطات من توزيع الدروع التذكارية






لقطات من توزيع شهادات التخرج