جريدة الديار
المخيّمات والجيش
التوترات في المخيّمات الفلسطينيّة مع الجيش كشفت دور المرجعية
«فتح ــ الإنتفاضة» تُحذّر من صفقة مع الأحمد
كمال ذبيان
كشفت التوترات التي شهدتها المخيمات الفلسطينية بين عناصر غيرمنضبطة قيل انهم شبان فلسطينيون غاضبون والجيش اللبناني، عن عدم وجود مرجعية فلسطينية موحدة، طالما طلبت الحكومة اللبنانية قيامها، والتي تتواصل مع السفارة الفلسطينية بعد ان منحت شرعية قيامها، باعتراف بالسلطة الوطنية الفلسطينية التي تعاطت ايجابا في موضوع السلاح الفلسطيني وتثبيت الامن في لبنان، وعدم التدخل في شؤونه، لا بل ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعلن عن استعداده لتسليم السلاح داخل المخيمات وخارجها، وان تبسط الدولة اللبنانية سلطتها وفرض القانون، مع اعطاء حقوق مدنية للفلسطينيين.
وينقسم الفلسطينيون في لبنان الى ثلاث مرجعيات، وفق تحالفات سياسية، حيث تنضوي فصائل ومنظمات تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، ثم تحالف القوى الفلسطينية الذي يضم التنظيمات التي تناهض التسوية السلمية وتقيم تحالفات مع سوريا وايران، اضافة الى مرجعية ثالثة وهي القوى الاسلامية التي باتت لها حضور قوي في اكثر من مخيم، وكان ظهور تنظيم «فتح الاسلام» هو ذروة الحضور الاسلامي في المخيمات الفلسطينية مع عصبة الانصار و«جند الشام» الخ..
فالمرجعيات الثلاث، تتناقض سياسياً وتتباعد عقائدياً ولا تناسق في علاقاتها وارتباطاتها، وهذا ما ترك المخيمات مفتوحة على صراعات داخلية بين مكوناتها السياسية والحزبية، مع تراجع نفوذ حركة «فتح» المركزية التي كانت المرجع الاساسي في المخيمات، كذلك انكفاء منظمات فلسطينية ذات التوجه التقدمي الوطني العلماني.
فقيام مرجعية فلسطينية موحدة، استهلكت اجتماعات واتصالات، بدأت منذ حوالى ست سنوات واكثر، ومنذ ان طرح موضوع السلاح الفلسطيني والحقوق المدنية للفلسطينيين، وكانت لقاءات بين منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى الفلسطينية، الا ان الخلاف بين حركتي «فتح» و«حماس» كان يؤخر ولادة المرجعية، ثم الفيتو الذي وضعته «فتح - المركزية» على ان تكون فتح الانتفاضة برئاسة «ابو موسى» ممثلة في المرجعية وهي مكون اساسي من تحالف القوى الفلسطينية، ولها الحضور الاقوى والافضل في المخيمات باعتراف قيادات فلسطينية من كل الاطراف، ومراجع رسمية مدنية وامنية لبنانية.
وقد تساهلت «فتح - الانتفاضة» بان تكون المرجعية ثلاثية مؤلفة من منظمة التحرير وتحالف القوى، والقوى الاسلامية، الا ان «فتح - المركزية» اصرّت على ان اخراج «فتح - الانتفاضة» يبقى هو العنوان لاسباب تنظيمية لها علاقة بالانشقاق الذي حصل داخلها، ا يمكن الاعتراف به، وقد ابدى بعض ممثلي التنظيمات في تحالف القوى، مرونة بهذا الموضوع، والتجاوب مع «فتح - المركزية»، وقد ظهر ذلك بعد مصالحة «حماس» و«فتح» والذي دفع بـ «حماس» الى محاولة التخلي عن «فتح - الانتفاضة» وايضاً جبهة التحرير الفلسطينية او جبهة النضال الشعبي الفلسطيني واستمالة «الصاعقة» والجبهة الشعبية - القيادة العامة.
ولقد تنبهت قيادة «فتح - الانتفاضة» الى هذه الصفقة، مما اضطر امين سرها في لبنان حسن زيدان (ابو ايهاب) الى توجيه رسالة الى حلفائه في «تحالف القوى الفلسطينية» في لبنان اكد فيها «حرصه على الاطار التنسيقي بين القوى الفلسطينية من وطنية واسلامية، وهو موضع اهتمام ومتابعة، لكن الادعاء بالحرص على امن المخيمات تدحضه تصرفات فريق لا زال يرى في اشهار سيف «الفيتو» على مشاركة «فتح - الانتفاضة» في الاطار التنسيقي سلاحه الاوحد للتهرب من مسؤولياته والقاء تبعات الفشل على قوى التحالف».
ووجه زيدان في رسالته تحذيراً لحلفائه في تحالف القوى، بان «فتح - الانتفاضة» غير معنية بأي اطار تنسيقي لا تكون جزءاً اساسياً فيه، او تجاهل دورها وحضورها في المخيمات، وللحفاظ على الاطار التحالفي بدل الخضوع للمنطق الالغائي وتبريره بذرائع لا تتفق مع واقع الحال في المخيمات، والتسليم تحت تأثير الظروف الضاغطة في المخيمات، بآلية مغلوطة.
وحشرت رسالة زيدان، تحالف القوى الفلسطينية، بعد ان لمس ان اطرافا فيه تساير موفد حركة «فتح» الى لبنان وعضو لجنتها المركزية، باستبعاد «فتح - الانتفاضة»، اذ بات وجود هذا التحالف على المحك.