منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة

منتدى حركة فتح الانتفاضة يقوم بكافة الخدمات الثقافيه والسياسية والاجتماعية
 
الرئيسيةقوات العاصفةأحدث الصورالتسجيلدخول

عدد زوار
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 من "تصفير مشاكل" إلى تفجير أزمات .. حكومة أردوغان على حافة الهاوية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمود صالح
رائد
رائد
محمود صالح


المزاج : هادي
تاريخ التسجيل : 04/06/2009
الابراج : الدلو
الأبراج الصينية : الديك
عدد الرسائل : 150
الموقع : fateh83.yoo7.com
العمل/الترفيه : كاتب

بطاقة الشخصية
فتح: 50

من "تصفير مشاكل" إلى تفجير أزمات .. حكومة أردوغان على حافة الهاوية Empty
مُساهمةموضوع: من "تصفير مشاكل" إلى تفجير أزمات .. حكومة أردوغان على حافة الهاوية   من "تصفير مشاكل" إلى تفجير أزمات .. حكومة أردوغان على حافة الهاوية Emptyالخميس نوفمبر 08, 2012 2:29 am

من "تصفير مشاكل" إلى تفجير أزمات
حكومة أردوغان على حافة الهاوية
أغرقت تركيا في مستنقع الشرق الأوسط
من "تصفير مشاكل" إلى تفجير أزمات .. حكومة أردوغان على حافة الهاوية 0d344c4261f502
المتتبع لمسار الأحداث في المنطقة يدرك تماماً، أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ومهندس السياسة الخارجية التركية وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو، يتخبطان في تناقضاتهما الكبيرة، والأزمة السورية خرجت عن المسار الذي أراداه لها، أردوغان الذي قال منذ بداية الأزمة "إنها ملف داخلي تركي" ووزير خارجيته أعلن "أن لا أحد يسعه أن يخطو خطوة صغيرة أو كبيرة في الشرق الأوسط من غير إذن تركيا"، كلاهما دفع بتركيا الى حافة الحرب مع سوريا.
هذه السياسات ترشح "حزب العدالة والتنمية" الى التورط في زج تركيا في حرب مع دولة جارة كان من الأجدى أن تقيم معها تركيا علاقات مميزة وتكاملية تعود بالنفع على كلا البلدين.
التصريحات التركية الأخيرة ذات منحى تصاعدي من الناحية الكلامية وفارغة المضمون في الواقع، تدل على حجم المأزق الذي تعانيه تركيا والأسباب كثيرة ومتشعبة أيضاً، وتصريحات من نوع "سنرد بالمثل على كل هجوم أو اعتداء" هو بمثابة وصفة مؤكدة لحالة العجز التي أصابت حكومة أردوغان في الملف السوري.
ومن جهة أخرى يتعاظم حجم المأزق السياسي الذي انزلقت إليه حكومة أردوغان يوماً بعد يوم، حيث تزداد وتيرة الهجمات التي تشن ضد الجيش التركي تلك المتعلقة بالملف التركي المزمن والذي بات يقض مضاجع حكومة أردوغان.
وتركيا بدأت تتحول الى قاعدة لوجستية إقليمية للتيارات المتطرفة والإرهاب الديني، وكل هذه الظروف تجعل الخيارات السياسية المتبقية أمام أنقرة محدودة للغاية. لقد تزعزت مكانة تركيا وتقهقرت سياساتها الانتهازية وأصبحت تلعب على المكشوف في الملف السوري، وتحولت من لاعب وازن ومؤثر في مسار الأحداث الى دولة تسعى للدفاع عن مصالح واستقرار وأمن هي مَن فرّطت بها بعد أن أعطت نفسها أحجاماً كبيرة تفوق أوزانها الحقيقية، وإزاء هذا الواقع، بدأت تركيا في انتهاج سياسة أكثر تشدداً في التعامل مع "اللاجئين السوريين" بعد أن تحدثت مراراً عن دوافع إنسانية، وبدأت تشدد القبضة الأمنية في محافظة هاتاي الحدودية التي جمعت استخبارات العالم قاطبة، وتلى هذه الخطوات الضغط على ما تبقى من المرتزقة، لترك الأراضي التركية وتحاول دفعهم نحو سوريا. مثل هذه العلاقات بدأت تتغير بعد أن أثبتت الوقائع إخفاق وفشل ما يسمى "المجلس الوطني السوري" الذي أنشئ في اسطنبول، فهو غير قادر على الحل والربط، ويرى المواطن التركي أن هذا المجلس فاشل بعد أن انكشفت الحقائق تباعاً حول دوره وماهيته وكونه أداة لا غير.
إن أحد الدروس المفترضة التي خلصت إليها حكومة أردوغان، هو ضرورة العودة الى السياسات الواقعية وترك الأحلام السياسية عند تناول أحوال الشرق الأوسط، ولكن لتلك العودة أثمان وجوانب شائكة، ومن يزرع الأشواك يحصد المتاعب.

تركيا تتبع سياسة حافة الهاوية

إن من المستهجن والمستغرب أن تبادر حكومة حزب العدالة والتنمية الى أن تطلب من البرلمان التركي السماح للحكومة أن تستخدم القوة العسكرية في الأراضي السورية على غرار المذكرة التي أجازها لها البرلمان بالنسبة للتوغل داخل الأراضي العراقية، رغم أن سوريا لم تعتد على الأراضي التركية ولا على الجيش التركي، إن إجازة البرلمان التركي استخدام القوة داخل سوريا هو تصعيد خطير، ليس الآن بل عندما ترى أنقرة أن الظروف مناسبة لاستخدام هذه الورقة، وأن مثل هذه المذكرة هي بمثابة إعلان حرب على سوريا أو عدوان لأن القوات السورية لم تهدد يوماً السيادة التركية.
لقد بات واضحاً، أن تركيا تتبع سياسة حافة الهاوية أملاً في استدراج الغرب والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الى الموقف التركي والعدوان على سوريا، وتركيا وحدها لن تتجرأ على الهجوم على سوريا بمفردها لأن الرأي العام التركي في أغلبه ضد التدخل العسكري في سوريا.
لكن الحركة التركية التي ضخمت حادثة القذيفة في أكجاكالي كانت تنتظر مثل هذه الفرصة، وليس واضحاً مصدر القذيفة أيضاً، ورئيس حزب السلام والديمقراطية الكردي صلاح الدين ديمير طاش كانت لديه الجرأة ليقول "إن الحادثة كانت عبارة عن مجزرة مدبرة لتمرير المذكرة في البرلمان، وأردوغان هو الذي أدخل تركيا في مناخ حرب فعلية حتى قبل استصدار المذكرة بأشهر"، ومثل هذه الحركة لم تلق آذاناً صاغية لا في واشنطن ولا في بروكسل (مقر الأطلسي)، فقد أعلن الحلف أنه لن يتدخل في سوريا، وواشنطن ليس في وارد التدخل، لأن هناك موانع قوية وموضوعية، منها الموقف الروسي والإيراني، واستعداد الجيش العربي السوري للدفاع عن كل حبة تراب من أرض الوطن.
إن وظيفة مذكرة الحرب التي أقرها البرلمان التركي بغالبية عارضها حزب الشعب الجمهوري وحزب السلام والديمقراطية، هي وظيفة آنية تتصل بظروف المعركة في شمال سوريا وحالة الحسم التي يقوم بها الجيش العربي السوري في تلك المنطقة وهذا فشل مؤكد لتركيا ومرتزقتها التي ستفقد قاعدة إمدادها، كما يفقد تركيا أي ركائز مادية على الأرض لتحويل مناطق من شمال سوريا الى مناطق عازلة.
ويوماً بعد يوم يجد المسؤولون الأتراك أنفسهم، أنهم لا يزالون غارقين في حفرة المأزق ذاتها، وأن الخروج منها يحتاج الى مراجعة جذرية لكل سياساتهم السورية والشرق أوسطية والابتعاد عن أوهام هيمنة العثمنة، وهم بالرغم من ذلك يراكمون ما يعتبروه ملفاً أمنياً وعسكرياً لإتخاذه ذريعة للتدخل العسكري إذا اختمرت ظروف هذا التدخل، وهذا يعني أن مذكرة البرلمان هي "إعلان حرب مؤجل".
من "تصفير مشاكل" إلى تفجير أزمات .. حكومة أردوغان على حافة الهاوية 0d344c4261f50d
إنقسام في الداخل التركي والأغلبية ضد سياسات الحكومة

إن قرار البرلمان التركي بالموافقة على مذكرة الحكومة السماح بضرب أهداف خارج البلاد ومنها سوريا، تحول الى موضوع جديد للإنقسام في تركيا، حيث اعتبر المعارضون، أنها دعوة للسقوط في الفخ السوري، وإرسال الأبناء الى الموت والتاريخ لن يغفر، والشعب التركي قال لا للحكومة وأعلنت المعارضة حربها على المذكرة وقالت عنها إنها مذكرة الجريمة ولا للحرب، وهل أنتم ذاهبون الى حرب عالمية، وتشير استطلاعات للرأي في تركيا بأن 80 % يعارضون التدخل العسكري التركي في سوريا، وهذا يعكس التحول الكبير ضد الحكومة منذ سنة ونيف وحتى الآن، وحتى سياسة الحكومة بفتح معسكرات للاجئين السوريين والتي ما هي إلا تمويه فاضح للتدخل في الشأن السوري تحت حجج وذرائع واهية تتحدث عن دواعٍ إنسانية.
وشنت الصحف التركية حملة كبيرة على المذكرة وكتب سادات أرغين في "حرييت" أن مذكرة الحكومة أعادت السجال حول سياسة الحكومة تجاه سوريا، والمذكرة لن تغير موقف الرأي العام الذي أكّد في خمسة استطلاعات رأي متتالية معارضته هذه السياسة حتى لو جاء قرار التدخل العسكري من جانب الأمم المتحدة.
يقول الكاتب بالتشين دوغان إنه "بمعزل عن الأسباب فإن السياسة الخارجية لأنقرة تأخذ تركيا الى حافة الحرب ولا تعير انتباها للإنتقادات، وانتقد مذكرة الحكومة التي كُتبَت على عجل، والتي تجعل الجغرافيا من البحر المتوسط الى الصين مجالاً لوظيفة القوات التركية، بينما كان يجب تجديد المجال الجغرافي لعمل الجيش كما هو حاصل في المذكرة الخاصة بالعراق".
وفي "ميللييت" كتبت أصلي أيدين طاشباش قائلة إنه "لا حاجة لتظاهرات في تركيا ضد الحرب، فلن تقع الحرب بين تركيا وسوريا، فكل القوى من روسيا والصين والغرب وإيران لا يريدونها، وهي حرب إن حدثت ستكون حرباً مذهبية، لذا يخافها الجميع، وأي محاولة لاحتلال سوريا أو تدخل تركيا بمفردها ستكون انتحاراً"، وكذلك: "لم يعد أحد لا يعرف أن واشنطن لا تريد الحرب، ولا تعطي الضوء لمنطقة عازلة أو منطقة خطر طيران أو ممرات إنسانية، الهم الأساسي لضفتي الأطلسي الأزمة الاقتصادية، كل هذا يجبر تركيا على سلوك النهج السياسي، وهي لن تغامر في التدخل بمفردها رغم الحقن الذي تتعرض له، لكن مادامت الحرب في الداخل السوري مستمرة، فإن تركيا لن تعرف الطمأنينية".
ومن هنا يدرك قادة حزب العدالة والتنمية مدى أهمية العامل الأميركي في تركيا وتأثيره في سياستها الخارجية، سواء تعلق الأمر بالدور التركي في المنطقة أو حتى مسألة بقائهم في السلطة من عدمه، لذا هم لا يوفرون فرصة إلا ويبدون فيها انسجامهم الكامل مع السياسات الأميركية، حتى لو كانت على حساب تصفير العلاقات الجيدة مع الجيران والاستجابة لطلبات أوباما ولو كان الأمر على حساب الشارع الإسلامي في تركيا.
أردوغان لم يبلغ أي من أهدافه التي أرادها من وراء التصعيد العسكري ضد سوريا، وصورة الرجل النافخ في نار التوتير طغت على ما عداها في الداخل التركي، وهو يتعرض لإنتقادات لاذعة من المعارضة التركية التي لا تزال تنجح في التشويش وفي عرقلة خطط أردوغان في الذهاب الى حرب مع سوريا.
وإذا كانت ردة فعل حزب الشعب الجمهوري ورئيسه كمال كيليتشدار أوغلو طبيعية في انتقاده السياسة التركية تجاه سوريا، فإن ردة فعل الأكراد جاءت مخيبة لأردوغان، الذي مدّ لهم غصن زيتون أثناء المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية، واتهموه بأنه يريد احتلال المناطق الشمالية الكردية في سوريا وسرعان ما انكشفت الخديعة التي كانت وراء فكرته تلك عندما رفض بعض المطالب الكردية المتعلقة بالتعلم باللغة الكردية في المناطق الكردية، وهو بذلك يرفض وجود 20 كردي في تركيا ولهم مطالب رئيسية.
ورئيس حزب الديمقراطية والسلام الكردي والممثل في البرلمان بـ 35 نائباً انتقد أردوغان قائلاً: إن عليه أن يشرح لماذا يريد الحرب مع سوريا وعليه أن يشكل جملة مفيدة واحدة حول ضرورة السلام، وقال، "إن المحرضين على الحرب ضد سوريا يتحركون اليوم في تركيا براحة أكبر".

أردوغان كارثة على تركيا

وفي انتقاده التصعيد التركي ضد سوريا، كتب سامي كوهين في صحيفة "ميللييت" قائلاً: "إن تركيا هي البلد الأكثر انشغالاً بسوريا منذ بدء الأزمة، لكن نداءاتها لحل المشكلة لم تلق دعماً فعلياً من الأمم المتحدة ولا حلف شمال الأطلسي، والاستراتيجية التركية في المنطقة لم تجد بعد ذلك الدعم من حلفائها، عندما بدأت المشكلات تظهر في وجهها وباتت تتحمل أعباء الأزمة وتداعياتها، وحتى في الأحداث الأخيرة، اكتفى الأطلسي بدعوة تركيا وسوريا الى الاعتدال، ومن الواضح أن الغرب والمجتمع الدولي لا يريدان حرباً بين تركيا وسوريا، وأنه لواقع أن تركيا وحيدة، وهذا يعني أن تركيا، وهي تخطط لخطواتها تجاه سوريا لم تحسب جيداً ردود الفعل الدولية، والوقت لم يفت لتعيد تركيا النظر في حساباتها وفقاً لما تتطلبه هذه الحقائق".
وهناك انتقادات لاذعة وجهت الى وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو من كمال كيليتشدار أوغلو، الذي وصفه بعدم الاتزان وانعدام الذكاء والذي يريد توريط تركيا في سوريا، وفي صحيفة "بوسطة" تساءل محمد علي بيراند "عما إذا كان داود أوغلو نجماً أم كارثة على تركيا؟
إن الرأي العام التركي يشهد نقاشاً مثيراً حول وزير الخارجية، والمعارضة ترى أنه وزير الخارجية الأسوأ في تاريخ الجمهورية، "لقد خرج علينا بنطرية "صفر مشكلات" فإذا كل المحيط معاد لنا، وهو الشخص الذي سعى الى تطبيق نظريات كتابة العمق الاستراتيجي فأغرق تركيا في مستنقع الشرق الأوسط، وهذا ليس فقط موقفاً داخل المعارضة إذ أن أوساطاً كثيرة داخل حزب العدالة والتنمية تشعر بالقلق". لقد كان المديح يغدق عليه، لكن مع الربيع العربي الذي تحول شتاء أسوداً، هبّت العواصف وبدأت النظرة الى داود أوغلو تتغير، لقد خسرت تركيا سوريا والعراق وإيران وأرمينيا، لكن في المحصلة إن داود أوغلو لم يقم بهذه السياسة الخارجية بمفرده، ومن دون استشارة أحد، لقد قادها مع رئيس الحكومة".
الأزمة السورية تهدد المسيرة الاقتصادية في تركيا للتوقف، واستمرار الأزمة سيضاعف من التأثيرات السلبية على الصادرات التركية التي تشكل الشريان الحيوي للاقتصاد التركي، وبعد أن كانت صادرات تركيا الى سوريا عام 2010 تلامس الملياري دولار هي تقارب الآن نقطة الصفر، وهناك إشارات تعكس اتجاه العراق لاستخدام التجارة الخارجية ورقة هامة في خلافه مع تركيا، وكلها مؤشرات تعرّض المسيرة الاقتصادية للتوقف.
لقد وصل الاقتصاد التركي المبني على الخارج الى حدوده، وأصبحت ميزته هي نقطة ضعف للنظام التركي، وأحد العوامل المفسرة لسياسة تركيا "العربية" إحجام تركيا عن التدخل الميداني الصريح في الوضع السوري، يعودان بالأساس الى الوضع الاقتصادي التركي، فهذا يعتمد بشكل رئيسي على الرساميل الخارجية، وخاصة على الدين من القطاع المصرفي الأجنبي الذي لن يتوانى عن سحب أمواله إذا دخلت تركيا مباشرة في لجّة المشاكل الإقليمية، وأي مشكلة عسكرية إقليمية قد تتورط فيها تركيا ستؤدي الى انسحاب الرساميل الأجنبية والى انخفاض السياحة في آن واحد، مما سيضع البلاد في موقف حرج خاصة بالنسبة للنظام المصرفي، وهذا موقف لا خلاص منه إلا من خلال الرضوخ لصندوق النقد الدولي والمساعدة الخليجية، تماماً كما حصل بالنسبة لمصر، إلا أنه في مثل هذه المرة، يتوجب ضخ مئات المليارات وليس بضعة مليارات، فهل دول الخليج مستعدة للذهاب الى هذا الحد؟

أطلسية الحكم لا تنسحب على الأتراك

لقد أراد الأتراك، أن يبرهنوا لحكامهم، وللدنيا بأجمعها، أن أطلسية الحكام لا تنسحب عليه ولا تلزمه بأي حال وقامت التظاهرات الشعبية التركية ضد حكومة أردوغان، الأطسليبة الانتماء والسياسة، لقد أثبت الشعب التركي، أنه أكثر وعياً من حكومته ومن حكومات الحلف الغربي، وأكثر وعياً من معظم البلدان المحيطة به وبسوريا، بحقيقة الأحداث التي تريد تدمير سوريا على أيدي القوى المشبوهة والمتآمرة، التي تدربت على القتل والتدمير لأهداف أخرى، لا علاقة لها بسوريا أو أي بلد عربي آخر، والشعب التركي يعرف أن هذه ليست هي معركته، بل معركة حلف الاطلسي ضد العرب والمسلمين ضد تركيا نفسها.
إن محاولة الزج بتركيا في المعركة الدموية التي تديرها القوى المرتبصة بأمتنا، ويتم استخدام أدوات من المقاتلين المجمعين من الشيشان وأفغانستان واليمن والصومال ومصر وليبيا وغيرها، والهدف خدمة الأطلسي وأهدافه التدميرية...
والسؤال هل ستبقى تركيا مستسلمة لهذا الانتماء الأطلسي الذي يقربها من أوروبا والولايات المتحدة ولو في دور الخادم؟ لقد تواكبت تظاهرات الأتراك المؤيدة لسوريا، ضد تصرفات الحكومة التركية التي أعطت الأولوية لحلف الأطلسي وخططه وأهدافه.
احتمالات الحرب في أحد مؤشراتها بدأت تساهم في إفاقة الشعوب العربية وحتى داخل بلدان "الربيع العربي" على حقيقة ما يجري في سوريا منذ نحو تسعة عشر شهراً، لقد بات واضحاً لجماهير الأمة بأسرها، أن ما يجري في سوريا من أحداث هو من صنع أميركا وحلف الأطلسي، وبالإضافة الى الأدوار المركزية التي تلعبها السعودية وقطر وتركيا، وبدأنا نسمع أصواتاً تتحدث بصورة أقرب الى العلنية منها الى الخفاء، بأن بعض المعارضة الخارجية والداخلية بدأت تلطم الخدود على حال الشعب السوري المنكوب حيث الجماعات "الجهادية" المسلحة التي جاءت من أفغانستان والعراق وبعض الدول الأوروبية والعربية لتدعم أجهزة الاستخبارات وعناصر القوات الخاصة من دول غربية بعينها وبحجة واهية معاناة الشعب السوري.
الحقيقة اليوم تبدو ساطعة أكثر من أي وقت مضى، وهناك من خرج ليقول الحقيقة بصرف النظر عما يرضي سلطة الحاكم الجديد في مصر بعباءة "الإخوان المسلمين" أو يثير غضبه، أو في أي مكان ينتشر فيه "فكر الإخوان" وممارساتهم السلطوية أو المسلحة، إن معارضة مثل معارضة الشعب المصري تستدعي التوقف عندها وهي تشير الى ممارسات السلطة الحاكمة هناك، ومقاربة ما يجري في سوريا، وكذلك الأمر في الحالة التركية في المواجهة مع سوريا، حيث باتت حكومة أردوغان المتمسكة بأهداب الأصول الدينية في مواجهة الجماهير الشعبية المعارضة التي خرجت الى الشارع بالآلاف رافضة لتصرفات حكومة أردوغان حيال سوريا.
إن العوامل الموضوعية التي تجبر الولايات المتحدة على الإحجام عن التدخل المباشر في سوريا تبقى هي ذاتها العوامل التي ينبغي أن تجبر حكومة تركيا على الإحجام عن التدخل العسكري في سوريا، وليست تركيا أقدر من ناحية القوة العسكرية من الولايات المتحدة خاصة في مواجهة حالة بالغة القوة والصعوبة، وكل ما في الأمر أن تركيا متاخمة لسوريا، وتريد أميركا استغلال الأطلسية التركية في ما تعتقد، أن مواصلة القتال في سوريا بينما تقف أميركا في وضع المراقب، مع العلم أن أوروبا لا تستطيع أن تفعل أكثر من أميركا، وهنا تبدو المعادلة مستحيلة أمام تحقيق أي إنجاز لتركيا أو لحلفها الأطلسي.
لقد أصبحت أحداث سوريا محطة اختبار للعديد من القوى في المنطقة والعالم، وسوريا التي قاومت بكل بسالة الحرب التي شُنت عليها، تحوّل صمودها الى صخرة تحطمت عليها منظومة السياسة الخارجية التركية، تركيا التي عملت على تصفير المشاكل ووعدت بمواجهة أي مشكلة مع أي دولة خارجية، ووعدت بإزالتها فوراً، فإذا بتركيا بعد سنوات من انفتاحها على العالم العربي، تجدها اليوم دولة تحاصرها المشكلات وبعضها من أخطر ما تعرضت له في العصر الحديث.
في الحرب التي تشن على سوريا، فإن تركيا متورطة وهي مسؤولة عن الدور الذي قامت به، تدهور مكانة تركيا الإقليمية، والإحباط يواجه الديبلوماسية التركية، وتفاقمت المشكلة الكردية وهي الأصعب بين مشكلات تركيا، وتركيا وقعت في الفخ الأميركي ومطلوب منها أن تلعب دور باكستان في المنطقة، لقد أصبحت تركيا ممراً للسلاح والمتطوعين والجيوش الأجنبية وشاءت أم أبت فهي تدفع ثمن الأخطاء الاستراتيجية الكبرى التي وقعت فريستها حيث حروب أميركا الحديثة والطويلة، وحيث حروب العشائر والقبائل ولهيب الطائفية، وهي تحاول أن تلعب دوراً أكبر من مقاساتها الطبيعية وهي لم تستعد ولا تملك الخطط.
المنطقة تعج بالمشكلات الاجتماعية وعدم النضوج السياسي، وتصبح الأمور أشد تعقيداً عندما يتم استيراد مشاكل الغير، هناك اليوم ما هو أخطر حيث التطرف الأعمى والمصاحب أو التابع عادة لأنظمة حكم لا تعرف أي معنى للديمقراطية وتدعي أنها تريد الديمقراطية لغيرها.
تركيا خاسرة لا محالة، واللعب على حافة الهاوية وصفة مؤكدة للسقوط لأن تركيا قد خسرت جميع أوراق قوتها الذاتية وتحولت الى أداة في المنطقة.

محمود صالح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fateh83.yoo7.com
 
من "تصفير مشاكل" إلى تفجير أزمات .. حكومة أردوغان على حافة الهاوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة :: موسوعة سياسية :: اخبار دولية-
انتقل الى: