منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة

منتدى حركة فتح الانتفاضة يقوم بكافة الخدمات الثقافيه والسياسية والاجتماعية
 
الرئيسيةقوات العاصفةأحدث الصورالتسجيلدخول

عدد زوار
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 الصحافة اليوم 22-12-2012

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوعصام عبدالهادي
المدير العام
المدير العام



تاريخ التسجيل : 23/11/2008
عدد الرسائل : 2346

بطاقة الشخصية
فتح: 50

الصحافة اليوم 22-12-2012 Empty
مُساهمةموضوع: الصحافة اليوم 22-12-2012   الصحافة اليوم 22-12-2012 Emptyالسبت يناير 05, 2013 9:13 am

الصحافة اليوم 22-12-2012: أمن سورية.. ودستور مصر


احتلت التطورات على الساحتين السورية والمصرية العناوين الابرز للصحف اللبنانية الصادرة اليوم في بيروت. وواصلت الصحف اللبنانية الحديث عن الوضع السوري مع ما يشهده من تطورات ومواجهات سياسية وامنية على اكثر من صعيد وفي غير جبهة في الداخل السوري.
وبدورها تدخل مصر اليوم منعطفا مصيريا له تأثير كبير على مستقبل البلاد القريب وربما البعيد، مع دخول مرحلة الاستفتاء على مشروع الدستور.

السفير

صحيفة السفير اللبنانية فردت مساحة للحديث عن الاوضاع الامنية والسياسية والمعيشية في لبنان، والتحديات التي تنتظر الحكومة واللبنانيين بعد عطلة الاعياد.
واضافة الى ذلك كان للسفير حديث عن آخر التطورات على الساحتين السورية والمصرية.

الحكومة تواجه امتحان «الأرقام» بعد الأعياد
5 مليارات دولار كلفة الرواتب بعد إقرار «السلسلة»
عدنان الحاج

تشكل سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام البند الابرز على مائدة مجلس الوزراء بعد عطلة الاعياد، في محاولة جديدة لإخراجها من عنق زجاجة الخلافات المستحكمة حولها والمانـعة إحالتها الى المجـــلس النيابي، والتي تتمـثل بعقبة التمــويل لأكلافها المالية.
وينتظر ان يقارب مجلس الوزراء السلسلة بعد الاعياد من ابواب ثلاثة:
الباب الأول: مصادر تمويل السلسلة، حيث يجد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفريقه الاقتصادي أن بند زيادة عامل الاستثمار العقاري، أو ما سمي بـ«طابق الميقاتي»، أو «طابق السلسلة» كما يسميه ميقاتي نفسه، «يشكل المصدر الأساس للتمويل، (بين 750 مليون دولار الى مليار دولار في السنة الأولى مع الحوافز والشروط المتشددة في التنظيم التي تحول دون التشويه المدني)، تضاف إلى ذلك زيادة تعرفة الكهرباء على كبار المستهلكين، بما يؤمن حوالي 276 مليار ليرة. وتلك مبالغ كافية لتغطية السلسلة ولو مقسطة على خمس سنوات.
الباب الثاني: تخفيض كلفة السلسلة حوالي 30 في المئة، أو اعتماد اقتراح وزارة المال بزيادة اقتطاع المحسومات التقاعدية للموظفين من 6 إلى 8 في المئة، وتخفيض نسبة المستفيدين من عائلة المتقاعدين بعد الوفاة. ويوفر ذلك مبالغ تصل إلى حوالي 500 مليار ليرة على اعتبار أن الكلفة الكبرى من السلسلة وزيادة غلاء المعيشة، تذهب إلى فئات محددة، ومنها كلفة نظام التقاعد وتعويضات الصرف التي تستفيد من حوالي 600 مليار ليرة من كلفة السلسلة.
يشار هنا الى ان عدد المتقاعدين، وحسب إحصاءات وزارة المال، يقدر في العام 2013 بحوالي 86 ألفا و254 متقاعداً سيرتفع في العام 2017 إلى حوالي 104 آلاف و842 متقاعدا، بنمو سنوي قدره خمسة في المئة، بحيث تصبح الكلفة على أساس تطبيق السلسلة من دون حسم، حوالي 2061,6 مليار ليرة سنوياً. أما المستفيدون على عاتق المتقاعد بعد الوفاة فيبلغ عددهم اليوم حوالي 13 الفا و316 زوجة، و9026 بنتاً وحوالي 602 ولد مصاب بعلة أو إعاقة، ما يرفع العدد المستفيد من معاشات التقاعد إلى أكثر من 113 ألفاً اليوم.
الباب الثالث: حسم 30 في المئة من كلفة السلسلة بعد زيادة غلاء المعيشة، بما يخفض كلفة مجموع الرواتب من 7528,1 مليار ليرة في حال تطبيق السلسلة قبل التخفيض إلى 6929,6 مليار ليرة بعد الحسم.
يعني ذلك أن كلفة غلاء المعيشة التي طبقت اعتبارا من 1ـ2ـ2012 بلغت حوالي 900 مليار ليرة، ويبقى للسلسلة حوالي 1000 مليار ليرة. وتشمل التخفيضات أيضاً السلطات العامة أي الزيادات اللاحقة بالـوزراء والنـواب والرؤسـاء من 8,2 مليارات
ليرة إلى حوالي 5,808 مليارات ليرة. (تجدر الإشارة إلى أن الزيادات التي يستفيد منها الوزراء والنواب تتراوح بين 7 ملايين و6,2 ملايين ليرة شهريا لكل رئيس أو وزير أو نائب).
إلا ان تلك الابواب الثلاثة، ما زالت موضع اعتراض من «الهيئات الاقتصادية» بسبب ما تعتبره «مخاطرها على الاقتصاد وعجز المالية العامة»، كما هي مرفوضة من قبل «هيئة التنسيق النقابية»، والعاملين في القطاع العام كونها تفقد السلسلة قيمتها الشرائية لعدم تطبيقها دفعة واحدة.
وقال وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس لـ«السفير» إن الحكومة لن تتخذ قراراً «ينعكس على تصنيف لبنان الائتماني ويزيد مخاطره المالية، في ظل تقلص مصادر التمويل الخارجية، وصعوبة الأوضاع الاقتصادية».
من جهتها، حذرت مصادر مصرفية من أن «لبنان سيواجه في المرحلة المقبلة صعوبة في تمويل احتياجات الدولة بالعملات الأجنبية، لا سيما الفاتورة النفطية للكهرباء والسوق المحلي»، مشيرة إلى أن «عجز ميزان المدفوعات خلال السنتين الأخيرتين بلغ أكثر من 4 مليارات دولار».
وقال أحد وزراء الفريق الاقتصادي لرئيس الحكومة «إن الخلل الكبير هو في أنظمة التقاعد في القطاع العام والذي يخلق تفاوتاً كبيراً بين الأجهزة المدنية وغير المدنية». وأشار الى أن البحث يختلف بين مصادر تمويل «السلسلة» وتخفيض كلفتها. والضرائب الأخرى ستترك لمعالجة صدمات الموازنة، وتقليص عجزها ضمن سلّة ضريبية متكاملة تتعلق بتعديل بعض هذه القوانين بما يراعي الوضع الاقتصادي والمعيشي.


مــاذا لــو ســقط لبنــان قبــل ســوريا؟

سامي كليب

يقول عارفو الرئيس السوري بشار الاسد انه لن يتنازل عن السلطة حتى آخر يوم في عهده. يفتح هؤلاء خرائط مرسومة بألوان ثلاثة، اولها أصفر يشير الى المناطق التي استعادها الجيش السوري بعد معارك عنيفة، وبرتقالية هي الباقية في ايدي المعارضة المسلحة، وخضراء هي التي لم تخضع اصلا للقتال. يشيرون الى ان وضع الجيش لا يزال اقوى من الدعايات ضده، وان مفاجآت امنية كبيرة ستشهد قريبا على ذلك.
يختلف التقييم السوري الرسمي مع الصورة التي يقدمها بعض مسؤولي المعارضة. يؤكد هؤلاء ان الوقت لا يلعب لمصلحة النظام، وان المسلحين نجحوا في مشاغلة الجيش في معظم المناطق السورية وفي السيطرة على معابر ومناطق رئيسة. ويقول هؤلاء انهم اخترقوا كل الساحات السورية وانه لو وصلتهم اسلحة متطورة اكثر لاستطاعوا حسم المعركة، ويتوقعون وصول هذه الاسلحة بعدما اطمأن الغرب الى تشكيلة ائتلاف المعارضة رغم حذره من «جبهة النصرة».
بعد مشارفة الحرب السورية على انهاء عامها الثاني، يقدم كل طرف أدلة كثيرة على قوته. كلاهما يبدو قادرا على تبرير ذلك. اما في لبنان فالمشكلة ان الكثير من القادة اللبنانيين يبنون تحليلاتهم وسياساتهم الداخلية على هذه التقييمات العسكرية، رغم ان الصراع في سوريا يخرج يوما بعد آخر عن سيطرة السوريين ليصبح بيدقا دوليا بامتياز خصوصا بين روسيا والولايات المتحدة.
ينقل زوار الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي عنهما تأكيدهما ان النظام السوري لا يزال قويا وغير قابل للسقوط في المدى المنظور. يقول رئيس الجمهورية ان في سوريا 3 اطراف هم: النظام والمعارضة ومقاتلون متطرفون. ويشدد على ضرورة الحفاظ على سياسة النأي بالنفس. من جانبه، لا يستبعد ميقاتي، وفق زواره، ان تكون واشنطن قابلة عمليا ببقاء النظام شرط تطبيق خطة جنيف التي كان ميقاتي نفسه اقترح مثيلا لها في خلال لقائه مع الامين العام للامم المتحدة قبل اشهر من طرحها.
يتقاطع هذا التقييم مع معلومات امنية لبنانية تؤكد وجود تغيير جدي في النظرة الاميركية الى وضع سوريا او على الاقل «بداية تغيير». يقول بعض المسؤوليين الامنيين اللبنانيين ان بعض الدول الغربية بدأت تنظر بكثير من القلق الى تعاظم دور «الجهاديين» القريبين من تنظيم «القاعدة» في جسد المسلحين السوريين وفي مقدمهم «جبهة النصرة». يستندون الى معلومات وصور وتقارير دقيقة سلمها السوريون الى الروس ليسلموها بدورهم الى الولايات المتحدة الاميركية لتأكيد نظرية الاختراق القاعدي لبعض الاطرف السورية المسلحة. يذهب البعض الى حد الحديث عن لقاءات امنية سورية اميركية روسية.
وفي المعلومات أيضا ان خلايا من تنظيم «القاعدة» باتت تنشط على الاراضي اللبنانية. لا يقتصر نشاطها على تسهيل مرور المقاتلين الى سوريا، وانما يركز أيضا على رصد بعض الشخصيات اللبنانية المؤيدة لدمشق او تلك التي تلاحق رجال «القاعدة»، وتضعهم على لائحة الاغتيالات. ثمة قلق فعلي من اختيار القاعدة للبنان وسوريا كساحة جهادية جديدة وطويلة الامد.
يدفع القلق من تمدد «القاعدة» بعض المسؤولين الغربيين الى طرح اسئلة كثيرة على نظرائهم اللبنانيين حول مآل الوضع في سوريا في حال سقوط الاسد. لا اجابات محددة. الوضع يزداد غموضا وخطرا اكثر من اي وقت مضى. خطر على سوريا ولكن ايضا على لبنان. باتت الساحة اللبنانية احد الاماكن المقصودة من قبل «الجهاديين» العرب وغير العرب. سوريا هي هدف اولي، ولكن ماذا بعد.
تنقل صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن مسؤولين اردنيين رفيعي المستوى تحذيرهم من ان «الجهاديين الذين يقاتلون في سوريا يستعدون لتوجيه ضربات ضد اهداف في الاردن واسرائيل». اسرائيل تأخذ الامر على محمل الجد، رجال القاعدة يقتربون منها عبر جبهات عدة: سيناء المصرية، الاردن، حدود الجولان ، الشمال اللبناني ناهيك عن العمق العراقي.
التنسيق الاستخباراتي على خط سوريا ـ الاردن ـ لبنان ـ العراق وصولا الى مصر قائم. يحكى عن زيارة قام بها رئيس الاستخبارات المصرية لدمشق ولقاء مع الرئيس الاسد. يحكى ايضا عن تشدد اردني كبير في منع تهريب السلاح عبر الحدود. قتل الامن الاردني شابا كان يريد تهريب السلاح بعد ان القى القبض عليه. يقال انه قتله عمدا ليردع الآخرين.
في هذه اللحظة المفصلية، تتسع شقوق الخلافات بين بعض دول الخليج والاخوان المسلمين من مصر الى المغرب العربي. لا يتردد بعض قادة الاخوان المصريين في الحديث عن اموال كثيرة تدفع في القاهرة للضغط على الاخوان. الامر نفسه يقال في تونس مع حركة النهضة .
هل يمكن لبعض دول الخليج وبينها السعودية والكويت والامارات التحرك ضد «الاخوان المسلمين» من دون التنسيق مع واشنطن؟ هل ثمة رأيان في اميركا حيال «الاخوان» بعدما ادى تمدد السلفية الى اثارة القلق الاميركي خصوصا في اعقاب قتل القنصل الاميركي واغتصابه في بنغازي الليبية؟ وهل ثمة تنافس او خلاف سعودي قطري حيال «الاخوان» فعلا؟ الاولى تناهضهم، والثانية تواليهم وتدعمهم؟ يجيب مسؤول لبناني كبير «بأن الخلاف جدي بين السعودية وواشنطن حول ملفات كثيرة بينها «الاخوان» و«الجهاديون»، لكن بينها ايضا طبيعة الدعم العسكري للمسلحين السوريين، فضلا عن أن الرياض تريد سقوط النظام السوري مهما كان الثمن بينم تصر واشنطن على أن يكون رحيل الأسد جزءا من تسوية مع الروس».
وسط هذه الاسئلة، تظهر مؤشرات عدة. حديث نائب الرئيس السوري فاروق الشرع للزميلة «الاخبار» (وهو على ما يبدو لم يكن منسقا مع القيادة السورية خلافا لما قيل، لا بل ربما ازعج القيادة). يخرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقول «لسنا منشغلين بمصير الاسد وانما بمستقبل سوريا، وان موقفنا ليس الاحتفاظ بالاسد ونظامه في السلطة بأي ثمن»... كلام كان ضروريا قبل انعقاد القمة الروسية الاوروبية في بروكسل، وضروريا أيضا للحوار غير المعلن بشأن الازمة السورية بين واشنطن وموسكو .
ان انتشار التنظيمات الجهادية في المنطقة، يدفع الجميع الى التفكير بسؤالين: هل بقاء النظام السوري قويا هو الانجع لضرب هذه التنظيمات، ام الاسراع باسقاطه هو الاسلم؟
اتفق الروس والاميركيون ضمنا على بقاء النظام، لكنهم اختلفوا حتى الآن بشأن الاسد وايضا حيال المصالح الروسية المقبلة في منطقة باتت تعد بالكثير من الثروات الغازية وغيرها. اتفق الروس والاميركيون ايضا على ان لا احد في سوريا سينجح في الحسم العسكري، لكنهم مختلفون حول كيفية وقف القتال وما بعده. اتفقوا كذلك على ضرورة نقل الصلاحيات الابرز من الرئاسة الى الحكومة لكنهم لا يزالون مختلفين قليلا على من سيكون في الحكومة المقبلة او بالاحرى في النظام المقبل لسوريا. واتفقوا اخيرا على ضرورة الابقاء على مهمة المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي لانها الامل السياسي الوحيد المتوفر الآن فقرروا دعمها رغم معارضة بعض دول الخليج وجزء كبير من المعارضة السورية.
ماذا عن المستقبل؟
تدرك موسكو ان الجيش السوري لا يزال قادرا على القتال طويلا فلا تتراجع عن شروطها. وتعرف واشنطن ان المسلحين باتوا اكثر قوة من السابق فتحجم عن التنازلات. لكن من يراقب تصريحات الطرفين يستنتج ان الهوة باتت اقل اتساعا من السابق، وهي ستضيق اكثر مع التعيينات الادارية العتيدة في ادارة باراك اوباما. لا يختلف اثنان على ان جون كيري الذي قد يعين وزيرا للخارجية هو الاكثر معرفة بسوريا والاقل رغبة بالحرب ضدها.
احتمال التسوية قائم اذاً، لكن الاحتمالات الاخرى قائمة ايضا في حال فشل التسوية، تبدأ باستمرار الحرب وادارة الازمة طويلا، وتمر باحتمالات انشطار سوريا الى نصفين متقاتلين لفترة طويلة، لتصل الى خطر توسيع رقعة الحرب الى بعض دول الجوار... في هذه الحالة الاخيرة سيكون لبنان الساحة الاكثر هشاشة ذلك ان فيه اطرافا جاهزة للقتال، وربما سيصبح القتال مطلوبا كلما اقتربت بعض الاستحقاقات السياسية اما للتأثير فيها او منعها كليا اذا ما تطلب الوضع السوري ذلك. ولعل في «ديبلوماسية الجثث» القائمة حاليا بين لبنان وسوريا مع مسلسل تسليم جثث لبنانيين قتلوا اثناء عبورهم الحدود للقتال في سوريا خير دليل على ان سياسة النأي بالنفس تشبه الكثير من شعارات اللبنانيين التي بقيت على مدى العقود الماضية مجرد شعارات.
حين تصل الحرب في دولة ما الى العنف الذي وصلته في سوريا، لا شيء يصبح مستبعدا بما في ذلك توسيع جبهات القتال لتشمل دولا مجاورة.


62 جريحاً في مواجهات بين متظاهرين إسلاميين ومعارضين
مصر بانتظار نتائج الاستفتاء: نهاية العالم ليست اليوم

وائل عبد الفتاح

عشية الجولة الثانية والأخيرة من الاستفتاء على الدستور الجديد، انفجر الوضع في الشارع، وتحديداً في مدينة الإسكندرية، التي شهدت مواجهات عنيفة بين متظاهرين مؤيدين للرئيس محمد مرسي ومعارضين له.
واستخدمت قوات الأمن المركزي الغاز المسيل للدموع وأقامت حاجزاً من عناصرها للفصل بين المتظاهرين الإسلاميين المؤيدين لمرسي ومعارضيه الذين تراشقوا بالحجارة في محيط مسجد القائد ابراهيم في الإسكندرية وسط جو غائم. وتحدثت وزارة الداخلية عن 62 جريحاً بينهم 12 من عناصر قوات الأمن.
ومن المقرر أن تجرى اليوم الجولة الثانية والأخيرة من الاستفتاء على الدستور في 17 محافظة، وذلك وسط رفض الغالبية العظمى من القضاة الإشراف على عملية التصويت، فيما يتوقع أن تصدر النتائج الأولية للاستفتاء في ساعة متأخرة من ليل اليوم.
ـ 1 ـ
كأنه يوم القيامة.
ينتظر المصريون أن يكون إعلان نتيجة الاستفتاء على الدستور اليوم هي نهاية وبداية... لا يعرف من يسأل أو من يحاول الإجابة نتيجة رحلة السير إلى المنحدر الذي بدأ منذ الإعلان الدستوري الأول في ٢٢ تشرين الثاني الماضي، وإلى ان انقسمت مصر إلى فسطاطين، بلا نقطة لقاء بعدما ضاعت رسائل المطالبة بوقفة قبل المنحدر، من المعارضة، وبعدما تحولت دعوة الجمعية التأسيسية للحوار/المناظرة إلى مسخرة من كوميديا الكباريه السياسي، في غياب المعارضة والإصرار على بقاء مقاعدها فارغة، ليتحاور رجال مرسي مع رجال مرسي، في مشهد خلفيته أصوات انتهاكات في جميع مدن المرحلة الثانية، لتلعب الإخوان على نفس هيكل تزوير الإرادات لتصل في مدن وقرى الصعيد إلى خطة منع المسيحيين من التصويت واللعب كاملاً على التقسيم

الطائفي: الـ«نعم» في الجنة والـ«لا» في النار. واللعبة الكبيرة على الخوف من المستقبل فالدستور سيصنع الاستقرار، يقولون هذا للفقراء عن دستور ضدهم.
ـ2ـ
زفة إسكندراني
مليونية الدفاع عن الأئمة تحولت إلى الدفاع عن «نعم» والهتاف باسم مرسي... وانتهت بحرب شوارع طارد فيها أهالي الإسكندرية مجموعات من ميليشيات «حازمون» التي أعلنت أنها ستؤدب المدينة التي حاصرت الشيخ المحلاوي ومسجد القائد ابراهيم. الغارة الانتقامية كانت استعراضاً للرد على حصار الـ١٣ ساعة يوم الجمعة الماضي بعد حفلة تعذيب لمعارضي الدستور.
الشيح حازم صلاح أبو إسماعيل أعلن عن مليونية الانتقام، لتكون استكمالاً لعودته إلى المسرح السياسي بعمليات بدأت بحصار مدينة الإنتاج الإعلامي وحتى حرق مقر حزب الوفد وإلى تهديدات بحصار الأقسام. الشيخ لم يحضر لأن «شاحن الموبايل الخاص به ضاع منه ولم يستطع التواصل مع المليونية».
وهذه وحدها كانت كفيلة بامتزاج روائح الحرب بالسخرية التي وصلت إلى تسمية أنصار الشيخ بـ«شاحنون»، وخرجت حكايات عن شاحن الشيخ متزامنة مع خروج نساء من الأحياء الشعبية تطارد ميليشيات الـ«نعم».
ـ 3 ـ
إلا الجيش
البيانات العسكرية لم تكن رسمية، لكن غضبها وصل إلى الجميع رداً على تصريحات محمد بديع، مرشد الإخوان، عن إدانة قيادات الجيش... وبديع تراجع وفسر «لم أقصد بأجناد مصر، الجيش، ولكن شعب مصر».
الجيش رسمياً واصل إعلاناته عن الحياد، بينما ما زالت الأسئلة عن الموقف من حالة الفوضى المتفجرة بسبب قرارات مرسي. وفي انتظار حركة الكاكي بدت تعبيرات المرشد مثيرة للاستغراب: هل هذه إشارة إلى ان الإخوان فقدوا خطوط التواصل مع الجيش بعد القضاء؟
انسحابات القضاة جعلت الاستفتاء عارياً من الشرعية، ومهدداً بالبطلان، وهذا ليس كل شيء، خاصة انه في اليوم التالي للاستفتاء ستنفجر قنبلة النائب العام بعد تراجعه عن الاستقالة لتشتعل الحرب إلى ما لا يمكن السيطرة عليه.
وستنفجر أيضاً قنبلة الاقتصاد التي كشفت عنها زيارة فاروق العقدة، محافظ المصرف المركزي، لمرسي منذ أيام، والتي لم تكن فقط للاستقالة، لكنها للإعلان عن أن كل القدرات على تجاوز الأزمة الاقتصادية استنفدت.
والخبراء في الاقتصاد يقولون إن مصر على وشك الإفلاس ويختلفون على المدى الزمني من ثلاثة أسابيع إلى ثلاثة شهور. ما ناقش فيه بعضهم ليس تهديداً أو جرس إنذار لكنه «واقع سيصدمنا فعلاً خلال فترة قصيرة، عندما تعجز الحكومة عن دفع المرتبات مثلا، أو تضطر إلى إعلان الإفلاس على طريقة اليونان».
هذه كوابيس؟ الخبراء يقولون إنها ليست كذلك لأن الاحتياج الآن إلى ٤٠٠ مليون جنيه أسبوعياً يعني أننا دخلنا منطقة الكوارث الاقتصادية. وهنا ليس لدى المرسي شيء يحمي مصر من الكارثة.
ولم يعد لديه رصيد سياسي ولا مصداقية تسمح بانتظاره أو للاطمئنان إلى سياسات اقتصادية تعتمد علي رعونة الإخوان في إنهم قادرون على حل كل المشاكل وحدهم...وهو ما يثبت فشله وعجزه وخيبته.
الإخوان ليس لديهم مشروع اقتصادي غير كلمات الإنشاء المحشوة في مشروع النهضة التافه فكرياً واقتصادياً وسياسياً، ويتصورون أنهم «أبطال خارقون» سيحلون ما تعجز دول كبرى عن تجاوزه إلا عبر عقول اقتصادية كبيرة.
يتصور الإخوان ان حلولهم ستأتي غرباً، وأن أميركا والغرب يمكنهم صنع المعجزة وإنقاذ مصر من الإفلاس. وهذه خرافات وأوهام تنافس أوهامهم السياسية، وتجعلهم نموذجاً جديداً للفشل لا يستطيع حتى أن يكون إيران ولا باكستان.
ويبقى السؤال إذاً لمنتظري النماذج المعلبة أو للباحثين عن تفسير من الخبرات الواقعية سؤال نفكر فيه جميعاً: هل يمكن إنقاذ مصر من النهاية على الطريقة الإخوانية؟



الاخبار

صحيفة الاخبار اللبنانية كان لها رصد ومتابعات لآخر التطورات على الساحة السورية، وما اسمتها "لعبة الموت" المستمرة في بعض المدن السورية ومنها حمص.

كما كان للاخبار ايضا جولة على آخر التطورات السياسية في مصر في يوم الاستفتاء على مشروع الدستور.

حمص بعد المعركة: لعبة الموت لم تنته بعد

إنّها حمص من جديد. حمص التي تشهد على أول الحروب بين الأهل والجيران. أحياء كانت تعيش في اخاء. الى أن طرقت أبوابها «الثورة»، وتحوّلت في ما بعد الى حرب شوارع، الكلّ كان ضحاياها. اليوم، انتهت المعركة الكبرى، عاد الى حمص هدوء متقطع، أو بالأحرى اعتاد الأهل على المناوشات من هنا وهناك، وعلى أصوات الرصاص، حتى بات رفيقاً دائماً في حياتهم اليوم. لكن معالم المعارك لا يزال حاضراً، في الشوارع وعلى الجدران. حاضر في التشييع اليومي لأبناء حمص وفي القناصة وضحاياهم، في الأزقة والأحياء. المعركة لم تنته نهائياً في حمص، فالمدينة لا تزال تشهد أعمال البطش والنهب، والخطف والخطف المضاد والقتل والتنكيل. والأهم المرارة التي لا تزال حاضرة في وجوه وقلوب الحماصنة، في جرح ذوي القربى والأهل الجيران؛ جرحٌ لن يندمل بسهولة. «الأخبار» جالت في المدينة، التي عودتنا على السخرية حتى من ألمها

مرح ماشي

حمص | عدّة أيام من الإقامة في المدينة الصعبة على مدى شهور من الثورة السورية، هي ما يتطلبه الأمر لفهم واقع حمص الجديد وهدوئها المفاجئ بعد شهور طويلة أنفقتها «مدينة التعايش» سابقاً في حوار الرصاص والبنادق. الوضع مختلف في حمص اليوم. ثلاثة أيام من انقطاع جميع أنواع الاتصالات، عانت منه البلاد بأكملها، تجعل المرء أكثر حيرة. لا طريقة لفهم ما يجري، إذ لا سبيل للتواصل مع شهود المرحلة الخطرة التي عاشتها المدينة، والحال أمسى كمن يفتّش عن ظلّه في يوم غائم، لكن.. لا بأس.
جولة مسائية قصيرة بين وادي الذهب شرقاً باتجاه شارع الخضري وصولاً إلى باب الدريب تشرح كثيراً من تراجيديا المعارك، التي قامت في المنطقة؛ فقد دارت بين أصحاب هذه البيوت المتجاورة والمتداخلة أول الحروب وأقساها. يفصل بين بيوت الحيّين الشعبيين المختلفَين طائفياً والمؤتلفين فقراً أوتوستراد وحيد مظلم ليلاً، إذ لا سكان في الحي بعدما هاجم بعض أهالي باب الدريب منازل جيران العمر إبّان الأحداث الأخيرة، فكان الردّ صاعقاً من الجار المتأهّب الذي «دافع عن بقائه» بطريقته؛ فأفرغ الحيّ الجار من سكّانه، وبيوته مما فيها، في ما يسميه أهالي المنطقة تندراً «معارك شرق وغرب الطريق»، في إشارة إلى الأوتوستراد الفاصل بين الفريقين.
التوجه نحو باب السباع كان عن طريق خط سير حي عكرمة الجديدة ــ حي النزهة ــ حارة الخضر. وللتوّ، كان قد تمّ تفكيك عبوة ملصقة بكفة ميزان في أحد محالّ الخضار في حي النزهة. لحيّ باب السباع حصته من الظلام أيضاً، ونوافذ معظم منازله المقفلة تشهد أن المنطقة شهدت أحداثاً غير عادية إلى أن هجرها أهلُها تاركينها عرضة للنهب والسلب، لتباع بعدها أغراض منازلهم بأرخص الأسعار في تجمعات صغيرة في المدينة، أُسوةً بأحياء عدّة.

سوق السرقة

«سوق السرقة»، اسم أطلقه أحد الشباب الحماصنة على أحد الأماكن، أضحى فرصة للضحك والتندر. هو نقطة تجمع صغيرة يباع فيها كل ما نهب في المراحل الأخيرة لسرقة المنازل التي هجرها أهلُها أو هُجّروا منها، بعدما تمّ إفراغها من أدواتها الكهربائية والمفروشات وبقية الأشياء الثمينة. التسمية تعبّر تماماً عن البضائع التي تباع في المكان. هُنا يمكنك شراء كل الأشياء الرخيصة المستعملة، بدءاً من المراحيض وصولاً إلى أواني المياه في الحمامات، وليس انتهاء بالقواطع الكهربائية والسجاد والملابس المدرسية. السوق يختصر الشرخ الحاصل في حياة أهل المدينة، حيث يتهم أهالي المناطق الثائرة الشبيحة بسرقة منازلهم وإفراغها من محتوياتها على خلفية نكبة أحيائهم ونزوحهم منها، وبيعها في حي عكرمة ذي الطبيعة الموالية للنظام. «سوق السرقة» ليست تسمية قميئة فحسب، ولا يكفيه أنه ملوّث بأغراض الجيران المسروقة، بل محاط أيضاً بالقمامة بطريقة مستغربة. الحاويات حول السوق مليئة بالأوساخ، وكذلك الأرض من حولها، ما يثير تساؤلات عن عمل البلدية أو المحافظة في حمص. تساؤلات بنفس السياق تُثار عند كل مفرق أو شارع فرعي حول الطرقات غير المعبّدة والإهمال الواضح للمدينة.

الدمار في المدينة شاهد على المعارك العنيفة

ليس فقط لأهل المعارضة شكاويهم من سرقات «الشبيحة» للمنازل، بل لأهل المناطق المؤيدة المتاخمة للأحياء الساخنة هواجسهم وخوفهم أيضاً، ومعهم أيضاً أبناء الأقليات الذين هربوا من مناطق التوتر خشية التهديدات، ما حوّل تلك المنازل بفرشها وجميع محتوياتها أهدافاً سهلة لعناصر الجيش الحر. فبعد نهب السوق الأثري القديم «المقبي» في حمص القديمة من قبل عصابات مجهولة، ارتفعت الاتهامات لتطال الموالين، فيما يؤكد مراقبون حياديون في المدينة أن هؤلاء لا يخفون مسروقاتهم، إذ إن هذه المناطق بالنسبة إليهم تحتوي على منازل «أعداء الوطن والمتآمرين عليه». أما مسروقات السوق «المقبي»، التي اختفت فتعني أن العصابات تتبع لفريق آخر يعرف كيف يصرّف المسروقات بصمت.

متاهة حيّ الزهراء

الطريق إلى حي الزهراء ذي الطبيعة المؤيّدة للنظام قد يؤدي إلى الموت قبل الوصول. والتجوّل في الحيّ يتطلّب حظاً جيداً؛ فالقناص المواظب على القتل منذ شهور عديدة يجعل الحظوظ متساوية ما بين الحياة والموت. والمتوقع أنه متمركز في أحد أحياء حمص القديمة المتاخمة لحيّ الزهراء؛ قد يكون في حي الورشة، باب تدمر، وادي السايح أو الحميدية. من يعلم؟ إنما الجميع يعلم أن حصاده اليومي في الإصابات يراوح بين شخص وثلاثة أشخاص. أما شائعات القبض عليه، فهي أيضاً شبه يومية. قد لا تكون شائعات، وربما يكون هناك أكثر من قناص، أو لعلّه أكثر من عشرة قناصين. ففي النهاية يستمر القتل.
مشهد غريب يخيم على المكان. جدران عالية من «البلوك»، قد يصل علوّ بعضها إلى 10 أمتار، تتموضع بشكل «زيك زاك»، حسب تعبير أهالي الحي، لتشكّل ما يشبه المتاهة الممتدة من ساحة الزهراء «الشمسية» حتى تقاطع المهاجرين ــ الأرمن. المنظر يدعو للدهشة، ولكنه في الوقت ذاته طريقة مبتكرة لتجنّب الرصاصة، وحرق يوم إضافي في الحياة. في هذا الحي صبر السكان طويلاً. تصرّفوا على أنهم «أم الصبي» وحاضن مؤيدي النظام. حاولوا الصمت عن كل الاعتداءات منعاً لإحراج القيادة، إنما لم يسألهم أحد عن أحوالهم، ففضّلوا رفع السلاح وتخليص حقهم بأيديهم. لا يخلوا منزل من مفقودين ومخطوفين أو فتيات مغتصبات، وكل ذلك يعني أن جثثاً، بالضرورة، عادت إلى الحيّ مقطّعة ومنكّلاً بها، ما فجّر حقداً رهيباً لن تستطيع المدينة أن تمحيه بسهولة، بعدما أدى إلى محاولات للرد بالمثل ومضاعفة القتل.

لا تزال مدينة للموت

الموت في كل مكان. شهداء للجيش والقوى الأمنية قادمون بتوابيتهم من دمشق وغوطتها. خيَم العزاء كيف ما ذهبتَ. ففي حمص المنكوب قطعاً ليس أحد الأطراف على حساب الآخر، مهما بدت الأحياء المؤيدة قلعة من قلاع الأسد، الفقر يبقى سائداً وكذلك فقد العائلات لمعيليها. وسط المدينة مغلق بحواجز. لا يمكن للمرء الدخول إلى ساحة الساعة، التي شهدت أحداثاً أمنية عنيفة، أو منطقة الوعر، إلا إذا كان من أهالي المنطقة. أحد العناصر على حاجز للأمن يسأل: «قادمون من دمشق؟ من الجيد أن أحداً من العاصمة تذكّر أن هُناك مدينة تدعى حمص». العتاب في حمص لا ينتهي. الناس يعتبرون أن السلطة تخلت عنهم وتركتهم لمصيرهم، يواجهونه وحدهم عن البلاد بأكملها. أصوات المدفعية لا تزال واضحة، إنما تصالح السكان مع صوتها. بينما أصوات الرصاص التي تسمع بين وقت وآخر ليست ناجمة عن اشتباك، إنما «تشييع شهيد» كما يقول الأهال. الرصاص أصبح عنواناً للقتل والتشييع معاً، ولكثرته لم يعد يخيف حتى الأطفال الذين

درب بابا عمرو المسدود

حزينة المدينة المهمَلة التي فقدت أكثر من نصف سكّانها. هُنا يمكنك الهرب من زحام العاصمة الذي لا يطاق. حمص شبه فارغة. الكهرباء ضيف حبيبٌ ينتظره أهل المدينة بشغف، حيث يمكنه أن يغيب سبع ساعات متواصلة، فيقضي الأهالي أوقاتهم على ضوء الشموع أو يختصرون سهراتهم بالذهاب إلى النوم باكراً. والسير في الشوارع مساءً أثناء انقطاع التيار الكهربائي، يهيئ الأذهان الى تخيّل أشباح أشخاص تم خطفهم في مثل هذا الظلام، كلما اقتربت سيارة من الرصيف. صور الرئيس بشار الأسد تغطي شارع العشاق والأحياء من حوله، أمرٌ افتقدته العاصمة نفسها منذ زمن. «منحبّك» كلمة ترافق الجولة في المكان مع عبارات عديدة عن «رجال الأسد» الذين مرّوا من هُنا، أو «رجال الله».
وبهذه المناسبة، فإن تعداد لابسي البزات العسكرية كبير جداً بالمقارنة مع عدد المتواجدين في كل شارع.
الوصول إلى مخيم اللاجئين الفلسطينيين المتاخم لبابا عمرو سهل؛ فالمخيم هو صلة الوصل ما بين أحياء حمص المؤيدة وبين المنطقة المتوترة. من هذا المكان، كان يحصل مسلحو بابا عمرو على إمداداتهم الغذائية ويدخلون إلى باقي الأحياء. وبما أنه من الطبيعي أن يخرج أهالي المخيم لشراء حاجياتهم من المناطق الأُخرى، يصبح ضبط المنطقة وزوارها أمراً صعباً. عبر شارع البرازيل يمكنك أن تراقب بدايات بابا عمرو، الذي يفصل عن الشارع بمتاريس وحواجز للجيش السوري. مبانٍ سوداء وجدران متهدمة. خراب شاهده العالم عبر الشاشات. لا جديد في هذا. جدار إسمنتي يفصل بابا عمرو عن الإنشاءات، بينما يتواجد فيه بعض أهله وعناصر الجيش السوري. البعض في حمص يقول: «لا يزال عناصر الجيش الحر يتواجدون في كل مكان من بابا عمرو إلى وسط البلد». جملة أُخرى يقولونها: «انتبه. القناصة هُنا في كل مكان». قناصات للجيش السوري وأُخرى لمسلحي المعارضة، والمباراة في لعبة الموت لم تنتهِ بعد.
في حمص، المدينة فقدت ملامحها. عادت آثارها للتذكير بثمانينيات القرن الماضي، بينما خسرت أعين فتياتها الجميلات بريقها، وصارت نظرات من تبقى من رجالها أشدّ قسوة.
________________________________________
جلسات حمصية
على طريق الشام، يجلس المهندس زياد ابن إحدى أقدم العائلات الريفية التي سكنت المدينة، في منزله الكبير، شارحاً جذور عائلته التي قدمت من القرية لتستقر في حمص منذ أكثر من خمسين سنة، ولا تزال حتى الآن توصم بين أهل حمص الأصليين بأنّها عائلة ريفية، بفوقية تشابه التمييز بين عائلات السور الدمشقية وباقي العائلات خارج السور.
أما مازن، الشاب الحمصي المتزوج حديثاً، فينقم على كل شيء؛ فهو غير راضٍ عن أداء النظام منذ ما قبل الأزمة وخلالها أيضاً. وفي الوقت نفسه، يعترض على المعارضة السورية الطائفية، شارحاً خيبة أمله في أبناء شعبه وشركاء وطنه، الذين تفتّقت لدى بعضهم أحقاد عمرها أكثر من ألف عام وصار همّهم الوحيد «إسقاط بشار الأسد وليس النظام، لأسباب واضحة في لا وعيهم إنما لا يعترفون بها، بدليل قبولهم بكل من انشق عن نظام الحكم من فاسدين».
ومازن، المطلوب اليوم إلى قوات الاحتياط، يرفض الالتحاق متذرعاً بخدمته في الجيش الشعبي بمنطقته، إذ لم يعد يعنيه أن يخدم العلم في المناطق النائية بينما حيّه يعاني ما يعانيه، ويزداد الخطر يومياً على عائلته.


غضب عسكري على مرشد «الإخوان»

المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور اليوم... جرحى في اشتباكات الإسكندرية والبرادعي يحذر من الافلاس

تجددت الاشتباكات أمس في الإسكندرية بين الإسلاميين ومعارضيهم، فيما يتوجه اليوم قرابة 25 مليون ناخب في 17 محافظة إلى صناديق الاقتراع لاستكمال المرحلة الثانية من الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد

عبد الرحمن يوسف

الإسكندرية | عشية انطلاق المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور المصري، شهدت الاسكندرية اشتباكات عنيفة بين الإسلاميين ومعارضيهم، أسفرت عن سقوط عشرات المصابين، فيما دعا منسق جبهة الانقاذ الوطني محمد البرادعي الرئيس المصري محمد مرسي، إلى «جمع شمل» المصريين ووقف الاستفتاء.
وتشمل المرحلة الثانية 17 محافظة تضم نحو 25.5 مليون ناخب مسجل، على أن تعمد اللجنة العليا للانتخابات بعد انتهاء الفرز إلى الاعلان عن النتيجة النهائية للاستفتاء، الذي يتوقع أن يُقر بموجبها مشروع الدستور، بعدما أظهرت نتائج غير رسمية للمرحلة الأولى تصويت 56،5 في المئة بنعم مقابل 43،5 في المئة رفضوا مسودة الدستور.
وقبيل انطلاق المرحلة الثانية، رفعت القوى السياسية من استعداداتها لمراقبة الاستفتاء. وأكد رئيس غرفة عمليات جبهة الإنقاذ الوطني، أحمد فوزي، أن الجبهة شكلت 17 غرفة عمليات في مقار الأحزاب في محافظات المرحلة الثانية.
في غضون ذلك، اندلعت أمس مواجهات بين التيارات الإسلامية والمعارضين لهم عقب صلاة الجمعة في الاسكندرية، أدت إلى إصابة قرابة الـ60 شخصاً بجروح، في استمرار لمسلسل تحول مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية إلى ساحة اشتباكات أسبوعية منذ قرابة شهر.
وجاءت الشرارة الأولى للمواجهات عندما تبادل أحد المعارضين والمؤيدين التراشق بالحجارة في الشارع المواجه للمسجد. وقام أحد المعارضين بجذب رجل ملتح كان يصور التظاهرات وإلقاء حذائه، الأمر الذي استفز المشاركين في مليونية «حماية المساجد والعلماء»، التي دعت إليها التيارات الإسلامية منذ أسبوع، نصرةً لمسجد القائد إبراهيم والشيخ المحلاوي عقب حصارهم مدة 13 ساعة الأسبوع الماضي من قبل متظاهرين معارضين احتجاجاً منهم على كلمة المحلاوي عقب الصلاة الداعية للتصويت «بنعم» للاستفتاء.
وفور انتهاء الصلاة، ردد الاسلاميون الذين قدرت أعدادهم بثلاثة آلاف هتافات «بالروح بالدم نفديك يا إسلام»، «إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية» و«الشعب يريد تطبيق شرع الله». كما حملوا لافتات كتب عليها «ثورتنا سلمية رغم أنف البلطجية». في المقابل، اقتصر حضور المعارضين على بضع مئات. وردد المعارضون هتافات ضد الشيخ حازم أبو إسماعيل، المرشح الرئاسي السابق، الذي لم يحضر للإسكندرية أثناء الصلاة، من بينها «يا إبن الأميركية، اطلع بره إسكندرية». كما رددوا هتافات عقب انتهاء الصلاة ضد مرشد الإخوان وضد الإسلاميين.
من جهته، نفى المحلاوي أن يكون تحدث عن الدستور الجمعة الماضية من فوق المنبر. لكنه اعتبر أن من يظن أن المسجد لا علاقة له بالسياسة خاطئ، منتقداً المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى، لقوله إن الشيوخ تدنس المساجد بالسياسة. بدورها، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بياناً حمّلت فيه قوات الأمن المسؤولية عما يحدث، متهمةً إياها بالتخاذل والتواطؤ لعدم حمايتها للمتظاهرين السلميين، وعدم اتخاذ موقف ضد محاصري المسجد الجمعة الماضية. كما اتهمت حزب الدستور والتيار الشعبي بالتسبب في هذه الاشتباكات.
في المقابل، قالت ماهينور المصري، الناشطة في حركة الاشتراكيين الثوريين في الإسكندرية لـ«الأخبار»، إن نزول المعارضين أمس للتظاهر جاء بعد الاستفزاز الذي تسبب فيه خطاب الكثير من الشيوخ مثل عبد الله بدر، الذي توعد المتظاهرين، محملةً الإسلاميين مسؤولية ما حدث لعدم تأجيلهم تظاهرة أمس رغم علمهم بتوتر المشهد واحتقان الشارع.
ووسط استمرار حالة الانقسام، حذر البرادعي من أن «البلد على وشك الافلاس»، لافتاً إلى أن «صندوق النقد الدولي قال إنه سيؤجل منح مصر قرضاً بقيمة 4.8 مليارات دولار. ونصف العالم يقول لا يمكننا أن نعطيكم تمويلاً لأنه لا يوجد أمن ولا رؤية ولا وضوح ولا استقرار».
وخاطب البرادعي الرئيس المصري قائلاً «اتقوا الله يا مرسي وحكومة مرسي وجماعة مرسي في البلد والحل لا يزال موجوداً». وأضاف «كما قلت المرة الفائتة وقال غيري أعد العمل بدستور 1971 وتعديلاته، وشكل حكومة كفاءات لأن الحكومة الحالية غير قادرة على ادارة البلاد وجمع الشمل، وامدد يدك للشعب المصري». وجاءت تحذيرات البرادعي فيما أعلنت رئاسة الجمهورية أمس اعتماد مرسي قائمة تضم 90 شخصية عامة للتعيين في مجلس الشورى. وكشفت مصادر لـ«المصري اليوم» أن أكثر من ٧٥ في المئة من الأسماء في القائمة من أحزاب واتجاهات لا تنتمي للتيار الإسلامي.
وكانت الجمعية التأسيسية التي أعدت أول دستور للبلاد عقب ثورة 25 من يناير عام 2011، وافقت على تضمين مشروع الدستور مادة انتقالية بأن يتولى مجلس الشورى القائم بتشكيله الحالي سلطة التشريع كاملةً حتى تمام انعقاد مجلس النواب الجديد فتنتقل إليه السلطة التشريعية كاملةً مرة أخرى لحين انتخاب مجلس جديد للشورى خلال 6 أشهر من تاريخ انعقاد مجلس النواب.
في هذه الأثناء، كشف مصدر عسكري لـ«اليوم السابع»، أن هناك تذمراً وغضباً من جانب ضباط الجيش وقياداته مما جاء في الرسالة الأسبوعية للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع التي قال فيها «إن جنود مصر طيعون لكنهم يحتاجون إلى قيادة رشيدة توعّيهم، بعدما تولت أمرهم قيادات فاسدة». ووفقاً للمصدر، فإن «هناك من يعبث ليخرج الجيش المصري عن حياده، ويشغله عن دوره الأساسي في حماية الوطن، نظير توظيفه في صراع سياسي ترفضه المؤسسة العسكرية بشكل كامل».
وشدد المصدر على «أن المؤسسة العسكرية لن تقبل بأي تدخل في شؤونها من أناس ليس لهم أي صفة في الدولة للحديث عن تلك المؤسسة العريقة، وستقف بكل حسم لمن يلفق الاتهامات الباطلة على قياداتها السابقين أو الحاليين».

الديار

المسلحون يغرقون في حقول الالغام

اشتعلت في سوريا حرب شبه شاملة في كل المناطق السورية، حيث انقسم المسلحون المعارضون الى مجموعات تشنّ هجومات على مواقع وحواجز للجيش السوري في اكثرية المناطق. فيما استخدم الجيش السوري رغم رداءة الطقس الطائرات الحربية التي قصفت مواقع المسلحين.

وأصبحت الحرب استراتيجية ولم تعد تكتية او غيرها، بل انتقلت من مظاهرات سلمية الى مظاهرات مسلحة، الى حرب جبهات ومدن وقرى والآن بات الصراع يجري على اقامة خط فصل بين شمال سوريا مرتبط بحلب، وجنوب سوريا مرتبط بالساحل ووادي النصارى وجبال العلويين.

على الطريق ما بين ادلب، معرة النعمان، سهل الغاب باتجاه حلب، أصبح المسلحون ينتشرون بكثرة، والحاصل فعليا على الارض هو ان حواجز الجيش النظامي موجودة على الطريق، وعلى بعد 10 كلم موجود حاجز للمسلحين، على اوتوستراد هو بطول 310 كلم، وهذا الاوتوستراد يفصل شمال سوريا وشرقها عن جنوبها. واندلعت في قرى مقابل جسر الشغور وسهل الغاب، اشتباكات داخل قرى فيها علويين وسنيين ومسيحيين. وهاجم المسلحون السنّة العلويون والمسيحيون وقتلوا منهما ما يزيد عن 130 ضحية، فيما فرّ الآخرون من القرية.

وهذا أول حادث علني يجري الاعلان عنه، بعدما قررت الأمم المتحدة لليوم الثاني اصدار قرار يعتبر ان الحرب في سوريا بدأت تتجه الى منحى طائفي، لكن الأهم هو ان الأقليات في سوريا ستتعرّض لهجمات انتقامية، وفق ما يقول تقرير الامم المتحدة.

أما الأمين العام لحلف الناتو، الذي يضم اميركا وأوروبا، وهو الناتو الحلف الاطلسي زائد الدول الاوروبية الشرقية التي تخلت عنها روسيا. فقد أعلن ان الجيش السوري يستعمل صواريخ سكود باليستية ضد مراكز المسلحين، وان الاقمار الاصطناعية التقطت صوَر وإشارات عن إطلاق ثلاثة صواريخ من طراز سكود، على مسافة 250 كلم، تزن الحشوة 500 كيلو، حيث تدمّر منطقة بكاملها.

واعتبر حلف الناتو انه لا يجوز لروسيا والصين استعمال الفيتو في مجلس الامن، اذا دعا الحلف الاطلسي مجلس الأمن لايقاف سوريا عن استعمال سكود، واضاف نحن بتنا الان نتخوّف من ان تستعمل سوريا اسلحة كيمائية، بعدما استعملت صواريخ سكود، التي هي صواريخ باليستية تستعمل في الحروب.

وأما الفارق بين صاروخ سكود، والصواريخ التي اطلقها حزب الله من زلزال 1 و2 وغيره، ان سكود يصيب هدفه ضمن دائرة 50 متر على ابعد حد، ويدمّر شارع بطول 500 متر وبعرض 100 متر، حيث انه يخترق جدار الصوت عند انطلاقه.

وقال حلف الناتو: نحن لم ننشر صواريخ باتريوت على حدود تركيا سوريا، الا بعد ان تأكدنا ان سوريا تستعمل صواريخ سكود.

في هذا الوقت صدر في دمشق بيان عن وزارة الخارجية السورية، نفى فيه استعمال صواريخ سكود، وطالب بنشر صور الاقمار الاصطناعية، التي تدلّ على اطلاق صواريخ سكود. وقال: ليس حلف الناتو لديه اقمار اصطناعية فقط فوق سوريا، بل دول عديدة، ويمكن العودة الى هذه الاقمار للتأكد، وسوريا ليست بحاجة لاستعمال صواريخ سكود ضد مجموعات مسلحة صغيرة.

واستهزأت الخارجية السورية بتقارير الناتو، واعتبرت هذا الامر هو اساءة الى سوريا ومدخل لتدخل خارجي، لكن حلف الناتو عاد وأكد انه متأكد من اطلاق 6 صواريخ على شمال سوريا، منها صاروخ على مدينة أبو كمال الواقعة على الحدود مع العراق. كذلك سقطت صواريخ سكود على قرى تسيطر عليها المعارضة.

في المقابل، وفيما تتحدث الامم المتحدة عن ان الاقليات في سوريا ستتعرض لحملات انتقامية في المستقبل، اذا سيطرت المعارضة السنيّة، فان تركيا أبلغت سوريا وأبلغت الجيش النظامي ان القرى التركمانية الموجودة بين منطقة حلب وعلى طول الحدود التركية ويسكنها تركمان، اذا تم اطلاق النار عليها، او دخول قوات نظامية اليها او معارضة فان الجيش التركي سيتدخل لحماية التركمان بدون استئذان احد.

وقال الناطق باسم الناتو، اننا متخوّفون فعلاً من استعمال الرئيس الدكتور بشار الاسد لصواريخ سكود، لان هذا يعني ان الرئيس بشار الاسد وصل الى اليأس، وان نظامه يكاد ينهار.

اما على صعيد الوضع الميداني، فحصلت اشتباكات في منطقة بستان القصر وكاراج الحج ومنطقة جسر النيرب ومحيط مستشفى الكندي.

وأفاد المصدر السوري لحقوق الانسان ومقره لندن، ان 9 أشخاص قتلوا في اشتباكات بين قوات النظام والمعارضين، في محافظة ادلب. وعلى اثر مقتل 9 أشخاص من الطائفة العلوية، شنّ الجيش السوري هجوماً على اطراف محافظة أدلب.

ودارت معركة عنيفة في منطقة الظاهرية، ووفق المرصد فان ثلاث ضباط كبار قتلوا، و12 جندي وعنصر من الجيش السوري قتلوا. أما من المدنيين في محافظة ادلب، فلم يتم احصاء عدد القتلى، لان الدبابات السورية قصفت بعد ذلك أحياء بكاملها مع راجمات صواريخ. كما تم قتل 43 من المعارضة المسلحة، واحتجاز اكثر من 350 مدنياً على اطراف أدلب ليس لهم علاقة بالاشتباكات.

وفي ريف حماة، قام الجيش السوري، بعد السيطرة كلياً على مدينة حماة، بالصعود نحو القرى المحيطة بمدينة حماة في ريفها، ويبدو من الاخبار التركية، ومن اخبار حلف الناتو، ان الجيش السوري والمسلحين باتوا يعتمدون استراتيجية، هي محاولة المسلحين المعارضين التجمّع في قرى الارياف حول مدن حلب وحمص وحماة ودرعا وادلب ودمشق، ثم يقومون بالهجوم من الارياف باتجاه المدينة لاحتلالها. وهذا ما حصل في حلب، حيث نجح المسلحون بلاحتلال قسم اكبر من حلب، الى ان حصلت معركة الجيش النظامي في منطقة جبلة في حلب، واستطاع اخراج المسلحين من المدينة لكنهم الى الارياف مجددا. كذلك في حماة فان الجيش النظامي حررها والمعارك الان تقع في ريف حماة لان المعارضين المسلحين يستعدون لهجوم جديد على حماة من الارياف.

وفي حمص وقع نفس الوقع، ويبدو ان طرقا عديدة، تمتد من مفرق مشتى حلو، باتجاه منطقة حمص، هي حدود مفتوحة بين لبنان وسوريا ولا يستطيع الجيش السوري ان يراقبها ولا يقوم الجيش اللبناني بمراقبتها كلها، وتعتبر من هناك قوى اصولية وسلفية متجهة نحو حمص وارياف حمص.

لكن الجيش السوري انهى بشكل نهائي معارك مدينة الرستن، حيث كان يتمركز 2500 عنصر من المعارضة المسلحة السورية، وتم القضاء عليهم وطردهم، لكن الجيش السوري منع كل السكان من العودة الى الرستن، وزرع الغاما على كل طرقاتها منعا لعودة المسلحين اليها. كذلك فان مدينة تلبيسة، الملاصقة للرستن، وهي في ريف حمص، تم نفس الشيء بالنسبة لها، فقد تم اخراج الاهالي وتطويقها بالالغام ومنع العودة اليها.

وعلقت القوات النظامية السورية اشارات مكتوب عليها "انتبهوا الغام"، وعلى هذا الاساس، بدأ الجيش السوري يتّبع اسلوباً جديداً، هو بعد السيطرة على منطقة معينة، زرع الغام فيها لمنع عودة المسلحين، لان اكثرية المعارك التي حصلت سابقاً كانت ان الجيش ينظف المنطقة من المسلحين، ويترك الاهالي ضمن القرية. لكن المسلحين كانوا يستغلون الوضع ويعودون الى القرى والمدن التي طهّرها الجيش السوري النظامي. لكن يبدو ان الاركان السورية قررت ان كل منطقة تنظفها من المسلحين، تخرج الاهالي منها، وتضع الغاماً وعبوات كي لا يعود احد اليها.

وقد اشتكى الائتلاف السوري المعارض برسالة الى مؤتمر جنيف، والى هيئة حقوق الانسان في العالم، ان الجيش النظامي السوري يضع الغاماً تنفجر بآليات مثل الدبابات والشاحنات، لكنه يضعها ضد الافراد على طرقات القرى في سوريا، وطلبوا التدخل ليوقف الجيش السوري زرع الالغام في هذه المناطق، كما هو يتّبع حالياً.

وقد فصل الجيش السوري بين منطقة اعزاز الجبلية الوعرة، التي لم يسيطر عليها، وبقيت بيد المسلحين المعارضين، زرع خطوط من الالغام بين منطقة اعزاز والقرى المحيطة بها وحلب، بشكل لم يعد بامكان المسلحين ان يتجوّلوا نزولاً من الارياف نحو المدن.

ويبدو ان 3 مدن ما زالت خارجة عن سلطة الجيش السوري، وهي ادلب ومعرة النعمان ومدينة ابو كمال. وتتهم المعارضة الجيش السوري بزرع الغام دائرية حول المدن بشكل عشوائي، حتى ان الاهالي الذين كانوا يخرجون أصيبوا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصحافة اليوم 22-12-2012
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة :: موسوعة سياسية :: اقوال الصحف-
انتقل الى: