منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة

منتدى حركة فتح الانتفاضة يقوم بكافة الخدمات الثقافيه والسياسية والاجتماعية
 
الرئيسيةقوات العاصفةأحدث الصورالتسجيلدخول

عدد زوار
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 الصحافة اليوم 11-2-2013

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوعصام عبدالهادي
المدير العام
المدير العام



تاريخ التسجيل : 23/11/2008
عدد الرسائل : 2346

بطاقة الشخصية
فتح: 50

الصحافة اليوم 11-2-2013  Empty
مُساهمةموضوع: الصحافة اليوم 11-2-2013    الصحافة اليوم 11-2-2013  Emptyالإثنين فبراير 11, 2013 11:23 pm

الصحافة اليوم 11-2-2013 زيارة تاريخية للكاردينال الراعي الى دمشق

تصدر تنصيب البطريرك يوحنا العاشر اليازجي على كرسي أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في كنيسة الصليب المقدس عناوين الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم في بيروت تلتها زيارة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الى دمشق للمشاركة في المناسبة. وكان للصحف اللبنانية رصد لآخر الاخبار والتطورات على الساحتين الاقليمية والدولية.


السفير


«لجنة التواصل النيابي» أمام «أسبوع الآلام»
الراعي في دمشق يلاقي اليازجي وهواجس المسيحيين


تركزت الأضواء خلال الساعات الماضية على زيارة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الى دمشق للمشاركة في مراسم تنصيب البطريرك يوحنا العاشر اليازجي على كرسي أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في كنيسة الصليب المقدس، حتى قيل إن المناسبة أرثوذكسية والحدث ماروني.
وإذا كانت أصداء مبادرة الراعي ستظل تتردد طويلاً في الأودية اللبنانية، فإن جانباً من الاهتمام سيتوزع هذا الاسبوع على اجتماعات «لجنة التواصل النيابي» التي دخلت في «أسبوع الآلام» مع وصول مهمتها الى الأمتار الأخيرة من السباق مع الوقت، وعلى جلسة مجلس الوزراء بعد غد الاربعاء، حيث توقع أكثر من وزير ان يكون مناخها ساخنا بفعل البند الخلافي الذي ستناقشه، والمتصل بمسألة تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات، فيما يبقى ملف استهداف الجيش في عرسال مفتوحاً مع عدم تسليم مطلقي النار على العسكريين حتى الآن.

الراعي في دمشق

وبرغم الطابع الكنسي والديني المعلن لزيارة البطريرك الراعي الى دمشق، إلا أن دلالاتها السياسية كانت واضحة، سواء في توقيتها المتزامن مع احتدام المواجهة في سوريا وصولاً الى تخوم العاصمة، أو في المواقف التي أطلقها الراعي وبلغت حد التأكيد أن الإصلاحات وحقوق الإنسان لا تساوي نقطة دم تسيل من مواطن بريء، أو في مواكبة النظام قلباً وقالباً للضيف الاستثنائي من الحدود الى العاصمة السورية.
وبمعزل عن التأويلات والاجتهادات في قراءة الزيارة، إلا أنه يسجل للبطريرك الراعي شجاعته، ليس فقط في تجاوز الحدود الجغرافية بين لبنان وسوريا، وإنما أيضاً في كسر الحدود النفسية التي كانت تفصل البطريركية المارونية عن دمشق، في إشارة بليغة الى رغبة الكنيسة في تنقية الذاكرة وتجديد التواصل مع المسيحيين السوريين، وإعادة ترتيب الأولويات على قاعدة أن الهمّ الاساسي في هذه المرحلة هو لحماية المسيحيين في لبنان وسوريا والمنطقة من خطر المد
التكفيري، من دون التأثر بأصوات الاعتراض والاحتجاج التي انطلقت من بعض حناجر شخصيات فريق «14 آذار».
وبدا جلياً أن زيارة الراعي تحظى بـ«حصانة» الفاتيكان وشرعيته الكنسية، وهذا ما تبدّى من حيث الشكل عبر حضور ممثل الفاتيكان الذي كان يجلس الى جانب البطريرك في الكنيسة، أما أبعد من ذلك فإنه لا يمكن فصل خطوة البطريرك عن «فلسفة» انتخابه أصلاً، برعاية ضمنية من الفاتيكان.
وقد أقيمت مراسم تنصيب البطريرك يوحنا اليازجي في كنيسة الصليب المقدّس في حي القصّاع، بحضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية السورية منصور عزام ممثلا الرئيس الأسد، رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام وعدد من الوزراء والنواب السوريين، بالإضافة الى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. أما أبرز الغائبين فكان متروبوليت بيروت المطران الياس عودة.
وفيما أحيطت مراسم الاحتفال بإجراءات أمنية مشددة، أكد اليازجي في كلمته أن سوريا حكومة وشعباً ستجد باب الخلاص في الحوار السلمي لكي تعود سوريا الى الاستقرار والسلام كما كانت دوماً. وتوجه الى المسلمين بالقول: أيها الأحباء المسلمون نحن لسنا فقط شركاء في الأرض والمصير، نحن بنينا معاً حضارة هذه البلاد، ومشتركون في الثقافة والتاريخ، ولذلك علينا جميعاً أن نحفظ هذه التركة الغالية التي لدينا في سوريا.
وقال الراعي: كلنا أخوة وأخوات مدعوون لنعلن الكرامة لكل إنسان، وما يسمى إصلاحات وحقوق إنسان وديموقراطيات، هذه كلها لا تساوي دم إنسان بريء يراق.
وكان الراعي قد ترأس قداساً في كنيسة مار مارون في دمشق، حضره وزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر جوزيف سويد ممثلاً الرئيس السوري. وألقى الراعي عظة دعا فيها الى وقف العنف والمآسي في سوريا. وأضاف: يقولون من أجل الإصلاحات، الإصلاحات لازمة في كل مكان، في كل دولة، في كل وطن، كما هي لازمة في كل إنسان. لكن الإصلاحات لا تفرض فرضاً من الخارج بل تنبع من الداخل حسب حاجات كل بلد. ولا أحد أدرى بشؤون البيت مثل أهله. الإصلاحات تتم بالحوار، بالتفاهم والتعاون.

«14 آذار» غاضبة

وفي ردود الفعل، قال مصدر حزبي في فريق «14 آذار» لـ«السفير» إنه «كيفما قُلّبت الزيارة لا يمكن هضمها»، معتبراً أن البطريرك ذهب كالمتسلل الى سوريا بعدما رفض البطاركة الموارنة دعوات احتفالية «ملكية» لزيارتها، لأنهم كانوا يعرفون أطماع النظام السوري بلبنان ويعرفون ممارساته بحق شعبه.
وتساءل المصدر: إذا افترضنا حسن النيات عند البطريرك الراعي، ألا يعرف سوء نيات النظام وكيف سيسوق زيارته؟ ألا يخاف من اعتبار الأصوليين زيارته الداعمة للنظام ضمناً، استفزازاً وتحدياً لهم؟

الكنيسة غير آبهة

في المقابل، امتنعت مصادر كنسية معنية عن التعليق على الانتقادات التي طالت الراعي، مكتفية بالإشارة الى «كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي ظلل بشجاعة سياسية موقف البطريرك الماروني».
ونفت المصادر الكنسية في كلامها لـ«السفير» أن يكون الكرسي الرسولي في روما هو من ضغط على البطريرك للقيام بالزيارة، مؤكدة أن روما «لم تحث على الزيارة ولم تنزعج منها. إذ أن للبطريرك حرية التقدير والعمل بما يرتأيه ضميرياً، فهو إن زار سوريا إنما يزور رعيته وأبناءه، وإن لم يفعل فلأسباب وجيهة يحسن وحده تقديرها».
وشددت المصادر على أن الفاتيكان «حريص أن يبقى حضوره في سوريا حاضناً لمسيحييها ومصدر اطمئنان لهم».

بري.. والفرصة الأخيرة

وبينما تستأنف «لجنة التواصل النيابي» اليوم اجتماعاتها سعياً الى التوافق على قانون الانتخاب، قال الرئيس نبيه بري لـ«السفير» إن اللجنة تقف أمام أسبوع حاسم فإما أن تتوافق على قانون انتخاب ينقذ البلد وينقله الى مرحلة جديدة، وإما أن يستمر الخلاف فيحال الأمر الى اللجان النيابية المشتركة التي سيكون مشروع «اللقاء الأرثوذكسي» على رأس جدول أعمالها، ترجمة لما سبق أن اتفقنا عليه في اللجان، موضحاً أن هذا المشروع سيكون نقطة الانطلاق في المناقشة لأنه حظي بنسبة تأييد، أكبر مما حازه أي مشروع آخر.
وأكد بري أن الأسبوع الحالي سيكون الأخير بالنسبة الى «لجنة التواصل»، مشيراً الى أنه لن يتم التمديد لها بأي حال من الأحوال، ومشدداً على أن النظام المختلط بات ممراً إلزامياً لأي تفاهم او تسوية.

فتفت..وشروط الخرق

الى ذلك، قال ممثل «تيار المستقبل» في «لجنة التواصل» النائب أحمد فتفت لـ«السفير» إن «معالم الخرق الذي يمكن أن يتحقق في الفترة المتبقية من عمر اللجنة باتت واضحة، وأولها ضرورة عدم السير بمشروع الـ50 في المئة أكثري و50 في المئة نسبي الذي تقدم به النائب علي بزي، لأنه يعطي الأغلبية لـ«8 آذار». وثانيها، تصغير الدوائر وفق النظام الأكثري، بما يفوق الـ26 دائرة».
وإذ رأى أن «قانون الستين» نافذ وإن يكن قابلا للطعن، لفت الانتباه الى أن مشروع «الأرثوذكسي» قد يتحول إلى أمر واقع، وخصوصاً أنه غير مقتنع بأن بري لن يدعو لعقد جلسة نيابية عامة في غياب «المستقبل»، جازماً أن «التيار الازرق» سيطعن في القانون عندها، من دون أن يعني ذلك أنه لن يشارك في الانتخابات التي قد تجرى على أساسه، انطلاقاً من قرار واضح بعدم مقاطعة الانتخابات بغض النظر عن قانونها.

مجلس الوزراء

ويبحث مجلس الوزراء في جلسته، بعد غد الاربعاء في القصر الجمهوري، من بين البنود المدرجة على جدول الاعمال، طلب وزير الداخلية تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات النيابية، في ظل خلاف حول تشكيلها.
وينطلق الخلاف حول هذه النقطة من إصرار تحالف «8 آذار» و«التيار الوطني الحر» على رفض أي تعويم لـ«قانون الستين» من خلال تشكيل الهيئة المستقلة التي ينص عليها القانون المذكور، فيما يعتبر رئيس الجمهورية أن مسؤولياته الدستورية تحتم عليه الدفع في اتجاه تشكيل الهيئة ضمن المهلة القانونية حتى تكون الدولة في جهوزية لإجراء الانتخابات في موعدها.
وقال مصدر وزاري لـ«السفير» إنه كان قد تم تأجيل هذا البند من الجلسة قبل الماضية، بعدما أدرج في ملحق خاص قبل وقت قليل من موعد الجلسة، وذلك لحين ورود رأي هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل حول ما إذا كان من الواجب تشكيل هذه الهيئة في الوقت الراهن أم أن المهل القانونية تحتمل تأخير تشكيلها لحين صدور قانون الانتخاب، متوقعاً أن يصدر رأي الهيئة ويصل الى الوزراء بين اليوم والغد.
وقد طلب رئيس الجمهورية في الجلسة الماضية الخروج بموقف حول المهل القانونية لتشكيل الهيئة، مشدداً على ضرورة التزام القانون، بغض النظر عما سيكون عليه قانون الانتخاب، وداعياً الى أخذ رأي هيئة التشريع.


عرسال من داخل «سجنها».. هذا كمين من الله!
ملاك عقيل

ليس كل ما «يلمع» في عرسال «إرهاباً». لنقل إنها ثقافة «الوصمة». «سَبَق فَضل» بريتال الشيعية، جارة عرسال السنية، في تقديم نموذج «البؤرة الخارجة عن القانون». هكذا بالجملة. لا تمييز بين بريتالي لا يملك سيارة، وآخر خبير في «ابتلاع» السيارات من أمام عيون أصحابها، ثم التفاوض مع الضحايا على سعر استردادها.
«زمن» بريتال لم يندثر. «وصمة» بلدة المخدرات، وسرقة السيارات، والمتاجرة بالسلاح، وصاحبة الأرقام القياسية في مذكرات الجلب والتوقيف، ما تزال تلاحق كل منزل «بريتالي».
كل ما في الأمر، أن بلدة الاثارة البوليسية ضلّت طريق الاضواء. لكثير من الاسباب المعروفة يحتكر «ارهاب عرسال» اليوم كل الاضواء.

الرعيان على «الواتساب»!

قبل البركان السوري وبعده، في مشهد البقعة الحدودية ما لا يحتمل التشكيك. هنا يكمن الكثير من مقوّمات «البلدة الصالحة» التي تكاد تستغني عن خدمات السلطة لكثرة اكتفائها الذاتي الشرعي وغير الشرعي.
لا ترصد العين سوى المسموح والمتعارف عليه في نمط عيش القرى الشرقية الحدودية. كسب الرزق بالحلال والتهريب. تصوّروا حتى شغف «الواتساب» يجتاح من يقدّر له حمل الهواتف الذكية.
تصل «العدوى» الى يد الرعيان في الجرد. تآلف ساحر مع التكنولوجيا، لن يكون مبرّراً ومفهوماً إلا حين يُربط بما يحدث في «عرسال الخارجة عن السيطرة» وعن قرار الجمهورية اللبنانية. هي الامتداد الجيني لـ«عرسال الشرعية».
«العراسلة» محامو دفاع من الطراز الأول عن «صيتهم»، حتى لو حلّ يوم «الجمعة العظيمة» على أرضهم، يوم كسرت شوكة «المرقّط» على ايدي الغاضبين. حتى لو سيقت ضد حدودهم الفالتة على سوريا، تقارير جميع استخبارات الداخل والخارج.
يعيبون على من يعيب عليهم دعم «الثورة». تقف «بروباغاندا» الاعتداد بالذات عند هذا الحدّ. بعد ذلك، لن يفهم أحد على أيّ «عرسالي» حين يحاضر عن «براءته الكاملة» من رفد المعارضة السورية بالمقاتلين والسلاح من «خزان الضيعة» و«مشاريع القاع»، مع كل هذه الحدود الهائلة المشتركة (حوالي 40 كيلومتراً).

«خلطة» عرسال

غموضٌ بنّاء سيسمح بهامش مطلوب لإنصاف البلدة المنسية. صار نوعاً من محاولة «تبييض الصفحة»، لا يطلبه العرساليون أصلاً، حين يكبس زر الذاكرة الى الوراء. الى الحقبة التي كانت فيها عرسال بلدة الـ 1200 شهيد الذين واجهوا اسرائيل. الى عرسال الشيوعية و«الحزبللاوية» المتماهية مع الفصيل المقاوم القاصد لتوّه البقاع المحروم. وعرسال أيضاً التي قاومت، المحتّل الفرنسي و«الديكتاتور البعثي» ومخابراته. وعرسال التي أغرقت «ساحة الثورة» في الـ«داون التاون» بمخزون فائض من «مؤلّهي» سعد الحريري.
خلطة عرسالية، من التاريخ القريب، لن تمنع لاحقاً من ذوبان البلدة في الصحن السلفي. رسّمت «الثورة» في سوريا «الخط المذهبي» مع المحيط، وتكفّل العرساليون بالباقي، الى حدّ «التحرّر» حتى من «التيار الأزرق» وقياداته.
بالتأكيد، لن يجد قاصد «بلدة الأضواء» اليوم صورة واحدة للشيخ سعد او والده الشهيد، ولا حتى لنائب واحد من المدافعين الشرسين عن أهل السنّة. لعرسال «رامبو بلديتها»، وزعاماتها، ومقاتلوها، ونازحوها، وحساباتها، وحبل صرّتها مع «متطرّفي الثورة»... هذا كان قبل «كمين الجرد» و«غضب الأهالي» ولغز البلدية.

«كمين من الله»!

وحده القدر، وليس أي شيء آخر، أبقى البركان البقاعي على هياج لم يخرج عن السيطرة. النقيب الشهيد بيار بشعلاني، المسيحي، والمعاون الشهيد ابراهيم زهرمان، السنّي، منعا الفتنة من أن تخاوي عروق المذاهب المستنفرة على بعضها حتى الانفجار.
القدر «الإلهي»، على بشاعة الجريمة وفظاعتها، لن يمنع من فتح «دفتر الحساب» القديم مع عرسال. من بدايات الالتصاق بـ«جلد الثورة»، وحقنها بالمقاتلين والسلاح، حتى «الجريمة الكبرى».
الجميع هنا يتبنّى مصطلحات تساوي تضليلاً وتعمية للحقائق في قاموس المؤسسة العسكرية. في عرسال «أعدم» خالد حميد، وكمين الجرد ليس سوى «ردّة فعل». واذا كان لا بدّ من استخدام العبارة، فلن تأتي الا بصيغة «انه كمين من الله... وَضَع الثلج أمام طريقهم». الجيش تصرّف، وسيتصرّف. وعلى اساسه العرساليون سيتصرّفون ايضاً!
لم يعد يبالي الأهالي بـ«معزوفة» الحرمان المزمن وتقصير حكومات ما بعد الطائف بحقهم. الأرجح أنهم وضعوها على رفّ النسيان. ثمة ظلم، بنسخة أكثر إيلاماً، يكاد يدفع بهم نحو تجاوز المحظور، ويربطونه بشريط «الاضطهاد» الذي يلاحقهم منذ دخول سوريا منظومة «الربيع العربي».
تشديد الحصار من قبل الجيش على البلدة، بعد سقوط شهيدي المؤسسة العسكرية، يمدّهم بجرعات مقويّة من النفور المتزايد من «المرقّط»، برغم لازمة «نحن معهم». يسألون «لو كان الإسرائيلي عندنا هل كانوا فعلوا ما يفعلونه اليوم». في مقلب «الشرعية» يحضر الردّ فوراً «لو كان الإسرائيلي من قتل خالد حميد، هل كانوا نكّلوا به كما نكّلوا بضباط وعناصر الجيش».

لا قرار بالاقتحام

عرسال مطوّقة من فوق، في اعالي الجرد، ومن تحت، عند مدخل البلدة، من قبل عناصر «فوج المجوقل». أما داخل البلدة فتسيّر دوريات من «اللواء السادس» وقوات «الفوج الحدودي». القرار باقتحام «المجوقل» عمق البلدة لم يتخذ بعد على مستوى قيادة الجيش.
بمنطق المستهزئ يقول الحانقون «ما من أحد يرتكب جريمته ويقف أمامها». يريدون بذلك أن يسخّفوا جدوى حاجز عسكري، «يحرق الأعصاب» من ساعات الانتظار الطويلة قبل الوصول إليه، ولن يخطر ببال المدرجين على لائحة «المطلوبين للعدالة» أن «يكزدروا أمامه».
بالتأكيد، يبدو أن للحاجز «وظيفة» أهمّ تتخطى هدف إيقاع المطلوبين في الشرك. لهؤلاء وضعت القيادة خطة للإيقاع بهم، ستستتبع بخطوات أخرى تدريجاً. كل ذلك تحت عنوان أساس «لا للخروج من مسرح الجريمة قبل المحاسبة». هذا لا يلغي الرسائل السياسية «الطائرة». المطلوب «تعاون العرساليين». وهنا تكمن كل المسألة. يمكن قراءة بعض ملامحها من «بلدية علي الحجيري»!

عن أناقة «ابوعجينة»

أنيق «أبو عجينة» هذه الأيام اكثر من اللازم. الحق على اضواء الشهرة، فلا بأس من تغيير الهندام قليلاً. في الشريط الذي بثّ أخيراً ظهر علي الحجيري امام البلدية، واضعاً الكوفية على رأسه مبتسماً ومتفرّجاً، لدى إخراج جثتي بشعلاني وزهرمان والجرحى، خلافاً لما كان يردّده سابقاً بأنه لم يكن متواجداً في المكان.
لن يكون ذلك الامر الوحيد الذي سيُربك «الريّس»، ولا التناقض الذي يلفّ «رواياته» حول ما حصل في ذاك اليوم الأسود. «القبضاي يخبّص كثيراً»، بشهادة منتخبيه ومحبّيه. برغم الدرع البشري الذي يوفّرونه له، والذي يجعله بمنأى عن الملاحقة، بعض عقلاء عرسال جنّ جنونهم على من «سيفوّتنا بالحيط».
هم قصدوا بذلك، تصريحاته الأخيرة عن «اللصوص والحرامية»، والتي أقحم من خلالها اللبوة وراس بعلبك في المعادلة العرسالية التي لا تحتمل «قصفاً» من هذا النوع. فكان القرار، الذي صدر من جانب من هم «أكثر حكمة» بالتخفيف من طلّات علي الحجيري الاعلامية. بعضهم يخاف فعلاً على حياته «هو مصاب بالسكري و«النرفزة» مؤذية له».
مع ذلك، يبدي الرجل استعداداً «غرائزياً» للجلوس مجدداً امام الصحافة. تآلف الرجل الى حد الغرام مع الكاميرات وجيش السائلين والمستفسرين عن دور «جيمس بوند عرسال» في كل ما يحصل في «الإمارة».

«أنا مش مطلوب»

يؤكد «ابو عجينة» ان اسمه غير موجود على لائحة المطلوبين، وان «اللائحة» عشوائية تضمّ متوفين وآخرين خارج لبنان، او لم يكونوا موجودين في البلدة يوم وقوع الحادث... «دفعة اسئلة» متلاحقة حول مكان وجوده في تلك اللحظة تنزع القناع الديبلوماسي عن وجه الثائر «أنا مش مطلوب»، وما حدا بيقدر يحقّق معي. لا انت ولا يلّي أكبر منك»!
نوبة «الغاضب» تصل الى حدّ الهجوم على دفتر ملاحظات لم يتسنّ له أن يكوّن فكرة بعد عمّا يدور فعلاً في ذهن احد المطلوبين للعدالة. يتدخل «العقلاء». وينسحب الحجيري، بمواكبة من رجاله، الى خارج مبنى البلدية. حسناً، لا مقابلة ولا من يحزنون مع «الرجل الغامض».
آخر الروايات عنه. انه لم يعد مطلوباً. سيتحوّل الى «مفتاح» لتعاون مطلوب وبإلحاح، من البلدة، بعشائرها وحكمائها ومسلّحيها، كشرط لفك الحصار عن عرسال «المطوّقة».
عملياً، هي كذلك. من ليس له «شغل» خارج عرسال لن يفكر طبعاً بالخروج منها. يصفون حاجز الجيش على مدخل البلدة بـ«المسلخ». لم يعد بمقدور رئيس البلدية نفسه أن يذهب الى معراب ليزور صديقه سمير جعجع. هو محاصر فعلا، ومعه عشرات المطلوبين.
تتحدث المعلومات عن فرار العديد منهم الى الداخل السوري، اما الاكثرية فلا تزال تتنقّل بحذر في ازقة البلدة. «لا احد يتوارى عن الانظار. الجميع هنا. لكن لن تروهم بالطبع يشربون القهوة على الشرفات!»، يقول العراسلة.

«بوكر فايس»

ويبقى «ابو عجينة» هو الاستثناء. الرجل، ومنذ وقوع الجريمة، لا ينام، بتأكيد المقربين منه. دوام البلدية يقفل على ساعات الفجر. وساطات ومشاريع مبادرات واتصالات هاتفية ووفود تدخل وتخرج من عرسال. خطوط مفتوحة مع الداخل السوري و«الداخل اللبناني». الجميع يشعر بهول المصيبة. هذه المرة غير كلّ مرة.
مثيرة سيرة «أبوعجينة». الشيوعي السابق يتزعّم «امارة» ينفي وجودها أصلاً. يستحيل فصل خيط عدائه المزمن وعلاقته الملتبسة مع النظام السوري ومخابراته، عن خيط دعمه اللامحدود للثورة.
من اوصلته الاستخبارات السورية الى رئاسة البلدية، ثم عاد وهزمها اكثر من مرة في صناديق الاقتراع، حرص على تنظيم مواكب العراسلة الى ساحة الشهداء بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهو الذي طالما اوصاه بالإبقاء على «علاقة طيبة مع الشباب» (الاستخبارات).
«فرصة العمر» لم تتأخّر كثيراً. فتحت ابواب الحجيم على بشار الاسد، فانتقل «المناضل» الى مرحلة متقدّمة من العمل الميداني الأمني. بات للتهريب الذي أتقنه منذ شبابه اهداف اخرى. وجه الحجيري يعكس ملامح الحجر العرسالي القاسي والجميل، تماماً كما كل ابناء البلدة. لكنه ايضاً من المنتمين الى نادي الـ«بوكر فايس». من يعلم ماذا يخبّئ هذا الرجل من «أسرار الثورة» بشقّها اللبناني؟
رزمة الاتهامات تلاحق «ابوعجينة» اينما كان. الأرجح حتى القبر. هو الثائر من دون بزة المعركة. «ينظّم صفقات تهريب أسلحة وأجهزة اتصال وأموال الى المقاتلين. يرعى «الجيش السوري الحرّ» ومجموعات سلفية بأهداب عيونه، مع العلم انه من غير المتزمّتين دينياً»... «تقاطع» تقارير أمنية وحده التاريخ سيبيّن إذا كانت صحيحة أم لا.
وسط ذلك، ثمة علامة مضيئة في سجلّه! «ابو عجينة» ليس إرهابياً. هو يتعاطف ويساعد متّهمين بالإرهاب. هو أيضاً يتولى رعاية نحو 3500 نازح سوري. لا بأس من غضّ النظر عن «المدى» الذي تذهب اليه هذه الرعاية الملتبسة.

هل يفعلها الأسير؟

لا أحد هنا في عرسال سيشوّش على شعبية «المطلوب» الا اذا فاجأهم الشيخ احمد الاسير بزيارة «تحريض». لا عاطف مجدلاني ولا أمين وهبه ولا وفد «الجماعة الاسلامية»، ولا «هيئة العلماء المسلمين»، ولا سمير جعجع اذا احبّ ان يتضامن مع حليفه و«عرساله»... سيتمكنون من هزّ عرش حامل أسرار «الامارة».
ملاحظة على الهامش، على الأرجح سيأخذها الاسير بالاعتبار. لن تكون نزهة عرسال شبيهة بفاريا. منذ ثلاثة أيام انتظر وفد «الجماعة» على حاجز الجيش وقتاً طويلاً قبل أن يمرّ طلوعاً ثم نزولاً. ثمة مخاوف أمنية من تهريب «مطلوبين» واموال عبر الوفود الزائرة. هذه المرة «صعود» الاسير الى عرسال سيكون مكلفاً للغاية. الجيش يفتش «النملة»، فكيف مع الأسير وجيشه والفنان المعتزل فضل شاكر؟
عرسال، المقاوِمة سابقاً، تجهد لرفع التهمة عنها. لا خلاف مع الجيش. انه «حزب الله». بوادر حسن النية تصل الى حدّ إعطاء ضمانات من «الكيس العرسالي» «اتفقنا مع قيادة الجيش، في حال تعرّض أي حاجز للجيش لإطلاق النار لن نقبل بأقل من الردّ الفوري وقتل المعتدي «مين ما كان يكون».
هذا «جوّ عرسالي» يقابله جوّ مضاد. «فليزيلوا حواجز الذلّ... وإلا». لغة التهديد واضحة. لا قرار موحداً هنا، ولا انسجام بين الرأس والجسد. تضعضع سيسمح لبعض «شبيحة» البلدة أن يستعرضوا عضلاتهم على «الخصوم» المفترضين.
ثلاثة شبان في «جيب» مدني «مفيّم» يقطعون الطريق على مهمة صحافية. المطلوب تحديداً رأس مؤسسة إعلامية مرئية. يتطلّب التدقيق أخذ البطاقات بالقوة مع سيل من الشتائم والتهديد. لسنا المطلوبين لـ«عدالة عرسال». لكن اسم الصحيفة يستفز الشبّان. شتيمة من العيار الثقيل، ونصيحة بالمغادرة فوراً.

عن الدولارات و«البيزنس»

في عرسال، ليس فقط حبّ الثورة هو السائد. الدولارات تتكلّم. يعني لغة «البيزنس»، معطوفة على الكره التاريخي للنظام السوري. يمكن هنا تفسير مغزى ان تتحوّل الثورة الى «منبع للذهب». هنا تصبح عقيدة القتال ليست الاساس.
هذا يفسّر ايضاً خروج «الجناح العسكري» لعرسال من تحت عباءة «الحريريين» منذ الاشهر الاولى لاندلاع «الثورة». صارت عرسال اليوم «سلفية» وليست «حريرية». وصمة ربما. يستحيل أن تسمع «نغمة» داخلها تتأفّف من الانجرار في وحول الثورة. فيها من يهلّل لمقاتلين عرساليين، وبينهم خالد حميد (سابقاً)، يثأرون من ظلم النظام السوري. تماماً كما يهلّل «حزب الله» لشهادة مقاتليه بعد أداء واجبهم الجهادي.

السجن الكبير

فشل سعد الحريري في أخذ «القلعة العرسالية» الى حيث يريد.. ثمة اكتفاء ذاتي ينسيهم كل شهداء «ثورة الارز» ومتطلباتها. لن يهمّهم في عزّ ازمة الحصار ان ينسى الحلفاء مواساتهم في مصيبتهم. لا يقفون عند هذا النوع من الشكليات. يهجسون اكثر بمعابر تهريب المازوت، وبكمائن الجيش في الجرود، وتضييق الخناق على المعابر الحدودية، وبمداهمات متوقعة بأي لحظة.
كل ذلك، سيقطع اوكسجين «البيزنس»، ويشوّش على تسييل العملة الخضراء الى جيوب المنتفعين من «الثورة» و«ذهبها». هو واقع قد يخلق نفوراً بين العراسلة انفسهم. شريحة عظمى من هؤلاء ستتحوّل الى ضحية لا ناقة لها ولا جمل في كل المشهد العرسالي الدموي ونتائج الذوبان في حضن الثورة. هذه الفئة، تحديداً، لن تكتفي بلوم الجيش على حصاره. الأرجح ستوجّه جام غضبها الى من «غطّس» البلدة في المأزق، وأدخلها في السجن الكبير.



مرسي يسعى لاحتواء السلفيين.. والسفيرة الأميركية تنتقده ضمناً
مصر: تظاهرات في ذكرى التنحي للمطالبة... بالتنحي


محمد هشام عبيه

حاول الرئيس مرسي أن يستقطب السلفيين مجددا إلى صفوف جماعته من الناحية السياسية، وخص قيادات «حزب النور» - الذراع السياسي الأول للسلفيين - بلقاء في القصر الرئاسي أمس الأول .
اللقاء جاء عقب طرح «حزب النور» مبادرة للخروج من الأزمة السياسية التي ضربت البلاد منذ أربعة أشهر. وبدت بنود المبادرة متوافقة إلى درجة كبيرة مع ما تدعو إليه «جبهة الإنقاذ» - الوعاء الأكبر للمعارضة المدنية - وتتضمن إقالة النائب العام، وتشكيل حكومة ائتلافية قبل الانتخابات البرلمانية المتوقعة خلال الأشهر القليلة المقبلة، بالإضافة إلى بنود تفصيلية أخرى تتعلق بنبذ العنف.
اللافت أن اللقاء انتهى، بحسب مصادر سلفية، إلى ترحيب مرسي بالمبادرة عدا إقالة النائب العام وتشكيل حكومة ائتلافية، وهو ما أفرغ اللقاء من أي نتائج إيجابية.
وبرر مرسي رفضه إقالة النائب العام وتشكيل حكومة جديدة بأن ذلك سيستغرق وقتا طويلا، ما يجعل البلد أقل استقرارا.
لكن «حزب النور» من الناحية الرسمية أصدر بيانا قال فيه «الرئيس أدرج مبادرة الحزب للنقاش ضمن جولات الحوار الوطني التي ترعاها الرئاسة، وتقاطعها المعارضة المدنية، ولا يشارك فيها سوى التيار الإسلامي، وانطلقت قبل شهور، ولم يصدر عنها أي قرارات أو توصيات ملزمة للرئاسة بشيء».
وبدا أن الفائز الوحيد من لقاء مرسي بقيادات «حزب النور» هو مرسي وجماعة «الإخوان»، كونهما، وإن لم يستطيعا ضم الحزب السلفي إلى صفوفهما بشكل كامل، فإنهما على الأقل ضمنا ألا يذهب الحزب مجددا للتوافق مع المعارضة المدنية، عدا أن إدراج مبادرته في جلسات الحوار، يورط السلفيين في التواصل مع الرئاسة، ويجعل «جبهة الانقاذ» وحدها التي تقاطع التواصل مع مرسي، وهو أمر بدأت تركز عليه وسائل الإعلام «الإخوانية» أو الموالية لها، وذلك من خلال إظهار «الجبهة» باعتبارها المعطل لأي توافق وطني.
القوى السياسية دعت إلى تظاهرات حاشدة اليوم في الذكرى الثانية لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم. وستخرج العديد من التظاهرات للمطالبة بإسقاط نظام «الإخوان». إلا أن مراقبين لا يتوقعون أن تشارك حشود كبيرة في التظاهرات، باعتبار أنها تنظم في منتصف الأسبوع وليس في يوم جمعة كما هو معتاد. كما أن التظاهرات المتتالية قد فقدت زخمها، مع قدرة «الإخوان» على امتصاص تأثيرها بالهجوم عليها والتقليل من أهميتها والحديث عن الزج بالعنف فيها، لكن ذلك لا يمنع من إمكانية وقوع اشتباكات صارت معتادة في محيط قصر الاتحادية بين المتظاهرين وقوات الأمن، بالإضافة إلى توترات مماثلة في بعض المحافظات المتوترة منذ أسابيع مثل الإسكندرية والغربية والدقهلية وكفر الشيخ.
في هذا الوقت، تخلت السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون عن حذرها الدبلوماسي المعتاد، وتحدثت خلال جولة لها لم يعلن عنها مسبقا في الإسكندرية، عن أن أرقام الاقتصاد المصري تعطي صورة قاتمة، معتبرة أن «الانتخابات والدساتير ليست كافية، وأن مصر بحاجة لما هو أكثر بكثير لتصبح دولة ديموقراطية حرة»، بحسب بيان صحافي للسفارة الأميركية.
باترسون التي زارت في جولتها في الإسكندرية كنيسة القديسين، ذهبت للحديث علناً عن أن من يدعم الاحتياطي النقدي المصري هما قطر وتركيا، ولم تخف قلقها من أن خطورة الاحتياطي القليل لا يكفي سوى ثلاثة أشهر من الواردات، قبل أن تنتقد مرسي و«الإخوان» ضمناً بقولها إن «كل الاقتصادات تمر بفترات سيئة... لكن الاقتصادات تعاود الانتعاش فقط عندما تلقى العناية اللازمة، وهذا يعني أن شخصا ما لا بد أن يحمل مسؤولية الحلول حتى لو كانت صعبة وأن يقود الطريق للخروج من الأزمة»، في إشارة إلى الدور الذي لا يقوم به الرئيس مرسي في دعم الاقتصاد، ودخوله المتوالي في أزمات سياسية عنيفة تسببت في الحالة السيئة التي عليها البلاد الآن.
وفي لهجة أكثر حدة أضافت باترسون «إذا لم تستطع مصر دفع فاتورة الاستيراد، فالناس لن يجدوا صعوبة فقط في الحصول على أجهزة التلفزيون والسيارات، ولكن في الحصول على البنزين والكهرباء والمواد الغذائية».
وتحرص الدبلوماسية الأميركية منذ انتخاب مرسي، على انتهاج اسلوب خطاب توافقي، ولا يقدم أي انتقادات علنية لنظام «الإخوان»، حتى في ذروة أحداث العنف التي وقعت في محيط قصر الاتحادية قبل أسابيع، والتي كان أعضاء الجماعة طرفا أساسيا فيها.





الاخبار

ضيف أنطاكية الجديدة في أيامــها العصيبة

حمل بشارة الراعي عصاه الكاردينالي وصولجان أنطاكية ليقرع أجراس كنائس مار مارون في الشام. خاطب «الشعب المجروح المتألم» في سوريا، من دون تحديد هوية سياسية للدماء: «كل دم بريء يسقط هو دمعة على خدّ المسيح». و«على الواقف»، كرر الموقف ذاته على مسمع الممثل السياسي للنظام السوري في حفل تنصيب بطريرك الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي. أعاد الراعي من دمشق التذكير بمواقفه الباريسية التي سبقت المجتمع الدولي بنحو عام في الدعوة إلى انتهاج طريق الحوار لحل الأزمة السورية. هي زيارة تاريخية بكل معانيها: أول بطريرك ماروني يزور عاصمة الأمويين، منذ جلاء الانتداب الفرنسي عن البلدين. توقيتها السياسي والأمني، في لحظة إعادة رسم موازين القوى في الإقليم، انطلاقاً من الحرب في سوريا، وفي ظل القلق على مصير مسيحييها، ومعهم مسيحيو المشرق. أما بيروتياً، فلا تُحتَسَب الزيارة إلا بميزان الانقسام الحاد الذي تعيشه البلاد. ووسط انكفاء القوات والكتائب وتيار المستقبل عن انتقاد الزيارة التي أزعجتهم، تكفّل ممثلوهم الرسميون وغير الرسميين بالهجوم على هذا الانفتاح الماروني الكبير على الكنيسة الأرثوذكسية

غسان سعود

لا يزور البطريرك بشارة الراعي «سوريا الأسد» ولا «سوريا النصرة». يحرص عند اختياره كلماته على تحديد سورياه: «هذه الأرض الجريحة التي تتحول دماؤها دموعاً في عينيّ المسيح». يمكن المزايدات أن تتوقف قليلاً و«تزريك» السياسيين بعضهم لبعض وشد سوريا بالحبال.
بلا بهارات 14 آذار وتوابلها، يمكن مشهد النازحين المصطفين على البوابات الحدودية أن يحدث الوفد الفاتيكاني عن نفسه وطريق دمشق الدولية المقفرة والحواجز والحرب. يمكن مي شدياق أن تتنحّى جانباً: في طرقات باب توما لا تقف شهيدة حية واحدة قبالة الموكب البطريركيّ ولا خمسة أو عشرة؛ هنّ هنا بالآلاف. شعب من الشهداء الأحياء الذين لا «يربّحون» مجرات الكوكب يومياً جميل تضحياتهم ولا ينظّرون في الوطنية والأخلاق والدين. الذين يحرقون الكنائس في سوريا لا يتوقفون كمن أحرقها في الجبل عند قيمة أجراسها فيدفنونها تحت الأنقاض. في الأمانة العامة لقوى 14 آذار وحولها نواب أسقطهم شعبهم فور تحرره من قوانين «ريف دمشق» الانتخابية، يعتقدون أن الله خلقهم مسيحيين وكسر القالب: لا يفهمون كيف تكون البطريركية التي يمثلها الكاردينال بشارة الراعي بطريركية أنطاكية وسائر المشرق، لا بطريركية سمير فرنجية وفارس سعيد كما جعلها غيره. لماذا يذهب الراعي عند مسيحيي سوريا، يسأل فارس سعيد بحنق. لماذا يذهب؟ هم سيأتون آجلاً أو عاجلاً، فها قد سبقهم مسيحيّو العراق وفلسطين. لا يريد هؤلاء للرأي العام أن يعلم أن في سوريا الجريحة هذه الخزان المسيحيّ الأكبر في أنطاكية. لا يتحدث النائب السابق فارس سعيد لغة المسيح ليفهم على أهالي معلولا؛ لا يعلم أن مجتمعاً آشورياً يتجاوز عدد قراه الثلاثين يعيش كابوساً حقيقياً على ضفتي نهر الخابور، إذ يرى الكابوس العراقيّ يطارده حتى أطراف دير الزور. لم تعذب قوى 14 آذار نفسها عناء سؤال تجار الحليب في الريف الحلبي عن الآباء المسيحيين الثلاثة الذين مرت أسابيع على اختطافهم. لم يتسنى لمن لا يملأون وقتهم إلا بشرب القهوة عند أساتذتهم في كتابة التقارير الاستخبارية عن أبناء وطنهم، رؤية أديرة سوريا والتنقل في دمشقها بين كنيسة يوحنا المعمدان في الجامع الأموي والكنيسة المريمية وكنيسة حنانيا وغيرها. يزور البطريرك نحو مليون مفقود في ظل الصراع القائم في سوريا منذ عامين، فيسأله جهابذة 14 آذار عن المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، وفق أسطوانة تنساها قوى 14 آذار حين يزور الرئيس سعد الحريري وقبله والده الرئيس رفيق الحريري سوريا، وتتذكرها حين يزورها زعيم الموارنة العماد ميشال عون أو بطريركهم. نفس نوفل ضو حزينة و«قلبه يعتصر ألماً». لماذا؟ لأن البطريرك بشارة الراعي اجتاز حدود جونية والأشرفية وزحلة وذهب يصلي عند رعية في أمسّ الحاجة إلى صلاته لتدفئها. دمشق الراعي إنما هي أنطاكية الجديدة، ففيها بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس وبطريركية أنطاكية والقدس والإسكندرية للروم الملكيين الكاثوليك.
عملياً، ما كاد البطريرك بشارة الراعي ينهي زيارته لطرابلس يوم الجمعة الماضي، حتى خطا يوم السبت مع دوائر الكرسي الرسوليّ المرافقة له أبداً باتجاه تكريس مشرقية كنيسته كما يوصيه البابا بنديكتوس السادس عشر دائماً، وانفتاحها الجديّ من البوابة السورية الحصرية على الوجود المسيحيّ في هذا الشرق. الشرق الذي يقول الراعي إنه لا يُختزل بتلة حريصا وصليب جزين وجبّة بشري. فطرطوس بمتحفها الكاتدرائي جزء منه، وحمص بكنيسة أم الزنار وطبعاً صيدنايا والناصرة ومحردة الأرثوذكسية ومن تبقى من كلدان العراق وأقباط مصر. قاس الرجل كلماته كما لم يفعل يوماً حتى لا يتهم بتأييد فريق على آخر في الصراع القائم. لم ينجرّ إلى لعبة من يهينونه يومياً منذ بدأوا ثورتهم، لعدم تقديمه فروض الطاعة والإعجاب بسيوفهم. ونجح، منذ أعلنت زيارته حتى عودته، في إبعادها عن التسييس الذي سعت قوى 14 آذار بقوة خلفه لإضعاف الراعي، في سياق حملتها المستمرة عليه منذ انتخب بطريركاً، مع العلم بأن النظام حرص على عدم إحراج البطريرك والكنيسة الأرثوذكسية، فآثر الرئيس السوري بشار الأسد عدم المشاركة في الاحتفال المسيحيّ، مرحّباً بالطابع الديني بامتياز للزيارة. وفي النتيجة، حسم الراعي في زيارته السريعة تموضع بطريركيته المارونية الجديد في بيئتها المشرقية أولاً، إلى جانب الأرثوذكس والسريان والكلدان والآشوريين، وأكد التزامه بالتوصيات البابوية في تعزيز قيمة كنيسته بوصفها صلة الوصل في هذه المرحلة بين مسيحيي سوريا وفلسطين والعراق من جهة والعالم من جهة أخرى، بعدما استغنى الغرب عن حاجته إلى هذه الكنيسة كصلة وصل لغوية بين الشرق والغرب. وقد ذهب البطريرك في ترجمة المصالحة المارونية _ الأرثوذكسية أبعد مما انتظر كثيرون، في قوله لأرثوذكسيي سوريا قبل موارنتها إنه معهم في محنتهم العظيمة هذه. هو المدرك من دوائر الكرسيّ الرسوليّ أن أوضاع هؤلاء توازي في التهجير والقتل والخوف أوضاع الموارنة في حرب الجبل.
كان يمكن قوى 14 آذار الاستفادة من الزيارة البطريركية لتضيء على «استخدام النظام بعض القرى المسيحية الآمنة لقصف الأحياء الثائرة»، وتجيب على مخاوف البعض من جبهة النصرة وفتاوى العالم العربي الثوريّة. إلا أن في هذه القوى من يتمسك بالتخوين والتهديد وإثارة الغرائز في مخاطبة الرأي العام. فتجاهل فارس سعيد والجيل الثاني من مثقفي هذه القوى نوفل ضو وصالح المشنوق ونديم قطيش سعي الراعي لتكريس مشرقية كنيسته والقلق المسيحي السوري العام لمصلحة التفاصيل: هل صعد الراعي في الموكب السوري الرئاسيّ الذي وضعه الرئيس السوريّ بشار الأسد بتصرفه؟ هل صفّق الراعي عند ذكر رئيس الجمهورية السورية خلال القداس؟ وهل كان يبتسم خلال مصافحته نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد؟ وفي السياق التكفيري للثورة السلفية في المنطقة، يصف صالح المشنوق (على صفحته على موقع فايسبوك) القداس الذي شارك فيه الراعي بـ«الشيطاني»، قبل أن يصحّح خطأه بخطأ أكبر منه، مؤكداً ترسيخ بطريرك الموارنة «شراكته (القائمة أصلاً) مع الشيطان بشار الأسد». أما سعيد، فتقدم صديقه المشيطِن، مبرراً قتل المسيحيين في سوريا بناءً على رأيهم السياسي. فبدل دفاعه عن حق المسيحيين في أن يكون لهم رأيهم في أزمة بلادهم وأن يحترم أمنهم واستقرار مناطقهم أياً كان رأيهم، رأى سعيد أن الزيارة «تعرّض المسيحيين للخطر». وفي رأي سعيد أن الثورة السورية التي يقف إلى جانبها فيما جبهة النصرة تتقدمها، تراعي حقوق الإنسان جداً، أما «النظام السوري فينتهك حقوق الإنسان ولا يمكن الكنيسة أن تكون بجانب النظام»، من دون أن يبيّن للرأي العام كيف كانت الكنيسة أمس واليوم إلى جانب النظام. وحالة سعيد وغيره من شخصيات قوى 14 آذار من حال البطريرك المتقاعد نصرالله صفير الذي كان وبعض مطارنة الدور المتقاعد يردّدون أمس «أيش رايح يعمل؟». كنيسته تذبح هناك و«أيش رايح يعمل؟». فليبقى هنا، يقول فارس سعيد: غداً سيأتي البطريرك اليازجي، كما أتى قبله مسيحيّو أرمينيا والعراق وفلسطين وأجزاء واسعة من سوريا.
________________________________________
... لا تساوي دم بريء
بداية تصريحات البطريرك بشارة الراعي في سوريا كانت عند نقطة جديدة يابوس، أول من أمس، إذ تمنى انتهاء الأزمة السورية. ومن كنيسة مار أنطونيوس في باب توما بدمشق، حيث ترأس الراعي قداساً إلهياً لمناسبة عيد مار مارون، أشار الراعي إلى «حياة سوريا الجريحة والمتألمة، حيث العنف والإرهاب والقتل والتدمير والتهجير»، قائلاً «كفى لكل من يمارسون كل هذه المآسي». وشدد الراعي على أن «الإصلاحات لازمة في كل مكان، لكنها لا تُفرض فرضاً من الخارج، بل تنبع من الداخل حسب حاجات كل بلد»، معتبراً أن «الإصلاحات تتم بالحوار والتعاون والتفاهم».
وفي حفل تنصيب بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوحنا العاشر اليازجي، أمس، قال الراعي إن «كل ما يقال ويطلب من أجل إصلاحات وحقوق إنسان وديموقراطيات، هذه كلها لا تساوي دم إنسان بريء يراق». وتوجّه الراعي إلى اليازجي بالقول «باسم كل الموارنة... نقول لك كل المحبة والمودة لك وللكنيسة التي دعيت أن تكون رئيسها».



بهدوء | فرصة اليسار العربي: «إذا هبّت رياحك...»
ناهض حتر

تونس المدنية زحفت، كلها، في وداع بلعيد، صوب اليسار. الفاجعة الوطنية، كانت لحظة انفجر فيها الخوف من مستقبل أسود إرهابي تحت حكم الإخونجية والسلفية، وروح التمرد والتطلع إلى الخلاص. هذه لحظة تاريخية، لكن متحركة؛ ذلك أن زخمها، على أصالته، محدود في الزمان ومشروط بإجابة اليسار. جاء أحرار تونس، يستطلعون ما لدى اليساريين: ألديكم تجريدة؟
لكن الإجابة حتى اليوم جاءت رخوة ملتبسة؛ «الشعب يريد إسقاط النظام»، بينما الأحزاب تقع في فخ «حكومة الكفاءات». ضغوط الليبرالية و«شرعية الصندوق» لا تزال ماثلة؛ لا أحد يُمسك باللحظة الثورية المنبجسة من دماء بلعيد الحارة.
لم تتردد جماهير انتفاضة 8 جانفي في تسمية القاتل: «غنّوشي يا سفّاح»، ولم تتردد في تحديد الهدف. كذلك في ميادين مصر: انتفاضة جديدة ضد الأنظمة الكولونيالية الملتحية. الفرصة مواتية لثورة وطنية شعبية مدنية يقودها اليسار في بلَدَي «الربيع العربي». ولكنّ اليساريين والقوميين الديموقراطيين، الذين طالما اشتكوا من العزلة وانفضاض الجماهير، شلّهم الارتباك حين أقبل عليهم الناس أفواجاً.
اسمحوا لي أن أعود إلى فلاديمير لينين. لا تكون الجماهير والمجتمعات جاهزة للثورة دائماً، ولكنها تعانق أشواق التاريخ في لحظة تتكون تحت مؤثرات متشابكة، اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية وعاطفية، توقد الشرارة؛ «أمس لم يكن الوقت قد حان، وسيكون غداً قد فات: الآن». الآن، الأنظمة الكولونيالية القديمة، في العالم العربي كله، داخل «الربيع» وخارجه، ماتت تاريخياً، ولا يمكن تجديدها، لا بتحسينها ولا بالدكتاتوريات العسكرية. ولذلك، كان الإسلام السياسي هو البديل الجاهز الممكن القادر على تحشيد قسم من الجماهير بالمخدّر الديني، الطائفي المذهبي الرجعي؛ فبشأن الإسلام السياسي، هناك ثلاث حقائق لا تنفع _ أو لم تعد تنفع _ معها الأقنعة والأضاليل: أولاً، الإسلام السياسي هو الإيديولوجية الممكنة لتجديد اقتصاد السوق النيوليبرالي في مرحلة الانهيار المجتمعي المدني نحو الإفقار والتهميش، المعمّمين. فتدهور مستوى المعيشة إلى حدود شبه المجاعة وانسداد آفاق الحياة، يفجران الغرائز الدينية الفاشية، ويسمحان لمنظماتها بإدارة الفقر الشامل بالانحطاط المدني والاستبداد والتجييش الميليشياوي. ثانياً، كما لا يوجد لدى الإسلام السياسي مشروع تنموي، فإنه يفتقر، كذلك، إلى أي مشروع وطني. بالأساس، نحن صرنا إلى زمن تاريخي لم يعد ممكناً فيه الفصل بين التحرر الوطني والديموقراطية الاجتماعية والتنمية. ثالثاً، إن الخلافات بين الإخوان والسلفية والسلفية الإرهابية، تكتيكية وسطحية وبرّانية. في العمق، لا يوجد انفصال جدي بين تيارات الإسلام السياسي، بل خيوط اتصال وتشبيك في الإيديولوجيا والممارسة.
لم تمر أشهر على نشوء سلطة الإخوان والسلفيين في تونس ومصر، حتى اكتشفت القوى الاجتماعية الحية الخداع؛ لا يوجد لدى الإسلاميين «مشروع نهضة»، بل مشروع لتأبيد السقوط المرير الذي ثارت الجماهير ضده. هكذا، تحولت لحظة إمرار الدستور الإخواني في مصر إلى انتفاضة مستمرة، وتحول استشهاد بلعيد في تونس، خلال ساعات، إلى إعلان الاستعداد لثورة ثانية. وفي الحالتين هبّت رياح اليسار. أعني اليسار بالمعنى الواسع الذي يشمل الفئات المتوسطة والمدنية التي لا يهدد الإسلاميون النيوليبراليون مصالحها الاقتصادية الاجتماعية المباشرة، ولكنهم يهددون نمط حياتها وتطلعها إلى الحريات السياسية والثقافية والفردية؛ هذه الفئات، بتعبيراتها المتعددة، الشبابية والإبداعية الفنية والأدبية والإعلامية والمهنية، وصولاً إلى الأسر البورجوازية التقليدية المتمدنة والأحزاب الليبرالية، تمثّل حليفاً رئيسياً في جبهة الثورة الثانية الحالية، لكنها ليست مؤهلة، ولا يمكنها أن تكون مؤهلة لقيادة إنقاذ المجتمعات العربية من مآل الصوملة؛ فهي لا تملك بذاتها بديلاً وطنياً تنموياً، وليس عندها القدرة لمجابهة المنظمات الفاشية. ويطرح ذلك على قلب اليسار الشعبي في تونس والحلف الناصري اليساري في مصر، مهمة القيادة التاريخية للإنقاذ الثوري غير الممكن من غير القطع مع الإسلام السياسي والتصدي لهزيمته. هل هذه مهمة واقعية؟ بالتأكيد، لكن، أولاً، بالتحرر من خزعبلات الليبرالية وشرعياتها الصندوقية، والإدماج الفوري، كبرنامج عمل مباشر، بين المهمات الديموقراطية والتنموية والوطنية؛ يمكن اليسار أن يهزم الفاشية الدينية، فقط بأن يكون يسارياً، أي بالذهاب، فوراً، إلى طرح مهمات موقوتة وعيانية في مواجهة الإفقار والتهميش والاستعمار الأميركي والإسرائيلي و...القَطري.



إسرائيل تترقّب تحرّك جبهة الجولان

الهدوء الذي تعيشه جبهة الجولان منذ عقود لم يعد مطمئناً لجانبي الصراع. فخلال الأيام الماضية، تحوّل الهدوء إلى غموض يتهيب معه الجميع «حدثاً ما». إسرائيل ترفع جهوزيتها يوماً بعد آخر. اتخذت إجراءات إضافية تبدو استكمالاً لما قامت به قبل الغارة على جمرايا السورية. نشرت بطاريات صواريخ لاعتراض الصواريخ، ثم أجرت عملية تبديل بالغة الدلالة بين جنودها.
وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن إسرائيل استبدلت جنود الاحتياط المنتشرين في الجولان بآخرين من لواءي النخبة «غولاني» و«ناحال». ووضعت تل أبيب، بحسب صحفها، هذه التعزيزات في إطار توقع رد سوري على غارة جمرايا، لا يُستبعد معه قيام دمشق بعمل عسكري. لكن بعض التقديرات الأمنية والعسكرية تشير إلى أن هذه الإجراءات تخفي وراءها نيات هجومية، وخاصة في ظل استمرار تماسك الجيش السوري، وتمكّنه من صدّ هجمات نفذها مسلحو المعارضة على مواقعه في محيط العاصمة، قبل تقدمه على أكثر من محور في ريف دمشق. وفي المقابل، يصر النظام السوري وحلفاؤه في محور المقاومة على ضرورة أن تدفع إسرائيل ثمن غارة جمرايا، لمنعها من رسم خطوط حمراء جديدة، «بغض النظر عن شكل الرد وطبيعته». ومنذ غارة جمرايا، تغيرت بعض أدوات قياس الخطر عند هذا الفريق، مع ما يعنيه ذلك من رفع للجهوزية حالياً، ربطاً بالغارة، وبالتعزيزات الإسرائيلية في الجولان.
خلاصة الوضع في تلك المنطقة الهادئة، لكن غير المستكينة، أن الطرفين يتهيبان الموقف، ويحسبان خطواتهما بدقة.
وترى «يديعوت» أنّ الهجوم على جرمايا قبل عشرة أيام رفع درجة التوتر القائم أصلاً على الحدود في منطقة الجولان، وسط تقديرات لدى الجيش الإسرائيلي بأنّ «محاولة تنفيذ عملية واسعة في المكان هي مسألة وقت فقط». وأضافت إنّ الهدوء الذي يلفّ الجولان مضلّل، إذ «برغم خمود الاشتباكات مؤخراً في الجانب السوري، إلّا أنّ الجيش الإسرائيلي مقتنع بأن الهدوء يغطي على أصداء الهجوم الذي نفذ ضدّ قافلة سلاح داخل الأراضي السورية قبل عشرة أيام». وتشير إلى أنّ القرى المحاذية للشريط الحدودي باتت مسكونة بـ«نشطاء إرهابيين»، وأنّ بعض هؤلاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصحافة اليوم 11-2-2013
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة :: موسوعة سياسية :: اقوال الصحف-
انتقل الى: