منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة

منتدى حركة فتح الانتفاضة يقوم بكافة الخدمات الثقافيه والسياسية والاجتماعية
 
الرئيسيةقوات العاصفةأحدث الصورالتسجيلدخول

عدد زوار
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 الصحافة اليوم 25/11/2013 ترحيب عالمي بإيران النووية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوعصام عبدالهادي
المدير العام
المدير العام



تاريخ التسجيل : 23/11/2008
عدد الرسائل : 2346

بطاقة الشخصية
فتح: 50

الصحافة اليوم 25/11/2013 ترحيب عالمي بإيران النووية Empty
مُساهمةموضوع: الصحافة اليوم 25/11/2013 ترحيب عالمي بإيران النووية   الصحافة اليوم 25/11/2013 ترحيب عالمي بإيران النووية Emptyالثلاثاء نوفمبر 26, 2013 2:25 am

الصحافة اليوم 25/11/2013 ترحيب عالمي بإيران النووية
تصدر خبر الاتفاق بين ايران والدول الكبرى حول الملف النووي الايراني عناوين الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت. ورصدت هذه الصحف آخر التطورات حيال هذا الملف وبعض تفاصيل المفاوضات التي جرت في جنيف.

الاخبار

«جنيف 3» انتهت إلى معادلة رابح ــ رابح

إيلي شلهوب

كما كان متوقعاً، اختتمت محادثات «جنيف 3» بين إيران ومجموعة «5+1» بدخان رمادي، يسمح لكل من الطرفين بادعاء انجاز من نوع ما، وإن كان يبقى المهم فيه أنه أطلق عجلة محادثات تستهدف انهاء أزمة الملف النووي، وأنه يسمح بفتح حوار حول باقي الملفات الخلافية في المنطقة، بعدما خفض مستوى التوتر بين الأطراف.
وبناءً عليه، باتت إدارة باراك أوباما قادرة على القول إنها منعت إيران من تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مقلقة، وفرضت عليها التخلص من مخزونها من اليوارنيوم 20 في المئة، ورقابة صارمة على المنشآت النووية مع وقف العمل بمنشآت أراك الاستراتيجية. في المقابل، تستطيع إدارة حسن روحاني المفاخرة بأنها فرضت اعترافاً دولياً بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، ولو بنسبة لا تتجاوز الــ5 في المئة، وانتزعت تعهداً برفع العقوبات كلها في نهاية العملية التفاوضية، وفرضت رفعاً جزئياً لبعض العقوبات الحيوية، كما أنها صدّعت جدار تلك العقوبات بما يسمح بانهياره مع الوقت تلقائياً.
كان واضحا منذ البداية أن كلاً من الطرفين يسعى بكل السبل إلى اتفاق إطار، إلى بيان مشترك وصورة، كل لأسبابه، لكنّ الطريق لم تكن سهلة كما اعتقد البعض. ثلاث جولات من التفاوض الماراتوني، استغرقت الأخيرة فيها خمسة أيام، وتطلبت تدخلات من اعلى المستويات، كان في طليعتها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
انجاز لا شك أنه جرى بسرعة قياسية، قياساً بسنوات من التفاوض غير المجدي.

خطة المراحل الثلاث
كانت الجولة الأولى من التفاوض قد بدأت في جنيف في 15 تشرين الأول على خلفية الإشارات التي أطلقتها إدارة روحاني. ذهب المفاوضون الإيرانيون، بعد نقل الملف النووي من المجلس الأعلى للأمن القومي إلى وزارة الخارجية، بما يمكّن العهد الجديد من الإمساك بكل مفاصله، بإذن معلن من المرشد علي خامنئي، الذي أمهلهم فترة سماح مدتها سنة للتوصل إلى نتائج مرضية في هذا الملف.
حالما جلس الأطراف جميعاً إلى طاولة «5 + 1»، بادر الوفد الإيراني إلى عرض خطة ثلاثية المراحل، مبنية على أساس استراتيجية «الخطوة خطوة» التي سبق أن عرضتها طهران في خلال مفاوضات ألماآتا.
المرحلة الأولى مهمتها التفاهم على هدف مشترك. اعتمد المفاوض الإيراني المنطق التالي: كل منا يريد أمراً ما من خلال هذه المفاوضات. نحن نريد برنامجاً نووياً سلمياً يجري في خلاله التخصيب على أراضينا وأن ترفعوا العقوبات التي فرضتموها علينا. في المقابل، أنتم تريدون اثباتات بأن برنامجنا النووي سلمي، والقدرة على التحقق من ذلك ميدانياً. المرحلة الثانية، بحسب العرض الإيراني، العمل على تنفيذ هذا الهدف المشترك، الذي جرى الاتفاق عليه بين الطرفين. أما المرحلة الثالثة، فوجوب حصد نتائج هذا التفاهم خلال سنة كحد أقصى. نوقش العرض بشكله العام وجرى التفاهم على ضرورة التركيز على وضع إطار للمفاوضات، لكن أي اتفاق لم يحصل خلال تلك الجولة. كانت الظروف لم تنضج بعد.

عندما تدخل فابيوس
لم تمض أسابيع ثلاثة حتى عاد المفاوضون في الثامن من تشرين الثاني إلى الطاولة نفسها، حيث بدا واضحاً، من الجولة السابقة، أنها كانت مفاوضات أميركية ــ إيرانية حصراً، وأن الأطراف الأخرى ليست سوى ديكور ليس إلا. في «جنيف 2» حصل الاختراق الكبير خلال لقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. في خلال النقاش بين الجانبين، فاجأت أشتون الزائر الإيراني بجملة كانت معبرة جداً: «واضح أننا متفقون على أشياء كثيرة. لنوقع اتفاقية في ما بيننا»، قبل أن ترفع سماعة الهاتف وتتصل بوزير الخارجية الأميركي جون كيري، طالبة منه القدوم إلى جنيف. سُرب الخبر وسرعان ما تحول إلى إعلان رسمي بأن كيري في طريقه إلى جنيف، وانه يمكن توقيع اتفاق. سارع وزراء «5 + 1» إلى حزم حقائبهم مسرعين الخطى إلى مكان الاجتماع. لا يريدون اتفاقاً في غيابهم.
كانت مسودة الاتفاق التي عرضها ظريف وقبلها كيري تتضمن النقاط التالية:
1- إقرار وتسليم بحق إيران في أن تمتلك برنامجاً نووياً سليماً. كانت هذه النقطة مهمة بالنسبة إلى الإيرانيين. قالها ظريف خلال المفاوضات: «لا نريد بعد اليوم أي نقاش حول هذا الأمر. أصبح خلف ظهورنا».
2- إقرار وتسليم بحق إيران في تخصيب اليورانيوم على أراضيها. وهو مبدأ، كما سابقه، أصر الإيرانيون على أن لا تفاوض في شأنه، وإن أبدوا مرونة في مستوى التخصيب الذي «يتفق عليه خلال عملية التفاوض» شرط ألا يقل عن نسبة 5 في المئة.
3 - في ما يتعلق بالضمانات، أكد الإيرانيون أنهم أعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأنهم وقعوا البروتوكول الملحق بها، وبالتالي أنشئوا فريق رقابة من هذه الوكالة، ونحن نرحب به في طهران».
4- ندرك أنكم حساسون من منشآت ناتانز وأراك وفوردو، لذلك نحن نسمح لفريق الرقابة الذي ستنشئونه بدخولها وتفتيشها على نحو دوري، فإن كانت متوافقة مع معايير الوكالة كان به، وإن كانت هناك تجاوزات، يحق لكم القيام بما ترتأون.
تقرر عقد اجتماع لتوقيع الاتفاقية، لكن حالما جلس وزراء الخارجية إلى الطاولة، طلب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن يرى الاتفاقية قبل التوقيع. أمسك بها وقرأها سريعا قبل أن يضيف: «لدينا بعض التغييرات». جرى التفاهم على أن يذهب فابيوس ويعود في اليوم التالي مع التغييرات التي يريدها، وهكذا كان.

عند التئام المجموعة في اليوم التالي، فوجئ الإيرانيون بأن فابيوس يطلب ادخال تعديلات جوهرية على نص الاتفاق، يمكن تلخيصها في ما يلي:
1 - وقف العمل بمنشأة المياه الثقيلة في أراك لمدة ستة أشهر، بانتظار أن يتأكد الغرب من أن البرنامج النووي الإيراني سلمي مئة في المئة.
2- منع عمليات التخصيب على الأراضي الإيرانية.
عندها تدخل ظريف، معلنا أن الوفد الإيراني لا يقبل مسودة فابيوس لأنها حملت تعديلات أساسية، وأن الوفد مخول فقط توقيع التفاهم السابق، الذي أُبرم مع جون كيري، ويناءً عليه فهو مضطر إلى العودة إلى طهران للتشاور.

لماذا «أراك»؟
منشأة أراك هي منشأة نووية قيد الانجاز، لا يزال بدء العمل فيها يحتاج إلى نحو ستة أشهر. هي منشأة مياه ثقيلة تسمح بانتاج البلوتونيوم الذي يؤدي دوراً رئيسياً في عمل أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. حتى هذه اللحظة، لا يزال الإيرانيون يأتون بتلك المادة الحيوية لبرنامجهم من السوق السوداء وعبر عمليات تهريب، لكن حالما ينتهي العمل في منشأة أراك، تكون الدورة النووي قد أصبحت إيرانية بالكامل، وما عاد الإيرانيون بحاجة إلى أي شيء من خارج حدودهم.
ابحثوا عن المال
التقديرات في إيران تؤكد وجود نوعين من الأسباب خلف موقف فابيوس في «جنيف 2»، الأول سياسي، فيما الثاني اقتصادي.
تسعى باريس، التي تواجه حملة غير مسبوقة في الداخل الفرنسي وصبغة قوية في الخارج، إلى التخلص من السمعة التي اكتسبتها على مدى الأعوام الماضية بأنها ذيل للولايات المتحدة. أراد فابيوس القول إن إدارة فرانسوا هولاند مستقلة وغير تابعة لأحد. وقد نجح في تحقيق هدفه هذا بدليل تصريحاته التي أعقبت «جنيف 2»، والتي كانت أشبه باعلان الخيار الفرنسي المستقل. فضلاً طبعا عن زيارة هولاند التي كانت مرتقبة إلى اسرائيل بعدها بأيام، والتي أرادت باريس انجاحها بشتى الوسائل.
أما من الناحية الاقتصادية، فمعروف أن فرنسا تمتلك إحدى أفضل التقنيات النووية في العالم، وهي تريد أن تبيع منتجاتها النووية لإيران. كما أن باريس سعت، بين «الجنيفين»، إلى تقديم عروض مغرية لدول الخليج، نوع من مقايضة تعرقل من خلالها فرنسا أي اتفاق نووي مع إيران في مقابل صفقات أسلحة بمليارات الدولارات.

زيارة أمانو
حرص الإيرانيون على ألا يغادر ظريف جنيف إلا بعد قبول رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو زيارة طهران. حرصوا على حسن استقباله وعلى أن يوقعوا معه اتفاقية تسمح لمفتشي الوكالة بدخول منشأتي ناتانز وأراك. أرادوا أن يوجهوا رسالة إلى الغرب خلاصتها: نحن قمنا بالجزء المطلوب منا، عليكم الآن أن تنفذوا الجزء المتعلق بكم في إطار سياسة الخطوة خطوة. تعمد الإيرانيون عدم ادخال منشأة فوردو في الاتفاق مع أمانو. أرادوا إبقاء أوراق تفاوضية في حوزتهم. هم يدركون أن «الغرب غدّار» و«يتملص من الاتفاقات سريعاً».

العجالة الأميركية
كان الإيرانيون مطمئنين طوال أسابيع المفاوضات. هم يدركون أن الأميركيين مستعجلون للانتهاء من النووي للغوص في باقي الملفات. يعرفون ذلك من عدد الرسائل الأميركية التي بُعث بها إلى طهران عبر قنوات عديدة قبل الانتخابات الرئاسة الأخيرة. ومن كلام الرئيس باراك أوباما مع الشيخ حسن روحاني في خلال المكالمة الهاتفية الشهيرة، ومن خلال كلام جون كيري مع ظريف في أكثر من مناسبة. قال الوزير الأميركي لنظيره الإيراني غير مرة: نريد أن نتحدث معكم في جميع الملفات، بما فيها الملف البحريني، الذي ندرك مدى حساسيته بالنسبة إليكم. كان دائما يشير إلى ملفات ستة هي: لبنان وسوريا ومصر والبحرين واليمن والعراق.
الجواب الإيراني كان بسيطا: نحن قمنا بما علينا من خطوات، والآن جاء دوركم. لا مشكلة لدينا في بحث كل هذه الملفات، لكن يجب عليكم أولاً أن تثبتوا حسن نيّاتكم في الملف النووي. وهذا يحصل عبر خطوتين: الأولى، جميع الأموال المجمدة في الخارج يجب أن تعود. أما الثاني، فيجب الغاء جميع العقوبات المفروضة على الطيران. إذا نفذتم هاتين الخطوتين، فعندها يمكن أن نتقدم في الملف النووي، ونبحث في الوقت عينه الملفات الستة التي تحدثتم عنها.
حتى كتابة هذه السطور لم تكن قد رشحت بعد كواليس ما جرى في جنيف 3، لكن الأكيد أن الاتفاق المعلن، الذي مر على ما يبدو بمخاض عسير، سيمثل نقطة تحول في المنطقة، وبداية لمرحلة معالمها ستتضح خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.



السفير

اتفاق مرحلي يضمن لطهران حق التخصيب .. وتعهدات متبادلة مع الغرب

تفكيك «الحرب» الأميركية الإيرانية

محمد بلوط

إيران قوة إقليمية معترف بها، بعد اتفاق جنيف المرحلي النووي المذيل بتوقيع الخمسة الكبار والاتحاد الأوروبي. الطريق الطويلة والشائكة عبر سنوات العقوبات الاقتصادية القاسية، أوصلت الإيرانيين إلى الاعتراف الدولي بحقهم في تخصيب اليورانيوم، وتطويع النار النووية، ببلوغ محطتها الأخيرة في فندق «انتركونتيننتال» السويسري.
وعندما يكتمل الاتفاق الشامل الذي ينعقد بعد عام، بموجب اتفاق جنيف الحالي، يحصل الإيرانيون على وضعية «الدولة العتبة»، وتشريع منشآتهم النووية الإستراتيجية، واستكمال استقلالهم الاقتصادي.
ووضعية «الدولة العتبة»، هي وضعية من بوسعه إنتاج القنبلة النووية، من دون أن يعمد إلى ذلك. ومن دون الاتفاق الذي حفظ المنشآت النووية الإيرانية، والبنى الأساسية منه، ما كان في وسع الإيرانيين دخول هذا النادي، الذي عرف كوريا الشمالية واليابان، كما عرف دخول وخروج الأرجنتين والبرازيل وجنوب أفريقيا، التي طور بعضها برامج عسكرية، ثم تخلى عنها لمصلحة برنامج مدني.

ويكرس الاتفاق انقلاباً في الواقع «الجيوستراتيجي» من آسيا الوسطى حتى ضفاف المتوسط، مروراً بدول الخليج. إذ أصبح من الصعب على أي قوة في المنطقة تجاهل إيران النووية، أو الاستمرار في الاستناد إلى عدائها مع الولايات المتحدة لمواجهتها على مختلف الجبهات الإقليمية من أفغانستان، فالعراق فسوريا.
وأصبح صعباً على إسرائيل ادّعاء خطر البرنامج النووي الإيراني لمهاجمتها عسكرياً، من دون أن يصبح ذلك عدواناً على برنامج مدني مشروع، بحماية دولية.

وسيعجل الاتفاق في بلورة محاور جديدة في المنطقة، قوامها التحالف الإيراني الروسي، وخصوصاً أن الروسي يرعى للمرة الثانية بعد الكيميائي السوري، سحب صواعق التفجير، والحروب الإقليمية، برعايته مع الأميركيين، تسهيل الاتفاق وتعطيل الجزء العسكري من البرنامج النووي الإيراني.
والسعودية، التي قال مسؤول في مجلس الشورى فيها «إن النوم سيجافي المنطقة بعد الاتفاق»، تتقاسم مع إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الخوف «من الخطأ التاريخي الذي يمثله الاتفاق».
وأظهر الاجتماع السعودي الكويتي القطري، حالة الذعر وإعلان الطوارئ التي سببها انفتاح الطريق نحو الاتفاق، وبحث الرياض عن الخروج من العزلة التي أوقعتها فيها حربها اليائسة على تسوية سلمية للنووي الإيراني.
وينبغي أن تتضح الخيارات السعودية أسرع من المنتظر في تنازعها بين التقارب مع روسيا، أو الدخول في سباق إلى التسلح والاعتماد على باكستان لإقامة توازن نووي، لعجز السعوديين عن تطوير أي برنامج نووي في مواجهة إيران، قبل أجيال.
وفي المقابل، لن يكون سهلاً على الأميركيين ممارسة نفوذهم التقليدي على الرياض في ملفات إقليمية، وخصوصاً سوريا. ومن الممكن التساؤل عن كيفية انسحاب الهدوء على الجبهة الديبلوماسية الأميركية الإيرانية، والاتفاق النووي، في سوريا على دور «حزب الله» وحجم مشاركته في القتال، بالرغم مما قاله الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله من أن ذلك لن يغير شيئاً في أدائه السوري.

كما من الممكن التساؤل عن احتمالات الرد السعودي، تصعيداً على الجبهات العسكرية في سوريا، كالذي تشهده الغوطة الشرقية، قبل أسبوعين محتملين لانعقاد مؤتمر جنيف، أو في لبنان لتعقيد احتمالات الانفراج في الداخل اللبناني، سواء في تسهيل تشكيل حكومة لبنانية، أو إجراء انتخابات رئاسية.
أربعة أيام، ستون ساعة من المفاوضات الصعبة والمعقدة، بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وطاقم المفاوضات الإيراني المساعد من جهة، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون من جهة ثانية، والخبراء والمدراء السياسيين في خارجيات الدول الست.

المفاوضات كادت أن تتوقف أكثر من مرة، لا سيما بعدما أضاف الفرنسيون إلى النص الأول المقترح للمفاوضات، قضية مفاعل آراك، التي استطاع الإيرانيون احتواءها بسرعة لإنجاح المفاوضات والتوصل إلى اتفاق، وتجنب فشل ثان.
المفاوضون الإيرانيون والأميركيون كانوا «متواطئين» خلال المفاوضات. استجاب الأميركيون إلى المطلب الرئيسي الإيراني مساء اليوم الأول من المفاوضات: الحق في تخصيب اليورانيوم من دون عقبات، وفي حدود الخمسة في المئة، ودخول نادي الدول النووية من الباب الشرعي الواسع.
هذا ما ساعد الإيرانيين على تقديم تنازلات في قضايا أخرى أقل أهمية، وتحفظ الهدف النهائي لإيران بالإبقاء على منشآتها النووية، ورفع العقوبات الاقتصادية التي دفعت ثمنها غالياً منذ العام 1995، لتتسارع في العام 2009 في سلسلة قرارات أميركية وأوروبية وأممية، أثخنت الاقتصاد الإيراني.
الإشارة التي أكدت وجود قرار أميركي بالتوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين في جنيف والاستجابة لمطلب إيران التخصيبي، وصلت عندما قالت المفاوضة الأميركية الأولى ويندي شيرمان، في لقاء مع الصحافيين طلبت فيه إغفال ذكر المصدر، إن مسألة حق إيران في التخصيب لا تنص عليها معاهدة حظر الاسلحة النووية بصراحة، بل إن المعاهدة تصمت في هذه النقطة. وقالت شيرمان حرفياً إنه «يمكن من خلال هذا الصمت التحرك نحو الاتفاق».
الخلاف دار حول اللغة التي ينبغي من خلالها صياغة بنود الاتفاق، من دون أن يتبين من خلالها الاعتراف الصريح والواضح بحق إيران في التخصيب.

لم يظهر الإيرانيون توتراً خلال الساعات الصعبة للمفاوضات، عندما كانت تصطدم مطالبهم بنص صريح بحقهم في التخصيب، منذ الاتفاق المرحلي الأول الذي وقعوا عليه، وعدم انتظار الاتفاق النهائي الذي سيجري بحثه بعد عام. كان ظريف يردد بأن «المفاوضات معقدة ولكننا نتقدم». مساعده عباس عراقجي، المفاوض الإيراني الأول، تحدث عن «البقاء في جنيف حتى التوصل إلى اتفاق». دارت الخلافات بشكل أساسي من جهة الإيرانيين، حول إرساء لغة تقنية لا تحتمل إلا تفسيراً واحداً لا يمكن الرجوع عنه حول حقهم في التخصيب، والحفاظ على منشآتهم النووية.
الخشية كانت من أن تتغير الإدارة الأميركية، أو أن يقرر الكونغرس تحت ضغط إسرائيلي، إجراء تعديلات في المستقبل.
ومن جهة الغربيين والأميركيين، دار البحث عن صياغة، يمكن من خلالها الحصول على تنازلات إيرانية جوهرية، خصوصاً في بتر الجزء الأكثر قرباً من النووي العسكري من البرنامج الإيراني، بتجميد العمل كلياً في مفاعل آراك، والتنازل لإيران عن حق تخصيب منخفض متناسب مع استخدام مؤكد في مفاعل مدني، وانتزاع مخزونهم من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، الذي يعجل ببناء القنبلة، وطمأنة إسرائيل.

ويمكن القول إن جزءاً كبيراً من أيام جنيف الإيرانية الغربية، استنفده تقصي العبارات التي تسمح للطرفين بتحقيق أهدافهم، والخروج باتفاق متوازن يرضي الجميع، وهو ما حدث.
لم يضع الأميركيون والغربيون الحق الإيراني بالتخصيب المطلق في الاتفاق المرحلي نصاً، وهذا ما يجعل قول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن «إيران لم تحصل على حق التخصيب مباشرة» صحيحاً نسبياً، ونسبياً جداً، لأن الشيطان يكمن في التفاصيل.

لقد نص الاتفاق المرحلي الصالح لمدة ستة أشهر، في تفاصيله، على حق إيران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم بنسبة تقل عن خمسة في المئة. ولكن هذا الحق بالممارسة والواقع، والنص المرحلي المبدئي، يتحول إلى حق مطلق بالنص في الاتفاق النهائي الشامل، لأنه أحد أهدافه.
كيف ذلك؟ تنص مقدمة الاتفاق المرحلي، في صفحته الأولى وبوضوح، على أن الغاية منه هي الذهاب بعد عام إلى اتفاق شامل. وحددت خاتمة الاتفاق في الفقرة الرابعة من الصفحة الرابعة أنه ينبغي على الاتفاق النهائي الشامل أن «يتضمن تحديداً متبادلاً لبرنامج تخصيب اليورانيوم، متفق على مواصفاته، بما يتناسب والحاجات العملية لإيران، ومواصفات نسب وكميات التخصيب، وتعريف مراكز التخصيب، ومستودعات تخزين اليورانيوم المخصب لمدة يمكن الاتفاق عليها».
تأخر الاتفاق المرحلي، لأن آشتون، المكلفة التفاوض باسم الدول الست، لم تستطع الحصول على تفويض كامل من الأوروبيين لترجمة مطالب الإيرانيين والعروض الغربية المضادة في نص واضح حتى مساء يوم الجمعة الماضي.
ومن المؤكد أن الروس لعبوا دوراً حاسماً في تحقيق مطالب حلفائهم الإيرانيين. فعندما وافقت آشتون على قيادة المفاوضات، اشترطت ألا يأتي وزراء خارجية الدول الست إلى جنيف، إلا للتوقيع على الاتفاق الناجز.

وساعد في ذلك أن الأميركيين يستعجلونها التوصل إلى الاتفاق، قبل نفاد المهلة التي منحها الكونغرس للإدارة الأميركية، وقبل الاجتماع في الأول من الشهر المقبل، لفرض عقوبات جديدة على إيران، ونسف احتمالات التسوية.
وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مساء الجمعة إلى فندق «انتركونتيننتال». التقى آشتون، ثم تتابع وصول وزراء خارجية أميركا، وبريطانيا، فالصين، فألمانيا ففرنسا. تبع ذلك لقاء ثلاثي مع آشتون وظريف.
لافروف التقى الخمسة الآخرين، لإعادة صياغة الورقة النهائية، وتحديد مطالب الغربيين التي برز منها الموقف الفرنسي، وإيجاد حل لمطالبتهم بتعطيل مفاعل آراك، وعدم الاكتفاء بعرض إيراني مضاد بوضعه تحت الرقابة الدولية.
في الاجتماع التالي مع ظريف، وافق الإيرانيون على صيغة مقبولة لتعطيل آراك، كلياً وليس جزئياً كما كانوا يرغبون. في الساعات التالية، التي امتدت حتى الثالثة صباحاً، توصل الطرفان إلى صياغة متوازنة، استعان فيها الديبلوماسيون بخبراء النووي، وباتفاق مبدئي كان الأميركيون والإيرانيون، قد صاغوا بنوده الأولى، في لقاءات سرية متعددة، عقدت في سلطنة عمان، وتحولت إلى إطار عام لاتفاق جنيف.

وفي مقابل المكسب الإستراتيجي الذي حققه الإيرانيون بالحصول على حق التخصيب بنسب منخفضة، ووضعية «الدولة العتبة»، قدموا تنازلات متفاوتة الأهمية، يفضي معظمها إلى إبطاء مسيرة الإيرانيين نحو أي مشروع نووي عسكري محتمل، مع استمرار امتلاك كل التقنيات اللازمة لذلك. ويظهر ذلك في عدة جوانب من الاتفاق:

- وقف مفاعل آراك العامل بالمياه الثقيلة، وهي تكنولوجيا استخدمها الأميركيون والإسرائيليون في الماضي، لانتاج قنبلتهم النووية. إذ تسمح هذه التكنولوجيا، بالوصول، من دون المرور بمرحلة التخصيب، ومباشرة إلى البلوتونيوم الضروري لإنتاج القنبلة. وكان هذا الجزء من البرنامج النووي الإيراني، الأكثر عرضة للشبهات في توصيفه بالعسكري، بسبب السمة التي طبعت استخدام البلوتونيوم في أهداف يغلب عليها الطابع العسكري أكثر من المدني. وقد نص الاتفاق المرحلي في ملاحظات هامش الصفحة الثانية، على «تعهد إيران بعدم تشغيل المفاعل في المرحلة المقبلة أو نقل وقود أو مياه ثقيلة إليه أو إنتاج وقود خاص به أو تركيب ما تبقى من أجزاء لتشغيله». وحوت الخاتمة من الاتفاق الشامل النهائي، بطريقة ملتبسة، تعهداً بعدم إنتاج البلوتونيوم من دون تسميته، داعية إلى حل مشكلته، والالتزام بعدم بناء منشأة جديدة، أو معالجة اليورانيوم، أو إعادة تدويره لإنتاج البلوتونيوم.
- تصفية المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، على مرحلتين، وتحويل نصفه فوراً إلى قضبان وقود لاستخدامه في مفاعل طهران التجريبي، ومزج النصف الثاني في كميات من اليورانيوم، تنزل تخصيبه من 20 إلى 5 في المئة.
ـ بدء تطبيق مفاعيل الملحق الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي، من دون الإعلان عنه بوضوح في النص المرحلي. وهو مطلب رفض الإيرانيون الاستجابة إليه، وربطوا التصديق عليه بموافقة مجلس الشورى في الاتفاق الشامل المقبل.
نص الاتفاق على حق مفتشي الوكالة الدولية بالدخول يومياً إلى المنشآت المعلن عنها، وأعطى الاتفاق الحق للوكالة، بإرسال مفتشين إضافيين للتحقق من أنشطة داخل المنشأة، يرونها ضرورية، بما فيها أجهزة لا تدخل في عمل المنشأة.
وتشبه الصياغة هذه، مفاعيل الملحق الإضافي، الذي يسمح للوكالة بالزيارات المفاجئة للمنشآت النووية، وغيرها من المواقع المشتبه بها، مع التباس مقصود.
يمكن الاستنتاج أيضاً أن الإيرانيين، قدموا الكثير من الضمانات، استباقاً وتسهيلاً لتطبيق الاتفاق، ومنعاً للعودة إلى الوراء، والدخول في الصفقة التي تنص على رفع العقوبات الاقتصادية التي كلفت إيران الكثير.
فقد وافقوا على رقابة على كل المنشآت والمناجم ومعامل طحن اليورانيوم او تكريره، وتطبيق لوائح الوكالة لحماية المنشآت من أي تهريب للمواد المخصبة، أو احتمالاته.
وتعهدوا بتسليم الوكالة تصاميم المنشآت وخرائطها، وعدم إقامة منشآت جديدة، وعدم تطوير آلات تخصيب جديدة، مع حق استبدال المعطل منها بنماذج من النوع نفسه، وعدم تشغيل خطوط أجهزة التخصيب الجديدة التي نصبوها في نتانز وفوردو، أو توصليها ببعضها البعض، والامتناع عن تعبئة الخطوط باليورانيوم لتخصيبه.
وسيؤدي ذلك إلى حصر البرنامج النووي الإيراني بالأجهزة العاملة حالياً في منشآت نتانز وفوردو، والتي تقدر بـ16 ألف طاردة مركزية من طراز «إي آر 2 أم»، من دون القدرة على استحداث أو تطوير نماذج جديدة.
وفي المقلب الآخر، نصرٌ إيراني أكيد، إذ فاوض الإيرانيون تحت ضغط العقوبات الاقتصادية، ولكنها لم تمنعهم من تطوير برنامجهم والانطلاق من 350 آلة تخصيب مطلع الألفين، إلى 16 ألف آلة تخصيب اليوم.
وقد فاوض الإيرانيون من دون تضييع التضحيات، ولم توقفهم العقوبات، وبعدما امتلكوا قاعدة صلبة في تكنولوجيا الطاقة النووية وإنتاجها، تستند إلى ثلاثة أجيال من علماء الذرة، وكم هائل من الأبحاث التي توصلوا خلالها إلى نتائج مهمة للتحكم بكامل الدورة النووية، وإمكانيتها المدنية والعسكرية.
يتيح ذلك للإيرانيين مواجهة أعباء إعادة التصنيع وتحديث البنى التحتية بسهولة أكبر في العقود المقبلة، وتكريس كميات أكبر من النفط للتصدير، والتحرر من التبعية الاقتصادية للأسواق الغربية، وهو هدف كبير جداً.
وفي أول تطور إيجابي من مفاعيل الاتفاق، أعلن الرئيس السابق لغرفة التجارة الإيرانية علي نقي خاموشي أن الولايات المتحدة أفرجت صباح أمس، عن ثمانية مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة في المصارف الأميركية.
وقال خاموشي إن «واشنطن أفرجت اليوم (أمس) عن 8 مليارات دولار من أرصدة طهران المجمدة». وأضاف إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف بين إيران والسداسية «يفتح طريق التعاون الاقتصادي بين إيران والعالم». وأوضح خاموشي أن الاقتصاد الإيراني کان مغلقاً بسبب العقوبات المصرفية، وأن اتفاق جنيف سيفتح الطريق أمام ايران.



النهار

فجرُ جنيف النووي يهزّ توازنات المنطقة إيران والغرب إلى صفحة جديدة في العلاقات
جنيف - موسى عاصي



بعد أربعة أيام من المفاوضات الشاقة التي وصلت الليل بالنهار (20 ساعة عمل يوم السبت وحده)، تمكنت مجموعة 5 + 1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين الى المانيا، وايران فجر أمس، من التوصل الى اتفاق تاريخي لاحتواء البرنامج النووي الايراني في مقابل رفع جزئي للعقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية. ويحمل الاتفاق (النص الحرفي ص11) أملا في الخروج من ازمة مستمرة منذ أكثر من عشر سنين، مع التأكيد انه"خطوة أولى" تم اجتيازها. ومن المرجح ان يؤسس الاتفاق الموقت لاتفاق شامل في غضون سنة، فضلاً عن انه يفتح صفحة جديدة من التعاون بين ايران والغرب وربما مهد الطريق لاعادة صوغ التحالفات اقليمياً ودولياً.
وقال الرئيس الاميركي باراك أوباما في كلمة القاها في البيت الابيض إن هذا الاتفاق "يقفل الطريق الاوضح" أمام طهران لتصنيع قنبلة نووية، مجدداً دعوة الكونغرس الى عدم التصويت على عقوبات جديدة على ايران. واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان "اختراقاً تحقق، الا انه يبقى خطوة أولى في طريق طويلة وصعبة". ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الاتفاق "مرحلة نحو وقف البرنامج النووي الايراني".
ورحب مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي بالاتفاق قائلاً :"لا بد من شكر فريق المفاوضين النوويين على هذا الانجاز ... ويعود هذا النجاح أيضاً الى الرعاية الالهية والصلوات ودعم الشعب"، مضيفا في رسالة الى الرئيس حسن روحاني انه ينبغي"دوما الصمود أمام المطالب المبالغ فيها" من الدول الاخرى في المجال النووي. ورحبت مصر وسوريا ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين بالاتفاق. أما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فوصفه بانه "خطأ تاريخي".
وتوصل المفاوضون بدعم من وزراء الخارجية لمجموعة 5+1 الى اتفاق متوازن تتسم أكثر بنوده بصياغة ملتبسة مبهمة غير مباشرة، انما تفي بالغرض بالنسبة الى الطرفين، وتفتح الطريق أمام الانتقال في المفاوضات المقرر ان تدوم سنة كاملة الى المرحلة الثانية. فهذا النص، وهو مقدمة للاتفاق النهائي، لم يشر مباشرة الى حق ايران في تخصيب الاورانيوم، لكن هذا "الحق" واضح وموجود في أكثر البنود والتفاصيل، على رغم تأكيد البيت الابيض ان "الاتفاق لا يعترف بحق التخصيب". وقد وردت الاشارة الأكثر وضوحاً في مقدمة الاتفاق الذي يتحدث عن حيثيات البرنامج النووي الايراني في المرحلة النهائية من المفاوضات، ووردت ايضاً في بندي منع التخصيب بنسبة 20%، ومنع ايران من زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي عن العدد الحالي (15 الف جهاز).
في المقابل، من شأن البنود المبهمة عينها ان تطوق امكان تحول البرنامج الايراني برنامجاً عسكرياً تماماً، وتترك له ممراً وحيداً نحو الاستخدام المدني، وهذا التطويق يبدأ من منشأة "أراك" التي جرت عملية التفاف على مصيرها تقضي بوضع حدٍ نهائي لنشاطها من دون قول ذلك صراحة. أما التطويق الثاني فموجود في البند المتعلق بمنع التخصيب بنسب عالية، وفي البند المتعلق بالمراقبة المفاجئة التي ستقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكل المنشآت النووية.
وبعد ساعات من توقيع الاتفاق، كان الاميركيون أول المبادرين الى اظهار حسن النية، بالافراج عن ثمانية مليارات دولار من الاموال الايرانية المجمدة لديها منذ ثلاثة عقود. كما حصلت ايران ضمن بنود الاتفاق على خفض جزئي لرزمة العقوبات المفروضة عليها منذ سنوات عدة وتحديداً منذ عام 2009. وهذا التطور سيفتح لايران آفاقاً جديدة لضخ الحياة في عروق اقتصاد شبه مشلول، ويعيد الحركة الاقتصادية الى الدوران وان ببطء، في انتظار الرفع الكامل للحظر المنتظر في نهاية المفاوضات أي بعد سنة من الآن.

ماذا بعد الاتفاق
وبموجب الخطة الايرانية التي اقترحها وزير الخارجية محمد جواد ظريف في الجولة الأولى (15 - 16 تشرين الاول الماضي) للمفاوضات مراحل ثلاث: المرحلة الاولى التي انتهت أمس، وهي مرحلة بناء الثقة. أما المرحلة الثانية، والتي ستبدأ في موازاة تطبيق بنود الاتفاق المرحلي خلال الأشهر الستة المقبلة، فستكون المرحلة الاصعب فيها ستحدد المفاوضات معالم المشروع النووي الإيراني المستقبلي، وستمهد لمرحلة الرفع الكامل للعقوبات الاقتصادية عن ايران وعودة دوران الحركة الاقتصادية بكامل قوتها وامكاناتها الضخمة.

جنيف الايراني - السوري
وستترتب على نجاح المفاوضات الايرانية - الدولية في الوصول الى اتفاق، انعكاسات مباشرة على الملف السوري. وهذا ما أكده لـ"النهار" مسؤول ديبلوماسي رفيع في الامم المتحدة في جنيف يشارك في التحضيرات لجنيف - 2. وقال إن الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي واكب جولة جنيف الثالثة طوال ايام انعقادها فيي انتظار ظهور نتائج ايجابية يستند اليها في مساعيه تحضيراً لجنيف- 2. وهو كان التقى على هامش مفاوضات جنيف الايرانية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت الماضي للبحث في التحضيرات للمؤتمر حول سوريا.



المستقبل

اتفاق "خطوة أولى" بين القوى الكبرى وإيران

توصلت القوى الكبرى وطهران الى اول اتفاق وصف بأنه "تاريخي" لاحتواء البرنامج النووي الايراني ليل السبت - الاحد في جنيف يحمل املا بالخروج من ازمة مستمرة منذ اكثر من عشر سنوات، مع التأكيد بأنه "خطوة اولى" تم اجتيازها.
فبعد خمسة ايام من المفاوضات الصعبة، اعلنت القوى الكبرى وايران التوصل الى اتفاق تقبل بموجبه طهران بالحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، ما يمهد الطريق امام مرحلة جديدة من المفاوضات المعمقة لمدة ستة اشهر.
ووصفت الولايات المتحدة الاتفاق المرحلي بأنه "خطوة أولى مهمة" حسب تعبير الرئيس الأميركي باراك اوباما، الذي أشار إلى استمرار وجود "صعوبات هائلة" في هذا الملف، مع تأكيد وزير خارجيته جون كيري أن هذا الاتفاق يجعل اسرائيل "أكثر أمناً".
وبرغم أن النص لا يشير الى "حق" محتمل لايران في تخصيب اليورانيوم واعتبار البيت الابيض كذلك انه "لا يعترف بحق التخصيب" لإيران، لكن طهران اعتبرت هذا الاتفاق تأكيداً "للاعتراف" ببرنامجها للتخصيب.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس إن الاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع القوى العالمية الست في جنيف "يعترف بحقوق إيران النووية" بالسماح لها بمواصلة تخصيب اليورانيوم، مضيفاً أن أنشطة التخصيب الإيرانية ستستمر كما كانت من قبل. وأضاف في بيان في العاصمة الإيرانية أذيع على الهواء مباشرة على قناة "برس تي.في" أن المحادثات بشأن "اتفاق شامل ستبدأ على الفور" وأن إيران لديها رغبة قوية لكي تبدأ.
ونشر نص الاتفاق على موقع وزارة الخارجية الروسية وموقع وكالة "فارس" الايرانية للانباء ويحمل اسم "خطة عمل مشتركة". ويتضمن "مرحلة اولى من ستة اشهر قابلة للتجديد باتفاق مشترك".
وينص على ان ايران "ستتخذ الاجراءات التالية بشكل طوعي" للحد من التخصيب وهي: أنه "حول مخزون اليورانيوم الموجود حاليا والمخصب بنسبة 20%، تحتفظ ايران بنصفه على شكل اوكسيد يورانيوم لصنع الوقود الخاص بمفاعل البحث المدني الايراني. اما النصف الثاني فتتم معالجته ليصبح تخصيبه اقل من 5%"، كما "تعلن ايران انها لن تخصب اليورانيوم الى ما فوق 5% خلال ستة اشهر"، كما أنها "لن تواصل نشاطاتها في مصنع نطنز وفوردو ومفاعل اراك" (الذي يعمل بالماء الثقيل)، وأنه "لن تكون هناك مواقع تخصيب جديدة".
يضاف إلى ذلك بعض التفاصيل المتعلقة "برقابة مشددة" وأن "على ايران ان تسلم معلومات مفصلة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتضمن تصاميم المنشآت النووية ووصفا لكل مبنى في كل موقع نووي، وحق خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول بشكل يومي من دون اعلان مسبق الى موقعي فوردو ونطنز"، وان "تقدم ايران معلومات يتم تحديثها عن عمل مفاعل اراك".

وفي المقابل تلتزم الدول العظمى الست بتخفيف العقوبات من خلال "تعليق الجهود لفرض مزيد من الخفض على مبيعات ايران من النفط الخام ما يتيح للزبائن الحاليين لايران مواصلة شرائه بالمعدلات نفسها"، و"تعليق عقوبات الولايات المتحدة حول صناعة السيارات في ايران وحول الخدمات المرتبطة بها"، وانه "لا عقوبات جديدة من مجلس الامن مرتبطة بالنووي"، "ولا عقوبات جديدة من الاتحاد الاوروبي كذلك مرتبطة بالنووي"، و"تمتنع الادارة الاميركية عن اتخاذ عقوبات جديدة كذلك مرتبطة بالنووي"، و"اقامة نظام تمويل يتيح التجارة الانسانية لتلبية حاجات ايران".
وأنه سيتم "تعليق عقوبات الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حول الذهب والمعادن الثمينة والخدمات المرتبطة بهما، وحول الصادرات البتروكيميائية الايرانية والخدمات المرتبطة بها".
وحسب البيت الابيض، فإن هذا التخفيف للعقوبات "المحدود والموقت والهادف والذي يمكن ان يلغى" يوازي نحو سبعة مليارات دولار.
ولكن غالبية العقوبات الاميركية التجارية والمالية ستبقى قائمة خلال الاشهر الستة، مثلها مثل العقوبات التي يفرضها مجلس الامن.

ووصف الرئيس الاميركي باراك اوباما الاتفاق المرحلي الذي توصلت اليه القوى الكبرى مع ايران بشأن برنامجها النووي بأنه "خطوة اولى مهمة"، مشيرا في الوقت عينه الى استمرار وجود "صعوبات هائلة" في هذا الملف.
وقال اوباما في كلمة القاها في البيت الابيض ان هذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف، "يقفل الطريق الاوضح" امام طهران لتصنيع قنبلة نووية، مجدداً الدعوة الى الكونغرس بعدم التصويت على عقوبات جديدة على ايران.
وبحسب مسؤول اميركي، فإن هذا الاتفاق من شأنه "وقف تقدم البرنامج النووي" الايراني "ولا يتضمن اعترافا بحق التخصيب" لهذا البلد. واشار هذا المسؤول طالبا عدم كشف اسمه ان الاتفاق المرحلي ينص على "تجميد مخزونات (الوقود النووي) المخصب بنسبة 20 في المئة" ويلحظ مبدأ القيام بـ"عمليات تفتيش دقيقة" للمنشآت النووية الايرانية.
واكد اوباما انه "للمرة الاولى خلال ما يقارب العقد، اوقفنا تقدم البرنامج النووي الايراني، وسيتم الغاء اجزاء اساسية من البرنامج". وتعهد بان "عمليات تفتيش جديدة ستعطي امكانية وصول اكبر الى التجهيزات النووية الايرانية وستسمح للمجتمع الدولي بالتحقق مما اذا كانت ايران تفي بالتزاماتها".

واوباما الذي عمل منذ حملته الانتخابية لعام 2007-2008 على مد اليد لاعداء الولايات المتحدة بينهم ايران مع العمل في الوقت عينه على تشديد العقوبات التي تخنق الاقتصاد الايراني، اشار الى انه "مع انتخاب رئيس ايراني جديد هذا العام، ظهر انفتاح ديبلوماسي" من جانب طهران.
واوضح اوباما للاميركيين ان اتفاق جنيف مرحلي ومن شأنه التمهيد لاتفاق اوسع.
واضاف الرئيس الاميركي "بفضل هذا الاتفاق، لا يمكن لإيران استخدام المفاوضات كغطاء لتطوير برنامجها" النووي الذي تشتبه القوى الغربية واسرائيل في انه ينطوي على اهداف عسكرية برغم نفي طهران. وتابع "من جهتنا، الولايات المتحدة وحلفاؤها اتفقوا على منح ايران تخفيفا بسيطا (للعقوبات) مع الاستمرار في تطبيق العقوبات الاقسى".
وفي هذا الاطار، وبهدف اعطاء فرصة لنجاح المفاوضات، حض اوباما الكونغرس على الامتناع عن التصويت على اي عقوبات جديدة ضد ايران خلافا لما دعا اليه بعض اعضاء الكونغرس اثر فشل الجولة الاولى من المفاوضات في جنيف.
واكد الرئيس الاميركي ان "تصميم الولايات المتحدة سيبقى قويا، تماما مثل التزاماتنا حيال اصدقائنا وحلفائنا، خصوصا اسرائيل وشركائنا في الخليج الذين لديهم اسباب جيدة للتشكيك في نيات ايران".
وشدد اوباما ايضا على انه "في نهاية المطاف، وحدها الديبلوماسية يمكنها ان تؤدي الى حل دائم للتحدي الذي يمثله البرنامج النووي الايراني. بصفتي رئيسا وقائدا اعلى (للقوات المسلحة)، سأقوم بكل ما يلزم لمنع ايران من التزود بسلاح نووي".
واضاف "لكن لدي مسؤولية في محاولة حل خلافاتنا بشكل سلمي، عوضا عن زج انفسنا في نزاع. اليوم، امامنا فرصة حقيقية" للتوصل الى اتفاق شامل وسلمي واعتقد ان علينا وضع ذلك قيد الاختبار"، محذرا في الوقت عينه من ان "الامر لن يكون سهلا (...) لا تزال ثمة صعوبات هائلة".

وسعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الى تقديم تطمينات الى اسرائيل بشأن الاتفاق النووي مع إيران وقال ان الاتفاق سيجعل اسرائيل أكثر امنا على مدى الأشهر الستة القادمة.
وقال كيري لشبكة "سي.ان.ان" التلفزيونية إن "اسرائيل مهددة بما كان يجري في ايران". وأضاف "لكنني أعتقد انه اعتبارا من هذا اليوم - على مدى الأشهر الستة القادمة- ستكون اسرائيل في الواقع أكثر أمنا مما كانت بالأمس، لأننا لدينا الان آلية سنوسع بموجبها مساحة الوقت التي يمكنهم (الايرانيون) فيها التقدم (تجاه صنع قنبلة ذرية). ستكون لنا رؤى نافذة بخصوص برنامجهم لم تكن لدينا من قبل".

وتابع "أعتقد ان اسرائيل ستكون في الواقع اكثر امنا.. بشرط ان نتأكد ان تلك.. العقوبات لا ترفع بطريقة تقلل الضغط على ايران ـ ولا نعتقد ان ذلك سيحدث.. يوجد تخفيف محدود جدا للعقوبات هناـ وأن الهيكل الاساسي لتلك العقوبات سيبقى قائما".
وحذر كيري مساء من ان الاصعب قد بدأ للتوصل الى اتفاق كامل مع ايران حول برنامجها النووي. وقال من لندن التي وصلها من جنيف بعد ان التقى نظيره البريطاني وليام هيغ "الان، بدأ فعلا القسم الاصعب، وهو الجهود الذي ستبذل للتوصل الى الاتفاق الكامل الذي سيتطلب خطوات هائلة على صعيد التحقق والشفافية والمسؤولية".
وفي إيران، وصف المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي الاتفاق بانه "نجاح"، وأضاف خامنئي "لا بد من شكر فريق المفاوضين النوويين على هذا المكسب"، مضيفا ان "العناية الالهية والصلوات ودعم الشعب هي بالتأكيد وراء هذا النجاح".
وأشار خامنئي إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بإمكانه أن يشكل أساسا للخطوات الذكية اللاحقة.
وعلى غرار اوباما، رأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الاتفاق "مرحلة نحو وقف البرنامج النووي الايراني".اما الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، فاعتبر الاتفاق "بداية اتفاق تاريخي لشعوب وامم الشرق الاوسط وابعد من الشرق الاوسط". والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتبر من جهته ان "اختراقا تحقق، الا انه يبقى خطوة اولى في طريق طويلة وصعبة". وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "الجميع ربحوا"، في حين اعتبر نظيره البريطاني وليام هيغ ان الاتفاق "جيد للعالم اجمع".اما وزير الخارجية الصيني وانغ يي فقال ان "هذا الاتفاق سيساهم في ابقاء البرنامج الدولي لعدم الانتشار النووي".
ويرى خبراء ان هذا الاتفاق يشكل تقدما لانه ينص على حزمة اكبر من القيود والتحقيقات حول برنامج ايران النووي، الا ان نص الاتفاق يبقي على بعض الغموض ما يتيح تفسيرات مختلفة.

وقال الرئيس الايراني حسن روحاني "في الاتفاق، تم قبول حق تخصيب اليورانيوم على الاراضي الايرانية.. وهيكلية العقوبات بدأت تتصدع". واضاف الرئيس الايراني "لكل طرف تفسيره الخاص، لكن حق ايران في التخصيب مذكور بوضوح في النص". وتابع "اقول للامة ان انشطة التخصيب ستتواصل كما في السابق في نطنز وفوردو واصفهان".
لكن كيري عبر عن موقف مختلف قائلا ان الاتفاق "لا ينص على حق ايران في تخصيب اليورانيوم، مهما جاء في بعض التعليقات حول تفسيره".
وقام وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بتفسير هذه النقطة الخلافية قائلا ان "ما تقوله الوثيقة هو انه في اطار حل شامل، اذا ما بلغنا المرحلة التالية من هذا الحل الشامل، سيكون في وسع ايران ان تتمتع بحقوقها الاساسية وتمتلك الطاقة النووية لغايات سلمية، وهذا ما يشمل ما نسميه برنامجا للتخصيب يتم تحديده بشكل متبادل ويقتصر على الحاجات العملية".
واعتبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف "نتيجة مهمة لكنه ليس الا خطوة اولى". وقال ظريف في مؤتمر صحافي "لقد انشأنا لجنة مشتركة لمراقبة تطبيق اتفاقنا. آمل في ان يتمكن الطرفان من التقدم بطريقة تسمح باعادة الثقة".
واضاف ظريف امام الصحافيين ان الاتفاق يتضمن "اشارة واضحة مفادها ان التخصيب سيستمر" في ايران، وهي مسألة لطالما اعتبرت حجر العثرة الرئيسي في المفاوضات.
وقال الوزير الايراني الذي استقبل لدى دخوله الى قاعة الصحافة بالتصفيق من قبل العديد من الصحافيين الايرانيين الذين جاؤوا الى جنيف لتغطية هذه المفاوضات "نعتبر ان ذلك من حقنا".
ورحب امس عدد من الدول العربية منها مصر والكويت والإمارات وقطر والبحرين والجزائر والعراق بالاتفاق الذي نددت به اسرائيل، معتبرة ان طهران حصلت على "ما كانت تريده"، واكدت مجددا حقها في الدفاع عن النفس.
ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق الاحد بانه "خطأ تاريخي (...) واتفاق سيئ يقدم لايران ما كانت تريده: رفع جزء من العقوبات والابقاء على جزء اساسي من برنامجها النووي"، الا ان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس تميز في موقفه واعتبر الاحد ان الاتفاق هو مجرد اجراء "مؤقت" يجب الحكم عليه بناء "على نتائجه".
وفي ساعة متقدمة ليل أمس، أعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي اتصل برئيس الوزراء الاسرائيلي للبحث في الاتفاق الذي تم التوصل اليه بشأن البرنامج النووي الايراني والذي يهدد بتوتير العلاقة بين الدولتين الحليفتين.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست للصحافيين ان "الرئيس ابلغ رئيس الوزراء رغبته في بدء الولايات المتحدة واسرائيل على الفور بمشاورات تتناول جهودنا للتفاوض على حل شامل".

اللواء

إتفاق بين إيران و(5+1) يمهّد لحل الملف النووي
قفزة في الريال الإيراني .. وإسرائيل تعتبره «خطأ تاريخياً» وترقّب خليجي

توصلت إيران والقوى العالمية الست إلى اتفاق تمهيدي وصف بـ«التاريخي» في وقت مبكر من صباح أمس للحد من برنامج إيران النووي مقابل تخفيف محدود في العقوبات في مؤشر على بداية تقارب قد يغير قواعد اللعبة ويخفف من خطر اندلاع حرب أوسع في الشرق الاوسط فيما أبدت إسرائيل غضبها من الاتفاق واصفة إياه بـ«الخطأ التاريخي».
أما عربيا فقد رحبت بعض الدول الخليجية بحذر بالاتفاق بينما لم تعلن المملكة العربية السعودية موقفا رسميا الا أن مسؤولا في مجلس الشورى السعودي ابدى قلقه من أن يتيح الاتفاق «مساحة اكبر لايران او إطلاق يدها اكثر في المنطقة». بالمقابل رحبت سوريا والعراق حليفتا ايران بالاتفاق.
وحظي الاتفاق المؤقت الذي يستهدف انهاء مواجهة مستمرة منذ فترة طويلة بين ايران والولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا والصين وروسيا بتأييد حاسم من الزعيم الايراني الاعلى علي خامنئي.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما ان الاتفاق الذي وقع بعد مفاوضات ماراثونية شاقة مشحونة سياسيا قطع الطرق المحتملة امام وصول طهران الى قنبلة نووية. لكن اسرائيل العدو اللدود لايران نددت بالاتفاق ووصفته بأنه «خطأ تاريخي».
ويشمل الاتفاق الذي يوقف أكثر أنشطة إيران النووية حساسية وهي تخصيب اليورانيوم لمستويات اعلى حزمة خطوات لبناء الثقة من أجل تخفيف عقود من التوتر والمواجهة وابعاد شبح اندلاع حرب في الشرق الأوسط بسبب طموحات طهران النووية.
وقالت كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي التي كانت تنسسق المحادثات مع إيران نيابة عن القوى الكبرى إن الاتفاق يوفر الوقت والمجال للتوصل لحل شامل للمسألة النووية الإيرانية.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر صحفي «هذه خطوة أولى فقط... نحن بحاجة إلى البدء في التحرك في اتجاه استعادة الثقة.»

وف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصحافة اليوم 25/11/2013 ترحيب عالمي بإيران النووية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة :: موسوعة سياسية :: اقوال الصحف-
انتقل الى: