منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة

منتدى حركة فتح الانتفاضة يقوم بكافة الخدمات الثقافيه والسياسية والاجتماعية
 
الرئيسيةقوات العاصفةأحدث الصورالتسجيلدخول

عدد زوار
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 الصحافة اليوم 28/12/2013 "لبنان في عين العاصفة"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوعصام عبدالهادي
المدير العام
المدير العام



تاريخ التسجيل : 23/11/2008
عدد الرسائل : 2346

بطاقة الشخصية
فتح: 50

الصحافة اليوم 28/12/2013 "لبنان في عين العاصفة" Empty
مُساهمةموضوع: الصحافة اليوم 28/12/2013 "لبنان في عين العاصفة"   الصحافة اليوم 28/12/2013 "لبنان في عين العاصفة" Emptyالسبت ديسمبر 28, 2013 6:21 am


الصحافة اليوم 28/12/2013 "لبنان في عين العاصفة"


تصدر خبر اغتيال وزير المالية اللبناني السابق محمد شطح عناوين الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت. ونقلت معظم الصحف اللبنانية عن مصادر أمنية بعض تفاصيل عملية التفجير التي حصلت في منطقة ستاركو بوسط بيروت. وكان لهذه الصحف متابعات لأبرز التطورات السياسية على الساحة الاقليمية.

السفير

اغتيال السياسة: محمد شطح شهيداً

هي عملية إرهابية «نموذجية» في تخطيطها الدقيق وتنفيذها عالي المستوى في خدمة أهداف أصحاب القرار، سواء في اختيار «الضحية النموذجية» أو التوقيت أو المكان، في ظل مناخ التوتر السياسي السائد في لبنان بارتداداته الطائفية والمذهبية، كما في لحظة احتدام وشد حبال اقليمي ودولي، لبنان ليس بعيدا عنها.

الضحية: محمد شطح، المثقف، الخبير الاقتصادي الذي عرفه صندوق النقد الدولي من الداخل، ثم مصرف لبنان المركزي، ووزير المال في مرحلة غاية في الحرج، المعارض أو الموالي، الدمث والعلماني الذي طالما رفض التطرف والبيانات التي تشابه صيحات الحرب، والرجل الذي ظل حريصاً على علاقاته مع «الطرف الآخر»، وحاول أكثر من مرة أن يلعب دوراً في التقريب بين الطرفين المتخاصمين، ولو على قاعدة الحد الأدنى من التفاهمات.
محمد شطح ابن طرابلس الذي تجتمع فيه عائلاتها الأبرز، آل كرامي وآل ميقاتي والذي بقي وفياً لها مع أنه غادرها مبكراً، ولم يعد إليها إلا في مواعيد متباعدة.
الهادئ داخل عصبة الهائجين المهيجين، الرصين وسط مجموعة يغلب على بعض أعضائها التطرف فلا يتورعون عن استخدام الطائفية والمذهبية كسلاح من أجل تحقيق غرضهم السياسي... لذا كان يحضر صامتاً التزاماً بالخط العام للتجمع السياسي الذي ينتمي إليه، ووفاءً لمن اكتشفه ودفع به إلى الحلبة السياسية: الرئيس الراحل رفيق الحريري.
هي عملية إرهابية «نموذجية» في توقيتها، إذ تم تنفيذها عشية انعقاد المحكمة الدولية، فانبرت أصوات في «14 آذار» تطالب بإحالة الجريمة الجديدة إلى المحكمة الدولية، مع التشديد على الاتهام الفوري لـ«حزب الله» بارتكابها، والتذكير بأنه لم يسلّم من وُجّهت إليهم الاتهامات من عناصره متحدياً بذلك القضاء الدولي.
ولقد توالت تصريحات أقطاب «14 آذار» كما الذين في صفوفها الخلفية وهي توجه اتهاماً مزدوجاً، كما في حالات مشابهة، إلى النظام السوري و«حلفائه اللبنانيين» وأولهم «حزب الله».. وقد تجاهلوا، وبشكل مقصود، مواقف الاستنكار والإدانة التي صدرت عن «حزب الله» فور وقوع الجريمة. وكان لافتا للانتباه توالي الدعوات الى «حكومة أمر واقع» ولو كانت لها مسميات مختلفة وآخرها «حكومة 14 آذار» الصافية التي نادى بها قبيل منتصف ليل أمس أحد أبرز قادة «14 آذار».

لماذا محمد شطح؟

لماذا هذا الرجل الهادئ ذو العقل الاقتصادي والخبرة المميزة، والذي حافظ على قدر من الود مع «الخصوم»، وهو ما مكّنه لأن يحاول ـ وأكثر من مرة ـ جمع ما تفرق، ولو على الحد الأدنى، من أجل التخفيف من حدة الخطاب الطائفي والمذهبي الذي بلغ حداً من الخطورة بما يهدد وحدة البلاد وشعبها.
قبل أن يباشر المحققون عملهم، كان فريق سياسي يسارع في توظيف اغتيال «الرجل الهادئ» الذي طالما أعمل عقله في صياغة مواقف معتدلة لا تقفل الباب أمام التلاقي أو أقله أمام التفاهم عن بعد، وعلى المشتركات الوطنية: الوحدة، ضرورة قيام حكم ائتلافي لمواجهة الظروف الخطرة التي تمر بها المنطقة وتنعكس على لبنان.
ولعله كان أحد القلائل من جماعة «14 آذار» الذي أبقى خطه مفتوحاً مع بعض رجال «حزب الله» حتى الأمس القريب، فضلاً عن الرئيس نبيه بري وباقي مكونات «8 آذار»، وهو المؤمن بأن وظيفة الحوار مجدية مع من نختلف معهم وليس مع من نتفق وإياهم، وهي العبارة التي استشهد بها، ليل أمس، الرئيس سعد الحريري.
بهذا المعنى، وضعت سيارة مفخخة بأكثر من خمسين كيلوغراما من المواد المتفجرة، حدا لحياة عنوان من عناوين الاعتدال والانفتاح والتلاقي في لبنان، فهل للجريمة وظيفة أكثر من أن تجعل المتطرفين أكثر تطرفا، والمعتدلين يحاولون الحفاظ على ذاتهم بالتطرف أيضا وأيضا؟

إنها لعبة كبيرة بالدم والنار، يتساوى فيها الجميع من الضاحية الجنوبية، إلى استهداف الجيش اللبناني في صيدا، مرورا بالسفارة الإيرانية والبقاع وطرابلس والشهيد حسان اللقيس ولعل الخشية الكبرى من ما بعد استهداف محمد شطح في وسط بيروت، لا بل في مربع أمني بامتياز وعند عتبات سعد الحريري ونجيب ميقاتي والسرايا الكبير؟
وفي انتظار ما ستبينه التحقيقات، تبقى علامات الاستفهام مرتسمة في سماء اللبنانيين الملبدة بالقلق والارباك وبالكثير من التساؤلات:

من المستفيد من اغتيال محمد شطح الحواري والانفتاحي والمعتدل؟

اذا كان محمد شطح هو الهدف الحالي للقاتل، فما هي الاهداف التالية وهل يمكن أن يأتي الاغتيال بأكثر من التطرف ومن يخدم التطرف غير أعداء لبنان؟

من اين اتت السيارة المفخخة، وكيف وصلت الى المكان واي طريق سلكته، وهل يمكن أن نشهد صحوة قضائية وأمنية تجعل التحقيقات مفتوحة على كل الاحتمالات بدل أخذها في اتجاه محدد على جاري العادة منذ عشر سنوات حتى الآن؟

اذا صحّ وجود رابط ما، بين الجريمة وبين احد التنظيمات الارهابية بالنظر الى ما افيد عن سرقة السيارة الجانية من احدى قرى ساحل الشوف وإدخالها الى مخيم عين الحلوة من قبل شخصين ينتميان الى تنظيم إرهابي عنده سيرة حافلة، فهل ثمة من يتعاطى مع هذا الامر بعقل هادئ ام ثمة من ينبري للتكذيب والاتهام والتكفير كما حصل عبر احدى الشاشات اللبنانية ليل أمس؟
ما هو موقف الجهات الرسمية مما تكشف من وقائع حول سرقة السيارة اذا ثبت أنها هي التي استخدمت في التفجير وهل تنشر محاضر التحقيق مع بعض الموقوفين في سجون الدولة اللبنانية لجعل الأمور أكثر شفافية، حتى ولو جاءت النتائج عكس ما يشتهي هذا أو ذاك من السياسيين؟

هل يمكن القول إن هذا الاغتيال يشكل فاتحة لمرحلة سوداء من تاريخ لبنان، وهل هناك إرادة فعلية لتفجير استقرار لبنان، ولمصلحة من يراد ان يدفع لبنان فاتورة الدم بهذا الحجم وفي هذا التوقيت على أبواب المحكمة الدولية وانعقاد مؤتمر «جنيف 2» حول الازمة السورية، وهل يندرج هذا الاغتيال في سياق تحضير المسرح اللبناني لخطوات تؤدي الى تسليف هذا الطرف الاقليمي أو ذاك، ورقة من هنا أو من هناك، وصولا الى فرض وقائع جديدة ليس بمقدور لبنان أن يتحملها؟

قال سعد الحريري ان الاغتيال لن يمر، ملوحا بالتوقف عن المطالبة بحكومة حيادية بل يمكن ان يطالب بحكومة «14 آذار» صافية، لكن الحل برأي وليد جنبلاط يكون بحكومة وحدة وطنية جامعة، معتبرا ان «الذهاب الى حكومة «14 آذار» هو مغامرة لا معنى لها، خاصة وان العالم اليوم ليس مهتما بنا، وقد جربنا ذلك في ايار 2008 ولم ننجح وانقذتنا قطر، واما اليوم فلا احد ينقذنا ولا احد يحمينا ونصيحتي للسعودية بالحوار مع ايران لتخفيف الأضرار على لبنان».


النهار

محمد شطح شهيداً... إنها حرب الترويع مجدّداً

بين رمزية المكان الذي اغتيل فيه مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح في قلب بيروت، والمكانة الكبيرة المرموقة التي يتمتع بها سياسيا وديبلوماسيا واقتصاديا، وكذلك اعلاميا، آخر ضحايا حرب الاغتيالات على قوى 14 آذار، صار الدكتور محمد شطح شهيد الاعتدال بحق على ما أجمعت عليه ردود الفعل الداخلية والخارجية متخوفة من ان يكون اغتيال هذا النخبوي التطوير الاشد قتامة لوسائل الترويع والترهيب الدموي.

ذلك ان اختيار مكان الاغتيال، وإن أملته على الارجح مراقبة بالغة الاحتراف لتحركات الوزير السابق، الذي عُرف بأنه من غير المتشددين في اتخاذ تدابير الحيطة والتحسب، نظرا الى صفاته وخصائصه البعيدة من عالم الامن، اكتسب بعدا شديد الوطأة باعتبار انه اغتيل في بقعة وسطية في قلب بيروت لا تبعد إلا مئات الامتار عن مكان اغتيال الرئيس رفيق الحريري امام فندق "السان جورج"، كما لا تتجاوز المسافة بين المكان و"بيت الوسط" مئات الامتار ايضا.
ثم ان الوزير السابق شطح الذي يعد منذ استقالة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة احد كبار المستشارين للرئيس الحريري، وهو الصديق الاكثر وثوقا ايضا للرئيس السنيورة، كان يشكل أحد الوجوه النخبوية المنفتحة والمعتدلة والمجرّبة، وصاحب باع طويل في العلاقات والخبرات الديبلوماسية والاقتصادية داخليا وخارجيا، ناهيك بمراس اعلامي جعله مقصدا للمنابر التلفزيونية والصحافية وخصوصا بعد اندلاع الحرب السورية.

ويمكن القول إن اغتيال محمد شطح بدا "حمال أوجه" ومتعدد الهدف، نظرا الى شخصه وموقعه الوثيق الصلة بالرئيس سعد الحريري من جهة، والظروف البالغة التعقيد والخطورة التي تُطْبق على لبنان من جهة اخرى. غير ان الطابع الأشد اثارة للخشية تمثل في ادراج الاغتيال في اطار تزامنين داخليين هما احتدام الانقسامات السياسية حول تشكيل حكومة جديدة، واقتراب موعد انطلاق المحاكمات في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه أمام المحكمة الخاصة بلبنان في 16 كانون الثاني 2014. وإذ برز هذان البعدان بوضوح كبير في ردود قوى 14 آذار على استشهاد شطح غيلة، تخوف معنيون من ان يكون اغتياله عنوان عودة الى حرب الاغتيالات التي استهدفت شخصيات سياسية ونيابية ورموزا أمنية في هذا الفريق منذ 2004 علما ان محمد شطح هو الشهيد الحادي عشر من صفوف قوى 14 آذار. وتساءل هؤلاء عما اذا كان هذا التطور الارهابي الدامي الذي حصل في قلب بيروت قبل أربعة أيام من انصرام السنة 2013 واضعا دمغة ارهابية كبيرة على خواتيمها ينذر بمطالع أشد قتامة للسنة الطالعة. وأي ضمانات سياسية او أمنية يمكن توفيرها لمنع الانزلاق نحو مراحل أشد خطورة ما دام استنفار عسكري وأمني غير مسبوق اتخذ منذ ليلة عيد الميلاد أمكن اختراقه امس ونفذت الجريمة الكاملة في قلب بيروت في وضح الصباح؟

الحريري و14 آذار

في أي حال، كان للاغتيال وقع الصاعقة على قوى 14 آذار و"بيت الوسط" الذي كان مقصده الاخير حين تمكن منه الجناة على الطريق الذي سلكه قرب مبنى "الستاركو". وصدر رد الفعل الاول عن الرئيس سعد الحريري الذي رأى "ان الذين اغتالوا محمد شطح هم الذين اغتالوا رفيق الحريري والذين يريدون اغتيال لبنان وتمريغ أنف الدولة بالذل والضعف والفراغ". وقال: "إنها رسالة ارهابية جديدة لنا (...) ارهابيون وقتلة ومجرمون يواصلون قتلنا امام بيوتنا ومكاتبنا وفي مدننا وساحاتنا وشوارعنا (...) إن المتهمين بالنسبة الينا وحتى اشعار آخر هم أنفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية ويرفضون المثول امام المحكمة الدولية".
ثم أذاع الرئيس السنيورة من "بيت الوسط" محاطا بنواب وشخصيات من 14 آذار بيان نعي شطح ومما جاء فيه "ان القاتل هو نفسه الذي يوغل في الدم السوري واللبناني (...) هو وحلفاؤه اللبنانيون يستهدف أبطال لبنان منذ تشرين 2004 الى اليوم". وأضاف: "وصلت الرسالة المكتوبة بالدماء وجوابنا الى العالم والعرب واللبنانيين: لبنان الحرية والكرامة والعيش المشترك لبنان باق والطغاة الى زوال".

وقال مصدر في قوى 14 آذار لـ"النهار"، ان الردّ على الجريمة سيكون في "الحكومة والمحكمة". وعندما سئل عن امكان ايصال ملف الانفجار الى المحكمة الخاصة كما طالبت بذلك قوى 14 آذار، أجاب: "سيكون عبر الحكومة الجديدة". ولفت الى "ان اللقاء المفصل سيكون في 16 كانون الثاني المقبل موعد انطلاق محاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه".
وفيما دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع يعقد في التاسعة صباح اليوم أظهرت التحقيقات الاولية في الانفجار الذي أودى بالوزير السابق شطح ومرافقه واربعة آخرين ان سيارة مفخخة بنحو 60 كيلوغراماً من مادة "تي ان تي" من طراز "هوندا س ار في" موديل 2012 استخدمت في التفجير، وانها ركنت في مكان التفجير بعدما كانت سيارة اخرى حجزت لها المكان منذ الصباح. واذ يرجح ان يكون التفجير حصل من بعد، وزعت معلومات مساء عن السيارة المفخخة تفيد انها كانت مسروقة منذ 2012 من ساحل الشوف بعد ايام من سرقة السيارة الاولى ايضا.
ولفتت مصادر مواكبة للتحقيق الى شبه بين الطريقة التي نفذ بها الانفجار الذي استهدف الوزير السابق شطح والانفجار الذي استهدف اللواء وسام الحسن، وذلك من خلال استخدام سيارتيّن في كل من الاغتيالين، تولى الجناة ركن الواحدة منهما تلو الاخرى في مسرح الانفجار على ان تكون السيارة الثانية هي المعدة للتفجير.
ومن المقرر ان يقام تشييع رسمي وشعبي للوزير السايق شطح ظهر غد الأحد في مسجد محمد الامين في وسط بيروت على ان يدفن قرب ضريح الرئيس رفيق الحريري.

ردود دولية

وأثار اغتيال شطح ردودا دولية كان أبرزها بيان لمجلس الامن دان بشدة "الهجوم الارهابي في بيروت الذي ادى الى اغتيال الوزير السابق محمد شطح"، محذرا من انه يهدف الى "زعزعة استقرار لبنان"، ودعا جميع اللبنانيين الى "مواصلة احترام سياسة النأي بالنفس والامتناع عن اي تدخل في الازمة السورية بما يتناسب واعلان بعبدا"، كما طالب "بوضع حد فوري لاستخدام الترهيب والعنف ضد الشخصيات السياسية". كذلك ندّد الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون "بأقسى العبارات" لهذا الاعتداء وأعرب عن قلقه الشديد من اعمال الارهاب في لبنان "التي تشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار البلاد والتلاحم الوطني ".
وأفاد مراسل "النهار" في واشنطن، ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري استنكر باسمه وباسم الرئيس اوباما والولايات المتحدة "وبأقوى لهجة ممكنة الهجوم الارهابي المشين الذي ادى الى اغتيال الوزير اللبناني السابق محمد شطح في بيروت". وقال في بيان صدر باسمه ان حكومته "تدعم بشكل كامل نشاط المحكمة الدولية الخاصة وجهودها الرامية الى محاسبة المسؤولين عن هذه الاعمال التي تستحق الاستنكار والتي تسبب الاضطرابات". ووصف اغتيال شطح بأنه "خسارة مروعة للبنان وللشعب اللبناني وللولايات المتحدة”.

وذكر كيري بأنه كان يجتمع دائماً مع شطح خلال زياراته للبنان عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ، وان شطح "كان دائما يمثل صوت العقل والمسؤولية والاعتدال"، وان حضوره سيفتقد، "لكن رؤيته للبنان موحد ومتحرر من العنف المذهبي والتدخّل الذي يسبب الاضطرابات سوف تستمر في هداية جهودنا".
وكان شطح، قد اقام علاقات واسعة في واشنطن مع السياسيين والمحللين في مراكز الابحاث والاعلاميين خلال خدمته في واشنطن سفيراً للبنان اواخر التسعينات من القرن الماضي، وخلال عمله في صندوق النقد الدولي.
وشدد كيري على ان مثل هذه الأعمال "تعزز قوة التزامنا دعم قوات الأمن الشرعية والموحّدة في لبنان، مثل القوات اللبنانية المسلحة، وتبين أهمية التزام جميع الاطراف اتفاق الطائف واتفاق بعبدا وقرارات مجلس الامن الدولي 1559 و1710 وتطبيق الالتزام لكل مبادئها من اجل ان يصون لبنان سيادته واستقراره".


اللواء

محمد شطح «رمز الإعتدال» شهيداً .. والحريري: لن نستسلم
التشييع غداً في بيروت وغضب عارم يعم لبنان .. ودعوة دولية للحفاظ على الإستقرار

السؤال الكبير والخطير الذي خطف اهتمام اللبنانيين: ماذا وراء الجريمة الارهابية التي اودت بحياة الوزير السابق ومستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الخارجية الدكتور محمد شطح؟
واستطراداً، هل هي جريمة استهدفت الشهيد شطح بشخصه، في اطار ايصال رسالة لفريقه السياسي وقياداته، ولا سيما الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة وفريق 14 آذار، ام وراء الاغتيال مخطط يتجاوز الجريمة بحد ذاتها الى فرض وقائع تتعلق بخلخلة معادلة الاستقرار او رسالة ترهيبية عشية ما يتردد عن خطوات دستورية وحكومية، او تمهيد المسرح السياسي لما يمكن ان تؤول اليه الاستعدادات حول انتخابات رئيس جديد للجمهورية؟
وبصرف النظر عن «الاعتبارات الاجرامية» التي اختارت الشهيد شطح هدفاً لمراميها العدائية، فإن للتوقيت دلالات ايضاً، سواء عشية انطلاق اعمال المحكمة الدولية بهدف ايجاد مخارج مقبولة تسمح بالتقاط الانفاس الداخلية، وابعاده عن مسرح عمليات التفجير والقتل والارهاب التي تضرب عدداً من عواصم المنطقة.

هذا في الخلفية، اما في الوقائع:

فقد صحت بيروت قرابة التاسعة و37 دقيقة على دوي انفجار صم الآذان، وخلط عقارب الساعة، وكاد ان يشل الاعمال، واعاد اللبنانيين سنوات الى الوراء، لا سيما مع اتضاح ان الذي استهدف بالسيارة المفخخة المحملة بكمية من المتفجرات تتراوح بين 50 و60 كيلوغراماً هو رجل الاعتدال، والشخصية المحاورة، صاحب وجهة النظر السيادية والمدافع عن الصيغة والاستقرار والوطنية الانمائية والاقتصادية للبنان على صعيد المنطقة، والذي اجمع السياسيون والدبلوماسيون على وصفه «برمز الاعتدال».
ولعل مرد الذهول الذي اصاب المواطنين والمجتمع السياسي برمته ان الانفجار وقع في منطقة تتمتع بحماية امنية عالية، وفي عز موسم الاعياد نهاية السنة، والاستعدادات لتمضية رأس السنة وسط اجواء امنية بدت مريحة في عيد الميلاد.
وفي الوقائع ايضا ان الشهيد شطح كان في الطريق الى «بيت الوسط» للمشاركة في اجتماع حول انماء مدينة طرابلس، وعلى بعد مئات الامتار من منزل الرئيس سعد الحريري، وسقط مع الشهيد شطح مرافقه طارق بدر (26 عاماً) في شارع ستاركو، وهو طريق رئيسي تتفرع منه اسواق بيروت المليئة بالمطاعم والمحال التجارية ومكاتب الشركات وابنية مجاورة ووزارات ومؤسسات.
والشهيد شطح هو الحادي عشر من شخصيات 14 آذار الوطنية والعلمية والسياسية التي قضت في خضم الدفاع عن مشروع سيادة واستقلال لبنان في وجه أمة جهنمية لا تفهم بغير لغة القتل والدم والتفجير وابادة الآخر بصرف النظر عن الاشخاص الذين تستهدفهم، وهم ابرياء ومسالمون.
الرئيس سعد الحريري الذي هاله الانفجار المرعب نعى الشهيد الراحل، وقال: «المتهمون بالنسبة لنا وحتى اشعار آخر هم انفسهم الذين يتهربون من مجرى العدالة الدولية، ويرفضون المثول امام المحكمة الدولية.. هم انفسهم الذين يفتحون نوافذ الشر والفوضى على لبنان واللبنانيين، ويستدرجون الحرائق الاقليمية الى البيت الوطني.. وهم نفسهم الذين اغتالوا الرئيس رفيق الحريري».
وفي مقابلة مع تلفزيون «المستقبل»، اعتبر الرئيس الحريري أن محمّد شطح كان أخاً وصديقاً غالياً، وكان يحث الجميع على إيجاد الحلول.
واشار إلى ان «الغضب موجود والقلب المكسور سيبقى مكسورا ولكن يجب ان يكون هناك حكمة لنبني لبنان كما نحلم به وكما كان».
وقال: «سأرجع الى لبنان واللبنانيين وكان شطح يقول لي ان الوقت غير مناسب وبعض الاوقات كان يقول لي ان الوقت غير مناسب. القتل هو جبن، وهم لا يستطيعون ايصال الرسالة فيريدون التخلص منا جسدياً»، مشدداً على أننا «نحن لسنا خائفين والمحكمة ستبدأ في 16 من الشهر القادم وهذه ستكون البداية لسقوط الجبناء ولبنان الذي حلم به رفيق الحريري ومحمد شطح والجميع سيكون كما نريد».
وفي حديث آخر مع تلفزيون L.B.C، أوضح اننا «قد ننتقل من المطالبة بحكومة حيادية إلى حكومة 14 آذار»، مؤكدا ان «المحكمة الدولية لن تتوقف وهي قادمة في 16 كانون الثاني». واشار الى ان «على من نتحاور معهم أن يلتزموا ببنود ومقررات الحوار».
وقال: «هذا الاغتيال لن يذهب هدراً ومن يظن نفسه كبيراً وحاملاً للسلاح لن يتمكن من فعل أي شيء وسنبقى مع الاعتدال ولا احد يخيفنا. إذا ارادوا قتلنا واحد واحد فليجرّبوا. البلد مسؤوليتهم أبداً ولا أحد يزيحنا إلا رب العالمين ومن يريد أن يسمع فليسمع».
اما الرئيس فؤاد السنيورة الذي نعى الشهيد شطح بعد اجتماع لقوى 14 آذار في «بيت الوسط»، فقال: «القاتل هو نفسه الذي يوغل في الدم السوري واللبناني، والقاتل هو نفسه هو وحلفاؤه اللبنانيون من درعا إلى حلب إلى دمشق إلى كل سوريا»، وطالب باحالة الجريمة إلى المحكمة الدولية.
دمشق التي اعتبرت نفسها متهمة في بيان 14 آذار، رفضت الاتهام، ووصفت البيان بأن اتهاماته «جزافية وعشوائية»، في حين أن «حزب الله» الذي اشارت اليه الاتهامات بوصفه حليفاً للنظام السوري، تجنّب الرد على الاتهامات الموجهة إليه، وقال في بيان له أن «هذه الجريمة البشعة تأتي في اطار سلسلة الجرائم والتفجيرات التي تهدف إلى تخريب البلد، وهي محاولة آثمة لاستهداف الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية، لا يستفيد منها إلا أعداء لبنان».

التحقيقات

وعادت قناة «المنار» الناطقة بلسان الحزب لتدعو إلى العقلانية والحكمة، وعدم الاستثمار السياسي للجريمة، موجهة التحقيق إلى السيّارة المفخخة التي سرقت من منطقة الرميلة على يد ناشطين في جماعة «فتح الاسلام» في شباط الماضي، وادخلت إلى مخيم عين الحلوة، علماً أن السيّارة المذكورة والتي استخدمت في التفجير وهي من نوع «هوندا CRV» زيتية اللون، سرقت مع سيّارة أخرى من النوع نفسه ولكنها سوداء، وكانت هناك محاولة لإدخال السيّارة السوداء الى عين الحلوة وتمكن الجيش من ضبطها.
وبحسب المعلومات فانه يتم الاستماع إلى أحد الأشخاص لمعرفة مسار هذه السيّارة وهل تمّ ادخالها إلى عين الحلوة أم لا، مع الإشارة إلى أن قائد كتائب شهداء الأقصى منير المقدح نفى أن تكون السيّارة فخخت في المخيم.
الا أن وزير الداخلية مروان شربل لم يشأ الدخول في هذه المعلومات، مؤكداً أن التحقيق في جريمة الاغتيال صار على قدم وساق، وأن القضاء سوف يعلن لاحقاً عن النتيجة.
وأشار الى أنه «إذا استمر الفرقاء في لبنان بالطريقة عينها في التعاطي مع بعضهم البعض فإنني أخشى من متابعة الاغتيالات»، معتبراً أن من يستهدف لبنان يستهدف الأمن فيه ولزرع الفتنة السنية - الشيعية بين اللبنانيين».

مجلس الدفاع

ومهما كان من أمر التحقيقات، فإن المجلس الأعلى للدفاع الذي يرأسه رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيجتمع صباح اليوم السبت في قصر بعبدا، ويشارك فيه رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي الذي قطع إجازته وعاد الى بيروت مساء أمس، سيخصص لمناقشة جريمة الاغتيال وعدداً من الملفات ذات الطابع الأمني والاجراءات التي ستتخذ للإحاطة بهذه الجريمة.
ولفتت مصادر مطلعة الى أن اتصالاً تم بين الرئيسين سليمان وميقاتي بحث في الجريمة وتداعياتها، مشيرة الى أن لقاء يتوقع أن يعقد بينهما قبيل بدء الاجتماع، يرجح أن يصدر عنه بيان من قبل رئاسة الحكومة بإعلان الحداد الوطني والرسمي يوم غد الأحد، يترافق مع تشييع جثمان الشهيد شطح بعد صلاة الظهر في مسجد محمد الأمين وسط بيروت، حيث يوارى الثرى في روضة الشهداء الى جانب ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء.
وتقبل التعازي للنساء والرجال قبل الدفن في قاعة مسجد محمد الأمين اليوم السبت من العاشرة صباحاً ولغاية السادسة مساء ويوم الأحد قبل الدفن وبعده في القاعة عينها، فيما تقبل التعازي في طرابلس يومي الاثنين والثلاثاء، ضمن مواعيد محددة.
وكانت اتخذت تدابير سير في محيط ساحة الشهداء، قضت بقطع الطرقات المؤدية الى المسجد، فيما أقدم عدد من الشبان على إضرام النار في إطارات السيارات عند تقاطع شارع فردان احتجاجاً على اغتيال الشهيد شطح، والأمر نفسه حصل في طرابلس، مع تعليق يافطات استنكاراً

تنديد عربي ودولي

أما فيما خص الاتصال الذي تلقاه الرئيس سليمان من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، فقد فهم أنه أتى عشية سفره الى المملكة العربية السعودية، وبرز فيه تأكيد على أهمية استقرار لبنان ومساعدة فرنسا في هذا المجال، داعياً كل الأطراف الى الحفاظ على وحدة البلاد، وأمن لبنان واستقراره، بحسب ما جاء في بيان الاليزيه.
وصدرت في هذه الاتجاه بيانات عديدة دولية وعربية واسعة نددت باغتيال شطح وأكدت على دعم استقرار لبنان. كما دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأشد العبارات الاغتيال، لافتاً الى أن شطح كان «بمثابة الصوت الدؤوب من أجل التسامح والتنوع والاعتدال».
واعتبر وزير الخارجية الأميركية جون كيري اغتيال شطح بأنه «خسارة فظيعة للبنان وللشعب اللبناني والولايات المتحدة».
وأضاف كيري الذي يعرف الوزير الشهيد منذ كان سناتوراً، أن شطح كان «صوتاً عقلانياً ومسؤولاً ومعتدلاً، وكان يدعو الى لبنان موحد من دون عنف طائفي ولا تدخلات تزعزع استقراره»، مشدداً على أن «الإدارة الاميركية تدعم لبنان لإحالة المسؤولين عن هذا الاعتداء الجبان الحاقد الى القضاء»، معلناً دعمه للمحكمة الخاصة بلبنان وجهودها لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم.



المستقبل

محمد شطح شهيداً.. القاتل يعود إلى باب الحريري
الحريري و14 آذار: المجرم نفسه.. الهارب من المحكمة الدولية

نقطة سوداء جديدة على سطر الإجرام. قُتِلَ محمد شطح، ونقطة على السطر. نفّذ المجرم جزءاً من تهديداته، ونقطة على السطر. أُغتيل علم من أعلام الاعتدال والوعي، ونقطة على السطر. استهدف واحد من أبرز رموز الحركة الاستقلالية والسيادية، ونقطة على السطر. غُدِرَ بواحد من أبرز العقول السياسية والاقتصادية، ونقطة على السطر.

الوزير السابق الدكتور محمد بهاء شطح، أبرز مستشاري الرئيس سعد الحريري، انضم بالأمس مع رفيقه ومرافقه محمد طارق بدر وأربعة من عابري الطريق هم محمد ناصر منصور وكيفورك تاكاجيان وصدام الخنشوري (سوري الجنسية) ورابع مجهول الهوية، الى قافلة شهداء 14 آذار و"ثورة الأرز"..
اغتيل بواسطة سيارة مسروقة فُخّخت بنحو ستّين كيلوغراماً من المتفجرات عند أبواب "بيت الوسط" منزل الرئيس الحريري وعلى بعد مئات الأمتار من مكان اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005.. وعشيّة انطلاق جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في هولندا، وبعد سلسلة طويلة عريضة من التهديد والتهويل والتخوين إزاء قوى 14 آذار على خلفية الأزمة السياسية الطاحنة.

الرسالة الدموية مزدوجة وشديدة الوضوح، الى سعد الحريري والمجتمع العربي والدولي دفعة واحدة. أبرز مستشاري زعيم "المستقبل" للشؤون الديبلوماسية والاقتصادية والمكلّف بملف العلاقات الخارجية وأقرب المقرّبين إليه يُغتال على باب "بيت الوسط" حيث مكتبه الدائم ومقرّ عمله الذي أخذ منه في السنوات الماضية جلّ وقته ومعظم تفاصيل حياته. وكأن القاتل المجهول والمعلوم يقول عشية انطلاق جلسات المحكمة الدولية إنه غير آبه بها وللمجتمع الدولي إنه غير مهتم بردّة فعله على اغتيال شخص يعرفه ذلك المجتمع جيداً.. تعرفه دوائر صنع القرار ووزارات الخارجية ودوائرها الديبلوماسية العربية والأجنبية، بل وتعرفه المؤسسات والصناديق المالية الدولية معرفة تامة.. رسالة تحدٍّ "ناصعة" الإرهاب والدماء.
ثم أن الجريمة المتحدّية هذه، جاءت بعد أيام على كشف توجيه الرئيس فؤاد السنيورة رسالة الى الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، فهل أراد فريق لبناني إيراني الرد بهذه الطريقة على الرسالة واستباق أي جواب محتمل من رئيس إيران؟.

الحريري

الرئيس الحريري الذي وصف الجريمة بأنها "رسالة إرهابية جديدة"، ووصف الشهيد شطح بأنه "غصن كبير يسقط من شجرة رفيق الحريري". أكد بوضوح أن الذين اغتالوه "هم أنفسهم الذين اغتالوا رفيق الحريري(...) وهم أنفسهم الذين يتهرّبون من وجه العدالة الدولية ويرفضون المثول أمام المحكمة الدولية(...) الذين يفتحون نوافذ الشر والفوضى على لبنان واللبنانيين ويستدرجون الحرائق الإقليمية الى البيت الوطني".
كما أكد أن "الموقّعين على الرسالة لا يخفون بصماتهم، ولن يتوقفوا عن سلوك طريق الإجرام والإصرار على جرّ لبنان الى هاوية الفتنة طالما هناك في لبنان من يغطّي هذه الجرائم ويطالب بدفن الرؤوس في الرمال ويبرّر انتشار السلاح وقيام التنظيمات المسلحة على حساب الدولة ومؤسساتها".
وقال الرئيس الحريري في مداخلة هاتفية عبر تلفزيون "المستقبل" مع الزميلة بولا يعقوبيان مساءً: "أتقدم بالتعزية الى زوجته وأولاده، الذين كان يذكرهم دائماً، ويذكر كم هو متعلق بهم، وخسارتهم اليوم لا تعوض. ولكن نحن كلنا سنقف الى جانبهم، ونحن وإياهم عائلة واحدة، وما أصابهم أصابنا وأصاب كل لبنان".
وأكد أن "ما حصل اليوم جريمة كبيرة ليست كباقي الجرائم، لأن استهداف محمد شطح، الذي كان الرأس المحاور للاعتدال، وكان يحثنا دائماً جميعاً سواء أنا أو الرئيس فؤاد السنيورة وكل كوادر "تيار المستقبل" على ايجاد وسائل الحوار لأننا كلنا نعيش تحت سقف واحد".
وشدد على أن "مسيرتنا معروفة، واتجاهنا معروف، والعمل الذي قام به الشهيد شطح لن يتوقف، كما أن مسيرة رفيق الحريري لن تتوقف. هم قتلونا وسيقتلوننا، لكننا لن نتوقف وسنكمل المسيرة لأن إيماننا بلبنان إيمان كبير جداً".
أضاف الرئيس الحريري: "من الصعب لأحد أن يوجد الأمل، وسمعت من ابن الشهيد أنه لا يرى حلاً في لبنان، ولكن الحل يمكن أن يصدر في أحلك الظروف، وإن شاء الله يتعافى لبنان فنراه كما كان يحلم به محمد شطح وبيار الجميل ورفيق الحريري".
وتابع: "محمد شطح شهيد لبنان، وشهيد كل اللبنانيين، والذي يتكبر علينا وعلى اللبنانيين لن يصل الى المكان الذي يريد، بل سيقع في النهاية "ويفك رقبته". نحن لسنا "حبتين" ولن نستسلم. محمد شطح لم يستسلم، ورفيق الحريري كذلك، وبيار الجميل أيضاً لم يستسلم، وكل ثورة الأرز لن تستسلم، وسعد الحريري لن يستسلم، وسنكمل المسيرة".
وزاد: "أقول لكل مناصري "تيار المستقبل" عليكم بالصبر والحكمة فهما السبيل الوحيد لكي نصل الى ما نريد . الغضب موجود وسيظل القلب المكسور مكسوراً، لكن الحكمة تقتضي أن نعود ونبني لبنان كما كنا نحلم به كلنا، وكما كان يحلم به شهداء ثورة الأرز والشهيد شطح وسنصل الى هذا الأمر".
وما إذا كان الاغتيال رسالة له كي لا يعود الى لبنان، أعلن الرئيس الحريري: "سأكون إن شاء الله بين ناسي وبين اللبنانيين في الوقت الذي أراه مناسباً. محمد شطح كان يقول لي "هلق مش وقتا" وأحياناً كان يشجعني على العودة ويقول لي " يلا رجاع" حين أرى الوقت مناسباً سأعود إن شاء الله".
ورأى أن "القتل هو جُبن، ولا يستطيعون أن يوصلوا الرسالة، يريدون أن يتخلصوا منا جسدياً وهذا يزيد من عزيمتنا كي نستطيع القيام بما استشهدوا من أجله، إن شطح أو كل شهداء ثورة الأرز".
وختم الحريري: "أعزي عائلة الشهيد شطح، وأقول لهم كل واحد فينا هو محمد شطح، محمد لم يمت سيبقى حياً فينا، وسنكمل المسيرة بإذن الله، ولا يظن أحد أننا خائفون، وإن شاء الله المحكمة الدولية آتية في 16 الشهر المقبل، وهذه بداية لسقوط المجرمين واحداً تلو الآخر، وهذا الأمر وعد للبنانيين أنهم سيرون أن لبنان الذي حلم به رفيق الحريري ومحمد شطح وجميع الشهداء سيصبح كما نريد".
وليلاً، لفت الرئيس الحريري في مداخلة هاتفية مع برنامج "كلام الناس" عبر قناة "أل بي سي" مع الزميل مارسيل غانم إلى أنّ "الجريمة التي ارتكبت في وسط بيروت كبيرة، فهي استهدفت شخصية معروف عنها الاعتدال والحوار".
وقال: "الشهيد محمد شطح كان مستشاراً لي ومستشاراً للرئيس السنيورة ولتيار المستقبل"، منوهاً بأنه "كان يحاول إيجاد التسويات من دون التخلي عن المبادئ"، وبأنه "كان رجلاً عصامياً يحب لبنان، وقد ترك كل شيء في سبيل العودة إلى لبنان لأنه آمن بهذا البلد الصغير الذي رأى أنّ اللبنانيين قادرون على العيش سوياً فيه".
وأضاف: "اغتالوه لأنه من 14 آذار، ولا أريد أن أغش أنفسنا وأغش اللبنانيين"، متوجهاً إلى الذين ارتكبوا الجريمة بالقول: "لن نتخلى عن مسيرة رفيق الحريري ومسيرة محمد شطح ولن نتخلى عن مبادئنا التي من المفترض أن تكون مبادئكم في حب البلد".
وفي معرض تشديده على أنّ "من يتم اغتيالهم هم شخصيات 14 آذار"، قال: "نحن لم نكن يوماً ضد الحوار، والشهيد محمد شطح كان من أوائل الداعين إلى الحوار في مقابل تحدي الطرف الآخر، وكان يقول يجب الحوار مع من نختلف معه، ونحن كنا جاهزين دوماً لذلك لكن يجب في المقابل أن يكون هناك من يقبل بالحوار ويؤمن به، وإذا اتفقت معه (على طاولة الحوار) أن ينفذ بنود هذا الحوار".
ورداً على سؤال، أجاب: "أنا اتصلت لأتكلم عن محمد شطح، بينما قوى 14 آذار تجتمع في هذه الأثناء للتشاور حول المرحلة المقبلة"، وأضاف: "اليوم فقدنا شخصاً عزيزاً على قلبنا، اغتياله لن يخيفنا ولا شيء سيخيفنا ولا شيء سيوقف المحكمة الدولية التي سنذهب إليها في كانون الثاني المقبل، بل على العكس من ذلك كنا نطالب في السابق بتأليف حكومة حيادية أما اليوم فقد نطالب بحكومة 14 آذار".
وأكد أنّ "اغتيال محمد شطح لن يذهب سدى، ومن يظن أنه سيغيّر المعادلات في لبنان بالسلاح لن يستطيع فعل ذلك"، وسأل "ماذا يريدون، هل سيقتلوننا واحداً تلو الآخر؟ فليجربوا، نحن قوى سياسية وسطية موجودون ولا أحد يستطيع إقصاءنا إلا رب العالمين ومن يريد أن يسمع فليسمع".
وأكد الرئيس الحريري الاستعداد للحوار "لكن على أن تكون له نتيجة، ولا نريد أن نضحك على أنفسنا وعلى اللبنانيين"، وختم بشكر "كل من تقدم بالتعزية في هذه اللحظة"، وشدد على كون "خسارة لبنان كبيرة" باغتيال محمد شطح الذي وصفه بـ"ابن البيت"، مشيراً إلى أنه كان على اتصال يومي به "لكن غداً وبعد غد لن يكون هناك اتصال بيننا، رحمه الله وحمى لبنان".
وبدورها أكدت قوى الرابع عشر من آذار في بيان تلاه الرئيس فؤاد السنيورة بعد اجتماعها في "بيت الوسط" أن القاتل هو نفسه الذي يوغل في الدم السوري واللبناني. والقاتل نفسه من بيروت الى طرابلس الى صيدا الى كل لبنان(...) هو وحلفاؤه اللبنانيون من درعا الى حلب الى دمشق الى كل سوريا". وأعلنت أن "الرسالة المكتوبة بالدماء وصلت، وجوابنا(...) لبنان باقٍ والطغاة الى زوال"، وقالت "سقط محمد شطح بيد المجرم الذي تعرفونه وتفكرون فيه وتؤشرون عليه. المجرم الذي يهددنا كل يوم. المجرم الذي لن ندعه ينتصر ولن ينتصر".

سليمان

وندد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بالجريمة الإرهابية معتبراً "أن هذا العمل الجبان ومهما كانت الرسائل التي يحملها ويوجهها لن تزيد اللبنانيين إلا إصراراً على الحفاظ على بلدهم واحة سلام واستقرار وحوار في وجه الإرهابيين الذين لا يعرفون سوى القتل والتفجير والتخريب وسيلة لإثبات وجودهم".
وإذ أبدى الرئيس سليمان أسفه لسقوط الضحايا الأبرياء جراء هذا العمل الإرهابي، دعا اللبنانيين، "الى التضامن والتكاتف والمساعدة في تشكيل حكومة جديدة تتولى مسؤولياتها الوطنية في هذه المرحلة، لافتاً الى "أن استمرار الوضع على ما هو عليه يضع الجميع أمام مسؤولياتهم وأمام التاريخ الذي لا يرحم".
وكان الرئيس سليمان ألغى كل مواعيد القصر الجمهوري وبقي على اتصال مع الوزراء المعنيين والمسؤولين العسكريين والأمنيين لمواكبة كل التفاصيل والعمل من خلال المعطيات والمعلومات المتوفرة على معرفة الفاعلين والمحرضين وسوقهم الى العدالة. وتلقى سلسلة اتصالات من مسؤولين عرب وأجانب أبرزها من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي ندّد بـ"الاعتداء الجبان" وأكد للرئيس سليمان "دعمه التام للحفاظ على أمن لبنان واستقراره" داعياً "كل الأطراف الى العمل على الحفاظ على وحدة البلاد".
الرئيس نبيه بري من جهته اتصل بالرئيسين الحريري والسنيورة معزياً ورأى في بيان "أن هذه الجريمة هي حلقة في سلسلة يبدو أنها طويلة لتحويل لبنان الى ساحة لتصفية الحسابات ومحاولة إيقاع الفتنة بين طوائفه ومذاهبه"، معتبراً أن "الإرهاب يضرب لبنان ومستقبله وليس تيار المستقبل فحسب(...) في الوقت الذي تضاعفت الجهود السياسية المبذولة للتوصل الى تشكيل الحكومة، في محاولة لزيادة تأزيم الأوضاع وتوسيع الشرخ بين القوى السياسية اللبنانية".
وكان لافتاً أن "حزب الله" وعلى غير عادته، سارع الى إصدار بيان عبّر فيه عن "إدانته الشديدة للجريمة النكراء" ورأى أنها "تأتي في إطار سلسلة الجرائم والتفجيرات التي تهدف الى تخريب البلد".
وفي سياق ردود الفعل العربية والأجنبية التي توالت تنديداً بالجريمة واستنكاراً لها، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر سعودي مسؤول إدانة المملكة للجريمة "وهذا العمل الإجرامي الجبان" مجدّدة دعوة "الأطراف كافة في لبنان الى الاستماع الى لغة العقل والمنطق وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية الضيقة". أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقد أبدى قلقه "حيال أعمال الإرهاب في لبنان" ورأى أنها "تشكّل تهديداً حقيقياً لاستقرار البلاد والتلاحم الوطني"، وأكد في المقابل "الإصرار على الدفاع عن أمنه".
ودان وزير الخارجية الأميركية جون كيري "العملية الإرهابية" مشيراً الى أن "رحيل شطح خسارة للبنان والشعب اللبناني والولايات المتحدة الأميركية" ودعا الى "الالتزام باتفاق الطائف وإعلان بعبدا وقراري الأمم المتحدة 1559 و1701 حتى ينعم لبنان بالاستقرار".
كما دان مجلس الأمن بشدة "الهجوم الإرهابي" محذراً من أنه ـ"يهدف الى زعزعة استقرار لبنان" داعياً اللبنانيين "الى مواصلة احترام سياسة النأي بالنفس والامتناع عن التدخل في الأزمة السورية بما يتناسب مع التزامهم إعلان بعبدا".
التغريدة الأخيرة
الشهيد شطح كان في طريقه الى "بيت الوسط" للمشاركة في اجتماع كان مقرراً عند التاسعة والنصف للبحث في مشاريع طرابلس الإنمائية.. وقبل أقل من ساعة على اغتياله نشر تغريدة على موقع "تويتر" قال فيها "إن حزب الله يهول ويضغط ليصل الى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عاماً: تخلّي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية".
الانفجار حصل عند التاسعة وسبع وثلاثين دقيقة لحظة وصول سيارة الشهيد شطح الى قبالة مصرف عودة في مبنى "ستاركو" ونجم عن سيارة رُكنت الى جانب الطريق وكانت مفخخة بنحو ستين كيلوغراماً من المتفجرات، وهي من نوع (هوندا CRV) مسروقة منذ العام 2012 وتملكها المواطنة م.ش. من السعديات. وتم التعرّف على شطح من دفتر سيارته الذي وجد وقد احترق نصفه ويحمل رقم السيارة 364/ج وهي من نوع نيسان" (اكستريل) موديل 2011 وعليها اسمه الكامل محمد بهاء محمد إحسان شطح.
وذكرت مصادر أمنية أن السيارة المفخخة رُكنت قبل نحو ساعة من التفجير في موقع سيارة أخرى كانت تحجز لها المكان، تماماً مثلما حصل في جريمة اغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن في الأشرفية في 19 تشرين الأول عام 2012.
جثمان الشهيد شطح سيشيّع بعد صلاة الظهر يوم غد الأحد في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت وسيدفن قرب ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء.



الاخبار

14 آذار تستعجل «المقايضة»: ديّــة شطح حكومة!

لم تنتظر قوى 14 آذار طويلاً بعد اغتيال الوزير السابق محمد شطح امس. دقائق بعد تحديد اسم الشخصية التي استهدفتها سيارة مفخخة على طريق وادي أبو جميل ـــ باب ادريس في بيروت، كانت كافية لتحديد منفذ الجريمة في نظر 14 آذار. إنه حزب الله. لم تكتف باستغلال الجريمة للهجوم على الحزب، وعلى سلاح المقاومة، وعلى دوره في سوريا، وعلى كل ما له صلة بعمله السياسي. سريعاً، قرّرت «صرف» هذا الاتهام في بازار تأليف الحكومة. بدت كمن يقول للطرف الآخر: «انت قتلت محمد شطح. أعطِنا الحكومة التي نريد فنسامحك». الحكومة هنا باتت ديّة يدفعها المتهم من دون أي دليل، لقاء «غفران» خطاياه. بدا ذلك واضحاً من كلام الرئيس سعد الحريري، الذي هدّد بالمطالبة بحكومة من لون واحد، يقتصر التمثيل فيها على قوى 14 آذار و«الوسطيين». رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اوغل في التفاصيل. يريد «تقريش» الجريمة، فيما جثمان الضحية لم يُدفن بعد: بدأ جعجع توزيع الحقائب في الحكومة المقبلة. يريد الوزارات الامنية، بذريعة أن فريق 14 آذار مستهدف. أداء 14 آذار كان شبيهاً أمس بادائه قبل اكثر من 8 سنوات، عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري. حينذاك، كان الاتهام السياسي لسوريا وبعض حلفائها مطية لتسليم السلطة إلى ورثة الحريري. يوم امس، بدا فريق 14 آذار مستعجلاً تكرار التجربة. اتهام حزب الله باغتيال شطح يرمي إلى العودة إلى الحكم.

امنياً، الجريمة قاسية. من نفّذها أراد، بحسب أمنيين، القول إنه يستطيع الوصول إلى أي كان. فقبل موكب شطح، مرّ الرئيس فؤاد السنيورة والوزير السابق أحمد فتفت وغيرهما من شخصيات فريق تيار المستقبل باتجاه منزل الرئيس سعد الحريري في وادي أبو جميل. التحقيقات بدأت أمس، لكن كالعادة، من دون تنسيق يُذكر بين الأجهزة الأمنية. يجري العمل على عدة خطوط: بيانات الهاتف، كاميرات المراقبة الكثيرة في محيط ساحة الجريمة، والسيارة المفخخة (هوندا سي آر في، زيتية اللون) بأكثر من 50 كلغ من المتفجرات، والمركونة قبل منعطف يجبر سائق السيارة المستهدفة على تخفيف سرعته. وبحسب مصادر أمنية، فقد عثر المحققون على قطع من السيارة المفخخة تحمل أرقاماً متسلسلة. وتبيّن أن أحد هذه الأرقام يعود لسيارة «هوندا سي أر في» سبق أن قال موقوف قبل أكثر من عام إنه شارك في سرقتها على طريق بيروت ــ صيدا، وإنه نقلها إلى مخيم عين الحلوة. ومنذ ذلك الحين، لم يُعرف مصير السيارة، إلى أن ظهرت في وسط بيروت أمس، أداة لاغتيال شطح. وقالت مصادر أمنية إن استخبارات الجيش أعادت استجواب الشخص ذاته امس، فكرر الإفادة عينها، لناحية القول إنه أدخل السيارة إلى مخيم عين الحلوة بعد سرقتها قبل 14 شهراً.
لكن مصادر أمنية أخرى تحدّثت عن رواية ثانية، تقول إن الموقوف، وهو من مخيم عين الحلوة، وبعدما سرق قبل سنة وشهرين سيارة الهوندا، التي انفجرت أمس، تركها على طريق المية ومية. ومنذ ذلك الحين، لم يظهر لها أيّ أثر حتى صباح أمس.

خسارة لأميركا

جريمة اغتيال شطح كانت قد أثارت استنكار مختلف التيارات والاحزاب والشخصيات السياسية، التي عدّتها «اغتيالا للاعتدال». وكان لافتاً التعامل الأميركي مع الجريمة، إذ دان وزير الخارجية الاميركية اغتيال شطح، مشيراً إلى ان هذه العملية ارهابية، ولافتاً الى ان رحيل شطح خسارة للبنان والشعب اللبناني وللولايات المتحدة الاميركية.
وقال كيري: «جلست مع شطح عدة مرات عندما زرت بيروت في السابق، عندما كنت سيناتورا، وهو كان صوتاً للعقل، والمسؤولية والاعتدال». وأكد انه سيفتقد شطح «ورؤيته للبنان بعيداً من الاقتتال الطائفي».
ودعا «الى الالتزام باتفاق الطائف واعلان بعبدا وقرارات الامم المتحدة 1559 و1701 حتى ينعم لبنان بالاستقرار».
وسبق تصريح كيري بيان للسفارة الأميركية، استنكر الجريمة، وزيارة السفير دايفيد هيل منزل الرئيس سعد الحريري، حيث كانت قوى 14 آذر مجتمعة.
من جهته، دان مجلس الأمن الدولي الجريمة، فيما جددت السفارة السعودية تحذير مواطنيها من السفر الى لبنان، وحثّت الموجودين حاليا في بيروت على العودة الى المملكة، كما دعت السفارة الكويتية مواطنيها في لبنان إلى مغادرته سريعا، وحضت «الراغبين في السفر إليه على التريث».
وفي الداخل، ندد رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالجريمة الارهابية، داعياً اللبنانيين «الى التضامن والتكاتف والمساعدة على تأليف حكومة جديدة».
ورأى رئيس مجلس النواب نبيه بري «ان هذه الجريمة حلقة في سلسلة يبدو انها طويلة لتحويل لبنان الى ساحة لتصفية الحسابات، ومحاولة ايقاع الفتنة بين طوائفه ومذاهبه».
ودان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «كل أعمال العنف والقتل التي لا توصل الا الى المزيد من المآسي والخراب والإضرار بالوطن».
وفي اعنف بيان إدانة للجريمة، سارع الرئيس الحريري إلى اتهام «الذين اغتالوا رفيق الحريري، والذين يريدون اغتيال لبنان وتمريغ انف الدولة بالذل والضعف والفراغ»، بجريمة اغتيال شطح.
وأضاف: «المتهمون بالنسبة إلينا، وحتى إشعار آخر، هم انفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية، ويرفضون المثول امام المحكمة الدولية».
وفي حديث تلفزيوني، أشار الحريري إلى أن قادة 14 آذار سيجرون مشاورات فيما بينهم لدرس الخطوات للمرحلة المقبلة. وقال: «كنا نطالب بحكومة حيادية، لكن قد نطالب بعد الجريمة بحكومة من 14 آذار»، رافضاً الحوار.
من جهته، رأى جعجع انه «طبيعي بعد الزلزال الذي شهدناه اليوم ان تتألف الحكومة، ونحن ننتظرها خلال ساعات او ايام».
في المقابل، رأى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ان «المطلوب اليوم اغراق لبنان في الوحل المذهبي الشيعي السني، ويجب تجنب هذا الامر». ونصح في حديث إلى «ال بي سي آي» السعودية «بالتحاور مع ايران لتخفيف الاضرار على لبنان، والاحتقان السني ــ الشيعي»، كما نصح الحريري «بحكومة وحدة وطنية برغم فداحة خسارة شطح».
ورأى أنه «اذا طالبت قوى 14 اذار بحكومة من قوى 14 اذار فقط فستكون مغامرة بلا جدوى، وفي السابق انقذتنا قطر، أما اليوم، فليس هناك من يحمينا».
من جهته، حذر رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون من «الاتهامات السياسية والعشوائية، ومن صب الزيت على النار، لأن النار إذا ما استعرت فستحرق الجميع».
ودان حزب الله بشدة الجريمة، م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصحافة اليوم 28/12/2013 "لبنان في عين العاصفة"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة :: موسوعة سياسية :: اقوال الصحف-
انتقل الى: