ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: موراتينوس و سلطانوف... و ميتشل و "الإنجاز الأكبر"! الإثنين مايو 11, 2009 2:17 am | |
| موراتينوس و سلطانوف... و ميتشل و "الإنجاز الأكبر"!
|
| عبد اللطيف مهنا |
بتصريح واحد أو اثنين فحسب، كان قد بدأ بهما عمله كوجه أول للديبلوماسية "الإسرائيلية"، نجح أفيغدور ليبرمان في تحويل القدس المحتلة محجاً و مقصداً لكل أولئك الذين من مصلحتهم إبقاء المرحومة المدعوة "المسيرة السلمية" أطول زمن ممكن في غرفة إنعاش الرباعية الدولية المشدّدة. لقد كان في حصيلة الانتخابات "الإسرائيلية"، و قدوم نتنياهو للحكم، ما يكفي فحسب لأن يسرع في دفن المرحومة نهائياً، أو يضع حداً لمثل هذه
|
|
|
الأحبولة المزعزمة، التي تبكيها رام الله صباح مساء، و لا زال العرب يصرون على التمسك بمبادرتهم العتيدة، كعلاج و إن كان مرفوضاً، علّه يؤخر استحقاق تشييعها، هذا الذي كان مستوجباً منذ أن كان رد شارون الدموي عليها، منذ لحظة ولادتها و فور إطلاق دخانها في قمة بيروت. كان ليبرمان، و قبل أن يصل إلى مكتبه ليتربع على كرسي وزارة الخارجية، قد أرسل تصريحاته المدوية لتسبقه إلى هناك، موضحاً لمن لازالوا يبيعون الأوهام التسووية أو يشترونها مواقفه القاطعة لقول كل خطيب: لا، جلية و صاخبة لحدوثة "أنابولس" المحببة لكم، و لا قاطعة و غير قابلة للتأويل للأخدوعة الشارونية الأصل، و التي غدت اللازمة البوشية الممسوحة، و سارت المعزوفة الرباعية المشروخة، من ثَمّ رست على المانشيت الأوبامي ناقص الجديّة الباهت، المعروفة بـ"حل الدولتين"! حجاج القدس المحتلة المسعفون هبّوا زرافاتٍ و وحدانا. لم ينتظروا حجيج نتنياهو بعد شهر إلى واشنطن لحضور مؤتمر "إيباك"، و تقديم مقترحاته البديلة لأنابولس و أخواتها للبيت الأبيض... أخواتها اللواتي مثلها و مثل سائر المسارات التسووية التي لم تسر أبداً. سبق ميتشل الأمريكي موراتينوس الأوروبي، و تزامن قدومهما مع قدوم سلطانوف الروسي. كانت مظاهرة سلامية ثلاثية لم ترقق هتافاتها و شعاراتها قلب نتنياهو، و لم تخفف من حدة و صراحة ووضوح تصريحات وزير خارجيته غير الدبلوماسية، و إن تلطف فلم يعلق عليها قاطعاً شك الآملين باليقين! كان موراتينوس قد علل تجشمه عناء زيارة فلسطين المحتلة بأنها إنما تأتي في سياق حرص القارة العجوز، و دأبها الدائم الساعي "لمنع انهيار العملية السلمية"! أما رحلة ميتشل، فهي وفق المعلن إنما تأتي لهدف هو "محاولة معرفة مدى جدية تصريحات ليبرمان بشأن مسار أنابولس و حل الدولتين"! أما الدب الروسي، الذي من عادته أن يأتي متأخراً دائماً، أو كما يقول المثل الشعبي، "يحج و الناس راجعة"، فقد بعث برسوله سلطانوف، كتعبير منه عن حرص الكريملين الخجول على المشاركة في البازار، أو اغتنام أي موقع متاح له في ركب المسيرة الراحلة التي تتحرك نخوة الجميع الآن لإحياء رميمها، و كل منهم من منطلقه و لدافعه و لهدفه و لمصلحته... تلك التي لا تتعدى الحرص على الانعاش لا الإنقاذ، أو لا إيصالها فعلاً إلى هدف. جاء سلطانوف لهدف معلن، و هو بحث مسألة انعقاد مؤتمر أنابوليس المسكوبي "التكميلي" غير محدد الموعد. قد يكون قد شجعه على مكابدة عناء القدوم اشارات مسايرة من قبل الروسي السابق سبقت قدوم الرسول الروسي الذي جاء يقصده، تمثلت في إبلاغ ليبرمان، الذي أعلن إنتهاء صلاحية أنابولس من أساسها، و قبل تسنمه منصبه كوزير للخارجية رسمياً، صحيفة روسية أنه سيحضر تكميليتها الروسية إن هي عقدت، و لكن بشروط كان الروس المتلهفون للمشاركة في مهرجانات التسوق السلمي قد قبلوها سلفاً، و هي: لا دعوة لحماس لحضورها، و لا مفاوضات خلالها، لأن المفاوضات "يجب أن تبقى ثنائية ودون تدخل من أطراف أخرى"، ووجوب مشاركة الدول العربية الموصوفة بـ "المعتدلة" لإضفاء "مشروعية عربية على العملية السلمية"... ربما كان الموقف الروسي الباهت من محرقة غزة هو بعض من إدخار أريد أن يستثمر لليوم المسكوبي السلمي المنتظر! قبل وصول رسل الإنقاذ هؤلاء، و الذين سبقهم و سيلحقهم آخرون، و لذات الهدف، أو لاستصدار موقف ما ناور نتنياهو فلم يعلنه تاركاً لوزير خارجيته إعلانه. سرّب "الإسرائيليون" كلاماً تسووياً جديداً عن إزماعهم التقدم بخطة تصفوية جديدة للصراع برمته... خطة صنفوها بأنفسهم بـ "الأمنية أولاً وأخيراً"، تدعى "خطة دايتون أقوى"، الهدف الرئيس منها هو "تعزيز قدرات السلطة الفلسطينية و اختبار سيطرتها"، مترافقة مع أخرى، اقتصادية، "لتحسين الوضع المعيشي في الضفة"، تأتي في إطار مفهوم "السلام الاقتصادي" المعروف لنتنياهو..." ثم فيما بعد يكون النظر في النتائج... و "تحديد سبل التقدم" على ضوئها!!! قد لا يكون من المهم متابعة وقائع إطلالتي كل من موراتينوس و سلطانوف "السلميتين" و ما حققتاه لصاحبيهما، هذا إذا ما صرفنا النظر عنهما و توقفنا فحسب أمام ما كان من أمر ميتشل. كرر ميتشل قبل و بعد و أثناء الزيارة شعار "حل الدولتين" إياه، أما مضيفيه فكان منهم ما يأتي: إزدراه ليبرمان بأن تأخر عن الموعد المضروب للالتقاء به في مكتبه، ثم تقصّد تركه واقفاً، كما لم يرافقه إلى سيارته مودعاً، وفق ما تقتضيه الأعراف الدبلوماسية... و مع لفت نظره، بأن "عشر سنوات من التفاوض على قاعدة تقديم "إسرائيل" للتنازلات لم تجدِ نفعاً... ينبغي على أمريكا البحث عن سبل أخرى"... لم يقل ليبرمان، عن ماذا تنازلت "إسرائيل" أو من الذي تنازل هي أم مفاوضيها؟! لكن المهم هو ما كان من رئيس وزرائه، الذي حتى الآن تجنب التعليق على رفض وزير خارجيته الحاسم لحكاية "الدولتين" من أساسها... سمع ميتشل من نتنياهو الآتي: "ينبغي على الفلسطينيين، أولاً و قبل كل شيء، الاعتراف بـ "إسرائيل" كدولة يهودية بكل ما في ذلك من معنى"... أو هذا الاعتراف الذي يعني التخلي عن حق العودة، و التهيّؤ لمرحلة "الترانسفير"، التي ستحل بداية على الفلسطينيين في المحتل من فلسطين عام 1948، و لاحقاً فيما يتبقى في الضفة الغربية و حتى غزة... المرحلة المترتبة على هذه اليهودية، و بعد ذلك يعدهم بأن لكل حادث حديثاً! و زاد: إن "إسرائيل "ملزمة بالحرص على أن لا تخلق العملية السياسية حماستين ثانية في "إسرائيل" تهدد القدس و السهل الساحلي، و "إسرائيل" تنتظر من الفلسطينيين أن يعترفوا بدولة "إسرائيل" كدولة يهودية قبل أن يطالبوا بدولة فلسطينية لأنفسهم"... على أية حال كان هذا مطلباً إسرائيلياً مطروحاً منذ أيام أولمرت، و قبله، و كان الهدف منه انتزاع تنازل من رام الله على حساب فلسطينيي المحتل عام 1948 بعد أن حولتهم أوسلو إلى "عرب إسرائيل"، و الانتهاء من حق العودة، و ربما في المستقبل التهيئة لمطالبة الفلسطينيين و العرب بتعويض "إسرائيل" على تجشمها عناء احتلالها لبلادهم، و ربما بوجوب الإعتذار لها عن نكبتها لهم!!! السؤال إذاً، على ماذا اتفق ميتشل و على ماذا اختلف مع "الإسرائيليين"؟ اتفق معهم على مسألة لا خلاف سابق عليها، و هو الربط بين تصفية القضية الفلسطينية و مواجهة ما يدعى الخطر النووي الإيراني، و اختلفوا معه على مسألة الأولويات... بماذا نبدأ بالتصفية أم المواجهة؟! كان إنجاز ميتشل الوحيد إسرائيلياً... هو ما قدمه لوزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني عندما قابلها، حين كرر أمامها مطالبته بدولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب "دولة إسرائيل اليهودية"! ... داني إيالون ، نائب وزير الخارجية، اعتبر إشارة ميتشل ليهودية إسرائيل ما دعاه "الانجاز الأكبر" في هذه الجولة التسووية المثيرة...!!! |
|
| |
|