الفلسطينيون يشكلون خطراً وجودياً على إسرائيل

اعتبر رئيس هيئة أركان حرب الاحتلال موشي يعالون أن كيانه يواجه خطراً وجودياً من قبل الفلسطينيين، والثاني إذا امتلكت دولة شرق أوسطية قوة نووية لأن ذلك سيكون خطراً ثلاثي الأبعاد:

الأول: استخدام هذه القوة ضد كيانه.

الثاني: استطاعة هذه الدولة استخدام السلاح البيولوجي والكيماوي في مجالات تقليدية أخرى، حقق فيها كيانه قوة الردع.

الثالث: تحت المظلة النووية ستقوم هذه الدولة بالعمل في مجالات تقليدية أخرى...

واعتبر أن ظهور السلاح النووي سيخل بالتوازن القائم اليوم في المنطقة بين من أسماهم، «بالمعتدين والمتطرفين»...

جاء ذلك في مقابلة نشرتها صحيفة هآرتس الصهيونية بتاريخ (28/8/02)، وأجرى المقابلة أوري شبيط الذي قدّم ليعالون بقوله «أن يعالون رجل مباشر في الكلام».

وحول سؤال شبيط: ثمة ما هو مفاجئ في أنك ترى الخطر الفلسطيني خطراً وجودياً؟

قال يعالون: مزايا هذا الخطر مخيفة كالسرطان، فحين يهاجمونك من الخارج ترى ذلك. يجرحونك مقابل ذلك السرطان من الداخل، لذلك يقلقني أكثر لأن التشخيص أساسي. إذا لم يكن هناك تشخيص صحيح يقولون أن هذا ليس سرطاناً بل ألم في الرأس، حينها يكون الرد غير مناسب، وأنا أدّعي أن هذا السرطان، تشخيصي المهني هو أن ثمة ظاهرة تعتبر خطراً وجودياً.

واعتبر يعالون في المقابلة أن ما يفعله من إجرام في الضفة الغربية وقطاع غزة بمثابة علاج كيماوي، وعلى حد قوله ثمة كل أنواع الأدوية للظواهر السرطانية، يجب بتر أعضاء.

ووصف يعالون المعركة مع الفلسطينيين بأنها «معركة بين مجتمعين يتصارعان على الأرض وإلى درجة معينة على الوجود». مضيفاً: «أنا لا أعتقد أن المجتمع الفلسطيني يواجه خطراً وجودياً، أما نحن فنواجه خطراً وجودياً.. يتمثل بعدم اعتراف الفلسطينيين بحق (دولة إسرائيل) بالوجود كدولة يهودية».

وقال أن «الفلسطينيين هدفهم من خلال التجنيد للجهاد وعدم الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود... وتجنيد الشعب الفلسطيني لحرب هدفها تقويض دولة إسرائيل»...

وحدد يعالون طريقة الانتخابات الفلسطينية المفترض إجراؤها بقوله: «يجب على القيادة الفلسطينية البديلة أن تنتخب ديمقراطياً حسب نموذج ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، من كان عضواً في الحزب النازي لن يستطيع ترشيح نفسه في الانتخابات التي جرت هناك، وهنا من مارس «الإرهاب» لن يستطيع ترشيح نفسه».

ويدخل يعالون إلى نقطة مهمة وأساسية في نظرته إلى المواجهة مع الشعب الفلسطيني ومقاومته وانتفاضته، وتتلخص بإخضاعهم وإدخال الهزيمة إلى الوعي الفلسطيني الجمعي، فيقول: «لقد وصفت ذلك في بداية المواجهة ـ بداية انتفاضة الأقصى ـ أنه يجب على الفلسطينيين استيعاب أمر أنه (بالإرهاب والعنف) لا يمكن أن يهزمونا»، حسب قوله. ويضيف: «إذا لم يحدث مثل هذا الاستيعاب العميق في نهاية المواجهة سيكون لنا مشكلة استراتيجية مع خطر وجودي على دولة إسرائيل. وإذا لم يدخل هذا إلى الوعي الفلسطيني والعربي فلن تكون هناك نهاية لمطالبهم منا، ورغم قوتنا العسكرية فإنهم سينظرون إلينا كضعفاء. وهذا الأمر ـ برأي يعالون ـ لا يؤثر فقط على أوساط الكفاح المسلح بل على الأوساط التي وقعت بين من أسماهم بعرب إسرائيل، لذلك فإن المواجهة هامة جداً، يقول يعالون، فهي لم يكن هناك ما هو أهم منها منذ (حرب التحرير)»...

ويستطرد يعالون بشرح أهمية هذه الحرب التي يعتقد بأنها وجودية وأهم ـ أخطر ـ من حرب الأيام الستة وحرب (يوم الغفران)، لأنه آنذاك كانت هناك محاولات إسرائيلية لإنهاء النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني عن طريق الحل الإقليمي والرد الفلسطيني هو الحرب لذلك يعيدنا للمواجهة إلى ما قبل قيام الدولة... والحقائق التي تحددت في هذه المواجهة، من ناحية ما ينغرس في الوعي الفلسطيني، هي مصيرية. فإذا أنهينا المواجهة بصورة يكون فيها واضح لكل فلسطيني ـ بحسب يعالون ـ أنهم (بالإرهاب) لا يتوصّلون إلى اتفاقيات فإن هذا سيحسّن من وضعنا الاستراتيجي. مقابل ذلك إذا كان إحساسهم في نهاية المواجهة هو أن (الإرهاب) يهزمنا فإن وضعنا سيكون أصعب وأصعب»، وأن «كل انسحاب تحت ظل (الإرهاب والعنف) يعزز طريق (الإرهاب والعنف) وهذا يعرضنا للخطر»...

وتطرق يعالون في مقابلته إلى أنه لا يجب أن نسأل عن نهاية الصراع الآن، واستشهد بقول موشي دايان حين سئل عن ذلك في العام (1969)، بقوله: «أن الاهتمام يجب أن ينصب على الطريق وليس على الهدف النهائي، على عملية الصراع وليس على المحطة الأخيرة».. معتبراً في الوقت نفسه أن «الحرب القادمة لن تكون بعيدة»...

وتحدث يعالون في المقابلة عن الخطر الثاني الذين يتهدد وجود كيانه، ويتمثل بامتلاك دولة شرق أوسطية لسلاح الذرة، معتبراً أن ذلك ينطوي على أخطار عديدة... وأن ظهور السلاح النووي المعادي سيخلُّ بالتوازن القائم اليوم في المنطقة... مضيفاً أنه «على إسرائيل أن تبذل كل الجهود من أجل أن لا تحقق دولة معادية أي قدرة نووية».

أما لجهة المقاومة في لبنان فقد اعتبر رئيس أركان الاحتلال أن القوة الكامنة في لبنان اليوم أخطر من الفترة التي كان فيها جيشه موجوداً في الجنوب اللبناني، وذلك لأن حزب الله خلق مع السوريين والإيرانيين خطراً استراتيجياً على شمال فلسطين المحتلة بعد أن استطاع حزب الله الدمج بين عدة صواريخ من أنواع مختلفة باتت تهدد المراكز (السكانية الإسرائيلية) في الشمال.

وأضاف إذا «جسدت القوة الكامنة لحزب الله ضدنا فإننا سنرد عليه رداً مناسباً، وقد يعزز الرد قوة الردع الإسرائيلية ـ بحسب يعالون ـ أما إذا عمل حزب الله ضدنا ولم يكن ردنا كافياً فإن هذا سيمس بقوة الردع لدينا»... ويتبجح يعالون بقوله أنه «إذا تحقق الخطر فإننا سنضطر إلى ضرب العوامل المسؤولة عن تطوره والمتمثلة بسوريا، وبعد ذلك لبنان، وحزب الله والإيرانيين».