الديار تحاور الأخ أبو موسى

يعود الى لبنان بعد ستة أشهر بخطاب هادئ وإيجابي
أبو موسى لـ «الديار»: نواكب موضوع الحقوق المدنية للفلسطينيين ونثني على التجاوب معه
نُقدّر تحذير عون من التوطين ونتشارك معه وكلّ من يرفضه بمواجهته
كمال ذبيان
مطلع العام الحالي حضر إلى لبنان أمين سر حركة «فتح – الانتفاضة» «أبو موسى» ورمى في حينه قنبلة حول السلاح الفلسطيني، بأنه باق، وهو مرتبط بالصراع مع العدو الإسرائيلي.
يومها نقل تصريح «أبو موسى» دون أن يترك للرجل توضيح ما قاله أو ما تم تأويله وبدأت «ماكينة إعلامية وسياسية» تعمل عبر «عدة شغل» مستغلة كلام من أصبح «ختيار» فتح – الانتفاضة.
العودة اليوم إلى ما أعلنه «أبو موسى» لأنه يزور لبنان، في توقيت لا علاقة له، بالتطورات السياسية اللبنانية ولا بأي شأن يتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري فهو يحضر إلى بيروت لمتابعة الشأن التنظيمي لحركته «فتح – الانتفاضة» ويتواصل مع مسؤوليها وكوادرها ويتداول معهم في كل الشؤون الداخلية إضافة إلى التطورات المتعلقة بالوضع الفلسطيني.
وما زاد من استعجال «أبو موسى» زيارة لبنان هو مواكبته للحقوق المدنية والإنسانية للفلسطينيين في لبنان إذ يرى بطرح الموضوع من قبل أطراف سياسية لبنانية ومناقشته في مجلس النواب تطور ايجابي، يأمل كما قال لـ «الديار» بأن تعالج المواضيع الأخرى بروح أخوية.
فالحقوق الإنسانية والمدنية للفلسطينيين التي تأخرت عقودا لأسباب شتى، فإن الرجوع إلى الماضي لا يفيد، بل التطلع إلى المستقبل، وانه إذا ما نال الفلسطينيون حقوقهم في العمل والضمان الاجتماعي وتمت قوننة ذلك فهذه خطوات لا بدّ من تثمينها كما يقول «أبو موسى» الذي أوضح أن أطرافا سياسية كانت تقف موقفا سلبيا من الحقوق قد غيّرت مواقفها باتجاه ايجابي، ونحن نتفهم أي هاجس يطرح من قبل أي طرف لبناني كما هم عليهم أن يفهموا أيضا هواجسنا لذلك نحن نعتبر فتح ملف الحقوق في مجلس النواب تعزيزاً للثقة اللبنانية – الفلسطينية وعليها يجب أن نبني.
ولا يقف «أبو موسى» عند هذا الموضوع فيؤكد انه يعرف المخاوف من التوطين لدى البعض لاسيما المسيحيين في لبنان ونحن معهم نتشارك في رفض التوطين الذي يحذر منه العماد ميشال عون ونحن نقدّر تحذيره ونقف معه كما مع كل من يعلن مثل هذا الموقف الذي نراه يصب في خانة ما نرفضه ويقدم لنا الدعم في حق العودة وعلى هذه المسألة يجب أن نعمل نحن كفلسطينيين مع إخواننا اللبنانيين الذين وقفوا معنا في أصعب الظروف وكانوا إلى جانب قضيتنا ونحن لا نقبل بما يمس استقرار لبنان وسلمه الأهلي، والقفز فوق الدولة وقوانينها.
فالخطاب الايجابي والهادئ الذي يحمله «أبو موسى» معه إلى لبنان ينطلق من دقة المرحلة التي تعيشها المنطقة، والتهديدات الإسرائيلية بشن حرب أو زرع الفتنة بين اللبنانيين.
«فالقيادي» الفتحاوي المنتفض على الانحراف عن ثوابت وميثاق حركة «فتح» فإنه لا يرى أن المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة ستصل إلى مكان بين السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس (أبو مازن) ونحن لم نراهن على التسوية بل على المقاومة كخيار اثبت فعاليته وصدقيته في لبنان وفلسطين حيث انهزم الجيش الإسرائيلي الذي لا يمكنه خوض حرب جديدة والانتصار فيها بل طريقه إلى الهزيمة التي ستتكرر معه مع كل محاولة أو م-غامرة يقوم بها.