الأخ أبو موسى في ندوة حوارية للأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين

الأخ أبو موسى أمين السر
يتحدث في ندوة حوارية للأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين
· نحن أمام مرحلة جديدة نشهد فيها ثورات شعبية في العديد من الأقطار العربية, تكتب صفحةً جديدة مشرقة في واقع أمتنا, وترسم مستقبلاً يحمل الأمل بالنهوض, مما يفشل مخططات معسكر أعداء أمتنا من إمبرياليين وصهاينة.
· القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية المقاومة مطالبة بدور كبير وهام في إسقاط نهج التفريط والإذعان وما ترتب عليه من اتفاقيات ومعاهدات مع العدو الصهيوني
· الشعب الفلسطيني يخوض غمار مرحلة التحرر الوطني, وبناء الجبهة الوطنية الفلسطينية المتحدة ( المرجعية الوطنية ) مهمة وطنية راهنة للتأكيد على أن الشرعية هي لخط ونهج المقاومة, ومن أجل العمل على إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة برنامج التحرير والعودة.
عقدت الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين ندوةً حوارية حول الأوضاع الراهنـة في مقـر الأمانـة العامـة, ظهـر يوم الأربعـاء الموافـق 23/2/2011م, تحدث فيهـا الأخ أبو موسى / أمين السر.
حيث قال في بداية حديثه:- ” أود أن تكون هذه الجلسة جلسة حوارية نتداول ونتناقش فيها في الأوضاع الراهنة, سواءٌ على الصعيد العربي وما تشهده أمتنا في العديد من الأقطار العربية من انتفاضات وثورات, أو على صعيد قضية فلسطين وما تتعرض له من فصول التصفية, وبالتالي المهام الوطنية الراهنة التي يتوجب القيام بها.
وقد استعرض في حديثه أبرز المحطات التي مر بها النضال الوطني الفلسطيني وقضية فلسطين عموماً, من أجل استخلاص الدروس والعبر, فأكد أن بداية التراجع والانحراف عن الأهداف الوطنية كان منذ إقرار البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير عام 1974م, كما أن هذا البرنامج وهذا التراجع هو الذي فتح الباب للبحث عن التسويات والحلول وإنهاء الصراع, بمعنى أن هذا التوجه كان مبكراً في الساحة الفلسطينية, وقبل حدوث التطورات والمتغيرات سواءٌ على الصعيد العالمي أو على الصعيد العربي, الأمر الذي تذرع به البعض لولوج طريق التسويات وصولاً لعقد الاتفاقيات مع العدو الصهيوني.
كما استعرض في حديثه المراحل التي تلت هذا البرنامج, وصولاً إلى محطة الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982م, وما طرحه رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة في حينه, أمام اجتماع للمجلس الثوري للحركة, بان هذا الاجتماع هو الأخير في لبنان وأن هناك تغيرات قادمة, وأن التحالفات سوف تتبدل, وأن هناك مبادرة أمريكية عنوانها ( الحكم الإداري الذاتي ) وهذا ما جرى الكشف عنه لاحقاً وبالتفاصيل وقبل عقد اتفاق أوسلو بسنوات طويلة.
ثم طرح الأخ أبو موسى في حديثه رؤية الحركة لاتفاق أوسلو وما نتج عنه من كوارث لحقت بقضية فلسطين, سواءٌ على صعيد تصاعد الاستيطان والتهويد, أو تهويد مدينة القدس, وكذلك التنازلات عن الحقوق الوطنية وجوهرها حق الشعب الفلسطيني في العودة, والآثار الخطيرة الناتجة عن التنسيق والتعاون الأمني مع العدو الصهيوني.
وشرح في هذا اللقاء الأوضاع التي تعيشها مدينة القدس وحجم الاستيطان في داخلها ومن حولها, والمخاطر التي تهدد وجود المسجد الأقصى من كل الجوانب.
ثم انتقل الحديث عما كشفته الوثائق المسربة التي كشفتها قناة الجزيرة, والتي تبين بوضوح مدى الانحدار الذي وصل إليه هذا الفريق, فريق السلطة وقيادة المنظمة راهناً, وما قدموه من تنازلات ومساومات تؤدي للتفريط للوطن بأجمعه وبمصير الشعب الفلسطيني ومستقبله.
وتوقف في حديثه أمام الثورات والانتفاضات الشعبية في عدد من الدول العربية, وما تتركه من أثار وانعكاسات كبيرة على مختلف الأصعدة, وقال إنها مرحلةٌ جديدة, ستوجه صفعةً كبيرة للمشروع الأمريكي الصهيوني, وبرامجه ومخططاته, فسقوط بن علي في تونس, ومبارك في مصر, والتخلص من الدكتاتوريات الحاكمة والأنظمة المستبدة الخاضعة إلى الإدارة الأمريكية ومصالحها في المنطقة, كل هذا يؤشر أننا أمام مرحلة نوعية, تستعيد فيها جماهير أمتنا دورها بعد غياب طويل في صناعة تاريخها ومستقبلها من جديد.
وقال الأخ أبو موسى:- ” يتوجب علينا في الساحة الفلسطينية, في قيادة التحالف, ومع الشخصيات والفعاليات الوطنية, أن نعيد ترتيب أوضاعنا, والارتقاء بالعمل الوطني وتطويره, وإسقاط ( الشرعية ) عن فريق التفريط والمساومة والإذعان, فهي مرحلةٌ جديدة, ولحظة تاريخية لا يجوز الانتظار فيها ولا المراوحة في نفس المكان ( موقع المعارضة ) فالمسؤولية الوطنية مسؤولية كبيرة, وسوف نتحمل أمام التاريخ وأمام شعبنا مسؤولية أي تقصير أو عجز, وإن من أهم وأكبر واجباتنا هو حماية قضيتنا من براثن التصفية, وهذا يتطلب أولاً توحيد الجهد الوطني من خلال بناء جبهة وطنية موحدة, تكون مرجعية مؤقتة على طريق إعادة بناء مؤسسات المنظمة “, وشدد على ضرورة الانطلاق نحو هذه المهمة, بعيداً عن أوهام المصالحة مع فريق السلطة وقيادة المنظمة, لأن هذا الفريق لا زال في نفس الموقع, ويتمسك بنهج المفاوضات, وأي حديث عن توقف المفاوضات هو هراء, لأنه باق في نفس الخط ونفس النهج, حتى لو لم يكن هناك مفاوضات ثنائية راهناً, كما أن هذا الفريق هو الذي أدار الظهر لكل الدعوات والحوار الوطني, وللمراجعة والتقييم, وللتوقف عن نهجه وارتباطاته.
وقال:- ” لم يعد هناك من مجال للتذرع بالأوضاع العربية الرسمية وضغوطاتها, فالعديد من أطراف النظام الرسمي العربي اليوم هم في حال التخبط في أزماتهم أمام إرادة شعبوهم الحية, وعلى القوى الوطنية الفلسطينية أن تستجيب لإرادة الشعب الفلسطيني, وهي إرادة متجذرة إرادة صنعت انتفاضات شعبية كبيرة, عبر فيها شعبنا عن استعداده العالي للبذل والعطاء لحماية وطنه وحقوقه وقضيته “.
هذا وأكد أجاب الأخ أبو موسى على الأسئلة المطروحة, واستمع للمداخلات من المشاركين في الندوة التي أكدت في مجملها على تطوير العمل الوطني والفعل المقاوم.