منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة

منتدى حركة فتح الانتفاضة يقوم بكافة الخدمات الثقافيه والسياسية والاجتماعية
 
الرئيسيةقوات العاصفةأحدث الصورالتسجيلدخول

عدد زوار
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 الأخ أبو موسى / أمين السر يتحدث لمجلة منبر التوحيد في لبنان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوعصام عبدالهادي
المدير العام
المدير العام



تاريخ التسجيل : 23/11/2008
عدد الرسائل : 2346

بطاقة الشخصية
فتح: 50

الأخ أبو موسى / أمين السر  يتحدث لمجلة منبر التوحيد في لبنان Empty
مُساهمةموضوع: الأخ أبو موسى / أمين السر يتحدث لمجلة منبر التوحيد في لبنان   الأخ أبو موسى / أمين السر  يتحدث لمجلة منبر التوحيد في لبنان Emptyالخميس فبراير 02, 2012 3:42 am

الأخ أبو موسى / أمين السر يتحدث لمجلة منبر التوحيد في لبنان عن أبرز الأحداث والمستجدات السياسية


الأخ أبو موسى / أمين السر  يتحدث لمجلة منبر التوحيد في لبنان C6n110

·
حركة فتح الانتفاضة ستظل على عهدها متمسكةً برؤيتها ونهجها, تعمل مع قوى وفعاليات ومؤسسات شعبنا الوطنية على بلورة موقفٍ واحد ورؤية نضالية مشتركة لمواصلة السير على خط ونهج المقاومة, على طريق تحقيق الأهداف الوطنية في التحرير والعودة.

سورية مستهدفة لموقعها الجيوسياسي الهام, ولدورها الوطني والقومي, ولما مثلته من حالةٍ معترضة وموقفٍ تصدى للبرنامج الأمريكي – الصهيوني, ولما جسدته من مواقف قومية في دعم قوى الصمود والمقاومة في العراق ولبنان وفلسطين.
·
أتبعت قطر سياسية مزدوجة, تسربت وتغلغلت في غفلةٍ من الزمن, ولم يتم أخذ الحيطة والحذر
والانتباه الكافي لما هي عليه الآن, ولما يمكن أن تقوم به كأداةً في خدمة المصالح
الإمبريالية – الصهيونية.

ما تقوم به تركيا راهناً يعد تدخلاً سافراً في شؤون سورية الداخلية, وسيكون له
تداعياته الخطيرة التي ستنعكس على الشعب التركي, وهذا الدور يوضح أن تركيا جزءٌ من
مخطط أمريكي – أطلسي, وهي أداةٌ فيه, وليس بوسعها أن تلعب دوراً مستقلاً ينفتح على العرب والمسلمين لصياغة شرق أوسط جديد, لا مكان فيه لمطامع قوى الغرب الاستعماري.
·
الطريق إلى التغير الحقيقي والديمقراطية الحقة, من خلال عملية الصراع مع معسكر أعداء أمتنا, وليس من خارجها, والموقف من الاستهدافات والمشاريع المعادية هو الأساس الذي يجري البناء عليه.



أجرت مجلة منبر التوحيد في لبنان حواراً مع الأخ أبو موسى / أمين السر, حول أبرز الأحداث والمستجدات السياسية, وتنشر الرسالة هنا نص هذا الحوار.


س:1:- عملية المصالحة الفلسطينية يراها البعض حقيقة والبعض الآخر يشكك في
نجاحها, مار أيك في هذه المصالحة, وما هي شروط نجاح أي مصالحة فلسطينية


ج:- لا بد من الإشارة بدايةً إلى أن أزمة العمل الوطني
الفلسطيني وأحد مظاهرها الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية بين خطين ونهجين
متناقضين, أسبق وأعمق بكثير من ما سمي بالانقسام الذي تشكل أثر الأحداث التي وقعت
في قطاع غزة بين حركتي حماس, وفتح اللجنة المركزية.


فالأزمة والانقسام هما بالأساس نتيجة الانحراف عن ثوابت
الميثاق الوطني الفلسطيني, والأهداف الوطنية المتمثلة بالتحرير والعودة, ونتيجة
التخلي عن المقاومة والكفاح المسلح والنزوع نحو البحث عن حلول تسوية, الأمر الذي
جرى التمهيد له منذ عام 1974م, فيما سمي في حينه بالبرنامج المرحلي.


لقد تفاقمت هذه الأزمة, وتعمق الانقسام أكثر فأكثر منذ
توقيع اتفاق أوسلو الذي ألحق أفدح الأضرار بقضية فلسطين وبحقوق الشعب الفلسطيني
وبمصيره الوطني.


ولقد كنا على الدوام من الداعين لحوار وطني شامل بغية
الوقوف عند الأخطار التي تحدق بقضية فلسطين نتيجة هذه الانحرافات, واستخلاص الدروس
والعبر, وإعادة الاعتبار لثوابت النضال الوطني وخط الكفاح المسلح, وبالتالي لإزالة
كل عوامل الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير.


لكن للأسف الشديد لم تتوفر الظروف المطلوبة لإجراء حوار
وطني شامل يضم كافة الفصائل والقوى والشخصيات والفعاليات الوطنية لإنهاء كافة
عوامل الانقسام, وبقي الفريق المهيمن على منظمة التحرير سائراً في طريق التنازلات
والمساومات والمفاوضات والتنسيق الأمني مع العدو, دون اهتمام بالمصالح الوطنية
العليا للشعب الفلسطيني.


في ظل هذا المناخ وهذه الأجواء حصل صراع بين طرفي
السلطة, ونعني بذلك حركتي حماس وفتح اللجنة المركزية, بعدما فازت حركة حماس
بانتخابات المجلس التشريعي وشكلت حكومة برئاستها, الأمر الذي زاد من الشرخ
والانقسام لدرجة وجود حكومتين للسلطة واحدة في رام الله والأخرى في قطاع غزة.


ولمعالجة آثار هذا الانقسام, بدأت الدعوات لإجراء عملية
مصالحة بين الطرفين, ورعت هذه العملية جمهورية مصر العربية منذ عهد الرئيس المخلوع
مبارك, وبرعاية الوزير عمر سليمان مدير المخابرات, واستمرت أكثر من سنتين حتى جرى
التوصل مؤخراً لاتفاق جرى التوقيع عليه في النصف الثاني من كانون الأول 2011م في
القاهرة بحضور عدد من الفصائل الفلسطينية وغياب عدد آخر.


وبقراءة بنود اتفاق المصالحة هذه نجد أنه يعالج قضايا
السلطة والحكومة وليس منظمة التحرير, ويهتم بقضايا إجرائية دون التطرق للأسس
السياسية والبرنامج السياسي, ونرى في هذا المجال أن ما تم التوصل له لا يعالج
الأزمة المستفحلة في الساحة الفلسطينية ولا يقود لإعادة بناء الوحدة الوطنية, على
الرغم من أن أحد بنود الاتفاق أشار إلى تشكيل الإطار القيادي للمنظمة, لكن هذا تم
دون أدنى مراجعة وتقييم, ودون وضع إستراتيجية جديدة, وتأجيل البرنامج السياسي لحين
تشكل المجلس الوطني في أيار القادم هذا إن حصل, وكل ما جرى استحضاره في هذا السياق
هو ( اعتماد المقاومة الشعبية السلمية ), الأمر الذي يثير الالتباسات والبلبلة في
أوساط شعبنا.


إن اتفاق المصالحة دون رؤية وطنية وبرنامج سياسي من شأنه
أن يسهل لفريق المفاوضات مواصلة خطه ونهجه, كما بدا من تطور جديد في اللقاءات
والاجتماعات في عمان بين ممثل عن السلطة وآخر عن العدو الصهيوني بحضور وزير خارجية
الأردن, أي عودة المفاوضات لكن بشراكة أردنية الأمر الذي يعني إعادة إنتاج الدور
الأردني من جديد في مسار قضية فلسطين, وهو تطور خطير ينبغي أن تتوقف عنده الفصائل
المشاركة والموقعة على اتفاق المصالحة.


على ضوء ذلك سنظل نجدد الدعوة لحوار وطني شامل, للتقييم
والمراجعة, وللبحث في العمق في كيفية إعادة بناء مؤسسات المنظمة.


ونؤكد اليوم وقد أطل عام جديد من أعوام الثورة والنضال,
أن حركة فتح الانتفاضة ستظل على عهدها متمسكة برؤيتها ونهجها تعمل مع قوى وفعاليات
ومؤسسات شعبنا الوطنية على بلورة موقف واحد ورؤية نضالية مشتركة لمواصلة السير على
خط ونهج المقاومة, على طريق تحقيق الأهداف الوطنية في التحرير والعودة.


س2:- لماذا تستهدف سورية بكل هذه القوى من قبل أصحاب المشروع الأمريكي
– الصهيوني, ومن قبل أعوانهـم مـن بعـض (
عرب ) الردة, إلى أين تتجه الأمور في سورية, وما هو موقف حركة فتح الانتفاضة من
الأحداث والأزمة في سورية.


ج2:- الاستهداف والمؤامرة التي تتعرض لها سورية اليوم
ليس أمراً حديثاً, فطالما تعرضت لمؤامرات واستهدافات وضغوطات وحصار, وفرض عقوبات
ومحاولات تدخل في شؤونها الداخلية, وكل هذا كان بهدف فرض الانكفاء على ذاتها, وشل
دورها الريادي والتاريخي القومي اتجاه قضايا أمتنا جمعاء.


طالما جاءتها الرسائل والمطالب بأن عليها أن تغير سلوكها
أي ( موقفها السياسي ), وإذا ما عدنا إلى الرسالة التي حملها ( باول ) بعد غزو
العراق عام 2003م, من أجل أن لا تتدخل سورية في شؤون العراق وتفك روابطها
وعلاقاتها بقضية فلسطين وبالفصائل الفلسطينية, وبالمقاومة في لبنان, وما حملته هذه
الرسالة من تهديدات صارخة نجد في هذا تفسيراً للدوافع التي وضعت سورية موقع
الاستهداف.


سورية مستهدفة لموقعها الجيوسياسي الهام, لدورها الوطني
والقومي, لما مثلته من حالة معترضة وموقف تصدى للبرنامج الأمريكي – الصهيوني, ولما
جسدته من مواقف قومية في دعم قوى الصمود والمقاومة في العراق ولبنان وفلسطين.


لقد برزت سورية عقبةً في وجه مشروع الشرق الأوسط, فكان
لا بد من عقباها, وجاء الظرف والمناخ السائد المتمثل في الحراك الشعبي العربي الذي
يسود البلدان العربية لاستغلاله وحرفه وتوظيفه, وجاء هذا الاستهداف أيضاً مع موعد
الانسحاب الأمريكي من العراق, وهو انسحاب ذليل, أرادت أمريكا أن يتم بعد أن تتمكن
من أضعاف سورية وأشغالها في قضايا واضطرابات داخلية والعمل على ضرب وحدتها أرضاً
وشعباً والتمهيد لتدخل أجنبي في شؤونها.


من هنا نرى أن المؤامرة على سورية هي حلقة من حلقات
استهداف معسكر الصمود والمقاومة في الأمة, وهذا هو البعد الاستراتيجي في هذه
المؤامرة التي انخرط فيها كأدوات بعض أطراف النظام العربي ينفذون أوامر أسيادهم الأطلسيين,
مختبئين ومتباكين على حقوق الإنسان على حد زعمهم.


استغلت هذه الأطراف الرسمية العميلة, مؤسسة الجامعة
العربية التي تبدت منذ سنوات بيت بلا أعمدة ولا أوتاد, ولم تعد بيت العرب الذي
يلتقون به ويوحدون جهودهم تحت سقفه, بل أضحت بؤرة مؤامرات ودسائس ووكر يتحكم به
ملوك وحكام وأمراء هم في الحقيقة وكلاء وسماسرة لأسيادهم.


لقد غاب مفهوم الأمن القومي للأمة في الجامعة العربية
وحل محله مفهوم المصالح المبتادلة مع قوى الغرب, غاب مفهوم التضامن والوحدة ليحل
محله شعار ( نظامي أولاً ), وها هو البر العربي يمتلئ بالقواعد الأجنبية, وها هي
المياه والبحار العربية, مياه وبحار سائبة تمخر في عبابها البوارج وحاملات
الطائرات الأمريكية والأطلسية.


ونجد تبعاً لذلك, إن أكثر الأخطار التي لحقت بقضية
فلسطين مثالاً كانت جراء مواقف الجامعة العربية حيث أصبحت قضية فلسطين على يديها
مشكلة وليست قضية, وهي التي شرعت للمفاوضات المباشرة تارة وغير مباشرة تارةً أخرى,
وهي التي اختلقت مبادرات السلام والاستعداد لإنهاء الصراع والتطبيع الكامل مع العدو.


س3:- الموقف التركي والقطري هما
موقفان متوافقان تماماً, وهما أدوات في مشروع أكبر, ماذا ترى؟


ج:- نعم فهما أدوات في مشروع استعماري أكبر عمل كل منهما
في المراحل السابقة على تزيين وتسويق دوره بخطة محكمة, كشفت الوقائع والمستجدات عن
عمق وحجم التضليل الذي مارسه كل منهما.


لقد اتبعت قطر سياسية مزدوجة فكانت من ناحية في طليعة
الدول العربية التي طبعت العلاقات مع العدو الصهيوني, وافتتحت مكاتب وممثليات
تجارية في عاصمتها الدوحة, وعقدت مؤتمر اقتصادي بمشاركة الكيان الصهيوني بغية
السماح له بالتغلغل في أرجاء وطننا العربي, واحتضنت قاعدة أمريكية من أكبر قواعد
الجيش الأمريكي على أراضيها, وعمدت من ناحية أخرى على إظهار موقفها الرافض للعدوان
الصهيوني على لبنان عام 2006م, وسارعت في تقديم المعونات والمساعدات ومشاريع إعادة
اعمار ما تهدم في لبنان, وأبدت نفس الموقف عند تعرض قطاع غزة للعدوان نهاية عام
2008م, واستضافت مؤتمر قمة عربي لهذا الغرض.


كما عملت من جانبها على استضافة الأطراف اللبنانية في
عاصمتها ورعاية الاجتماعات بينها بغية التوصل لاتفاق ينهي الخلاف في لبنان الذي
تفاقم إثر انتهاء ولاية الرئيس العماد أميل لحود, والفراغ الحاصل لعدم التمكن من
انتخاب رئيس جمهورية, إلى غير ذلك من القضايا المرتبطة بالحكومة والانتخابات
النيابية.


لقد روجت قطر لنفسها أنها تمتاز عن غيرها من دول مجلس
التعاون الخليجي, وأنها تهتم بقضايا العرب وبقضية فلسطين, من أجل أن تتمكن من
القيام بدورها ووظيفتها الحقيقية في خدمة أسيادها الأطلسيين والصهاينة عندما يطلب
منها ذلك.


ويدعونا هذا للقول أن هذه السياسة المزدوجة لقطر قد
تسربت وتغلغلت في غفلة من الزمن, ونعتقد أنه لم يجري التوقف بعمق عن طبيعة هذه
الإمارة وارتباطاتها الجوهرية والرئيسية, وأنه لا يمكن لها أن تكون صانعة سياسة
ودور مستقل لها, ولم يتم أخذ الحيطة والحذر والانتباه الكافي لما هي عليه الآن,
ولما يمكن أن تقوم بها كأداة خطيرة تملك امكانيات مالية هائلة, ووسيلة إعلامية
منتشرة, وارتباطات عضوية بأجهزة أمنية واستخباراتية معادية.


أما في ما يتعلق بتركيا, ورغم الفوارق بطبيعة الحال
بينها وبين قطر, من حيث المكانة والمساحة وعدد السكان والدور الإقليمي الذي تطمح
للعبه, إلا أنها قامت بدور في ذات الاتجاه, وعمدت على انتزاع الثقة واكتساب
المصداقية, بانفتاحها على سورية وعلى قضية فلسطين, وخاصة إبان الحرب على غزة,
وبأنها تعمل على الانفتاح شرقاً وعلى الأمتين العربية والإسلامية بعد أن جرى صد
الأبواب أمامها لدخول الاتحاد الأوروبي, وكل ذلك تم تحت ستار الإسلام المعتدل الذي
صاغه غول وأردوغان وأوغلو, لدرجة بات الترويج للنموذج التركي الإسلامي والسياسي
والاقتصادي الشغل الشاغل للعديد من وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث والدراسات.


وحقيقة الأمر أن النموذج التركي هو نموذج متعدد الجوانب,
فتركيا عضو في حلف الناتو, وعلى أراضيها قواعد أمريكية, ورادارات الدرع الصاروخي
لصالح الناتو, وترتبط بعلاقات مع الكيان الصهيوني, وهي مستمرة ومتواصلة حتى لو
سادها لبعض الوقت فتور محدود, فعلاقات تركيا بالكيان الصهيوني علاقة سياسية
واقتصادية وعسكرية وأمنية وصناعية وتقنية.


والنموذج التركي بما هو عليه نموذج تفتيتي وتقسيمي,
ويراود أصحابه نزعة وطموح بأن يكونوا مرجعية لمذهب إسلامي بعينه في إطار الصراع مع
مذهب آخر, الأمر الذي بدا واضحاً ومستهجناً وصادماً, وفيه من التهويل الكثير, حيث
يقول في أعقاب زيارته الأخيرة لطهران " إذا ظهر أن إيران هي التي تقف خلف
الصدامات المذهبية في سورية ولبنان والعراق, فماذا سيفعلون, وكيف يقيمون علاقات مع
جهات شعبية تقف بوجوههم


لقد انكشفت تركيا على حقيقتها وحقيقة دورها ونموذجها
بشكل سافر في مواقفها العدائية اتجاه سورية ومن الدور الخطير التي قامت به ولا
تزال تحاول بعثه وإنتاجه, إن ما تقوم به تركيا راهناً يعد تدخل سافر في شؤون سورية
الداخلية وسيكون له تداعياته التي ستنعكس على الشعب التركي.


إن هذا الانقلاب في المواقف التركية من سورية يدلل بوضوح
أن تركيا جزء من المخطط الأمريكي – الأطلسي, وأداة في هذا المخطط, وليس بوسعها أن
تعلب دوراً إقليمياً مستقلاً ينفتح على العرب المسلمين قاطبة لصياغة شرق أوسط جديد
لا مكان فيه لمطامع وتدخلات أعداء الأمتين العربية والإسلامية.


وهنا لا بد من القول أنه ينبغي التفريق بين السياسة
التركية الراهنة وبين الشعب التركي, الذي لا مصلحة له في هذه السياسة الخطيرة, ولا
بد من تثمين مواقف العديد من القوى والأحزاب في تركيا التي تناهض هذا الخط وتعترض
عليه.


س4:- كيف ترى الأوضاع في مصر في مرحلة ما بعد ( مبارك ) ما الذي تغير هناك, وما هو المطلوب لأحداث التغيير الحقيقي؟


ج:- بدايةً لا بد من التأكيد على أهمية وحيوية وعظمة الثورة
التي اندلعت في مصر بانفجار شعبي عارم في 25/ كانون الثاني, من هذا العام, لتسقط رأس
نظام الفساد والارتهان في الحادي عشر من شهر شباط, وتضعه على طريق السوق للمحاكمة.


فلقد حقق شعب مصر بشبابه وشيوخه, ورجاله ونسائه, بعماله وفلاحيه,
طلابه ومثقفيه, إنجازاً هاماً وكبيراً, وخطوةً جبارة على طريق خطوات لا يزال يواصل
السير بها, لانجاز كافة الأهداف التي يناضل الشعب المصري في سبيل تحقيقها.

لقد تحققت هذه الخطوة وهذا الانجاز, بنضال وطني متراكم, وبصمود
وثبات لا نظير له, وبتضحيات غالية كانت موضع إعجاب وتقدير في العالم أجمع, مما جعل
مصر موضوع اهتمام أمتنا جمعاء, كما اهتمام شعوب ودول العالم.

لقد اهتم قادة العالم وزعمائه, وكل المناضلين في سبيل الحرية
والتحرر والتقدم بالحدث المصري الذي لا يزال يطغى على ما دونه من أحداث, وقيل في ثورة
مصر الكثير من التوصيفات والتعليقات, لكن واحداً منها يحتوي بعمقه على كل التحليلات
والقراءات ما يجعل كل تحليل وقراءة بعده يدور في فلكه.

فالقول ( لا جديد في مصر... فلقد صنع المصريون التاريخ كالعادة ) يعكس في الحقيقة والواقع عظمة هذه الشعب الصابر والمناضل, ومدى القدرة والطاقة التي يختزنها, وعمق الإرادة التي يتحلى بها, ووعي أهمية الدور الذي قام به ليس على صعيد مصر فحسب بل على صعيد الأمة العربية كلها, وامتداداً على صعيد العالم.

كان لابد من التأكيد على هذا كله في بداية حديثنا هنا عن
مصر بعد سقوط رأس النظام, وما يعتريها اليوم من معضلات وتحديات وهموم, وما يحدق بثورتها
أيضاً من مخاطر.

مصر اليوم تعيش في مرحلة انتقالية لم تبلغ مداها بعد, ولم
تنجز ما يطمح له شعب مصر من تغيير حقيقي شامل, فلقد جرى تقويض جزء من قمم النظام القديم,
لكن النظام الجديد لم يبدأ ويتبلور بعد.

وقد يطول أمد المرحلة الانتقالية هذه, والسبب الرئيس الذي
فرض هذه المرحلة, أن الثورة الشعبية التي اندلعت في مصر, انفجرت دون طليعة ثورية, ودون
قيادة منظمة واحدة وموحدة, فالجماهير التي أسقطت رأس النظام القديم, بقيت حارسة للثورة
في الميادين والساحات, لكنها لم تصل إلى سدة الحكم برؤية وبرنامج واحد, والمجلس الأعلى
للجيش والقوات المسلحة المصرية, تفهم المطالب الشعبية, وأيدها, وتبناها, وأعلن بلاغاته
العسكرية في ضغط واضح على رأس النظام, بأن عليه أن يرحل, لكن المجلس هذا لم يجعل من
نفسه مجلساً لقيادة الثورة يقود البلاد ضمن سياسية وإستراتيجية واضحة.


فدخلت مصر والحالة هذه في مرحلة انتقالية, يقوم المجلس الأعلى
للجيش بتسيير دفة الحكم فيها, ضمن حكومة شكلها, تعرض أعضائها للتغير أكثر من مرة, ووجهته
في ذلك الوصول بالبلاد إلى انتخابات رئاسية لانتخاب رئيس للجمهورية, ومجلس للشعب, الأمر
الذي اقتضى إجراء تعديلات ضرورية في الدستور تجري الانتخابات على أساسه.


الثورة هي هدم القديم وبناء الجديد, وهو أمر بالغ الصعوبة
والتعقيد, ففي هذه المرحلة الانتقالية وما يسودها من تخبط وغموض والتباس, وما تتسم
به من فوضى اجتماعية وسياسية, وما تشهده من تردي الأوضاع الاقتصادية التي تفاقمت أكثر
فأكثر منذ الثورة (وبالتأكيد لم يكن بسببها, بل هي امتداد للسياسات الاقتصادية الضارة
والخطيرة التي انتهجها النظام السابق), في هذه المرحلة تنشط القوى المضادة للثورة وهي
من بنية النظام السابق وتعبئ إمكاناتها وطاقاتها لتعود من جديد للانقضاض على الثورة
لتحفظ مصالحها وامتيازاتها من جهة ولإجهاض ما يمكن أن تحدثه من إعادة صياغة توازن القوى
لمصلحة قوى حركة التحرر العربية, وما يلوح في الأفق من إمكانية تشكل كتلة من مصر وسورية
وإيران وقوى المقاومة, وهي في ذلك تتساوق مع الجهود الأمريكية والأوروبية ودول الخليج
العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي أفزعتها الثورة, لاحتواء الثورة والتأثير
في مساراتها, ومنع أي تغيير حقيقي ينهي كل أشكال التبعية إلى الغرب والارتهان المهين
لأمريكا والكيان الصهيوني.


وتلجأ هذه الأطراف مجتمعة, إلى تخصيص الأموال الهائلة لدعم
جمعيات وهيئات وائتلافات تكاثرت كالفطر, بهدف تأسيس تيار سياسي قوي يبقي على التحالف
مع أمريكا, واستمرار السلام مع ( إسرائيل ) يركز فقط على إصلاح سياسي داخلي وتهميش
القضايا الاجتماعية والوطنية والقومية, ويكون من شأنه إضعاف وضرب القوى الثورية الحقيقية.


والحديث في هذا الأمر, هو جانب من الحديث الذي يدور في مصر
راهناً, وتتلمس الجماهير أهدافه ومخاطره.

في مصر حديث دائم ونقاش عميق بل صراع حول الهوية, وأي خط
ونهج تسير عليه, هل هو خط ونهج ( مصـر أولاً ) بكل ما يعني ذلك من إبقاء التغيير الحاصل
في مصر سطحياً وشكلياً, ويبقي مصر رهينة الشروط واملاءات ومساعدات الغرب, متحالفةً
معه, ومتصالحةً مع العدو الصهيوني, أم خط ونهج صوب مشروع نهضوي يستلهم الحضارة العربية
والإسلامية, يستنهض مصر من جديد, ويؤسس لمشروع نهضوي عربي يعيد الاعتبار لمكانة مصر
ودورها الريادي, ويعيد الاعتبار أيضاً للأمن القومي ولقضايا الأمة وحقها في الحرية
والاستقلال والتكامل والوحدة.

في مصر حديث أيضاً على هوية مصر من جانب آخر, هل هي دولة
مدنية تعددية ديمقراطية, أم دولة محكومة بأيديولوجية محددة تلغي وتقفز عن كل مكونات
مصر الفكرية والسياسية والدينية.

في مصر تلعب القوى المضادة للثورة على وتر الطائفية,
وذلك لبث الفرقة والفتنة بين أبناء الشعب الواحد, وهما ( عنصرا ) مصر, المسلمون
والأقباط.

في كل الأحوال ربما يطول أمد المرحلة الانتقالية هذه, وكل ما نرجوه أن تتمكن مصر من عبورها وقد أفشلت كل ما يتربص بها من مؤامرات.

وستظل الجماهير المصرية تحقق النجاح تلو النجاح, ترسم طريقها
بوعي وثبات, ولن يمض وقت طويل حتى تأخذ مصر تتحدث عن أمتها, وقضاياها, ويأتي صوتها
الهادر من جديد يتحدث لأمتها أننا أمة واحدة, وأننا وطنا وطن واحد, وأن الدرب الذي
يسير عليه لن يكون إلى درب العزة والكرامة, درب الوحدة والتحرر.


س5:- كيف تقرأ ( الثورات ) والأحداث في عالمنا العربي وهل الرابط واحد
بينها في ما يتعلق بالمحرك الأساسي للأحداث؟



ج:- منذ بداية عام 2011م, يشهد الوطن العربي تطورات نوعية
غير مسبوقة, ويجتاح الأمة حراكاً شعبياً واسعاً, بدءً من تونس ومروراً بمصر واليمن
والبحرين وليبيا ووصولاً لسورية, ومن المقدر لهذا الحراك الشعبي أن يتمدد وينفجر في
العديد من البلدان العربية الأخرى, ولن يكون أي بلد عربي بمنأى عنه.


وعلى الرغم من حصول هذه الأحداث, وهذا الحراك في عدد من الأقطار
في أوقات متزامنة أو متقاربة, فإن هذا لا يعني على الإطلاق, أن دوافع الحراك واحدة,
أو أن مكوناتها متشابهة, أو أن أهدافها تقف على أرضية واحدة, وإن شكلت في مجموعها اهتماماً
واسعاً من قبل قوى الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني, بل قلقاً كبيراً وتحسباً من
أن تؤدي هذه الأحداث والتطورات في العديد من البلدان العربية, وخاصةً تلك التي ترتبط
بمواقفها وسياساتها بعلاقات واتفاقيات وبأدوار ترتبط بمصالح الغرب الاستعمارية, إلى
تغيرات عميقة وتحولات جذرية تضرب هذه المصالح, فسارعت القوى الاستعمارية هذه إلى العمل
والسعي لاحتواء الثورة في كل من تونس ومصر, وإلى استغلال الحراك الشعبي في ليبيا الذي
بدأ احتجاجاً ويطالب بالإصلاح, لتأجيج الصراع, ومن ثم فرض التدخل الأجنبي ( الناتو
) بغطاء من مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية تحت عنوان حماية المدنيين ليجري
تدمير ليبيا وقتل أكثر من 50 ألف مدني في ليبيا إضافة للجرحى والمفقودين, وكل هذا للسيطرة
على ليبيا وثرواتها وخاصة الغاز والنفط, ومن أجل ان تكون في الوقت نفسه مركزاً للثورة
المضادة في مصر والمغرب العربي عموماً.


وفي كل هذه الأحداث والتطورات لعب الإعلام دوراً كبيراً وخطيراً,
فلم يعد الإعلام يقدم رسالة المعرفة أو التنوير, أو تقديم الأخبار والبرامج الهادفة,
بل أخذ يقوم بدور تكوين وصناعة الرأي العام, وصولاً إلى استخدامه سلاحاً من الأسلحة
التي تستخدم في شن الحروب, كسلاح المدفعية والصورايخ والطائرات الخ.., الأمر الذي يدفعنا
للقول أن وسائل الإعلام العربية والأجنبية المجندة ضد سورية في هذه الآونة وقد بلغ
عددها حوالي 60 وسيلة ومحطة إعلامية قد جندت نفسها في شن حرب إعلامية على مدار الساعة,
تمتلك وسائل التزييف والتلفيق والاختلاق والتحريض ونشر الأكاذيب بالكلمة والصورة.

وللأهمية القصوى التي ينطوي عليه هذا الحراك الشعبي,
وهذا المخاض الكبير, فإننا في حركة فتح – الانتفاضة ننطلق من جملة من الثوابت
والمفاهيم نستند إليها في قراءتنا للحراك الشعبي هذا, ويمكن إجمالها على النحو
التالي:-

1- الشعب الفلسطيني شعب يناضل من أجل الحرية والتحرر والانعتاق

منذ أكثر من قرن من الزمن والشعب الفلسطيني يخوض نضالاً مريراً
في سبيل التحرر والحرية, وقدم في نضاله هذا تضحيات جليلة, وتعرض شعبنا نتيجة النكبة
التي ألمت به إلى أشد أنواع الظلم والاضطهاد والعنصرية, ونظرةٌ إلى جانب من الواقع
الذي عاشه ويعيشه شعبنا داخل الوطن المحتل وفي ساحات الشتات يبين حجم وعمق هذا الظلم
والاضطهاد.


في شعبنا ملايين اللاجئين والنازحين, وكذلك عشرات الألوف من المهجرين في وطنهم كما في واقع شعبنا في الأراضي المغتصبة عام 1948م, تعرض عشرات الألوف من أبناء شعبنا إلى السجن والاعتقال في سجون العدو الصهيوني على مدى سنوات الاغتصاب والاحتلال, كواكب من ألوف الشهداء والجرحى والمعوقين رووا بدمائهم أرض الوطن وفي سبيل
الدفاع عن الثورة والقضية, هناك العديد من الذين تعرضوا للإبعاد والنفي, وهناك المحاصرون
كما في قطاع غزة, العالقون على الحواجز والمعابر وفي العديد من مطارات وموانئ الدول
الشقيقة, هناك الأطفال الذين وضعتهم أمهاتهم على الحواجز العسكرية الصهيونية وفي المعتقلات,
هناك المصادرة أراضيهم, المقتلعين من منازلهم, المهدمة منازلهم, المفصولون عن بيوتهم
وأراضيهم بفعل جدار الضم والتوسع والعنصرية, وهناك نماذج لا حصر لها من صنوف الظلم
والاضطهاد والعدوان والعنصرية لا زالت متواصلة وليس مقدراً لها في المدى المنظور أن
تصل إلى نهايتها.


إن شعباً تعرض لكل هذا, يعد من أكثر شعوب الكرة الأرضية توقاً
للحرية والتحرر والانعتاق, وهو من أكثر شعوب الأمة تحسساً لنداء الحرية.


إن هذا التوق للتمتع بالحرية طبع الشخصية الفلسطينية عموماً
وهذا الشعور بالإحساس شعور حقيقي وأصيل وعميق, لكن هذا الشعور والإحساس ليس مجرد شعورٌ
عاطفي بل شعورٌ له محتواه الوطني ومضامينه النضالية, شعور وإحساس أينع بالدماء العزيزة
في أتون الصراع مع معسكر الأعداء, من صهاينة وامبرياليين وغزاة على تنوع جنسياتهم وأهدافهم,
وهو شعور وإحساس متلازم أيضاً مع تضحيات الأمة كلها في سبيل حريتها واستقلالها وسيادتها
وكرامتها ورفضها للغزاة والمحتلين.


لذلك أيها الأخوة فإن السؤال الذي يتردد في بعض وسائل الإعلام والصحافة, وعلى أيدي بعض كتاب الناتو والمارينز عن موقع الشعب الفلسطيني وموقفه من ( الربيع العربي ) سؤال لا مجال له لأنه يتجاهل التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني ويقفز عن الحلم الفلسطيني, بل ويضمر في ثناياه حرف نضال الشعب الفلسطيني وطاقاته لتوظيفها لخدمة مآرب وأهداف لا تمت لقضيته بصلة ولا تصب في مصلحة وخط ونهج وثقافة الصراع مع العدو الصهيوني.

2- الشعب الفلسطيني جزءٌ من الأمة العربية ونضاله جزءٌ لا يتجزأ من نضالها

لا تعد هذه المقولة مجرد قول, أو ترف فكري, بل هي مكون من مكونات الفكر السياسي الفلسطيني المناضل, وهذا المكون يستند إلى حقائق التاريخ المشترك, وروابط الدم وإلى حضارة واحدة ( الحضارة العربية والإسلامية ) ويستند إلى الترابط الجغرافي الذي يؤكد على وحدة الوطن العربي بأجمعه, ويستند في الوقت نفسه إلى حقيقة أن الاستهدافات المعادية لقوى الغزو والاستعمار والامبريالية تستهدف الوطن العربي والأمة العربية بأسرها ولا تتجاهل حقيقة إن إقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين كان بهدف منع وحدة هذه الأمة والعمل على تجزئتها وبسط الهيمنة والسيطرة والنفوذ على كامل أرجائها.


من هنا فإن الترابط بين نضال شعبنا ونضال أمتنا هو ترابط عضوي في سياق مقاومة المشروع الاستعماري الغربي.

لقد قاومت أمتنا المشروع الصهيوني على أرض فلسطين وفي هذا
تاريخ مشهود, ويقف شعبنا المناضل وقواه المناضلة إلى جانب القوى الحية في أمتنا التي
تناضل من أجل عزة ورفعة وسيادة وكرامة أقطارها, إلى جانبها في نضالها للتخلص من أنظمة
العمالة التي رهنت بلدانها بمصالح الأعداء والتي فرطت بسيادة الأمة وأقامت العلاقات
مع العدو الصهيوني ورفعت أعلامه في عواصمها, إلى جانبها في نضالها لمناهضة الصهيونية
والتطبيع, إلى جانبها في نضالها لحماية أوطانها من أطماع المستعمرين وفي نضالها لرفض
التدخلات الأجنبية في شؤونها, وفي نضالها من أجل الوحدة العربية والتكامل الاقتصادي
وليس من أجل التجزئة والتفتيت, وفي نضالها لترسيخ وحدتها ووحدة النسيج الاجتماعي في
كل بلد وقطر في مواجهة مشاريع الفتنة المذهبية والطائفية التي لا تمت لحضارة أمتنا
في صلة ورابط.

والشعب الفلسطيني وقواه الوطنية المناضلة وتاريخه النضالي
العظيم لا يمكن إلا أن يظل متمسكاً وواعياً لهذه الحقائق والمكونات, لا يضّيع البوصلة
والاتجاه بالتالي, ولا يخلط الحابل بالنابل, ولا تأخذه الدعوات المغرضة التي تحاول
زجه في اتون صراع لا يقوم على الأسس والمرتكزات المشار إليها والحقائق التي اتسم بها
نضاله الطويل.

3- جدلية علاقة تحرير فلسطين بالديمقراطية

تناضل حركتنا وتدعو بشكل دائم ومتواصل, وفي كل المحافل والمنابر

والمؤتمرات وفي كل الأنشطة السياسية, إلى ضرورة بلورة المشروع النهضوي للأمة, نظراً
لما يحدق بها من مخاطر, وما تتعرض له من استهدافات, وفي مقدمة هذه المخاطر خطر الانكشاف
الكبير الذي يتعرض له الوطن العربي وضرب وتقويض ما تبقى من مرتكزات الأمن القومي, حيث
أصبح الوطن العربي رقعة مستباحة لأقدام القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية, وخطر
ضرب الوحدة العربية بالتفتيت والتجزئة على أساس طائفي ومذهبي واثني, وضرب الهوية العربية
ومحوها من خلال ما يسمى نظام شرق أوسطي.

ونحن نركز دائماً ونسعى إلى استنهاض القوى السياسية
الشعبية الحية لمواجهة هذه المخاطر والتحديات
ونرى أنه في مقدمة المرتكزات التي يمكن للمشروع النهضوي القيام على أساسها,
ضرورة تعزيز النضال من أجل الديمقراطية ومن أجل بناء المجتمعات العربية لصياغة قرارها
الوطني متحررة من كل قيد, أخذين بالاعتبار أن التغير والديمقراطية والمشاركة الشعبية
مرتبطة بالنضال وبالصراع من معسكر أعداء أمتنا.


ونرى أن عملية تحرير فلسطين وهي مهمةٌ ينطوي فيها مهمة النضال
لمواجهة كل المشاريع الاستعمارية في وطننا العربي تطرح قضية المجابهة بين الهيمنة الامبريالية
والتخلف والتجزئة وتحقيق الديمقراطية من خلال عملية الصراع وليس من خارجها.


واليوم أكثر من أي وقت مضى وأمام اتضاح ما يجري نؤكد على
أهمية هذه الموضوعة, لان السؤال المطروح هل يمكن تحقيق الديمقراطية من خلال استجلاب
التدخلات الأجنبية في بلداننا, وعندها ما شكل وطعم هذه الحرية, وما هو مضمون هذه الديمقراطية؟.


وحتى لا نستغرق في الكثير من التفاصيل نؤكد على حقيقة أن
الطريق إلى التغير الحقيقي والحرية الحقيقة والديمقراطية الحقة هو من خلال عملية الصراع
مع معسكر أعداء أمتنا وليس ما خارجها فالموقف من الاستهدافات المعادية هو الأساس الذي
يجري البناء عليه, وعكس ذلك تجد أمتنا نفسها من جيد أمام ويلات وكوارث تلحق بها بوعي
أو دون وعي.


وفي استعراضنا للمفاهيم والثوابت التي لا يجوز القفز
عنها نؤكد على ما يلي:-

1- حرية المواطن من حرية الوطن, وحرية الشعب من حرية وطنه.

ويقودنا هذا إلى القول بوعي وشجاعة أن امتنا العربية بأسرها
ليست أمةً حرة, ما دام هناك وطنٌ عربي مغتصب, وما دامت هناك أراضٍ محتلة, ومادامت القواعد
الأمريكية جاثمة على الأرض العربية, وما دامت المياه العربية مياهٌ سائبة تتجول فيها
البوارج وحاملات الطائرات الأمريكية والغربية, ليست أمةٌ حرة ما دام يتحكم بها عدد
من الحكام والملوك والأمراء اللذين يقومون بدور وظيفي خطير في خدمة المصالح الامبريالية
والاستعمارية, ويحسبون أنفسهم قادةً عظام يلعبون أدوراً تاريخية, وهم في الحقيقة أقزام
صغار وعملاء يشكلون خرقاً في جسد الأمة.


حرية المواطن والشعب بمجموعه لا تحملها الدبابات الأمريكية
التي غزت العراق من أراضي عربية ولا طائرات الناتو التي دمرت ليبيا, ولا طائرات قطر
التي أرادت بالمشاركة في قصف وتدمير ليبيا تقديم غطاء عربي لهؤلاء المستعمرين.


لقد دمرت الحرب على العراق, العراق كله, وأسقطت الدولة وليس
النظام, وكل ما يجري في العراق راهناً هو من مفاعيل هذه الحرب العدوانية التي حملت
الفتنة الطائفية والمذهبية والعرقية, وترتب عليها نهب ثورات العراق, الأمر الذي شل
إمكانات وقدرات العراق وحال دون توظيفها في خدمة مصالح الأمة.


وأما ما جرى في ليبيا يأتي طرح سؤال كبير اليوم من الذي سقط
في ليبيا؟, القذافي؟ أم ليبيا كلها.


لقد شنوا عليها الحرب تحت حجة حماية المدنيين, وها هي الأخبار
تتوالى لتفصح أن أكثر من 50 ألف قتيل سقطوا جراء هذا العدوان الاستعماري, ومثلهم جرحى
ومفقودين, وهذا التدخل يفتح الباب واسعاً أمام صراعات قبلية ومناطقية وعرقية لن تنحصر
فقط في ليبيا بل ستمتد لتشمل كل دول المغرب العربي وشمال إفريقيا, والهدف في هذا واضحٌ
ومحدد في وضع اليد على ثورات هذا البلد العربي النفطية.


وأمام ما يجري في سورية من استهدافات, فطالما أعربنا عن موقفنا
الذي لخصناه بأن مطالب الشعب السوري الإصلاحية هي مطالب حقة وعادلة ومشروعة, وأكدنا
أن الشعب السوري الشقيق شعبٌ حي وحيوي ويستحق كل خير وتقدم ويستحق تلبية مطالبه, وفي
هذا السياق ثّمنا الإجراءات والقرارات والقوانين وكل الخطوات الإصلاحية التي أقرتها
القيادة السورية.


لكن يتضح في كل يوم أن الأمر لم يعد ينحصر في مطالب إصلاحية,
بل أنه يجري استغلال هذا الحراك من أجل هذه المطالب وتوظيفه في برنامج يهدف لتدمير
سورية وإسقاط الدولة وليس النظام, وتجزئتها وتفتيتها, وبعث كل العصبيات الطائفة والمذهبية
التي لم تعرفها سورية بتاريخها.


إن تأجيج الصراع في سورية وهذه الحملة المعادية من أمريكا
والدول الأوروبية وعددٌ من الدول العربية ودول الجوار, التي تتستر وراء حقوق الإنسان
وتعميم الديمقراطية الخ.., تخفي ورائها مؤامرة واضحة المعالم.


لقد جاء هذا اثر سقوط رأس نظام الارتهان والعمالة في مصر,
للحيلولة دون تلاقي مصر وسورية فيشكلان قوةً تقلب موازين القوى وتؤسس لقوة عربية مهابة,
وجاء أيضاً في مرحلةٍ تستعد فيها الجيوش الأمريكية للخروج من العراق وأفغانستان الأمر
الذي يحدث فراغاً ويؤدي إلى حدوث تبدل كبير وتغير استراتيجي صارخ من شأنها الأضرار
بالمصالح الامبريالية, ولمنع هذا كان لا بد من إضعاف سورية وشل إمكانياتها حتى لا تتمكن
من الاستفادة من هذه المتغيرات فجاءت هذه المؤامرة المدعومة بتوفير الأموال والأسلحة
والإعلام والتدريب الوحشي والدور الميداني التخريبي على الأرض والتهييج الأعمى بالدعوة
للحماية الأجنبية, تمهيداً لخطوة حمقاء بتدخل أجنبي محتمل.

2- التفريق في مواقفنا بين الأنظمة العملية والأنظمة الوطنية

وهذه البديهية تقوم على معيارٍ يحدد الموقف من أي نظام أو
رئيس ومن أي دولةٍ عربية كانت أو إسلامية أو أجنبية, وهو الموقف من قضية فلسطين.

لذلك رحبنا وانتظرنا سقوط رأس نظام الارتهان والتبعية في مصر ( مبارك ), ورحبنا بسقوط رأس نظام التبعية والارتهان في تونس ( زين العابدين ), ونرحب برحيل الرئيس على عبد الله صالح الذي فتح أبواب اليمن للتدخلات الأجنبية, والتعاون والتنسيق مع وكالة الاستخبارات الأمريكية وغيرها, ونرحب بسقوط رؤوس أنظمة التبعية وأمتنا تعرفهم واحداً واحداً وتعرف تاريخهم ومؤامراتهم وتواطئهم ضد المقاومة الفلسطينية والمقاومة في لبنان والمقاومة في العراق ضد الاحتلال الأجنبي, فبقائهم على
سدة الحكم يشكل خطراً على وحدة أمتنا ومصالحها وعلى أمنها القومي.


لقد تبلور في خضم الصراع مع العدو الصهيوني ومع المشاريع
الاستعمارية الغربية, معسكراً للصمود والمقاومة والممانعة تشكل سورية وقائدها, والجمهورية
الإسلامية الإيرانية, والمقاومة في لبنان, والمقاومة في العراق, وكل القوى الحية في
أمتنا المناهضة للصهيونية والتطبيع, مكوناته الأساسية.


من هنا فإننا ننتمي لهذا المعسكر, ونحن وكل قوى المقاومة
في شعبنا جزءٌ لا يتجزأ منه, والمؤامرةُ أضحت واضحة باستهداف كل أطراف هذا المعسكر,
والموقف الوطني يحتم علينا إبراز هذا البعد وهذا الحقيقة وعدم تغيبها, بل ويقتضي الأمر
أعلى درجات التنسيق والتعاون والعمل المشترك من أجل مواجهةٍ مشتركة لكل الاستهدافات
والتحديات المحدقة.

س6:- هل من رسالة إلى أمتنا العربية
وإلى شعبنا العربي السوري, فلسطين كما هي سورية قضيتنا المركزية.


ج:- إن علاقة وارتباط الشعب الفلسطيني بأمته العربية,
علاقة انتماء عميق, وهي علاقة عضوية, وما ننطلق منه دائماً هو أن أمتنا أمة واحدة
مهما حاول الأعداء تمزيقها, كما ان جماهير وقوى أمتنا تناضل بالبلدان العربية
المتعددة من أجل تحقيق الأهداف الواحدة التي تتمحور حول تحرير ما اغتصب من الوطن
العربي, وحول التحرر من ربقة الاستعمار والتبعية, كما تناضل من أجل وحدتها
ورفعتها.


إن هذه الحقائق تقودني للقول أن رؤيتنا لأمتنا ودورنا
اتجاهها, ودور أمتنا اتجاه قضية فلسطين أكبر وأشمل من حصرها ( برسالة ) لان هذه
الرؤية وهذا الدور يتعلق بالتاريخ المشترك وبالحاضر المتشكل وبالمستقبل المنشود
لأمة لا زالت تواجه قوى استعمارية غاشمة تطمع بثرواتها وتتآمر من أجل بسط السيطرة
والنفوذ عليها.


[f
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأخ أبو موسى / أمين السر يتحدث لمجلة منبر التوحيد في لبنان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة :: موسوعة سياسية :: الافتتاحية-
انتقل الى: