من أهداف لائحة السلوك المهني تحرّي دقة وصحة المعلومات الواردة من مختلف المصادر، والحرص على تفادي ارتكاب أخطاء، وأنه يجب عدم تحريف الوقائع والمعلومات والحقائق تحت أي ذريعة وعدم التلاعب بمحتوى الصور المتعلقة بالأخبار والتقارير الإخبارية بحيث يؤدي ذلك إلى تشويه الوقائع
تلاشي مفهوم
قناعة الصحفي في ظل الأحداث التي عصفت بمنطقة الشرق الأوسط، وخضوع تلك القناعة
لمتطلبات سياسة الوسيلة الإعلامي
· ما يجري في
سورية يشكل ترجمة لرغبة المؤسسات الإعلامية المعادية في تعزيز الرؤية المخابراتية
التي تسعى إلى تضليل الرأي العام
· أصبح واضحاً
دور تلك المؤسسات الإعلامية في تصدير الأزمات وصناعتها وخلق المبررات لتمزيق وطنناإلى خرائط صغيرة
أقام مركز الإعلام والدراسات الفلسطينية يوم الاربعاء 1-2-2012 ندوة إعلامية استضاف
فيهاالاستاذ حسين مرتضى مدير مكتب قناة العالم بدمشق، تحدث في بدايتها عن مصطلح
الاعلام فقال :
كلمة إعلام إنما تعني أساساً الإخبار وتقديم معلومات، و هذه العملية تحيلنا إلى وجود رسالة
إعلامية تنتقل في اتجاه واحد من مرسل إلى مستقبل، فإذا كان المصطلح يعني نقل
المعلومات والأخبار والأفكار والآراء، فإن الإعلام يعني تقديم الأفكار والآراء
والتوجهات المختلفة إلى جانب المعلومات والبيانات بحيث تكون النتيجة المتوقعة
والمخطط لها مسبقاً أن تعلم الجماهير الرسالة الإعلامية وكافة الحقائق ومن كافة
جوانبها، ثم أشار إلى أهمية الإعلام وخطورته في التأثير على صنع القرارات وتوجيه
أو قيادة المجتمعات، فهو سلاح ذو حدين. واستحضر الأستاذ حسين مرتضى تجربة وسائل
الإعلام الغربية والناطقة بالعربية خلال الانتخابات الإيرانية الأخيرة، التي
عايشها عن قرب من خلال وجوده في الجمهورية الإسلامية، بما يعنيه من نموذج الحرب
الناعمة كما استحضر تجربة مماثلة خلال حرب تموز حيث كانت بعض الفضائيات تبثّ
أخباراً عن خروق حققها الجيش الصهيوني لإضعاف عزيمة المقاومين مشيراً إلى أن ما يسمى
بالاختراقات لم تقع مطلقاً.
ليستخلص أن الأداء السلوكي الذي انطلقت به وسائل الإعلام الناطقة بالعربية بعد الحراك
السياسي الاجتماعي كان أشبه بزلزال ضرب سقف إفريقيا الشمالي وصولاً إلى سورية، جعل
كل القوى المتضررة التي دفعت بكل قوتها لخلط الأوراق من جديد في المنطقة، من خلال
زجّ جميع وسائل الإعلام للتأثير على مسار الاحداث وعدم التزام وسائل الإعلام بالحد
الأدنى للوائح السلوك الصحفي الذي يشير إلى أن من أهداف لائحة السلوك المهني تحرّي
دقة وصحة المعلومات الواردة من مختلف المصادر، والحرص على تفادي ارتكاب أخطاء،
وأنه يجب عدم تحريف الوقائع والمعلومات والحقائق تحت أي ذريعة وعدم التلاعب بمحتوى
الصور المتعلقة بالأخبار والتقارير الإخبارية بحيث يؤدي ذلك إلى تشويه الوقائع.
وتحدث المحاضر عن الآليات الجديد التي تحاول وسائل الإعلام استخدامها من خلال تكنولوجيا
حديثة للوصول إلى المتلقي، الآليات التي تتجاهل التمسك من -خلال عملها- بالقيم
الصحفية من صدق ومصداقية وتوازن وجرأة إذ أنها تحولت إلى صوت ينطق بلسان سيده (أي
الممول) مؤكداً في ذلك السياق على تلاشي مفهوم قناعة الصحفي في ظل الأحداث التي
عصفت بمنطقة الشرق الأوسط، وخضوع تلك القناعة لمتطلبات سياسة الوسيلة الإعلامية
وتأثير توجهها، مبيّناً حقيقة النفوذ السياسي والإعلامي الغربي الكبير على وسائل
الإعلام، مما أحال تلك الوسائل إلى تكتلات إعلامية ضمن فرز يقوم على فكرة الضربة
الاستباقية للحدث فضلاً على تنوع السلوك الإعلامي خارج سرب العمل المهني الموضوعي
المتزّن وكمثال (الجزيرة والحرة والعربية) والعديد من القنوات المعروفة. وما إن
تسأل تلك القنوات التي تعتبر نفسها محايدة (كالعربية والحرة والجزيرة) عن سبب
تركيزها عن الخبر الفلاني أو إهمالها للحدث الآخر حتى يقال إنها المهنية أو
الموضوعية وألفاظ أخرى.
و أوضح الإعلامي الأستاذ حسين مرتضى حقيقة تلك القنوات التي تدور في الفلك الأميركي
وحقيقة دورها لمحاربة الفكر والثقافة العربية والإسلامية، بوصفها مشروع تهديم
للثقافة العربية الإسلامية، بوسائل وأدوات تستهدف إظهار الأميركي بهيئة البطل
المحرر والكبير العاقل، فيما تذهب بالتلازم مع أجندات تنتمي للرأسمال الخليجي،
والهدف هو تقويض عمل المقاومة الفلسطينية وعدم تغطيتها بنفس عربي مقاوم، تلك
القنوات التي لم تهدأ دقيقة في تغطيتها لأحداث الانتخابات الإيرانية، مشككة
بمصداقيتها، وتذهب أبعد من ذلك إلى حجب الحقائق، سيما في انتهاكات حقوق الإنسان في
السجون السعودية.
ولفت المحاضر إلى نشاط القنوات الأميركية والصحافة الصهيونية الذي يندرج في خانة صنع
الكراهية وزرع الفتن والحرب النفسية التي تستخدم الدعاية السوداء وتقوم على
اعتبارات من أهمها بناء القوام التراجيدي للحدث وتوظيف المعاناة، والتعاطي مع
الأحداث (سيما في سورية) بالتنميط الاثني والسوقي والطائفي وحتى الثقافي، وكل ذلك
يترافق مع التزوير الذي يطال الوثائق والمستندات واستغلال قدرات فنيي المونتاج
وإعادة تشكيل المواد الإعلامية فنياً، وتجليات ذلك في أحداث سورية.
في سياق الكشف عن مركزية الهجوم الإعلامي على سورية ومكانتها في صنع القرار السياسي
الدولي والإقليمي والمحلي ومواقفها المعروفة للجميع ضمن دعمها لحق المقاومة
المشروع في فلسطين ولبنان والعراق، وفي أي مكان تنتهك فيه إنسانية الإنسان وتسلب
أرضه وحقوقه.
واعتبر الاستاذ حسين مرتضى في تسليطه الضوء على
ما يجري في سورية يشكل ترجمة لرغبة المؤسسات الإعلامية المعادية في تعزيز الرؤية
المخابراتية التي تسعى إلى تضليل الرأي العام، ومن أخطر ما كانت تركز عليه هو
إشباع الأخبار بالعنف الطائفي مستغلة مكونات النسيج الاجتماعي السوري وخلق حالات
من الفعل وردّ الفعل على أساس تجريم الأمن السوري والحكومة السورية ضمن تناقض صارخ
للأحداث من أجل بناء مشهد مضلل صاحب حضور قوي في غرائز الشارع، من خلال بروباغندا
إعلامية تتلاعب بالحقائق وإطلاق التحيز إلى أقصى أفق، من خلال تزوير بعض المشاهد
والوثائق وإعادة مونتاج لمقاطع الفيديو واستخدام فيلق من الشهود الزور، يساعد في
ذلك كلمة التسارع المذهل في التطور التقني والتكنولوجي ووسائل الاتصال ونقل
المعلومات.قائلاً: لقد أصبح واضحاً دور تلك المؤسسات الإعلامية في تصدير الأزمات وصناعتها وخلق
المبررات لتمزيق وطننا إلى خرائط صغيرة ومؤكداً ضرورة الانطلاق من خلال إعلام وطني
قادر على التفاعل الفكري والإبداع من خلال مساهمة فعالة في مواجهة الأزمة المجيّش
لها أكبر الإمبراطوريات الإعلامية، ضمن صياغة مفاهيم جديدة للأمن الإعلامي العربي
يكون قادراً على ترسيخ الوعي الجماهيري بأدوات مهنية، قادرة على أن تسجّل عملها في
وعي الملايين وصفحات الزمن.
وبتلك القراءة الفاحصة للدور الإعلامي التابع، ومتطلبات المهنية الإعلامية أعاد الأستاذ
حسين مرتضى المعنى من الإعلام وتأصيل رسالته، انطلاقاً من رؤية تتحرى ذلك الإعلام
التابع الافتراضي وأدواره الخطيرة سيما في ما تتعرض له سورية دوراً ومكانة، الأمر
الذي يستنهض الوعي بحقيقة ما يجري راهناً ومستقبلاً، دفاعاً عن حقيقة الأمة
العربية والإسلامية وهويتها الكفاحية التي تمتحن وتختبر اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وفي نهاية المحاضرة قدم بعض الحضور مداخلات
واستفسارات أغنت الموضوع ، وكان الأخ أبو عدنان عضو لجنة الاعلام والدراسات
الفلسطينية قد للندوة بكلمة تحدث فيها عن أهمية الإعلام وخطورته في التأثير على
الجماهير بعد أن أصبح العالم قرية الكترونية واحدة، ودوره في شن الحروب الإعلامية
وتأثيره في تشكيل الرأي العام للمجتمع، وهنا لا بد من الإشارة إلى الإعلام الملتزم
والمقاوم والذي يخدم متطلبات صمود الأمة في مواجهة برامج أعدائها بعكس الإعلام
التابع لأجندات خارجية ينفذ سياسات تهدف إلى تفتيت وإخضاع الأمة عبر أساليب مفبركة
بعيداً عن سلوكيات وأخلاق المهنة الإعلامية.
هذا وقد حضر الندوة الأخ أبو عمر مسؤول لجنة
الإعلام الحركية، والأخ أبو فراس مسؤول إقليم سورية الحركي، والأخ أبو السعيد عضو
المجلس الثوري للحركة، إضافة إلى أعضاء لجنة الإعلام ولفيف من الأخوة المهتمين
بالشأن الإعلامي