منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
اهلاً وسهلاً بكم في منتدى حركة فتح الانتفاضة
قدومكم إلينا ووجودكم معنا زادنا فرحاً سروراً
ولأجلكم نفرش الأرض زهور
أهلا بك وردا ندية تنضم لمنتدى حركة فتح الانتفاضة
ونتمنى ان نرى منكِ كل تميز
فأحللت أهلاً ..... وطئت سهلاً
في مرابع منتدى حركة فتح الانتفاضة

الادارة منتدى حركة فتح الانتفاضة
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة

منتدى حركة فتح الانتفاضة يقوم بكافة الخدمات الثقافيه والسياسية والاجتماعية
 
الرئيسيةقوات العاصفةأحدث الصورالتسجيلدخول

عدد زوار
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 سوريا تصنع التاريخ ونظام عالمي يغيّر قواعد اللعبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمود صالح
رائد
رائد
محمود صالح


المزاج : هادي
تاريخ التسجيل : 04/06/2009
الابراج : الدلو
الأبراج الصينية : الديك
عدد الرسائل : 150
الموقع : fateh83.yoo7.com
العمل/الترفيه : كاتب

بطاقة الشخصية
فتح: 50

سوريا تصنع التاريخ ونظام عالمي يغيّر قواعد اللعبة Empty
مُساهمةموضوع: سوريا تصنع التاريخ ونظام عالمي يغيّر قواعد اللعبة   سوريا تصنع التاريخ ونظام عالمي يغيّر قواعد اللعبة Emptyالإثنين سبتمبر 10, 2012 1:30 am

سوريا تصنع التاريخ ونظام عالمي يغيّر قواعد اللعبة

لمعرفة ما يدور في عالمنا العربي من أحداث وأزمات لا بد من العودة الى التاريخ، فهو المعلم الموثق للوقائع وبأمانة، عندها نقرأ الوقائع الجديدة.
تولد عن انهيار الامبراطورية العثمانية، تصفية التركة لصالح بريطانيا وفرنسا، اللتان أقامتا نظاماً دولياً مكّن لهما ممارسة حرية تصرف شبه مطلقة في كافة أرجاء المعمورة، ومنذ ذلك الحين أضحى العالم العربي أسير اللعبة الدولية بحيث انعكس ذلك على الجغرافية السياسية للدول العربية الناشئة وطبيعة أنظمة الحكم الوليدة، وهي دول وأنظمة في معظمها لم تستطع الفكاك من أثر الهيمنة الغربية ولاحقاً الأميركية منها بشكل خاص خلال مسارها الطويل ولا الخروج على دائرة التبعية المفزعة لمركز القرار الدولي.
ولم تأت الحرب العالمية الثانية بجديد لصالح العالم العربي، فقد تغيّر اللاعبون الدوليون، واستمر التدخل الدولي في تحديد أنماط سلوك معظم الدول والأنظمة التي لا يمكن تفسير أوضاعها الداخلية ومصائرها دون فهم التشابك والتعقيد بين السياسات الإقليمية الدولية.
وخلال حقبة زمنية شهدت الوقائع والأحداث الرئيسية في تاريخ العرب المعاصر نشأة الدول العربية و"جامعتها"، وإقامة الغرب للكيان الصهيوني، وحرب 1948 و 1967 و 1973 وتوقيع اتفاقيات كامب دايفيد وما تلاها من انفجار الأزمة في المنطقة على شكل حروب داخلية وخارجية واجتياح إسرائيلي للبنان وأزمة الخليج بجميع أبعادها وصولاً الى تصدر الولايات المتحدة الأميركية "دور الحكم وراعي المفاوضات" أي المفاوضات الأميركية – الفلسطينية وتوقيع اتفاقية أوسلو 1993 وما تلاها من تداعيات وسلاسل زمنية بدأت ولم تنته.
وفي إطلالة معمقة وموضوعية نرصد فوضى التاريخ وتناقضاته الظاهرة، إلا أنه يضفي عليه منطقاً يبدو ضرورياً لفهم اللحظة الراهنة التي تمر بها منقطتنا العربية، حيث المسرح الجغرافي السياسي، وحيث المخزون النفطي الهائل في المنطقة العربية.

معركة تغيير قواعد اللعبة

المعادلات الدولية الجديدة في المنطقة بدأت تثبت حضورها، من خلال الصراع الشرس الذي يجري والهجمة الأميركية – الغربية التركية الممولة بأموال النفط العربي المنهوب على أيدي حفنة من الحكام الذين لا هم لهم سوى إرضاء أسيادهم، وباتوا يحاربون الى جانب أعداء الأمة ويقدمون التسهيلات ويقلبون الحقائق في محاولة لتلويث كل ما هو ناصع في تاريخ أمتنا.
المعركة اليوم هي في أوجها ويسخر لها كل الإمكانيات وهدف الأعداء ومن يدور في فلكهم إسقاط أحد قلاع المقاومة والكرامة العربية المتمثل في سوريا العروبة وما تمثله في وجدان كل عربي غيور على مصالح أمته.
ومن خلال ما يسمى "الثورات" تتم عملية فك وتركيب جديدة في المنطقة والحفاظ على المضمون الذي يحافظ على المصالح الأميركية والغربية وتغيير بعض الواجهات التي استهلكت بفعل تقادم الزمن والحاجة الأميركية الغربية للحفاظ على أمن "إسرائيل"، واستدعت التدخل وركوب موجة "الثورات" والأحداث، وبعد أن استهلك نظام مبارك في مصر، يعاد الآن ترتيب الأوضاع من جديد للحفاظ على التراكمات والإنجازات التي تخدم ذات المصالح والأهداف ولكن بواجهات جديدة.
من هنا تبدو عملية استبدال اللاعبين الصغار بلاعبين من ذات المستوى، ولكن ضمن تسويق جديد تتضح ملامحه تباعاً وحسب السيناريو المعد للمنطقة العربية.
وحدها سوريا ومعها منظومة المقاومة في أمتنا، مازالت تشكل عقبة كآداء في مواجهة المشاريع الاستعمارية، ولذلك يتم استهدافها بكل إمكانيات الأعداء وأدواتهم التابعة في المنطقة، ويتم استخدام أبشع الأساليب اللاأخلاقية والضرب على أوتار طائفية وقومية، تستهدف إضعاف سوريا وما تمثله.

العودة الى التاريخ

ما تشهده المنطقة وشدة الصراع وتركيز الأعداء على الحلقة المركزية الصعبة لمنظومة المقاومة في أمتنا، تعني أن نظاماً عالمياً قيد التشكل، والهدف منه نسف معاهدة سلام ويستفاليا عام 1668 التي جاءت بعد حرب الثلاثين سنة، وبعد موت ودمار هائلين طالا 40 % من سكان وممتلكات مدن وقرى ألمانيا، تلك الحرب التي كانت دينية تحت شعار الإصلاح، تلك المعاهدة التي أسست لمبدأ السيادة استناداً لمبادئ أساسية، تتمثل بمبدأ السيادة المطلقة للدولة الوطنية وما يصاحبها من حق أساسي لتقرير المصير السياسي، ومبدأ المساواة القانونية بين الدول الوطنية، فأصغر دولة مساوية لأكبر دولة مهما بلغ ضعفها أو قوتها، غناها أو فقرها، ومبدأ إلزامية المعاهدات بين الدول عالمياً، حيث طرحت تلك المعاهدة فكرة القانون العالمي الملزم لكل الدول، ومبدأ عدم التدخل من طرف دولة ما في الشؤون الداخلية لدولة أخرى.
وفيما بعد ومع الوقت تطورت فكرة النظام العالمي على أساس قواعد السيادة، وكان ثمارها الحلف المقدس الذي اقترحه قيصر روسيا عام 1815، ومشروع التضامن الأوروبي الذي اقترحه مترنيخ النمساوي في القرن التاسع عشر وتأسست عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى، لكنها لم تكن أكثر من تكريس لواقع القوى المنتصرة في هذه الحرب، رغم إعلان ميثاقها عن تأييد السلام العالمي.
وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي بدأ تغيير النظام العالمي، وهنا نشأ في الولايات المتحدة تيار فكري هو تيار المحافظين الجدد، رسم أسسه ليوشتراوس وبنى قواعده على العمل الباطني الذي يقسم الحياة السياسية الى فلاسفة وسادة ورعاع، حيث يمتلك الفلاسفة الحقيقة ويعطون جزءاًَ منها للسياسيين "السادة" فيما على باقي البشر وهم الأكثرية "الرعاع" أن يكونوا أدوات لما يقرره الفلاسفة، وعليه تطورت أفكارهم الى ضرورة إنهاء مبدأ ويستفاليا من حيث السيادة ومنع التدخل في الشؤون الداخلية للأمم، واستبداله بمبدأ "التدخل الإنساني" كأداة جديدة ذات عنوان ناعم وملفت للعامة والرعاع لسيطرة يقرها الفلاسفة باعتباره من نتائج الحرب العالمية الثانية والتي يجب أن تنتهي كمشكّل للتنظيم العالمي واستبدالها بمبدأ التفاوض.
ومنذ عام 1999 تناغمت بريطانيا مع ما يحدث في أميركا وحاولت التكيف معه وبدأت نغمة نهاية معاهدة ويستفاليا، وإقامة مبدأ جديد هو "التدخل الإنساني" وكانت الحرب العالمية الثانية قد أعادت معاهدة ويستفاليا الى وضعها الطبيعي لأنها منعت ألمانيا – هتلر آنذاك من أن تصبح دولة امبراطورية وإفشال نظرية هتلر المناهضة للسيادة، والمفارقة أن ما حاربه بسبب انتهاك السيادة هو اليوم يقف الى جانب إزالة السيادة.
لم يتسرع الأميركيون بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وانتظروا عقداً من الزمن كانوا فيه يتصرفون باعتبارهم الدولة العظمى الوحيدة مع إعطاء الظهر للدول العظمى الأخرى، الى أن ارتسمت الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي ظهرت الى العلن في 20 أيلول 2002 وهذا ما أدى الى اهتزاز المفاهيم العالمية، وإلغاء مفهوم المقاومة حيث تم استبداله بمبدأ حل النزاعات المسلحة بالطرق السلمية، والخروج على قوانين الحرب التي كانت ترفض الاغتيالات ذات الطابع السياسي، وأحيت الولايات المتحدة قانون الاغتيالات وتم استدعاء مبدأ القتل المستهدف الذي اعتمده الإسرائيليون خلال أكثر من عقد من الزمن بهدف القضاء على الانتفاضة الفلسطينية.

هل من نظام عالمي جديد؟

دخل الأميركيون منذ عام 2002 معركة تأجلت عقداً من سقوط الاتحاد السوفياتي لبلورة نظام عالمي على أساس الاستراتيجية الجديدة، وخاضوا حروباً متعددة في أفغانستان والعراق، ومرت عملية تبلور النظام العالمي بمراحل عدة، في المرحلة الأولى الانتقالية ( 1991 – 2002) كانت مرحلة من التردد واللاتحديد، حاولت الولايات المتحدة أن تقود العالم بنظام القطبية الواحدة، فامتنعت الدول الأربع صاحبة الفيتو عن استخدامه في مجلس الأمن وانفردت الولايات المتحدة بالنظام العالمي الجديد.
وفي مرحلة تالية ( 2003 – 2006) كانت الولايات المتحدة تريد ترسيخ نظرية الفوضى الخلاقة وبالتالي سيطرتها العالمية وتفردها عبر حربين الأولى في العراق مباشرة والثانية في لبنان عبر "إسرائيل" شريكها وحربتها في المنطقة، ففي حالة العراق أضعفت الولايات المتحدة العراق وخرجت منه منهوكة القوى بسبب المقاومة العراقية الباسلة. وفي حالة لبنان فشلت الولايات المتحدة في حربها بالوكالة وأسست المقاومة اللبنانية لمعادلة ردع جديدة وانتصار مشهود.
وبعد أن تبيّن أن نظام القطب الواحد غير ممكن الاستمرار فيه، نشأ نظام اللاقطبية بين (2006 و 2011) من خلال قواعد مستقرة وتنافسية وتوازن في القوة، ومرحلة فيها الكثير من الشد والجذب والتنافس المر، وخلال هذه المرحلة كانت القوى الرئيسية الصين والاتحاد الأوروبي والهند واليابان وروسيا والولايات المتحدة، تستحوذ على 75 % من الناتج العالمي و80 % من الاتفاق العسكري، وكانت هناك قوى إقليمية صاعدة مثل إيران وفنزويلا وجنوب أفريقيا وغيرها.

الصراع أكثر انكشافاً وبات واضحاً

لقد ثبت أن الاستمرار بواقع اللاقطبية غير ممكن، وظهر أن هنالك اتجاهين لبلورة نظام عالمي، الأول أميركي غربي يريد نظاماً على طريقة الاستراتيجية الأميركية الجديدة متدخلاً في حراك الشعوب ومستثمراً لحظتها من أجل تنفيذ سياسة إلغاء السيادة وإنهاء معاهدة سلام ويستفاليا واستبدالها بمبدأ التدخل الإنساني كواجهة وعنوان لمرحلة تعميم الهوية الأميركية.
والاتجاه الثاني روسي صيني مع منظمة شنغهاي ومجموعة "بريكس" يريد المحافظة على مبدأ ويستفاليا لا من أجل العودة بالتاريخ الى الوراء، وإنما من أجل تثبيت "قواعد اللعبة" وتأسيس نظام عالمي سيتأرجح بين نظام متعدد الأقطاب ونظام بمحورين كل منهما يدور حوله عدد من الأقطاب، وهو ما ليس مألوفاً في المنظومة العالمية من قبل، وبات واضحاً أن السيطرة على الموارد وعلى رأسها الطاقة النظيفة هو الممر الأمثل نحو تشكيل النظام العالمي المتعثر التبلور منذ عام 1991، ويبدو جلياً أن السيطرة على الغاز وعلى طرق نقله هو أحد مراكز الصراع، ومن هنا فإن استهداف سوريا والتركيز عليها من قبل الأعداء يمثل أحد أوجه الصراع في المنطقة.
واجهت سوريا مساعٍ مستمرة من الكيان الصهيوني وحليفه الأميركي المتواطئ معه الى درجة الشراكة التامة لإسقاط محور الممانعة والمقاومة الذي يضم طهران ودمشق و"حزب الله" والذي تجرأ على تحدي الهيمنة الإقليمية الإسرائيلية والولايات المتحدة.
وإذ كان المحافظون الجدد في الولايات المتحدة والموالون لـ "إسرائيل" في إدارة جورج بوش الابن عازمين بقيادة بول وولفوفيتز في البنتاغون على إعادة تشكيل المنطقة خدمة لأمن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، وكان هدفهم الأول العراق الذي اعتبر خطراً محتملاً على "إسرائيل" ولو نجحت الولايات المتحدة في العراق لكانت سوريا هي التالية.
لم يتعاف العراق والولايات المتحدة حتى الآن من حرب العراق الكارثية.
وتواجه سوريا اليوم ومعها إيران و"حزب الله"، هذه المنظومة المقاومة المتكاملة، تواجه المشاريع المعادية ولا تخفي الولايات المتحدة ولا الكيان الصهيوني هدفهما استهداف نظامَي المقاومة في دمشق وطهران، ولا شك أن بعض الاستراتيجيين يعتبرون أن تقطيع أوصال سوريا وإضعافها هدفاً بنفس الطريقة التي قطع أوصال العراق وإضعافه، وهذا الهدف هو صهيوني، ودولة مثل الكيان الصهيوني توسعية وعدائية وتحتل فلسطين تعتبر أن ضمان أمنها لا يتم إلا من خلال عقد اتفاقية "سلام" إذعاناً مع الدول المجاورة من خلال إضعافهم والإخلال باستقرارهم وتدميرهم بمساعدة أميركية.

تكالب الأعداء ضد سوريا

وفي توصيف اللحظة الراهنة، ليست الولايات المتحدة و"إسرائيل" العدوتان الوحيدتان لسوريا، فقد كانت جماعة "الإخوان المسلمين" تحلم بإسقاط النظام في سوريا منذ 30 سنة عبر حملة إرهاب ولكنها فشلت وتمّ وأد مخططها آنذاك، واليوم تكرر هذه الجماعة الخطأ نفسه الذي اقترفته حينها من خلال اللجوء الى الإرهاب بمساعدة تنظيمات سلفية قادمة من الخارج، بمن فيهم مقاتلون من تنظيم "القاعدة" يتدفقون الى سوريا من جوارها ومن الدول الأخرى البعيدة عن حدودها.
وكذلك الأمر لا تزال بعض دول الخليج تنظر الى المنطقة من منظار مذهبي ويساعدها على ذلك التوجيهات الأميركية التي تحاول حرف مسار الصراع في المنطقة، بحجة حرف الأنظار نحو إيران القوة الإقليمية التي تقف عائقاً أمام الطموحات الاستعمارية في نفط المنطقة وموقعها، ومن هنا ذهبت تلك الدول بعيداً في غيها وضياعها، حيث أخذت تمول وتسلح الجماعات الإرهابية الهادفة الى إضعاف سوريا وإسقاط النظام والدولة وقطع روابطه مع إيران.
لقد ارتكبت أميركا، القوة الخارجية المهيمنة أخطاء سياسية فادحة على مر العقود، فهي أخفقت في القيام بدور الراعي لمفاوضات بين الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية وحتى لو كانت تلك المفاوضات شكلية، فهي لم تسفر إلا عن فرض مزيد من الوقائع على الأرض ونهب الأراضي الفلسطينية وتهويدها، وخاضت حربين في أفغانستان والعراق، وأخفقت في التوصل الى "صفقة كبيرة" مع إيران من شأنها إبعاد شبح الحرب في الخليج وفرض الاستقرار في منطقة هشة، وهي على خلاف مع موسكو وتحاول إحياء الحرب الباردة وقوضت خطة كوفي أنان في سوريا.
لقد ثبت من خلال الوقائع والأحداث في منطقتنا العربية، أن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط كانت دائماً في خدمة "إسرائيل" ولم يجنِ العرب منها سوى الخراب والدمار، وفي سوريا كما في العراق، السياسة الأميركية المدمرة تصنعها أيضاً "إسرائيل" لخدمة مصالحها، وبالتعاون مع أعضاء مرتشين في مجلس الكونغرس الأميركي، ما يعني أن أي موقف أميركي حالي إزاء سوريا أساسه خدمة "إسرائيل" لا الشعب السوري كما يحاول البعض التباكي في الوقت الذي يغدق الأموال والسلاح وأدوات القتل لا لتحرير فلسطين من رجس الصهاينة إنما لقتل كل من يفكر أو يعمل على توحيد صفوف أبناء الأمة الواحدة لمواجهة الأخطار الحقيقية.
الازمة السورية لن تبقى طويلاً مهما بلغ حجم المؤامرة والحل لن يأتي إلا من الداخل السوري، وبعد التطورات المتلاحقة المشبعة بعوامل الخطورة، وسوريا تدفع لوحدها الفاتورة وهي تأبى إلا أن تكون كما عهدنا حلقة صعبة يصعب كسرها وشوكة ورمحاً وسيفاً قاطعاً لكل يد تمتد أو تحاول التدخل تحت مسميات كبيرة وعناوين فارغة، هذه القلعة عصية على الأعداء.
وهناك واقع جديد أفرزته الأزمة السورية، سوريا بموقعها الاستراتيجي ومكانتها الجيوسياسية، والواقع الذي نتحدث عنه، هو الواقع الذي تقرره منظومة المقاومة مجتمعة، وليس السيناريوهات المرسومة في دوائر الغرب الاستعماري ودهاليز بعض دول الخليج الماكرة والناكرة لعروبتها، والتي تتحدث عن تدخل دولي وممرات إنسانية، مرة عن طريق الجبهة الأردنية والتلويح بضم الأردن الى مجلس التعاون الخليجي لقاء قيامه بدور ما في سوريا، حيث انفتاح الأردن على الخليج بطرق الإمداد العسكري والمالي، وسيناريو آخر عن طريق تركيا وهناك مؤشرات بحجم حرب، وهناك من يشير الى دور إسرائيلي ما عند نقطة معينة، بحجة وجود الأسلحة الكيماوية في سوريا واستعدادات إسرائيلية للقيام بدور عسكري، وهناك من يتحدث عن حرب محدودة في المنطقة، ولكن واشنطن وحدها تحاول الآن أن تقف بقوة في وجه أي استعداد إسرائيلي للدخول في حرب ما ضد سوريا أو إيران، وواشنطن متخوفة من الفشل وهي على أبواب الانتخابات الرئاسية وأزمتها المالية والاقتصادية مازالت دون علاج.
الأزمة السورية هي عنوان لحرب عالمية ضد سوريا، من طرف تقف الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ودول الغرب المتصهينة ومعها تركيا أردوغان وبعض من الحكام العرب الذين باعوا أنفسهم وبلادهم وثرواتهم لتلك القوى الطاغية، وفي الجانب الآخر تقف سوريا قلعة الأمة وعنوان كرامتها ومعها منظومة المقاومة ممثلة بإيران و"حزب الله" المقاوم، وكل القوى الشريفة في أمتنا التي تحمل راية المقاومة قولاً وفعلاً وتلتزم بقضاياها مهما كلف ذلك من تضحيات، وكذلك هناك روسيا والصين ومجموعة دول "بريكس" التي تناصر قضايا الحرية والعدل في العالم، وقدر سوريا أن تكون مركز الصراع لأنها المستهدفة بسبب مواقفها المبدئية الملتزمة بخط المقاومة والممانعة كطريق لإحقاق الحقوق، وسوريا منتصرة لأنها مقاومة لكل مشاريع الأعداء، ولأنها تدافع عن قضية عادلة، وحدتها وحريتها وكرامتها ومستقبل أمتها ومعها أحرار العالم.
محمود صالح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fateh83.yoo7.com
 
سوريا تصنع التاريخ ونظام عالمي يغيّر قواعد اللعبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة :: موسوعة سياسية :: اخبارعربية-
انتقل الى: