الاخ ابو حازم أمين السر المساعد لحركة فتح الانتفاضة في لقاء خاص مع وكالة جذور للانباء

وكالة ” الجذور الفلسطينية ” تلتقي الأخ أبو حازم
أجرى الحوار/ علاء علي

حول أخر المستجدات على الساحات الفلسطينية والعربية والدولية أجرت وكالة الجذور الفلسطينية لقاءاً صحفياً مع الأخ أبو حازم أمين السر المساعد للجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة هذا نصه :



في خضم الأحداث المتلاحقة على الساحة العربية وتحديدا ما يجري في فلسطين وسورية، وفي ظل تنامي التآمر على أمتنا العربية، وخاصة أن هذه المرحلة فيها من التمايز السياسي الشيء الكثير لجهة الذين مازالوا يمسكون على الثورة، ومازالوا أوفياء لمن قدم لهم يد العون والمساعدة في يوم من الأيام.

ومن أجل استيضاح الصورة والموقف بشكل جلي والوقوف عند الحقائق كان لابد لنا من اللقاء مع الأخ أبو حازم أمين السر المساعد للجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة:



س 1: من المؤكد انك سمعت كما سمع شعبنا الفلسطيني والعربي تصريحات محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية للقناة الثانية في "التلفزيون الإسرائيلي" وخاصة ما تحدث به عن تنازله عن حق بالعودة ، ما رأيكم بهذه التصريحات ؟.

ج 1: نعم هذه التصريحات هي بنفس سياق التنازلات التي دأب على تكرارها محمود عباس , وهو من القيادات الفلسطينية التي عملت منذ القديم ومنذ البدايات الأولى للثورة الفلسطينية وكان على نهج واحد هو نهج التسوية السياسية. عاش عباس في أوهام كما عاش غيره من بعض القيادات الفلسطينية على وهم تسوية قد يحصلوا من خلالها على بعض الحقوق الفلسطينية بالمفاوضات المباشرة مع الكيان الصهيوني وهذه الأوهام لم تخرج من رأس عباس إلى يومنا هذا، وبقي في هذا النهج يعمل بشكل دؤوب من اجل التوصل إلى تسوية سياسية منذ ما بعد حرب تشرين عام 1973 وهو يطرح هذا ، و ما بعد كامب ديفيد، أتذكر أن عباس استنكف من قيادة اللجنة المركزية وجلس في بيته احتجاجا على موقف قيادة فتح آنذاك

لأنها لم تذهب إلى كامب ديفيد مع أنور السادات. مشكلة عباس انه اقتنع بهذا الخط واسقط البندقية الفلسطينية من ذهنه وكان يحرض على أن البندقية الفلسطينية والكفاح المسلح لن يعطينا شيء، ولن يعيد أي حق من حقوقنا، عباس هو احد القيادات في حركة فتح ومنظمة التحرير عمل بطريقة سرية ومن تحت الطاولة ، وكان يتصل بعدد من المسؤولين الصهاينة في أكثر من بلد منذ زمن بعيد، ويعتبر عباس احد المهندسين الأساسيين لاتفاقية أوسلو، التي مزقت الأرض ووحدة الشعب الفلسطيني واستمر عباس في سياساته دون اخذ أي خط موازي لعملية المفاوضات وهو لم يقتنع سوى بالمفاوضات ثم المفاوضات وكان يتحدث في هذا ويقول لا بديل عن المفاوضات بمعنى انه اسقط كل عمل نضالي حتى ولو كان احتجاجات أو مظاهرات أو مقاومة بالوسائل السياسية فوضع نفسه في المحور الآخر وفي الخندق الآخر وتوهم انه يمكن أن يعيد أي حق فلسطيني ويقيم دولة على جزء من الضفة والقطاع، لكن عباس لم يستفد من تجربة النضال الفلسطيني ولم يستفد من كل ما سبق من قيادات فلسطينية أو عربية راهنوا على مسار التسوية السياسية ومستمر في هذا النهج التسووي الذي أعطى فيه "لإسرائيل" الوقت لتهويد الأرض الفلسطينية ، وحينما جاء عباس إلى السلطة وأصبح رئيسا للسلطة استمر بذات النهج المعادي لكل حركة نضالية وكفاحية جدية ومعادي للكفاح المسلح. أما بالنسبة لتصريحاته الأخيرة يشان حق العودة هو يتحدث عن رأيه الشخصي وسبق أن تحدث عن حق العودة بان كل فلسطيني موجود ببلد ما يتجنس ولا يوجد عودة لأراضي 48 لأنه تم التنازل عنه في اتفاقية أوسلو، فالعودة المطروحة إلى الضفة والقطاع فقط. واستمرت "إسرائيل" في سياساتها التهويدية للضفة الغربية التي وضعها عباس في أوسلو أراضي متنازع عليها وهو ضد أي انتفاضة في وجه الاحتلال وضد أي سلاح يرفع في وجه الاحتلال.

س 2 : ما رأيكم بالأزمة التي تمر بها سوريا في هذه الأيام بعد الانعطافة الحادة في مسيرتها من ثورة سلمية تطالب بتحقيق الحرية والديمقراطية إلى أعمال مسلحة تعتمد على الخارج في دعمها وقراراتها والمهم في هذا الإطار البعد الفلسطيني لجهة الموقف السياسي للقوى الفلسطينية بكافة ألوانها هذا بالإضافة للمخيمات الفلسطينية التي يحاول البعض زجها في أتون هذه الأزمة؟



ج 2 : ما يجري في سوريا منذ البدايات الأولى هي مؤامرة دولية كبرى على سوريا بسبب موقفها المقاوم والداعم للمقاومة، سوريا قلعة المقاومة الصامدة في وجه المخططات الأمريكية والصهيونية في منطقتنا، سوريا التي تصدت لمشروع الشرق الأوسط الجديد والشرق الأوسط الكبير والشرق الأوسط المتوسط هذه المشاريع أمريكية، سوريا كانت تتصدى لها ووقفت باستقلالية كاملة وحافظت على استقلالها وعلى قرارها المستقل النابع من رغبة الشعب السوري والتفاف الشعب السوري حول قيادة الرئيس السوري بشار الأسد ، سوريا دعمت المقاومة في لبنان ودعمت المقاومة الفلسطينية ووقفت إلى جانب المقاومة العراقية ومنعت مع حلفائها في إيران تنفيذ المشاريع الأمريكية، وسوريا دعمت مقاومة الشعب العربي للتطبيع ، وتمكنت من الحفاظ على وحدة العراق الذي كان مطلوب تمزيقه، فأصبحت سوريا القلعة الصامدة في وجه المشاريع الأمريكية الصهيونية وفي وجه كل المساومين والمتنازلين الذين يريدون إن يصفّوا القضايا القومية والوطنية ويصفوا القضية الفلسطينية لذا كان لابد من إن يتم التأمر عليها وخاصة أنها نجحت

في دعم المقاومة في لبنان وعلى رأسها حزب الله وانتصرت عام 2000 وعام 2006 وكان هذا الانتصار بسبب الدعم الأساسي من سوريا، وهي تعتبر شريكة في النصر وكذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبنت سوريا إستراتجيتها على أساس استقلال قرارها الوطني، ببناء محور المقاومة، سوريا التي دعمت غزة عام 2008 وقدمت إلى غزة الصواريخ والسلاح وقدمت لهم المعونات لصمود غزة في وجه الهجوم الصهيوني، سوريا التي في كل المحافل الدولية تدعم المقاومة وتدعم حق الشعوب في الحرية والاستقلال، فكانت المؤامرة التي تم التخطيط لها في عام 2006 بعد الانتصار الذي حققته المقاومة في لبنان بفضل سوريا، ووضعوا خطة أطلقوا عليها اسم الياسمينة الزرقاء وهذه الخطة هي ضرب سوريا من الداخل لأنهم قرأوا الموقف وأصبح هناك رأي أمام القوى المعادية وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، لأنه ليس من السهل ضرب سوريا أو محاولة التدخل بسوريا بشكل خارجي وكانت الخطة موضوعة من اجل تفجير الوضع داخل سوريا عام 2013 وحينما بدأت الأحداث والحراك الشعبي في تونس ومصر أصبح أمام الولايات المتحدة فرصة لاختراق الحراك الشعبي في كلا من تونس ومصر، وحاولت أن تحرف المسار وحولته باتجاه أخر واخترقوا بذلك ما يسمى بالربيع العربي، وأصبح ربيعا أمريكيا صهيونيا وعملت ضد الوضع الذي بدا ينتقل إلى بعض المناطق العربية وهنا استفادت من بعض القوى التكفيرية والقوى التي تدعي الإسلام وبدأت بتحريك هذا الوضع بسوريا وبدأت بتنفيذ خطة الياسمينة الزرقاء وهناك عوامل أخرى بسوريا كوضع اقتصادي واستقلال ذاتي، وأيضا تم اكتشاف في سوريا مناطق مهمة للغاز الذي سيحتاجه العالم خلال القرن القادم، وهذه المناطق كان من المفترض أن تعمل على استخراجه الشركات الأمريكية ولكن سوريا رفضت ، بالإضافة إلى إن هناك مشروع اقتصادي كان يعمل عليه الرئيس الأسد هو إقامة شبكة كاملة من نقل خطوط الغاز والنفط عبر سوريا مع الدول المجاورة العراق وحتى تركيا، ولكن حكومة أردوغان انقلبت على هذا، وهذا التشبيك الاقتصادي أرعب الولايات المتحدة أنها ستخرج من المنطقة دون الحصول على إي فائدة، أصبح الهدف هو تدمير سوريا تدميرا كاملا وتمزيقها وليس تغيير النظام أو تنحي الرئيس الأسد بل تدمير سوريا، والسيطرة عليها سياسيا وإلغاء دورها القومي والوطني، وإبعادها عن الأمن القومي العربي، وإيقاف دعمها لكل المقاومات ولم يجري حراكا شعبيا حقيقيا أو كبيرا منذ الأيام الأولى بدا عملية مسلحة وليست سلمية وهناك إعلام مفبرك واجهت سوريا هذا بحكمة وقامت بتحقيق كل مطالب الشعب السوري الذي التف حول قيادته، غيرت الدستور وأجرت انتخابات جديدة لمجلس الشعب وانتخابات إدارية.

قيل إن هناك ما يسمى جيش حر ولكن هناك مسلحين عبارة عن مجموعات قتلة لها برامج سياسية ، وقد قتلوا وفجروا ودمروا البلد بأجندات خارجية وبدعم خارجي وهناك تكفيريين يدعون الإسلام يريدون بناء إمارات إسلامية وان يقفوا عند وحدة وقومية واستقلال سوريا أذا هذه مجموعات مجرمة قتلة يجب مواجهتها ، تمكن الجيش العربي السوري من محاصرة هذا التمدد الكبير للمسلحين الذين تم تمويلهم بالمليارات سواء من التكفيريين في السعودية أو الإخوان المسلمون من قطر، الذين يدعمون هذه القوى وأصبح هم الرجعية العربية وهم الولايات المتحدة الأمريكية كيف يتم تمزيق سوريا وإنهاء نظام بشار الأسد لم يفلحوا في تحقيق أهدافهم بسبب الجيش العربي السوري وقواته الأمنية المتماسكة والجماهير السورية الواعية، وتعمل هذه القوى على إنهاء المسلحين وحاولوا أكثر من مرة إن يدخلوا بما يسمى معركة تحرير دمشق وحاولوا إنشاء مناطق عازلة، ولكن فشلوا لان القوات المسلحة تحقق كل يوم انجازات كبيرة وأصبح المسلحين محصورين في كل المناطق ولم يحققوا شيء على الأرض من اجل هذا جاءت الولايات المتحدة وحاولت إن تبني معارضة جديدة في الخارج سموه الإتلاف السوري .

شعرت هذه القوى أنه لابد من محاولة فصم العلاقة ما بين النظام والمقاومة الفلسطينية وحاولوا منذ البدايات الأولى دخول المخيمات الفلسطينية أكثر من مرة وحاولوا إشراك العامل الفلسطيني ليكون ضد النظام ولكن فشلوا نتيجة وعي شعبنا الفلسطيني للمؤامرة واصطف مع كل الفصائل الفلسطينية الوطنية في وجه هؤلاء المسلحين فبدأوا ينتقمون ويقصفون المخيمات ويوقعوا خسائر في أوساط شعبنا ، حاول هؤلاء المسلحين الاحتماء بالمخيمات عندما يشتد عليهم الضغط من قبل الجيش ، هنا بدأت الفصائل الوطنية الفلسطينية المقاومة بالحراك وقامت بعدة اجتماعات حاسمة ، وقامت بتشكيل لجان شعبية في أكثر من مخيم والاستفادة من كل الطاقات الفلسطينية من اجل تحييد المخيمات من زاوية جغرافية وليست في القتال ولكن في الموقف السياسي نحن لسنا حياديين وبالتحديد نحن في حركة فتح الانتفاضة نحن إلى جانب الشعب السوري والى جانب القيادة السورية والجيش العربي السوري.

س3: في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية الأخيرة فوز اوباما بولاية رئاسية ثانية تفوق بها على منافسه ميت رومني وتصريحات اوباما بعد الانتخابات بان عصر العمليات العسكرية خارج أميركا أصبح من الماضي هل تعتقد بان اوباما يمتلك توجها سياسيا جديدا اتجاه المنطقة وتحديدا حول القضية الفلسطينية أم إن اوباما هو موظف في الإدارة الأمريكية ويساهم في تنفيذ الاستراتجيات التي بصيغها البنتاغون وCIA؟

ج 3 : إن الرئيس الأمريكي يخضع لمؤسسات وليس لقراره الشخصي، هو يستشير هذه المؤسسات ، ومجلس الشيوخ . الولايات المتحدة تعيش اليوم أزمة اقتصادية كبيرة جدا ولولا المال العربي من الدول الرجعية لما تمكنت الولايات المتحدة من الصمود إمام الانهيار الاقتصادي في معظم الدول الغربية، هنا بدأت الولايات المتحدة تريد إن تسيطر على منطقة الشرق الأوسط من جديد وتحمي "إسرائيل" كهدف مركزي إستراتيجي للولايات المتحدة في منطقتنا للسيطرة على كل منابع النفط وخاصة مواقع الغاز وخطوط النفط ، بتقديري الولايات المتحدة غير قادرة بشكل مباشر من حلف الأطلسي ولكن إنا أرى إن هناك تدخل في سوريا من خلال الدعم الذي يقدم للمسلحين من سلاح ومعدات اتصالات وتدريب وإعطاء التعليمات لأردوغان ولقطر والسعودية وتسهيل المعلومات للعصابات المسلحة هذا برأي الشخصي تدخلا خارجيا سافرا أيضا.

س4: ما هي الأهداف الخفية وراء تصعيد الاحتلال الإسرائيلي على غزة ؟

ج4 : هو هدف واحد هو إنهاء المقاومة من غزة وتصفية القضية الفلسطينية ودعم عباس وإنهاء كل القضايا المركزية والحقوق الفلسطينية وفي المقدمة منها حق العودة ويحاول إنهاءها في الضفة الغربية وكذلك يعمل على تصفيتها في غزة حتى لا تكون هناك مقاومة للشعب الفلسطيني ، وأيضا هذا يحمل من جانب آخر اختبار للنظام المصري بعد الثورة الذي حافظ على كامب ديفيد هل سيبقى كذالك أم يختلف، هل النظام المصري هو كما يدعي بعض قيادات حزب العدالة والتنمية في مصر إن مصر بعد25فبرايرغير مصر قبله ولكن لم نرى أي تغير بين نظام مبارك ونظام الإخوان المسلمين في مصر، هذا النظام بقي كما هو ولم يحرك ساكنا بدليل عندما أقدمت بعض المجموعات في سيناء بعمل ضد احد المواقع الإسرائيلية أرسل الجيش لضرب هذه المواقع، ورفضت إسرائيل بقاء معدات الجيش الثقيلة فطلبوا منه إن ينسحب وتم سحب الآليات لم يستطع إن يرفض، واليوم الموضوع في غزة باعتبار حركة حماس هي جزء من الإخوان المسلمين و ،لقد ادعى البعض من قيادات الاخوان المسلمين أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي، مر على العدوان على غزة خمسة أيام ماذا فعلوا ضغطوا على حركة حماس من اجل التهدئة ومن اجل الحفاظ على التهدئة ولكن خرجت الأمور من أيديهم واستمرت المقاومة في غزة و نزلت الجماهير المصرية إلأى الشارع.

نحن نحيي مصر على هذا الموقف ولكن عليها إن تكمل حتى تثبت أنها مصر في موقع ثورة وعليها إن تصحح موقفها من سوريا وان تعود إلى دورها القومي والعربي وان تقف إلى جانب سوريا وليس مع قطر تنتظر المنحة هذا هوا لمطلوب من مصر لنرى الأيام المقبلة أين سوف يقف النظام المصري هل هي خطوة ذر الرماد في العيون أم انه سوف يستكمل الخطوة هذا ما سوف تحدده الأيام القليلة المقبلة.