إنتخب خلفاً لأبو موسى كأمين سر «لفتح ــ الإنتفاضة» التي استهدف «التكفيريّون» كوادرها ومكاتبها في سوريا
«أبو حازم» يكشف لـ «الديار» أن مُسلحي «النصرة» سيطروا على مخيّم اليرموك :
سلاحنا خارج المخيمات لن يكون إلاّ لدعم الدولة والجيش
كمال ذبيان
منذ اندلاع الازمة السورية قبل عامين، جرت محاولات لزج الوجود الفلسطيني فيها، وتحريك مخيمات لمساندة المعارضة ضد النظام، وكما اندلعت الشرارة من درعا.
سعى بعض المعارضين التواصل مع اطراف وعناصر في مخيم درعا الفلسطيني للتحرك، الا انه اجهض، وكذلك حاول مسلحون استهداف مخيم الرمل الجنوبي في اللاذقية، لجره الى اتون الصراع، الا ان من خططوا لذلك لم ينجحوا، الا ان كانت احداث مخيم اليرموك، وما يرمز اليه ككثافة سكانية فلسطينية، وقربه من دمشق، وتقاطعه جغرافيا مع مناطق استخدمها المعارضون ضد النظام السوري.
ولقد سعت الفصائل الفلسطينية وعددها 14، الى تحييد المخيمات الفلسطينية عن الازمة السورية، وقبل ان تندلع احداث مخيم اليرموك الذي يقطنه حوالى 160 الف مواطن فلسطيني، حيث يتحدث الى «الديار» عن الدور الفلسطيني في الازمة السورية بعد عامين على نشوبها امين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح- الانتفاضة» زياد الصغير (ابو حازم) الذي انتخب بالاجماع من قبل اللجنة المركزية بعد وفاة مؤسس «فتح - الانتفاضة» «ابو موسى» وبعد انهاء اليوم الثالث للتعزية، للتأكيد على استمرار الحركة وعملها من ضمن المؤسسات القائمة، اذ يؤكد «ابو حازم» الذي زار لبنان ان الفلسطينيين في سوريا لم يكونوا طرفا في الازمة الداخلية، وهم لم يشاركوا فيها، لا بل اجتمعت فصائلهم سواء من المنضوين في منظمة التحرير الفلسطينية او تحالف القوى الفلسطينية الذي خرجت منه حركة «حماس».
وكان لها موقف مغاير عن كل الفصائل التي التقت وبحضور سفير فلسطيني في سوريا محمود خالدي، واكدت على ان لا علاقة للمخيمات بما يجري خارجها، لكن هذا الموقف الموحّد، سعى بعض العناصر من النفوس الدنيئة الى محاولة توريط المخيمات من خلال الاتصال بمعارضين مسلحين من خارج المخيمات الذين استهدفوا اول ما استهدفوا مخيم درعا للسيطرة عليه ولم يفلحوا وكانت المحاولة الثانية في مخيم الرمل الجنوبي في اللاذقية وفشلوا، حيث نجحت الفصائل في ضبط المخيمات وعدم تفاعلها مع المسلحين من خارجها والتعاون معهم.
وقد نجحت الفصائل الفلسطينية على تحييد المخيمات كما يقول «ابو حازم» للديار، الا ان موقف «فتح - الانتفاضة» السياسي كان اننا في السياسة مع النظام السوري المقاوم ومع الشعب السوري الذي حول النظام الذي ساند الموقف الفلسطيني الموحد في ان يكون الفلسطينيون على الحياد في الازمة الداخلية، بالرغم من وجود تباين في وجهات النظر داخل الفصائل حول الموقف من قراءة للازمة وتفاعلاتها اضافة اذا ما كانت المخيمات مستهدفة ام لا، الا ان وجهات النظر هذه فرضت ان لا يكون الفلسطينيون طرفا في الصراع وقد نجحوا في ذلك، اذ تبين ان الذين حاولوا التحرك مع المعارضة المسلحة لم يتجاوزوا في مخيم درعا العشرة، وهو ما سمح لابناء المخيمات من ان يتمكنوا من ضبط الوضع والابتعاد عن الصراع السوري الداخلي، وهو ما حصل في كل المحافظات السورية التي يتواجد فيها فلسطينيون في المخيمات.
الا ان هذا التحييد، لم يتوفر لمخيم اليرموك الذي له رمزيته كما يقول امين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح - الانتفاضة» لانه يمثل حق العودة للاجئىن ولوجوده في العاصمة، وهو موقع القرار الفلسطيني في سوريا، اذ ان خلافا نشب داخل الفصائل الفلسطينية حول السلاح، وكيفية استخدامه، قبل دخول المسلحين اليه وبعده اذ اصررنا على ان يكون هذا السلاح للدفاع عن المخيم في وجه المسلحين اذا حاولوا الدخول الى المخيم وهم عناصر من «جبهة النصرة» و«القاعدة» والذين يشكلون الغالبية بين المسلحين المنضوين تحت حوالى 7 تنظيمات تطلق على نفسها اسماء «الجيش السوري الحر» و«لواء ابابيل» و«صقور حوران» الخ...
هذه التنظيمات مع بعض العناصر الدنيئة والجهلة من مخيم اليرموك اضافة الى عناصر مطرودة من الفصائل وعناصر اسلامية في المخيم ساعدوا على دخول المسلحين الى مخيم اليرموك، وحصل ذلك بقرارات ذاتية من هؤلاء وخارج الاجماع الفلسطيني على تجنيب المخيم معركة مسلحة، اذ وبعد حصول الهجوم على المخيم اجتمعت الفصائل الفلسطينية ودانت بالاجماع الدخول المسلح الى المخيم، ودعت المسلحين للخروج منه، وتسهيل دخول النازحين وتأمين المواد التموينية، وقد عاد النازحون بأعداد كبيرة منهم، لكن المسلحين لم يخرجوا، ولم يتدخل الجيش السوري لاخراجهم، لان الفصائل الفلسطينية تكفلت بسحبهم، وفرض الجيش اجراءات امنية حول المخيم لمنع دخول مسلحين اليه، والتشديد على من هم في الداخل للخروج.
فمخيم اليرموك وقع تحت سيطرة العصابات المسلحة والتكفيرية كما يقول «ابو حازم» الذي يشير الى تشكيل لجنة متابعة لاخراج هذه العصابات، وتم التواصل مع اطراف في المعارضة السورية، فكان الجواب ان ارض المخيم ارض سورية وهو يخدم المعارضة استراتيجيا على انه ممر الى دمشق، ولا يمكن الخروج منه اذ خرجت منه الفصائل الفلسطينية ومنها «فتح - الانتفاضة» و«الجبهة الشعبية - القيادة العامة» برئاسة احمد جبريل التي لم تشهد انشقاقا كما اكد المسؤول الاول في «فتح - الانتفاضة» التي هاجمت عصابات مسلحة مراكز لها ومعسكر صلاح الدين للتدريب والادارة في «الغوطة الشرقية» وقتلوا رائدا كما اقتحموا منازل لعناصر من الحركة في منطقة السيدة زينب والحسينية، وقد سعينا الى تشكيل لجان شعبية للدفاع عن المخيمات ومكاتبنا ومؤسساتنا، بعد ان صدرت فتاوى من مشايخ تكفيريين باستباحة كل منازل الفلسطينيين والاستيلاء على محتوياتها كغنائم حرب وهذا ما حصل فعلا، وكل ذلك من اجل زج الفلسطينيين في الصراع مع النظام وان كل ما يحصل لهم هو بسببه، للاساءة اليه وتصويره على انه ضد الشعب الفلسطيني وقضيته.
فالوضع في مخيم اليرموك، هو بين كر وفر بين العصابات المسلحة واللجان الشعبية التي تعمل على طرد المسلحين ومحاصرتهم وقد نجحت في محاولات عدة، بالرغم من الاعدامات التي ينفذها المسلحون بحق مواطنين فلسطينيين وسوريين لدب الرعب في نفوس الناس وارهابهم، بعد ان عاد منهم حوالى 50 ألف مواطن، اذ يتذكر الفلسطينيون اجرام التكفيريين بتلك التي مارستها عصابات «شتيبرن» و«ارغن» الصهيونية بحقهم في فلسطين لتخويفهم وطردهم من ارضهم وهذا ما يحصل في مخيم اليرموك الا ان لا توجد حاضنة شعبية لهم، ولا بدّ انهم سيخرجون.
وكما في مخيم اليرموك في سوريا، فإن «ابي حازم» يحذر من تنامي العصابات المسلحة والتكفيرية في التسلل الى لبنان كما الى المخيمات الفلسطينية التي نسعى الى ان لا تتورط لا في الصراع السوري ولا في التجاذبات اللبنانية، ولهذه الغاية نعمل جاهدين مع الفصائل الفلسطينية كافة لتشكيل مرجعية سياسية وامنية داخل المخيمات بالتنسيق مع الدول اللبنانية الحريصة كل الحرص على استتباب الامن في المخيمات الفلسطينية وجوارها اللبناني.
وقد بدأت الفصائل بالعمل على هذه الآلية، وان القوى الاسلامية في المخيمات لا سيما عين الحلوة لا تقبل طروحات المتطرفين من الاسلاميين، لان بتطرفهم يهددون امن المخيم والجوار، ويرفضون ادخال المخيم في متاهات الصراعات والازمات اللبنانية والسورية، وهو ما ترفضه الفصائل الفلسطينية المنضوية بتحالف القوى او منظمة التحرير.
والدور الاساسي يجب ان يكون للجيش اللبناني كما يقول «ابو حازم» الذي بمساعدتنا له ودعمنا لجهوده نمنع تمدد القوى المتطرفة سواء الى المخيمات او اية منطقة لبنانية للحفاظ على الامن في كل لبنان.
والسلاح الذي بيد «فتح الانتفاضة» خارج المخيمات لا سيما في حلوى، فيؤكد «ابو حازم» انه لدعم الدولة والجيش الذي يدعم المقاومة وهو موجه فقط الى العدو الاسرائيلي وليس له وظيفة في داخل لبنان، وهذا ما ابلغناه الى كل المسؤولين، وهذا ما كان يصرّح به دائما الاخ «ابو موسى» رحمه الله ولن نكون خارج قرار الدولة اللبنانية.
وكشف «ابو حازم» انه في خلال زيارته للبنان عقد اجتماعات «لكوادر» فتح - الانتفاضة واكد عليهم ان يكونوا الى جانب الدولة وجيشها ومنع الاخلال بالامن سواء داخل المخيمات او خارجها، لان مبادئ حركة فتح واهدافها التي قامت عليها عام 1965 هي مواجهة العدو الصهيوني والعودة الى فلسطين، ورفض التوطين وكل مشاريع استبدال الهوية الفلسطينية بأخرى.