ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: عند نهاية التاريخ الإثنين مايو 11, 2009 3:00 am | |
| عند نهاية التاريخ
|
| خيري الذهبي | |
في سيرة الملك سيف بن ذي يزن لا بد للقارئ أن يلاحظ أن الملك سيف حين انتهى من طرد الأحباش من اليمن لم يكتف بذلك، بل تابع رحلة مطاردة خصمه أرعد، وعلى طريق هزيمة خصمه كان يفتح بلداً إثر بلد حتى أكمل فتح العالم كله تحت رايته وأيديولوجيته. وإذا ما قرأنا سيرة الملك الظاهر الذي خضع له الأنس والجن والسحر والعلم الماضي والمستقبل، ولم
|
|
ينه كاتب السيرة كتابة سيرته هذه حتى صار العالم واحداً أوحد يخضع لأيديولوجية واحدة وحاكم واحد ورأي واحد. أما فاتح العالم الاسكندر المقدوني والذي انطلق من إقليم غفل مهمل في العالم لم يكن له أهمية قبل أبيه فيليب، وأعني مقدونيا التي انطلق منها إلى بلاد الإغريق، ثم اليونان أي الجزء الآسيوي من العالم الإغريقي في الأناضول، والذي سماه الغرب أيونيا، وعرفه العرب باسم اليونان، ثم انطلق من أيونيا إلى الأناضول فالشام، ففارس، فمصر، فالهند، وهكذا لم يوقفه عن رحلة فتح العالم كله إلا الموت المبكر. أما فاتح العالم جنكيز خان، الذي امتدت فتوحاته من كوريا إلى بولندة والذي لم يوقف اندفاعاته الفاتحة إلا موته، فقد تقاسم ورثته ما تركه وراءه من دمار سماه ممالك وولايات. ثم جاء المفكر الأمريكي ذو الأصل الياباني (فوكوياما) والذي سارع حالما رأى نهاية الاتحاد السوفيتي إلى الإعلان في كتابه (نهاية التاريخ) أن العالم ارتاح أخيراً من حروبه وصراعاته، وها هو يسقط ثمة ناضجة في يد أمريكا وارثة العالم النهائية. والسؤال الذي لا بد أن يلح على الإنسان هو ما الدافع الذي يجعل الإنسان يسعى وراء جعل العالم كله مملكة واحدة تخضع لفكر واحد وإرادة واحدة، ما الدافع الذي يجعل المنتصر، أي منتصر يسارع إلى الإعلان أن فكره وحلمه ورؤيته للعالم قد صارت الأخيرة والنبراس الذي يجب على الجميع الالتزام به وإلا فهو الخراب. حكاية نهاية التاريخ عل الطريقة الأمريكية والتي تتبدى وكأنها قراءة سياسية ولكنها ليست كذلك، فالطيقة الأمريكية، أو الرؤية الأمريكية للماضي والحاضر والمستقبل أي نهاية الأحلام البشرية، فالحلم الوحيد الذي استحق ويستحق البقاء هو الحلم الأمريكي. ولكن كمن عمر هذا الحالم عولمياً، أو كونياً... من المعروف أن أمريكا كانت إقليماً معتزلاً، ومعزولاً في نهاية العالم أي ما بعد بحر الظلمات (كما يسميه العرب) أو المحيط الأطلسي حتى بدايات القرن العشرين ونشوب الحرب الكونية الكبرى، التي سموها فيما بعد بالحرب العالمية الأولى والتي كان من نتائجها سقوط العالم القديم، عالم الإمبراطوريات الإقطاعية، الإمبراطورية النمساوية الهنغارية، والإمبراطورية الألمانية، والإمبراطورية العثمانية، والإمبراطورية القيصرية الروسية، وتصدع الإمبراطوريتين سيدتي القرن التاسع عشر الفرنسية والإنكليزية. نظرت الدولة العملاقة أمريكا المنتصرة الحقيقية في الحرب فقد كانت بيضة القبان في الحرب العالمية الأولى لتجد أنه كان فريسة تنتظر طاعمها، وكانت قد أنهت طرد الاستعمار القديم من أمريكا الجنوبية ومن الكاريبي ومن المحيط الهادي معلنة أنا تخلص العالم من شر أصبح عبئاً عليه، وهي هي في طريقها إلى إنهاء الاستعمار من العالم كله.
|
|
| |
|