مخيم برج البراجنة أوضاع إنسانية صعبة أنشئ مخيم برج البراجنة في تشرين الأول من العام 1949 على مساحة تقدر بـ104 دونمات يمتد المخيم بطول 500متر وعرض 400متر ولذلك اعتبر من أكبر مخيمات بيروت وبدأت الـ(أونروا) عملياتها به عام 1950.
يقع مخيم برج البراجنة على الطريق الرئيسي المؤدى إلى طريق مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بيروت. ويقع هذا المخيم على تلال رملية ذات انحدارات من الغرب والشرق ويحيطه حي برج البراجنة وحارة حريك والغبيرى الذي عايش أهله سكان المخيم وأصبح جزأً من معاناته.
يتحدر معظم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان و الذين هجروا من أراضيهم ووطنهم قصراًَ من لواء الجليل عام 1948 الواقع في الجزء الشمالي من فلسطين.
بدأت مأساة هذا المخيم منذ عام 1948و منذ اليوم الأول للنكبة لأن أهله وسكانه لم يكونوا يعلمون أنهم على موعد مع هذه البقعة الصغير ة في ضاحية بيروت الجنوبية ليعيشوا بها طوال 61 عاماً من النكبة لذلك حددنا بداية المأساة منذ 15 أيار 1948 بالطبع لم يكن مخيم برج البراجنة المحطة الأولى للجوء ففي بداية الهجرة ووصل إلى ما لا يقل عن مئة ألف فلسطيني تجمعوا في مناطق صور وبعدها توزعوا منها إلى مخيمات البؤس والحرمان.
معاناة المخيم
يعانى المخيم من الفقر المدقع والحرمان وذلك من جراء الحروب التي شنت علية من العدو والصديق. منذ بداية العمل على أنشاء هذا المخيم من قبل هيئة الأمم المتحدة وجمعيات الصليب الأحمر الدولي لم يكن ولم يزل هذا المخيم يتمتع بالمواصفات الاإنسانية التي يمكن أن تؤمن الأمن والأمان لساكنيه لتمكنهم من عودتهم إلى ديارهم معاناة في كل شيء شبكة الطرق داخل المخيم ضيقه جداً لا تسمح إلا لشخص واحد بالمرور من أحدى الأزقة ولا يتمتع ألا بشارع واحد رئيسي للسيارات متفرع من طريق المطار الدولي بالإضافة إلى :ـ
عدم وجود شبكات صرف صحي ـ شبكة مياه الشفة ـ الكهرباء ـ المقبرة ـ البطالة ـ الاكتظاظ السكاني وخاصة بعد نكبة مخيم نهر البارد عام 2007.
أن أهم ما يعانيه المخيم هي البني التحيتة التي هي غير موجودة أصلاً في المخيم حيث لا توجد شبكات صرف صحي ولا شبكات مياه شرب وهذه بحد ذاتها تحتاج إلى موضوع خاص بسبب ملوحة المياه الموجودة والتي تجمع في قطراتها الوحل والجراثيم من كل الأنواع.
وعندما تتساقط مياه الأمطار يدخل ضيف ثقيل على البيوت دون استئذان أحد ويجرف معه كل محتويات المنزل المتواضعة إنها مياه الأمطار التي أول ما تتساقط تستقر في جورة التراشحة.
يعيش في مخيم برج البراجنة أسر كثيرة وهم وزعوا أنفسهم على أحياء في المخيم أطلقوا عليها أسماء البلدات التي هجروا منها وهى ترشيحا ـ كويكات ـ العابسية ـ الناصرة ـ صفوريه ـ صفد وجميعها مدن وقرى تقع بالجليل الأعلى الذي أصبح يعرف اليوم بالخط الأخضر الخاضع لسلطة الاحتلال الصهيوني.
تشكل هذه العائلات التي تسكن المخيم ما نسبة 40% من سكان المخيم الذي أصبح عدد سكانه 14 ألف نسمه حسب إحصاءات وكالة الغوث الـ(أونروا) عام 1995 وبالطبع هذا العدد ارتفع ليفوق العشرين ألف نسمه بعد نكبة مخيم نهر البارد عام 2007 ولا إحصاءات دقيقة إلى الآن حول هذا الموضوع.
يكتظ المخيم بساكنيه حتى وكأن الناظر إليه من على مرتفع يشبهه بمدن الأكواخ نظراً للازدحام والمباني المرتفعة فيه بكثرة ساكنيها وتشابكها.
هذا الازدحام السكاني يكشف معانة شديدة داخل الأسر التي تعيش في المخيم حتى أن الباحث لبعض خبايا تلك الأسر التي تعيش في المخيم يجد أن ما يقارب الخمسة عشر شخص يعيشون في غرفة واحدة مساحتها لا تتعدى 4 في 4 أمتار وهذا التشابك في المباني الذي ضاق بساكنيه ساهم بشكل كبير في انتشار الكثير من الأمراض وخاصة بين الأطفال وهذا نتيجة تأثير الإقامة في مكان مكتظ وضيق بحجم مخيم برج البراجنة.
والذي ولد أيضاً التوتر الشديد عند الشباب الصاعد الذي لا يجد من يرعاه أو يحاول توجيهه في ظل البطالة المتفشيه نظراً لحرمان الفلسطيني من حق العمل في لبنان التي من المفترض أن تكون من أبسط الحقوق المدنية التي تنص عليها كل التشريعات الإنسانية ومعروف عن لبنان أنه يمنع على الفلسطيني العمل بخمسة وسبعين مهنة. مخيم برج البراجنة لا يختلف كثيراً في معاناته عن باقي المخيمات الفلسطينية.
الكهرباء
على مر السنوات الماضية لم يكن يعرف الفلسطينيين في المخيم هدوء على جهة الكهرباء وذلك يعود لعدم وجو شبكة كهرباء تكفى سكان المخيم في بداية اللجوء استعمل سكان المخيم إنارة الكاز التي كانت تعرف في حقبة في الخمسينات.
عام 1977 مدت شركة كهرباء لبنان شبكة هوائية للسكان ضمن حدود المخيم التي حددتها الـ(أونروا) وبعد عدوان عام 1996 أصبح لبنان بأكمله خاضعاً للتقنين الكهربائي مما شكل ردة فعل سلبية على أهالي المخيم الذين مازالوا إلى الآن يعانون من التقنين الزائد في الكهرباء وعدم معاملتهم أسوة بجيرانهم على الرغم من أن شركة كهرباء لبنان تأخذ مبلغاً مقطوعاً كبيراً من سكان المخيم.
ومع ذلك الكهرباء تقطع لساعات طويلة عن المخيم ولا يوجد تقنين محدود للكهرباء في المخيم وهنا لابد من أن نسال عن دور اللجنة الشعبية في المخيم التي تعانى الأمرين لأنها تقع ما بين فكي المطرقة والسنديان.
ما هو الدور الذي تلعبه الـ(أونروا) ولماذا لا تقوم بالدور المطلوب منها من ناحية تأمين كل احتياجات المخيم من كهرباء وصرف صحي ومياه شرب.. الخ ولا يقتصر دورها إلا على المساعدات الطبية الضئيلة.
ويعود انقطاع الكهرباء داخل المخيم إلى مسالتين الأولى الانقطاع الغير منتظم وهذا معروف مصدره أما السبب الثاني في حالة وجود التيار الكهربائي الطبيعي أيضاً تنقطع الكهرباء دون معرفة الأسباب......
مياه الشفة
مياه الشرب يتم الحصول عليها عبر توزيع خاص في عدة شبكات متنقلة والمسؤولية الكبرى تقع على الـ(أونروا) المعنية بشكل مباشر بتامين الفلسطينيين في كافة الظروف للعيش بكرامة وتوفير فرص العمل التي قلصت دورها بنسبة 50% بالنسبة للخدمات في كافة للمخيمات