ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: غالب هلسا: سيرة الإنسان والمبدع والمناضل الإثنين ديسمبر 14, 2009 6:14 pm | |
| في ذكرى رحيله:
غالب هلسا: سيرة الإنسان والمبدع والمناضل... |
| أحمد علي هلال | |
تنفتح سيرة المبدع الراحل غالب هلسا، على سير أخرى تتعاضد في مسيرته بطابعها التراجيدي، وبمكّوناتها البنيوية والفكرية، منذ تطوافه في غير عاصمة عربية، ولعلّ تلك الجغرافيا، قد عززّت حدسه كروائي ومفكر يقيسُ مسافاته بالرؤيا، كما كلماته بالاختلاف والحساسية والجمال، كما هويته بالتجذّر والانفتاح، ليواسي بمدوناته المهمشين وحراس الصمت، فيقارب وعياً
|
|
جمعياً، لا يكتفي بأين يبتدئ الإنسان فيهن وأين يستمر فيه المناضل الحالم بوطن... ومجتمع لا تجرح حرير أيامه أنياب الفساد والمفسدين، فهو المتجاوز لاشتراطات السائد واكراهاتها، المتعالي كحقيقةٍ مكتفية. نستعيد علاماته في لحظة فارقة: السؤال، زنوج وبدو وفلاحين، سلطانة، ثلاثة وجوه لبغداد، الضحك، الخماسين، الروائيون.. وغيرها الكثير مما ترجمه، وما قدمه كناقد كبير وقارئ حصيف، لا سيما في قراءاته "ليوسف الصايغ، يوسف إدريس، جبرا إبراهيم جبرا، حنا مينة" منطلقاً، ليس من مدرسة نقدية محددة، بل من ذوقه وحده ليحكم من خلال منطلقات نقدية ترتبط بالتذوق والحس، ومن خلال رؤيته للنصّ بأدبيته وليس بوصفه وثيقة اجتماعية.. أو، إعلاناً سياسياً، إذ يقول: "إنه مهما كانت ثورية الكاتب والتزامه بأكثر قضايا العصر تقدماً في المجالين السياسي والاجتماعي، فإن كل أدب رديء بمقاييس الفن البحتة، هو فن رجعي، معادٍ للإنسان، معاد للتقدم". تسفر اهتماماته بالدراسات الفلسفية عن ترجمته كتاب (شاعرية المكان) للفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار، تحت عنوان (جماليات المكان)، والذي أثار جدلاً نقدياً كبيراً، لتشتّق مصطلحات أخرى مثل الفضاء أو الحيّز. في أدب غالب هلسا، ثمة أمكنة روائية متنوعة، تضاهي أمكنة الروائيين المعاصرين، جمالاً وفتنة ودلالة، لا سيما في تعالقها المقصود بإشكاليات الطبقة الوسطى وأحلامها وآمالها، تلك الجماليات اختصّت رواياته السبع، بل مدوّناته، التي تنتظر زمنها الآخر حينما نستدعي غالب هلسا المفكر والمناضل والحالم بالتغيير كشرط نهضوي، لاستعادة الدور والشوط في دورة حضارية ممتدة، وبوسع-هلسا- أن يطّل من أزمنته الجديدة باستعادته كمثقف عضوي، مازالت ضرورته، ضرورة قصوى لكل فكر حر، لا يستأنس إلا الحقيقة، ليأتي من المستقبل، وحسبه ذهب إليه قدراً فحسب، ليظّل رافداً لثقافة وطنية ممانعة، لا يثنيها التغييب، عن أن تبّث رسالتها، كما لم يثنهِ الموت عن بلاغة حضوره، في ما هية الكتابة ومعنى الثقافة، والتأسيس لفكر حر لا يشيخ أو يمحّي، كما هو غالب هلسا، بلاغة طليقة لسؤال الثقافة وسؤال الحرية اللذان صاغا لغة روحية عالية لشعب يبدع الحرية. غالب هلسا ما بين المعرفة والموقف والثمن، جسارة مثقف شاهد.. مثقف شهيد...
|
|
| |
|