ابوسكندر مقدم
المزاج : رايق تاريخ التسجيل : 18/09/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 161 الموقع : بير العمل/الترفيه : فتبول
| موضوع: غزة لا تحب الحرب د. طلال الشريف الأحد يناير 17, 2010 12:42 am | |
| ليس جبناً ألا نحب الحرب، ولكن، الجنون هو تقديم الذرائع، أو، استقدام الحرب لغزة المنهكة على كل الصعد والمجالات، دون استغلال كل الطاقات لصد العدوان الكبير القادم.
الحرب أسوأ قصة في الوجود، والحرب قذرة مهما كانت دواعيها، مازالت آثار الحرب على غزة ماثلة أمام أعين الجميع وكأنها اليوم، من النفوس المتعبة إلي البيوت المهدمة والمؤسسات المدمرة أو الآيلة للسقوط إلي القبور التي لم تشيد بعد إلي آلام الجرحى واندهاش ذوي الشهداء الذين لم تغب آثار أعزائهم/شهدائهم من البيوت بعد، فذوى الشهداء كأنهم في حالة انتظار أبناءهم الذين خرجوا من بين أسرهم بالأمس أو قبل ساعات كما يراءي لذويهم بأنهم راجعون أو في الطريق إلي منازلهم .
نعم الجرح أخضر، ولم تعد الحرب تغري، ولم يعد الواقع يدهش أحداً، وليس جنونا أو خيالا حينما يقول لي صديقي ماذا سنجني من الحرب؟ فأحاول إفهامه بكل جهدي أننا لسنا طلاب حرب ولا نحب الحرب، ولكن، الإسرائيليين هذه هي شريعتهم، لأنهم جالسون في أرض ليست ملكهم، وقد استولوا عليها بالقوة الغاشمة، وهم على استعداد للقيام بحرب كل شهر أو كل يوم وليس كل عام كما باتوا يهددون بحرب ثانية علينا في غزة ولم يمر عام على حرب مضت.
ويزداد ضغط صديقي بأسئلته لي،قائلاً: ولكن لماذا نعطيهم الذرائع؟ ولماذا نستقدمهم ونحن في حالة ليست على ما يرام؟ وقد كانت نتائج الحرب السابقة سيئة بنتائجها على شعبنا.
فقلت له: لقد دفعنا ثمنا غاليا، لكننا لم نترك ديارنا ونرحل كما هم دائما يريدون منا، فيرد على قائلاً: أنتم السياسيون تكابرون، فقلت له لماذا ؟ قال: يا دكتور هو كان في ثغرة مفتوحة أمام شعبنا ولم يرحل، ولكنك لم تقل لي، ها قد صمدنا وكبرت خسائرنا، فهل فرضنا شروطنا أم هم فرضوا شروطهم؟ قلت له كيف؟ قال لقد توقفت الصواريخ بعد الحرب أليس كذلك؟ وأصبح هناك هدنة، قلت له: هي استراحة مقاتل وليست هدنة دائمة، قال لي: وإلى متى فلم يتحسن الحال في غزة إلي الآن لماذا؟ قلت له: نعم الناس في ضيق: فقال لي: لماذا لم يتصالح السياسيون ونعيد الوحدة ونبدأ في محاولة كسر الحصار؟توقفت لحظة عن الإجابة لأنني لم أستطع هنا إلا أن أقول كلمة واحدة: فاشلون .. فاشلون قيادات هذا الشعب فاشلة ولن تنجز الاستقلال والحرية والدولة، فقال لي: هل هم فاشلون في السياسة وناجحون في الحرب ؟ فقلت له: نحن نكره الحرب وشعبنا في حالة دفاع عن النفس وهو يقاوم لاسترجاع حقوقه وبناء دولته، فقال لي: لماذا لم تفرض حماس شروطها على الإسرائيليين بعد الانتصار؟ أليس المنتصر يفرض شروطه على المهزوم؟ توقفت لحظة وقلت له: نعم حماس دخلت معركة، ولم تحسم حرباً، فقال لي: وما الفرق بين المعركة والحرب؟ فقلت له: المعركة هي موقعة تجري فيها حرباً بسيطة، لكنها لا تحسم حلولاً، فقال: لماذا؟ فقلت الحرب هي التي تفرض شروطها حيث هناك جيوش جرارة، دبابات، ومدافع، وطائرات، وأساطيل، ومدمرات، وهي مكلفة، وتحتاج المليارات، أي الحرب الحاسمة تحتاج عدد وعدة.
لاح بوجهه ثم التفت لي قائلاً: ألم يكن لحماس جيشاً قوياً وصواريخ، فقلت له صحيح، ولكن غزة ساقطة استراتيجيا، وعسكرياً، وهي محاصرة، ونحن جالسون في قفص مغلق لا نستطيع مهاجمة الدولة المعادية، فقال: هل قدرنا أن نتلقى الضربات، ويموت منا الشهداء، ولا نحسم في النهاية مطالبنا ونفرض شروطنا، نحن يا سيدي لا نريد معارك لا تحسم لنا حلولاً، ونعود من كل معركة خاسرين، وتزداد شروط الأعداء علينا، فقلت له: هم الإسرائيليون الذين يجرجروننا إلي الحرب دائماً، فقال: لماذا في كل مرة نعطيهم الذرائع إذا كان الحال كذلك.
توقفت مرة أخرى ثم فقلت له: لأن الصراع من المؤكد أنه صراع عربي إسرائيلي، والعرب قد أسقطوا خيار الحرب بالجيوش والطائرات والدبابات، فقال لي: ولماذا لا تفهم قياداتنا هذه الحالة العربية؟ فقلت له: نعم هم يفهمون ذلك، فقال: العرب يريدون المفاوضات، فماذا عن المفاوضات؟ فقلت: ثمانية عشر عاما العرب والرئيس يفاوضون الإسرائيليين دون جدوى، فقال: لماذا؟ فقلت له: لأن الإسرائيليين يريدون أن نكون تابعين لهم في كل شيء، فقال: تقصد بأنهم لا يوافقون على قيام دولتنا مستقلة، فقلت له: نعم ويريدون أيضا تقليص حدودها عند الجدار وبقاء المستوطنات وضم القدس، فقال: أنت تعيدني إلي كلام القادة الفلسطينيين منذ أربعين عاماً كلما سألناهم يقولون لنا يجب الصمود، وصمدنا، ولكن، لم ينجزوا شيئا، وأرى أن حالنا من سيئ إلي أسوأ.
حلق بنظراته إلي السماء يناظر طائرة استطلاع وقال: : لقد مللت كلامك، أنا لا أحب الحرب ليس جبنا، ولكن في كل مرة تزداد أحوالنا بؤساً، ويخطئ قادتنا، فقلت له: هذه طبيعة الصراع مع المحتل، فقال لي: الحرب باتت على الأبواب، فقلت له: وماذا سنفعل نحن أيضاً مثلك لا نحب الحرب، ولكن، ها نحن هنا في بلادنا، ولن نخرج منها.
توقف قليلاً ثم قال لي بعصبية : سأقول لك كلمة أخيرة فأنتم مجادلون معشر السياسيين، فقلت له: قل، فقال: أتتذكر الحرب قبل عام، قلت له: نعم، فقال: تصور لو أن حماس وفتح كانوا متصالحين، أليس هذا سيكون على الأعداء أكثر تأثيراً وصموداً، لقد حاربت حماس بنصف المجتمع حقيقة، والذي يحيرني أن طبول الحرب تدق، وتعرف حماس بأن هذه الحرب قد تكون قاسية وشرسة، فلماذا لا تسعي في اللحظة واليكون للمصالحة في هذا الظرف القاهر جداً، لكي تكسب آلاف المقاتلين من تنظيم فتح لهذه المعركة، وخاصة وأن مصير حماس على المحك ومطلوب تدميرها ... ألف باء عسكرياً أن تقاتل بكل الشعب لا بنصفه .. هل تقامرون بحماس يا أهل حماس ... ألا يتقنون السياسة في حماس ؟؟!! هبوا الآن قبل غد للمصالحة، فلا وقت للمكابرة، والمصالحة قد تعيد حسابات الإسرائيليين. | |
|