تخطيط القائد في ميدان المعركة
القائد هو المسؤول عن نجاح وحدته أو فشلها في إنجاز مهمتها. ولكي يحقق النجاح، يجب أن يبذل جهدًا مضاعفًا خلال عملية التخطيط ليتجنّب الخسائر المادية والبشرية، ويضمن عدم الفشل في إنجاز المهمة.
والقائد الناجح هو الذي يستطيع أن يوظّف جميع أركاناته ، ليحقق الاستفادة القصوى من كل منهم بما يناسب تخصصه وخبراته.
تقويم
وعليه، يجب أن نغيّر النظرة النمطية حاليًا في كثير من الوحدات بأن القائد شيء والأركانات شيء آخر، فالصحيح أنهما كيان واحد مكوّن من عناصر مختلفة. وفي هذه العجالة سوف نتناول دور القائد وأركاناته في أثناء عملية التخطيط للقيام بمهمة.
لو تأملنا الشكل السابق لرأينا أهمية التصوّر للقائد المتصوّر، فدور القائد أكبر من دور الأركان، كما أنه فن أكثر منه علم. كما يوضّح صِغر وكِبر حجم الخط أهمية كل منهما، ومن هو الذي يقوم بذلك أكثر: أهو القائد أم الأركان، وهل تلك العملية فن أم علم؟
يتطلب التخطيط في ميدان المعركة فهمًا دقيقاً للمهمة، وإظهار قصد القائد وفهمه، وإكمال تقديرات القائد والأركان وتطوير مفهوم العملية.
الفرق بين العلم والفهم: العلم في التخطيط يحمل بين طياته الهيئة أو الصورة الواضحة للعملية، والإمكانات، والأساليب والإجراءات التي يمكن قياسها وإدراكها، ومن ضمنها الإمكانات الملموسة لقواتنا وقوات العدو.
الفن في التخطيط: يتطلب فهم كيف تجري العلاقات الديناميكية بين القوات الصديقة والقوات المعادية من جهة، وبيئة المعركة وما تشكّله من عوائق للعمليات من جهة أخرى. هذا الفهم يساعد المخططين على وضع خطط بسيطة ومرنة للعديد من الحالات.
تأمّل ذلك وطبّقه على عملية أنجزتها قريبًا، ثم تصوّر ذلك تمامًا، كما لو أنك قمت بالتصوّر كقائد، ثم وصفت لأركاناتك ومرؤوسيك، ثم قمت بالتنفيذ ومتابعة ذلك، وأعدت التقويم في كل مرحلة، ماذا كان سيحدث، وكيف سيكون تنفيذ تلك المهمة؟
ويُعدّ من الضروري أن نحاول تطبيق ذلك في مهماتنا القادمة، وفي التمارين المستمرة، لنتعوّد على تطبيق عناصر التخطيط الجيّد.
يستفيد القائد بمساعدة أركاناته من عملية تصوير ميدان المعركة، لوصف ذلك لمرؤوسيه، ثم التوجيه للحدث حسب أنظمة عمليات ميدان المعركة لتحقيق النتائج وقيادة الوحدة لإنجاز المهمة.
1 تصوّر القائد: هو الإجراء الذهني الذي يقوم به القائد، للحصول على فهم واضح لقواته وقوات العدو وبيئة المعركة، ليضع بذلك قصدًا واضحًا يمثّل إكمال المهمة والمهام المرحلية، لنقل قواته من وضعها الحالي إلى الوضع الذي تنهي به مهمتها.
(قصد القائد). قصد القائد هو ترجمة لتصوّره.
يبدأ القائد تصوّره عندما يستلم المهمة أو يدركها ، ليبدأ تفهُّم وضع قوته الحالية، وأين يريد أن تكون لإنجاز المهمة، وكيف يصل إلى ذلك الإنجاز؟
2 وصف القائد: هو الطريقة التي يربط فيها العمليات بالوقت والأرض، لإكمال الهدف من العملية بشكل عام.
إن عملية الوصف لما تصوّره القائد، يمكن أن يفهمها الأركانات والمرؤوسون من خلال: (قصد القائد وقيادة التخطيط والمعلومات الضرورية للأركان).
ومن الممكن أن يقوم القائد بوصف تصوّره للعملية بالرسم أو شفهيًا.
3 توجيه القائد: عملية التوجيه هي التخاطب بلغة التنفيذ: (وجّه لتقود). والتوجيه هو تحويل قرارات القائد إلى إجراءات فعّالة.
والقائد يوجّه لينجز مهمته من خلال:-
1 إرشاد وتحضير ورفع معنوية القيادة لإنجاز المهمة.
2 تحديد المهام.
3 وضع أولويات استخدام الموارد.
4 تقويم المخاطر.
5 تقرير زمن وكيفية القيام بالتعديل.
6 متى يستخدم الاحتياط.
7 يرى، ويسمع، ويفهم متطلبات مرؤوسيه ورؤسائه.
دائمًا نرى أن تنظيمًا كهذا يصعب تنفيذه، كما لو ناقشت أي قائد في خطوات صنع القرار، إذ يدّعي أنها تحتاج وقتًا، وقد يكون من الصعب تطبيقها، في حين أن الصحيح هو عكس ذلك؛ فالوقت الذي يبذل في التخطيط على أسس علمية صحيحة يوفّر عليك جهدًا ووقتًا، بل ويجنّبك الأهم من ذلك، وهو خسارة المعركة.
فلنبدأ من الآن تطبيق المهارات العلمية، التي وضعتها الجيوش العالمية بعد دراسة مستوفية لتساعد على إظهار ثقة القائد بنفسه، وثقة مرؤوسيه به، وبتبلور قيادته على أنها فعّالة وناجحة