منتدى حركة فتــــــــح الانتفاضة: غزة
كعادته لا يتورع جهاز المخابرات الإسرائيلي في استغلال الحاجات الإنسانية للفلسطينيين للإيقاع بهم في شباكه، فالمعابر التي تؤدي لدخول قطاع غزة المحاصر تستغل من قبله لصيد أصحاب الحاجات الخاصة من المرضى والطلبة والمسافرين من خلال ابتزازهم.
وخلال الالتقاء بعدد من المواطنين الذين مروا عبر معبر "ايرز" ( بيت حانون) تعرفنا على أساليب المخابرات الإسرائيلية في الحصول على معلومات أمنية عن المقاومة و المجتمع الفلسطيني.
ففي كل يوم يمر ينتقل فيه الفلسطينيون من قطاع غزة للضفة المحتلة أو العكس تقوم المخابرات الإسرائيلية باحتجاز العشرات وإخضاعهم للتحقيق والابتزاز، وتصل في كثير من الأحيان تعرض عليهم الارتباط بها، بل والأدهى من ذلك يضع رجل "الشاباك" رقمه في الهاتف النقال للضحية، ويخبره بذلك أو يعطيه شريحة جوال إسرائيلية.
ويروي المواطن "س.ع" ما حدث معه خلال رحلته داخل معبر "ايرز"، وكيف كانت مقابلته مع رجالات المخابرات، حيث يقول :" تقدمت للعلاج في الضفة الغربية و تم أخذ أوراقي قبل فترة عبر الارتباط التابع لوزارة الصحة بغزة وقالوا أنهم سيردون عليَّ بعد فترة, وبعدها تم الاتصال عليَّ من قبل المخابرات و حضرت للمقابلة في معبر "ايرز" (بيت حانون).
وأضاف :"دخلت البوابة بعد التفتيش الدقيق على جهاز يطلق عليه "الزنانة", و دخلت فجاء لي اثنين أحدهم طويل و الآخر أطول منه و قاموا بتفتيشي مرة أخرى بشكل دقيق و أخذوا جميع ما أحمل من أوراق للعلاج و الهوية و الجواز, و من ثم أخذوني إلى غرفة المخابرات حيث حضر اثنين للتحقيق معي وقد كانوا هم الشفت الأول".
وحول الأسئلة التي طرحتها عليه المخابرات الإسرائيلية، قال: "سألوني عن سبب الزيارة ومن ثم الوضع الأمني في منطقتي وعن الأنفاق في رفح وعن أفراد المقاومة بالإضافة إلى سؤالهم عن احد قيادات المقاومة البارزين وعن أحد الأطباء يعمل في إحدى مستشفيات غزة ".
أما المواطن "ز.ج" فيقول بعد مقابلته مع أحد ضباط "الشاباك" أثناء توجهه لدخول الضفة الغربية عبر معبر "ايرز" إنه وجه له عدة أسئلة تتعلق بالوضع الاقتصادي، ودخول الاسمنت عن طريق الأنفاق وحول استخدامه في صنع منصات الصواريخ.
ويشير المواطن "س.ع" إلى أنه بعدها خرج ضباط المخابرات، وجاء له ضباط آخرين تعاملوا معه بطريقة طيبة تختلف بشكل كبير عن سابقيه، حيث قاموا بالعرض عليه العمل معهم، وقاموا بإهدائه جوال وشريحة "أورانج"، وطلبوا منه الاتصال بهم في حال احتاج إليهم، وقالوا له بطريقة الغمز واللمز:" أنت تحتاج إلى العلاج و مريض و هذه القضية بسيطة و سأدخلك بكل سهولة و لكن سأعطيك شريحة "أورانج" تكلمني عندما ترى سلاح للمقاومة"، لكن هذا المواطن رفض التعامل معهم كبقية من مروا بهذه التجربة، وتوجهوا للأجهزة الأمنية الرسمية بغزة التي تتابع القضية.
وتحدث أغلب من تم إخضاعهم لمقابلة المخابرات الإسرائيلية أن الضباط كانوا يحملون حواسيب وقد عرضوا له صوراً جوية للمناطق التي يسكنوا بها، وكذلك صوراً محددة لبيوتهم وبيوت نشطاء المقاومة وقادتها.
ويتابع :"لقد أراني ضابط المخابرات مكان المسجد على الخريطة وسألني لمن يتبع هذا المسجد، فأخبرته أن المسجد تم بناؤه من أموال التبرعات".
بينما يقول "ض.ق " سألوني عن عمل أخي فأخبرتهم بأنه يعمل سواق لباص فسألوني عن لون الباص فأخبرتهم أن لونه أزرق فقالوا له أن لون الباص كحلي, وقد كان التحقيق معه هادئ وتم إحضار ضيافة وهي عبارة عن تفاح وزجاجة مياه باردة.
لكن المواطنة "س. و" سألوها عن أمور مختلفة، حيث وصفت ما جرى معها بالقول:"بداية تم الترحيب وقال أهلاً وسهلاً تفضلي , ثم سألني أسئلة شخصية عن الاسم والسكن وأجبته، ثم قال لي كل النصيرات "حماس" صحيح ، قلت له: لا اعرف، وسألني عن الجمعيات التابعة لـ"حماس"، فقلت له: ليس لي علاقة مع الجمعيات ولا أعرف أكانوا "حماس" ولا غيرها".
ويروي المواطن "ج.د":"بعدما وصلت معبر ايرز قام الجندي بأخذ هويتي ووضع حقيبتي على آلة الفحص ، ثم قدم جنديان وفتشاني بدقة ثم أوصلاني إلى صالة الانتظار ورن أحدهم على جوالي من شريحة "أورانج"، وجلست في الصالة حوالي ساعة بعدها قدم الجنديان ، واقتاداني داخل سرداب طويل إلى غرفة اعتقد أنها للتحقيق.
ويؤكد هذا المواطن :" خلال التحقيق سألني عن أسرتي وأسماء أخوتي وأرقام جولاتهم وسألوني عن مكان صلاتي و وعددها في المسجد خلال اليوم الواحد ، وبعدها أراني عدة صور لأشخاص لم أعرفهم، ثم حاول أن يصدمني من خلال عرض صورة والدي. وطلب رقم جوال صديقي المقرب فأعطيته رقم وهمي من تأليفي.
بعد فترة من الجدال والنقاش والأسئلة عرض ضابط المخابرات على المواطن "ج.د" صورة منزله على جهاز "اللاب توب" الخاص بالمخابرات، وسأله عن محيط الجيران، وبعدها عرض عليه العمل معهم مقابل راتب شهري؟!!.
ويضيف :"طلب مني المحقق الذهاب للغرفة المجاورة، حيث جلست هناك حوالي الساعة، بعدها دخل علي محقق آخر بدأ يسألني عن ماهية خروجي ولماذا اذهب للضفة الغربية وبعدها أراني صور عدة أشخاص تختلف عن الصور التي أراني إياها المحقق الأول وأيضاً لم أعرفهم".
يذكر أن الجيش الإسرائيلي ينشر عشرات الحواجز في الضفة الغربية، بدعوى حماية "العمق"، لكن هذه الحواجز التي تزيد عن 650 تتحول في أغلبها إلى فخاخ للشبان الفلسطينيين لتجنيدهم لحساب المخابرات الإسرائيلية، حيث تتكرر المحاولات بشكل أوسع واكبر عما يجري في قطاع غزة على معبر بيت حانون المؤدي لقطاع غزة