ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: قراءة في خطاب السيد حسن نصر الله الثلاثاء مارس 09, 2010 10:17 pm | |
| قراءة في خطاب السيد حسن نصر الله
مفردات مقاومة تصنع لغة التحدي في سجل صراع مديد |
| سيد حسن سيد |
|
تحدث السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني والقائد الرمز لحركة قوى المقاومة اللبنانية، ملقياً خطاباً مهمّاً، ليس بسبب مفرداته القوية البلاغة، وإنما بسبب المحتوى المضموني، والذي أكد كل الخبراء والمحللين بأنه ينطوي على ما يمكن تسميته بـ "اللحظة الإستراتيجية" التي تشكل النقطة الفاصلة التي يجب أن تتم بعد مراجعة كل الحسابات الإستراتيجية المتعلقة بمنطقة
|
|
شرق المتوسط. - الردع والردع المضاد: مقاربة السيد حسن نصر الله: سعى السيد حسن نصر الله إلى التطرق بقدر عالٍ من الوضوح والشفافية إلى تثبيت مفهوم الردع والردع المضاد في أذهان "الإسرائيليين"، وعلى وجه الخصوص "الإسرائيليين" المعنيين بعملية صنع واتخاذ القرار "الإسرائيلي. وما أشار إليه السيد حسن نصر الله، يتضمن الآتي: - مقابلة الفعل العدواني "الإسرائيلي" بفعل القصاص المُقاوِم. - تركيز القصاص المُقاوِم على استهداف الأهداف نفسها التي يستهدفها الفعل العدواني "الإسرائيلي". تشير المعطيات العلمية المتفق عليها بإجماع الخبراء السياسيين والعسكريين والأمنيين إلى أن مفهوم الردع ينطوي على ثلاثة مكونات أساسية الأول يتمثل في امتلاك القدرة على إسقاط القوة، والثاني يتضمن القدرة الرمزية المتعلقة بالتهديد والتلويح باستخدام القوة، والثالث يتضمن توافر المصداقية والإرادة لجهة الاستخدام الفعلي للقوة.. المطابقة بين المحتوى المضموني لخطاب السيد حسن نصر الله، والمحتوى المفهوم للردع، نشير بوضوح إلى مدى مصداقية القصاص الذي سوف يقع على عاتق "الإسرائيليين"، إذا تجرأ طرف "إسرائيلي" على القيام بالفعل العدواني، وبكلمات أخرى: قصف مطار بيروت سوف يقابله ليس قصف مطار بن غوريون وحسب.. وإنما المزيد من المطارات "الإسرائيلية".. وقصف الأهداف المدنية اللبنانية سوف يقابله قصف المزيد من الأهداف المدنية الإسرائيلية.. وهلمَّ جرّا... - مقاربة الحسابات الإستراتيجية الجديدة: اعتمدت الحسابات الإستراتيجية "الإسرائيلية" طوال الـ 62 عاماً الماضية، على عاملين رئيسيين، يتمثل الأول في الحفاظ على التفوق "الإسرائيلي" في الميزان العسكري الشرق أوسطي، والثاني في اللجوء لإشعال الحروب العدوانية عن طريق إسقاط القوة الغاشمة. ومن أبرز العوامل التي ظلت تدعم الأداء السلوكي العدواني "الإسرائيلي" المفتوح، نجد الدعم الأمريكي-الأوروبي الغربي المفتوح، إضافة إلى التسويق الرمزي-الإعلامي واسع النطاق لفكرة أن كل ما تقوم به "إسرائيل" من اعتداءات وانتهاكات هو أمر يندرج ضمن حق الدفاع عن النفس!! راهنت العقلية العدوانية "الإسرائيلية" على استخدام مفهوم الاستباق، كخيار وحيد تراهن عليه وتعتمد المؤسسة العسكرية-الأمنية "الإسرائيلية" في التعامل مع المخاطر المحتملة لجهة تهديد الأمن "الإسرائيلي": - حساب عوامل القوة والضعف: خلال فترة ما قبل حرب لبنان الثانية في صيف عام 2006م، كان الإدراك "الإسرائيلي" لعوامل القوة والضعف، يقوم على أساس اعتبارات إمكانية "إسرائيل" المتجددة وغير المحدودة على القيام بتكرار سيناريو حرب لبنان الأولى عام 2006م، لجهة القيام بتصفية المقاومة اللبنانية وفرض الإملاءات "الإسرائيلية" الوحيدة الاتجاه على البيئة السياسية اللبنانية. - حسابات الفرص والمخاطر: خلال فترة ما قبل حرب لبنان الثانية في صيف عام 2006م، كان الإدراك "الإسرائيلي" لحسابات الفرص والمخاطر، يقوم على أساس اعتبارات أن الفرصة متاحة على نحو دائم أمام "إسرائيل" لجهة القيام باستهداف خصومها في الساحة اللبنانية، والذين هم بالضرورة لا حيلة لهم في مواجهة الخطر "الإسرائيلي".. عند الجمع بين حسابات عوامل القوة والضعف، وحسابات الفرص والمخاطر، نلاحظ أن تأثير عامل حزب الله اللبناني، قد أدى إلى تغيير كامل المعادلة، وتأسيساً على ذلك، نلاحظ أن التغيير قد شمل الأبعاد الإستراتيجية الآتية: -متغير نافذة الفرصة: لم يعد حزب الله اللبناني مجرد مجموعة مسلحة تقوم بتطبيق أساليب حزب المقاومة المسلحة التقليدية القائمة على مبدأ "اضرب واهرب".. وإنما أصبح الحزب قادراً على تنفيذ الضربات الكبيرة الرادعة. - متغير نافذة الانكشاف: لم تعد "إسرائيل" قادرة على الإيفاء بمتطلبات حماية أمنها الداخلي، وبرغم الآلة العسكرية المتطورة، فإن كل "إسرائيل" أصبحت بمثابة نافذة مكشوفة أمام ضربات حزب الله اللبناني. تضمن خطاب السيد حسن نصر الله الإشارة الواضحة والصريحة لمدى قدرة ومصداقية حزب الله اللبناني لجهة القيام باستغلال وتوظيف متغير نافذة الفرصة المتاحة أمامه.. طالما أن نافذة الانكشاف "الإسرائيلي" ماثلة أمامه، وأن قدراته تستطيع أن تطال كل المناطق "الإسرائيلية".. وهي المناطق التي لم تفلح كل الجهود "الإسرائيلية" والأميركية من توفير الغطاء اللازم لحمايتها من مخاطر الانكشاف.. - أزمة منظومة الأمن-الردع "الإسرائيلي: إشكالية النتائج غير المواتية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك نظام القطبية الثنائية، أدى صعود قوة نفوذ الولايات المتحدة الأميركية إلى دفع العقل الإستراتيجي "الإسرائيلي" لجهة السعي من أجل استغلال الفرصة بأكبر ما يمكن، وتقليل المخاطر لأقل ما يمكن، وعلى هذه الخلفية، سعت نظرية الأمن "الإسرائيلي" إلى مقاربة مفهوم أمن "إسرائيل" من خلال الآتي: - معطيات مقاربة مفهوم أمن الحدود الشمالية "الإسرائيلية"، على أساس اعتبارات فرضية أن "إسرائيل" ليست دولة عادية صغيرة تتعامل ضمن مفاهيم الحدود السياسية التقليدية، وبالتالي فإن حدود "إسرائيل" الشمالية ليست هي الحدود مع سورية ولبنان، وإنما هي مجال حيوي يمتد من خط الحدود السوية ولبنان.. ليشمل كل المنطقة التي تصل إلى أعماق آسيا الوسطى، وتحديد حدود كازاخستان مع روسيا ومنغوليا والصين. - معطيات مقاربة مفهوم أمن الحدود الجنوبية "الإسرائيلية"، على أساس اعتبارات فرضية أن "إسرائيل" ليسد دولة عادية صغيرة تتعامل ضمن مفاهيم الحدود السياسية التقليدية، وبالتالي فإن حدود "إسرائيل" الجنوبية ليس هي الحدود مع مصر وقطاع غزة وساحل البحر الأحمر عند مضيق العقبة، وإنما هي مجال حيوي يمتد من خط الحدود مع مصر وقطاع غزة وخليج العقبة، ليشمل كل المنطقة التي تصل إلى نيجيريا ومنطقة البحيرات العظمى الإفريقية، وخليج عدن، إضافة إلى دول الجنوب الإفريقي. - معطيات مقاربة مفهوم أمن الحدود الشرقية "الإسرائيلية"، على أساس اعتبارات فرضية أن "إسرائيل" ليست دولة عادية صغيرة تتعامل ضمن مفاهيم الحدود مع الأردن وحسب، ومن ثمَّ، فإن حدود "إسرائيل" الشرقية هي مجال حيوي يشمل كل منطقة الجزيرة العربية بما في ذلك السعودية وبلدان الخليج واليمن، إضافة إلى منطقة المحيط الهندي وصولاً إلى مناطق جنوب آسيا والهند وباكستان. نلاحظ أن القدرات العسكرية "الإسرائيلية"، بدأت تشهد المزيد من التطورات التي تحاول تلبية التزامات تأمين هذه الرقعة الجيوبوليتيكية الهائلة، وذلك على نحو يعطي الإحساس ويخلق الانطباع بأن تل أبيب تسعى لاحقاً إلى إحلال أمريكا في قيادة النظام الدولي.. وبكلمات أخرى إذا كانت واشنطن تتوهم أنها قادرة على ابتزاز قدرات الشعوب والأمم الأخرى بما يتيح لها الجلوس على رأس النظام الدولي.. فإن "إسرائيل" تسعى إلى ابتزاز القدرات الأميركية ثم الجلوس على رأس النظام الدولي من خلال الجلوس على رأس أميركا!!!، هكذا تقول المفارقة وسخرية القدر!!!. خطاب السيد حسن نصر الله.. والذي أكد فيه بقدر عالٍ من المصداقية بأنه سوف يقصف كل من "بإسرائيل".. هو خطاب سوف تكون مفرداته وقعاً صاعقاً على رؤوس خبراء الأمن الإسرائيلي.. فقد صب السيد حسن نصر الله الماء الساخن.. والساخن جداً.. على رؤوس الإستراتيجيين "الإسرائيليين" الباردة.. والباردة جداً بفعل تدفقات الدعم الأميركي-الغربي غير المحدود، والتي جعلتهم في حالة إيمان مطلق بفكرة أن "إسرائيل" تستطيع أن تفعل ما تشاء وفي أي وقت تريد.. وأخيراً نقول: اعتقد الفكر الإستراتيجي "الإسرائيلي" لفترة طويلة بأن "إسرائيل" تملك "نافذة الفرصة".. والتي من خلالها تستطيع الاستغلال اللا محدود واللا مقيد لـ "نافذة الانكشاف" التي يعاني منها خصومها في المنطقة.. ولن يستطيع خصوم "إسرائيل" مطلقاً القضاء على "نافذة الانكشاف" هذا.. ولكن ما كان مفاجئاً "للإسرائيليين" هذه المرة.. أن خطاب السيد حسن نصر الله.. قد أكد درساً عملياً إستراتيجياً بالغ الأهمية.. وذلك من خلال تأكيده على تحقيق القفزة النوعية.. والتي من خلالها أن خصوم "إسرائيل" في المنطقة لن ينتظروا ريثما يفتحون نافذة الانكشاف أولاً.. ثم البحث بعد ذلك عن نافذة الفرصة.. وإنما سعوا مباشرة إلى تحديد نافذة انكشاف "إسرائيل".. والتهدئة بالتعامل معها على نحو مباشر على غرار معادلة.. نافذة انكشاف.. مقابل نافذة انكشاف.. وبكلمات أخرى.. مطار بمطار.. ومصنع بمصنع.. ومن ثمَّ فإن مدرسة قانا اللبنانية.. سوف تقابلها مدرسة قانا "الإسرائيلية" وعلى تل أبيب أن تفهم.. الحقيقة القائلة بأن البادي أظلم!!! |
|
| |
|