ابو ابراهيم الاحمد عميد
المزاج : غاضب من اجل فلسطين تاريخ التسجيل : 22/01/2009 الابراج : الأبراج الصينية : عدد الرسائل : 826 الموقع : https://fateh83.yoo7.com العمل/الترفيه : الرياضه
بطاقة الشخصية فتح: 50
| موضوع: مصر... من الرئيس الأوحد إلى الرئيس المنتخب الجمعة أبريل 09, 2010 3:28 pm | |
| مصر... من الرئيس الأوحد إلى الرئيس المنتخب
... الناصريون والبرادعي |
| عادل الجوجري
|
|
زارني مجموعة من شباب الإعلاميين ،و دار حوار خصب وصريح حول أحدث المواقف في مصر العربية سألوني:هل تؤيد ترشيح البرادعي لرئاسة الجمهورية؟ قلت: نعم، فنحن في حاجة إلى تغيير في المنهج والسياسات والأشخاص، ولا يمكن أن تستمر مصر وهي بلد كبير ومحوري في المنطقة بالسياسات نفسها لمدة ثلاثة عقود من دون تغيير.
|
|
وسئلت: لكن البرادعي لا يمتلك فرصة الترشح بسبب القيود التي فرضتها المادة 76من الدستور؟ قلت: لا بد من تغيير الدستور كله، فمصر تحتاج إلى دستور عصري يعلي من قيمة المواطنة ويوفر مرجعية لكل التغيرات في المجتمع، ويحدد فترة وجود الرئيس في منصبه بدورتين لا أكثر، كما يحدد صلاحياته الواسعة جدا، ويحدد أسلوب مراقبة قراراته وطريقة محاكمته إن تجاوز. قالوا: لكن الرئيس مبارك أجرى تعديلات دستورية وحصلت على أغلبية في استفتاء علني؟ قلت: ما حصل في 2005 هو جريمة بكل المقاييس لأن حائكي القوانين رسموا تعديلات على مقاس مبارك وابنه، وتحول دون ترشح أي معارض مستقل، وهذا ترقيع معيب للدستور أدى الى تقييد العمل الانتخابي وتوسيع فرص التزوير بعد تغييب دور القضاء، وعلى كل المخلصين العمل الجاد من أجل دستور عصري، تشكله لجنة تأسيسية مستقلة، تضم شخصيات قانونية وسياسية مرموقة ومستقلة لأن الدستور ليس هبة من الحاكم بل هو إبداع جماعي يبلور الضمير الجمعي للأمة. قالوا: لكن ما تقوله هو نفس رأي الأستاذ محمد حسنين هيكل؟ قلت: هو أستاذنا، وما قاله يمثل شرائح واسعة في المجتمع، فلا يوجد أحد حتى داخل الحزب الوطني راض عن الدستور بعد تعديله، خذوا رأي الدكتور مصطفى الفقى، أو شوقي السيد وهما محسوبان على النظام لكن لديهما اعتراضات واسعة، بل إن د.عبد المنعم سعيد وهو أحد أبرز منظري لجنة السياسات قال بالحرف الواحد أنه يعارض المادة 76 التي تعتبر "نكتة" ليس لها مثيل في عالم الدساتير ليس فقط من فرط طولها "3صفحات" وإنما أيضا لأنها تحصر الترشح للرئاسة في شخصين لا ثالث لهما أما الرئيس مبارك او نجله جمال، فهل هذا دستور؟ وأضفت: واقع الحال أن مصر عبرت مرحلة مليئة بالتحولات، وقد آن الأوان من أجل التغيير الشامل الذي يصنعه المواطن ولا يصنعه شخص الرئيس، إن الشعب المصري يستحق دستورا أفضل، و نظاما أرقى، وحريات أوسع من أجل تنشيط الإبداع. قالوا: ولكن فرص البرادعي في النجاح تبدو قليلة مقارنة بمبارك؟ قلت: ليس هناك ضير في أن يحتكم الجميع إلى صندوق الاقتراع المهم أن تكون هناك جدية، وفرص حقيقية للمنافسة، وأن يجد المواطن نفسه أمام برامج مختلفة تعكس وجهات نظر واجتهادات، ولاشك أن البرادعي قادر على طرح برنامج للتغيير الديمقراطي أوسع بكثير مما هو قائم. قالوا: وما هو دليلك؟ قلت: هناك جبهة للتغيير تضم شخصيات لا يشك أحد في وطنيتها التقت البرادعي، وحاورته وتوافقت معه على نقاط برنامجية، والحركة الوطنية المصرية تحتاج الى رمز يلتف حوله أغلبية الشعب في مواجهة مرشح الحزب الوطني، وهنا يكفي هذه الحماسة الشديدة للرجل في أوساط الشباب، ففي مواقع الفيس بوك نشاط كبير من شباب يبحث عن نقطة ضوء وعن أمل في التغيير، هذا الشاب الذي بلغ عمره ثلاثين عاماً لم ير رئيسا إلا مبارك ولا وزيرا إلا صفوت الشريف ولا رئيساً لمجلس الشعب إلا فتحي سرور، هذا أمر يبعث على الملل، إذ إِن التغيير سنة الحياة. قالوا: لكنك تنتمي للفكر الناصري والبرادعي ليس ناصريا، كيف تؤيده؟ قلت: نريد مرشحا للعبور من مرحلة الرئيس الأوحد إلى الرئيس المنتخب عن جد وعن حق، ليس بالضرورة أن يعبر عني مائة في المئة، وإنما يكفي أن يكون رئيسا منتخبا من الشعب وعبر صندوق الاقتراع حتى نستطيع أن نغيره مثل أي شعب حر في العالم، لا بد من عبور الجسر، من مناخ بيروقراطي عسكري تابع للغرب ومهادن مع العدو الصهيوني إلى نسيم ديمقراطي عليل، يكفي أن يكون هناك منافس له سمعة دولية ومكانة إقليمية ومعه هذه الشهادات والمؤهلات والخبرات بما في ذلك جائزة نوبل. قالوا: هو ليس اشتراكيا؟ قلت: إن الرئيس المنتخب عن طريق الشعب وليس على طريقة انتخابات مبارك السابقة، التي قاطعها الناخبون، ولا بد للرئيس الديمقراطي وبالضرورة أن يكون ضد الفساد والمحسوبية وتركيز السلطة في يده، وهذه مقومات هامة في الحكم الرشيد، والرئيس الديمقراطي حتما سوف ينحاز إلى الناس الفقراء، وليس مهما طريقة الوصول الى العدل الاجتماعي، فالمهم هو أن يتوافر العدل الغائب في بلادنا، بعد أن تاهت مصر ولم تعد اشتراكية ولا رأسمالية وإنما نهباوية. قالوا: هو لم يحسم موقفا ضد العدو الصهيوني مع أن الناصريين في خندق المقاومة و ضد الصهاينة على طول الخط؟ قلت: ليس من الضروري أن يعلن البرادعي مواقفه كلها جملة وتفصيلا، هناك قضايا تحتاج الى حوار طويل ومثمر، والرجل كما بدا لنا هو رجل حوار ليس منغلقا على أفكار بعينها ،وثقوا أن الرئيس الديمقراطي هو حتما غير تابع إلا لشعبه، لا يرضخ لقوى كبرى ولا يسلم مفاتيح قراره إلا للشعب الذي هو صاحب السلطات، وهو صاحب المصلحة، والشعب ضد العدو الصهيوني فلا بد أن يستجيب البرادعي، وإن لم يستجب عزله الشعب بأسلوب ديمقراطي، بعكس الوضع الراهن فالشعب كانت له رؤية في عشرات المواقف لكن النظام كان يتخذ عكسها على طول الخط! قالوا: أعطنا مثالا؟ قلت: عندي عشرات الأمثلة...لقد شارك النظام في توفير مبررات الغزو الأنجلو أميركي لاحتلال العراق، وسمح للمدمرات الأميركية من عبور قناة السويس، وكان النظام ضد المقاومة في لبنان وفلسطين، ومنع التظاهرات المؤيدة للانتفاضة بل أقام جدارا فولاذيا لمواصلة الحصار على غزة، كلها مواقف ضد إرادة الشعب، ولو أجريت استفتاءات حقيقية لظهرت المواقف وتجلت الرؤي المتناقضة بين الشعب والسلطة. قالوا: هل البرادعي مجرد مرحلة وبعدها نعود الى سابق عهدنا؟ قلت: لا، الشعب لن يفرط في حريته ولا دستوره، إن ميزة البرادعي أو من كان على شاكلته هي العمل مع الحركة الوطنية بكل رموزها ومنظماتها من أجل تأسيس نظام ديمقراطي جديد، نظام يسمح بالتغيير عن طريق الشعب، ويسمح بالرقابة والمحاسبة لأكبر رأس في البلد، وبحيث لا يوجد من هو فوق القانون، نريد من البرادعي إعادة تأسيس دولة القانون والدستور والحريات العامة، وتأكيد مبدأ المواطنة وحماية مصر من الاختراق والعودة الى المحيط العربي من موقع القيادة...وإذا فعلنا ذلك نكون قد استعدنا وهج الناصرية ومجد الأمة العربية، وسنطاول الأمم بمشروع حضاري نهضوي جديد. قالوا: يا ليت. |
|
| |
|