تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن ثمة احتمال لاندلاع حرب جديدة في لبنان بين إسرائيل وحزب الله بسبب سعي الدولة العبرية إلى كبح البرنامج النووي الإيراني.
وشكك تقرير إسرائيلي في ما إذا سيكون لدى الجيش الإسرائيلي ردا كافيا على قدرات حزب الله التي تحسنت بشكل كبير منذ نهاية حرب لبنان الثانية.
وكتب المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هارئيل الجمعة، لمناسبة مرور عشر سنوات على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، إنه ما يزال بالإمكان أن يشتعل لبنان انعكاسا لما يحدث في الجبهة الأساسية وهي النضال من أجل كبح البرنامج النووي الإيراني.
وأردف: في هذه الحالة فإنه ثمة شكاً فيما إذا كان رد الجيش الإسرائيلي جيد بالشكل الكافي على الرغم من عملية التحسين المكثفة من خلال التدريبات العسكرية الإسرائيلية الواسعة منذ العام 2006.
ورأى هارئيل أن السؤال المركزي الآن في إسرائيل حيال جبهتها الشمالية هو كيف ستحاذر إسرائيل لكي لا تتكرر أخطاء حرب لبنان الثانية في العام 2006 والحملة العسكرية {عناقيد الغضب} في العام 1996 أو حتى أخطاء حرب تشرين/أكتوبر في العام 1973، في إشارة إلى إخفاق الاستخبارات الإسرائيلية في معرفة توقيت بدء الحرب ضدها.
وأضاف أن الهدوء الحالي عند الحدود الإسرائيلية – اللبنانية يظهر وكأن الاحتمالات الآنية للحرب قد انخفضت بعد شهور من التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وسورية ولبنان وذلك بسبب الردع الإسرائيلي جراء القوة المفرطة التي استخدمتها في غارات طيرانها الحربي على لبنان في حرب تموز/يوليو العام 2006.
واقتبس هارئيل رئيس مركز دادو الإسرائيلي للفكر العسكري العقيد ايتي بارون، الذي قال خلال محاضرة ألقاها قبل أيام، إنه بمفاهيم عديدة اعتقد الجانب الآخر أننا أصبنا بالجنون في الحرب بلبنان (2006) وعملية {الرصاص المسكوب'} في قطاع غزة.
ومن جهة أخرى، عزا هارئيل بالاستناد إلى تحليلات عسكريين إسرائيليين نشوب حرب لبنان واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية إلى الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في 24 أيار/ مايو العام 2000.
وأشار إلى أنه في ظل الهدوء الأمني النسبي بنى حزب الله على طول الحدود مع إسرائيل مواقع شن منها الهجوم في 12 تموز/ يوليو 2006 وأعقبتها غارات إسرائيلية تواصلت واتسعت لتتحول إلى حرب.
واعتبر أن ضبط النفس الذي اتبعه رئيس الحكومة الإسرائيلية في العام 2000 ايهود باراك حيال هجوم حزب الله في شهر تشرين الأول/أكتوبر من ذلك العام وأسر 3 جنود شجع حزب الله على تنفيذ الهجوم في العام 2006 وأسر جنديين إسرائيليين.
وأضاف أن الأداء الإسرائيلي تكرر بعد حرب لبنان الثانية وأدى إلى نتائج أخطر تتمثل بحيازة حزب الله حاليا على حوالي 45 ألف صاروخ من أنواع شتى وبينها صواريخ قادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل، التي تجلس هادئة الآن.
وكرر هارئيل تقديرات إسرائيلية تفيد بأن مشاهد الاحتفالات في لبنان بانتصار حزب الله في أعقاب انسحاب الجيش الإسرائيلي في أيار/مايو 2000 أدت بعد أربعة شهور إلى تشجيع الفلسطينيين إلى الاعتقاد بأنه سيكون بإمكانهم طرد الجيش الإسرائيلي بالقوة من الضفة الغربية وقطاع غزة.