فضلاً عن نفحاته الايمانية.. صيام رمضان أسرار وفوائد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] رمضان شهر مبارك تكثر فيه الأطعمة بكل أنواعها، وتمتلئ فيه المائدة بكل ما لذ وطاب، ونتيجة لهذا التنوع الرهيب يسرف البعض في تناول الطعام ضاربين بنصائح الأطباء عرض الحائط، إذ أن الإفراط في تناول الطعام أثناء الصيام يعرض الشخص لمشاكل صحية كثيرة، كما أنه يقف حائلاً أمام الانتفاع بفوائد الصيام.
قال الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف:من الآية31). قال النبي صلى الله عليه وسلم : (مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَات يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا أَكْثَرُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
كل هذه الحقائق وغيرها كانت موضوع ندوة " أسرار الصيام" التي عقدت مؤخراً في ساقية عبد المنعم الصاوي بمنطقة الزمالك، والتي أدراها الدكتور مجدي بدران زميل معهد الطفولة جامعة عين شمس واستشاري حساسية ومناعة الأطفال والمراهقين وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة..
وأوضح بدران أن الصيام يعد فرصة كبيرة لدعم الصحة الجسدية والنفسية، لأن أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة تأخذ فترة راحة ضرورية لتجديد نشاطها وتستعيد وظائفها للتخلص من الرواسب الموجودة بالجسم، بالإضافة إلى تجديد الدورة الدموية. حيث للصيام فوائد كثيرة لاحصر لها، فإنه يعمل على إعادة التنظيم المطلوب لعمل الجهاز الهضمي من خلال الراحة التي يوفرها شهر رمضان الكريم.
إضافة إلى ذلك فأن الصيام يساعد الجسم على التخلص من عدد كبير من الأمراض التي تسببها السمنة، كما أن المرضى المصابين بأمراض مزمنة، منها الكبد والكلى وتورم الساقين يستفيدون من فريضة الصيام.
وأشار بدران إلى أن خفض الوزن الزائد يأتي في مقدمة فوائد العلاج بالصيام، فخلال الصيام تستطيع كل 450 جرام من الدهن الزائد فى الجسم أن توفر الطاقة اللازمة للإنسان ليوم كامل، وأيضاً حرق الدهون مما يؤدى إلى تجميع السموم المتراكمة في الجسم والتخلص منها.
أما صيانة الجهاز الهضمى فهي واحدة من مزايا وفوائد الصيام، خاصةً أن منح الجهاز الهضمى المشغول دائماً إجازة اجبارية واجبة تؤدي إلى التحسن الرائع فى كفاءه الهضم والامتصاص والاخراج.
وأوضح بدران أن الصيام يعمل علي علاج بعض الأمراض المستعصية كالروماتيد والذئبة الحمراء ومشاكل القولون العصبي، وبعض حالات الشلل ، وحساسية الطعام خصوصاً حساسية القمح، صرف السوائل المتجمعة في الساقين والبطن، بالإضافة إلى زيادة كفاءة الحواس الخمسة، خاصةً حاسة التذوق.
الصيام لا يضر العضلات
يخاف البعض من انخفاض قوه العضلات أو انحلالها مع الصيام، ولكن تبين أن الصوم لا يقلل من أعداد الوحدات البنائية للعضلات مطلقاً، أما خلايا الجسم الأخرى فربما ينقص حجمها وتنخفض قوتها ولكن ذلك لا يؤثر على كفاءتها الوظيفية.
ولكن هل الصيام سيكون الحل لمعضلة ضمور العضلات، الإجابة عن هذا السؤال يقودنا إلى التعرف على الدروس المستفادة من صيام الحيوانات، حيث تستطيع الدببه البيات الشتوي لمدة 130 يوماً في المتوسط بدون حركة ثم تعود قوية في بداية الربيع بلا أي ضعف في عضلاتها.
بالرغم من معرفتنا بأن العضلات الهيكلية تتناقص وتبلي بغياب الحركة مثل ما نلاحظه في عالم الانسان عند الإصابة بالشلل والوقود لفترة طويلة ورحلات رواد الفضاء التي تسبب لهم ضمور العضلات، ولكن تبين حديثاً أن الدببة تستطيع إعادة تدوير النيتروجين من البول واستخدامه لانتاج بروتينات للعضلات تحل محل الخلايا العضلية التالفة مما يمهد إلى إيجاد حلول للمصابين بضمور العضلات و العائدين من رحلات الفضاء !!!
الصيام يخلصك من السموم
فى الأيام الأولى للصيام يتم التخلص من كمية كبيرة من السموم وبواقى الهضم عن طريق الفتحات فنجد الفم يصبح له رائحة مميزة واللسان يتغطى بطبقة سميكة، ثم تبدأ المرحلة الثانية فى التخلص من السموم بتنظيف الجسم من الافرازات السميكة وبعض الدهون والخلايا الميتة والخلايا المريضة والسموم البسيطة، وتزداد عمليه التخلص من السموم بالتدريج حتى نصل إلى السموم التي تراكمت في الجسم منذ الطفولة، وبعد عده أسابيع تبدأ عملية التخلص من السموم في الأوعيه الدمويه في المخ. وبالتخلص من هذه السموم يسترجع الجهاز المناعي نشاطه.
العلاج بالصيام
لم يعد الصيام حكراً على المسلمين وحدهم, فالعالم كله ينهل الآن من كنوز الصيام.
وبدأ العلماء في الغرب في دراسة الصيام منذ منتصف القرن العشرين فأصبح لدينا اليوم مدرسة علمية جديدة تختص بالعلاج بالصيام، فهناك العلاج بالصيام الكامل أو عن الطعام فقط أو العيش على الماء أو عصائر الفاكهة, أو كليهما سواء معاً أو بالتبادل.
ومن الغريب أن يتوصل العلماء غير المسلمين إلى أن أفضل برامج الصيام هى التي تستمر30 يوماً أو أكثر!
وقد تبين أن الإنسان السليم يستطيع العيش بدون طعام لمده تتراوح من 50 إلى 75 يوماً بشرط إبعاده عن العدوى والتوتر النفسي والعاطفي.
صيام الكائنات الحية
وتطرق الدكتور مجدي بدران أثناء الندوة إلى حقائق ممتعة تتعلق بصيام بعض الكائنات الحية، مشيرا إلى أن كل الكائنات تصوم، حيث تصوم الحيوانات عند المرض أو الخطر أو البيات الشتوى، فحيوانات السنجاب تأكل فى البيات الشتوى مره واحده كل خمسة أيام.
وتصوم بعض أنواع أسماك السلامون عدة شهور خلال رحلتها من المحيطات إلى الأنهار، حتى الإنسان عند الخطر تنعدم الشهيه لديه، وعند العدوى تقل شهيته وهذا رد فعل طبيعى لحشد الطاقة من أجل مكافحة الميكروبات الغازية.
وفى دراسة جديدة عن الأعمار والشيخوخة، كشف الباحثون أن حرمان فئران التجارب من الطعام يوماً بعد يوم يجعلهم أكثر مقاومه لحدوث مرض السكري ومرض الزهايمر مقارنة بمجموعه الفئران التي لاتصوم أو المجموعة التى تأكل طعاماً منخفض السعرات الحرارية.
وتفرز الحيوانات الصائمة جزيئات هامة تسمى بـ"النيوروتروفينات" وهى مواد تحافظ على سلامه الأعصاب والخلايا، كما يفرز المخ في الحيوانات التي تصوم صياماً متقطعاً نوعاً من هذه "النيوروتروفينات" التي تحمي المخ من التلف، والفئران المحرومة من هذا البروتين الثمين تموت لأهميته القصوى للنمو وتطور الأعصاب.
لماذا الإفطار على التمر؟
أوضح بدران أنه فى آخر ساعات الصيام يحدث انخفاض لمستوى السكر فى الدم مما يؤثر على المخ مسبباً الخمول الذهني وعدم القدرة على التركيز مع الخمول الحركي وقلة النشاط العضلي والحركة والمعدة تكون فى حاله سكون وعند بدء الإفطار نحتاج إلى غذاء يحقق المعادلة الصعبة للجسم بأن يكون: سريع الهضم حتى لا يرهق المعدة الخاملة وينشط حركتها وسريع الامتصاص والوصول للمخ والعضلات لإزالة الخمول الذهني والعضلى وتنشيط الجسم بسرعة.
ونجد أن التمر مع الماء أو اللبن هو الغذاء الوحيد الذي يحقق هذه المعادلة خلال20 دقيقة من تناوله.
فالتمر منجم من العناصر المعدنية والفيتامينات، كما أنه غنى بالألياف المنشطه للمناعه والمانعه للإمساك وسرطانات الأمعاء والمخفضه للدهون والكوليستيرول الضار ويحارب الحساسيه، يعالج الأنيميا.
عادات غذائية سيئة
للأسف يحفل شهر رمضان بالكثير من العادات الغذائية الخاطئة التي يتبعها البعض مما يهدد صحة المصريين حالياً ومستقبلاً، لذا يجب تجنب قدر الإمكان هذه العادات:
- كثرة الأغذية المقلية والإكثار من اللحوم لما قد يسببه من عسر هضم وإمساك ونقرس.
- يزداد استهلاك المصريين للسكر فى رمضان , حيث وصل استهلاك الفرد للسكر في مصر إلى 30.2 كجم سنوياً، وهو أعلى من 2.2 2 جم سنوياً المعدل الذي توصى به منظمة الصحة العالمية.
- الإكثار من الحلوي الرمضانية يسبب ارتفاع في مستوى السكر في الدم و ضغط الدم وتسوس الأسنان.
- يسبب شرب الماء البارد العطش وانقباض عضلات المعدة ومغص.
- تسبب المياه الغازية عسر الهضم وتزيد من احتمالات السمنة والحساسيات ومرض السكر.
- الإكثار من العرقسوس يرفع ضغط الدم.
- يؤدى شرب الشاي بعد الإفطار إلى فقدان الكالسيوم والحديد والإصابة بالأنيميا.
- عدم تناول السلاطة يحرم الجسم من الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية.
- الإكثار من ملح الطعام خاصةً مع المخللات وطرشى باعة الأرصفة يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومشاكل عدة بالقلب والكلى.
- غلى الزيت أكثر من مره يؤدي إلى عسر الهضم والتعرض لمواد مسرطنة.
- الإكثار من البهارات والتوابل يسبب التهاب الأمعاء وقرحة المعدة .
- إهمال السحور يسبب نقص المناعة بعد رمضان.