في تعقيباً له حول انخراط سلطة أوسلو في المفاوضات العبثية وإعطائها للعدو المزيد من الوقت لتهويد ما تبقى من فلسطين ووضع اللمسات الأخيرة للتهويد الكامل لعاصمتها القدس.
صرح الأخ/ أبو موسى أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح (الانتفاضة) بما يلي:
لقد وضع الأوسلويون المفرطون أنفسهم في سياق مسار عبثي مدمر وكارثي بالنسبة لقضيتنا ونضالنا الوطني منذ أن بدأوا مسيرتهم الانهزامية التنازلية وبالتالي فإن ما آلت إليه الأمور راهناً بالنسبة لالتحاقهم بآخر طبعات المفاوضات التصفوية تحت الرعاية الأميركية وسمسرة ما يدعى بدول الاعتدال العربي في واشنطن أمر متوقع لا يشذ عن هذا السياق.
إن شروط نتنياهو المسبقة على المفاوضات الموصوفة بغير المشروطة والقائلة بوجوب الاعتراف بيهودية الكيان، ودويلة الكانتونات المنزوعة السلاح والسيادة، والسيطرة على الحدود، والترتيبات الأمنية التي تكرس الاحتلال، وشطب حق العودة، وتجاهل مسألة الاستيطان، توضح بجلاء استهدافات هذه المحطة التصفوية التي قبلت زمرة رام الله ركوب مركبها، ومدى التواطؤ من قبل عرب أميركا.
وهي في نفس الوقت تكشف عن هشاشة المواقف المضادة والمفترض أنها المواجهة من قبل الوطنيين الفلسطينيين وقوى المقاومة، حيث أن الاكتفاء بإصدار البيانات الشاجبة والتعبير عن المواقف الرافضة لا يكفي أمام ما تضعنا هذه التطورات التصفوية الخطيرة من مسؤولية تاريخية يجب الارتقاء إلى مستوى خطورتها.
إنه إن لم يكن قد آن الأوان بعد للتنادي لكلمة سواء ينجم عنها مرجعية وطنية نضالية تقود نضال شعبنا وتكون المؤتمنة على القضية وتتمسك بنهج المقاومة وهدف التحرير، ليست بديلاً عن المنظمة وإنما كخطوة باتجاه استعادتها إلى خطها الوطني وإعادة بنائها على أسس ديمقراطية بعد اعادة الاعتبار لميثاقها، فلا ندري متى يكون هذا الأوان؟؟!!
لقد علقنا الجرس منذ أمد بعيد، وحذرنا مما سيجرنا الأوسلويين المتحرقون إليه، وطالبنا منذ زمن غير قريب وكررنا مطالبتنا عديد المرات بوجوب المسارعة لإقامة هذه المرجعية الضرورة، بعد أن فقدت المنظمة بوضعها الحالي وهيمنة جماعة أوسلو عليها شرعيتها النضالية، وبلوغنا هذه المرحلة التصفوية الخطرة.
إننا نكرر اليوم هذا المطلب داعين قوى المقاومة والهيئات والفعاليات والشخصيات الوطنية للمسارعة ولو متأخراً، لكن قبل فوات الأوان للارتقاء إلى مستوى خطورة ما يجري….
اللهم إني قد بلغت… اللهم فاشهد.