مصري ثان يضرم النار في نفسه ومحاولة خامسة في الجزائر
القاهرة
أضرم مصري ثان النار في نفسه اليوم الثلاثاء أمام مقر مجلس الوزراء في وسط القاهرة غداه قيام رجل في الخمسين من عمره بعمل مماثل أمام مبنى مجلس الشعب، بحسب ما أفاد مصدر امني. ولم تعرف بعد هوية الرجل أو دوافعه، بحسب المصدر الامني الذي قال انه تم نقله إلى مستشفى المنيرة المجاور "مصابا بحروق خفيفة".
وكان رجل في الخمسين من عمره أضرم النار في نفسه أمس الاثنين أمام مقر مجلس الشعب في القاهرة. وقال عبده عبد المنعم وهو صاحب معظم من مدينة القنطرة القريبة من الاسماعيلية (على قناة السويس) في التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة انه احرق نفسه احتجاجا على ما لحق به من "إهانة" أثناء شعيه للحصول على حصة أسرته من الخبز المدعم. وبهذا الحادث، يكون ثمانية أشخاص حاولوا الانتحار حرقا في الدول العربية.
وقالت الصحف الجزائرية اليوم الثلاثاء إن عاطلا عن العمل في السادسة والثلاثين من عمره حاول أن ينهي حياته بإضرام النار في نفسه في منطقة الواد بالقرب من الحدود مع تونس.
وحاول أربعة جزائريين آخرين أن يضعوا حدا لحياتهم بإضرام النار في أنفسهم خلال الأيام الأخيرة.
وبدأت هذه السلسلة من الحوادث في السابع عشر من كانون الاول/ديسمبر الماضي عندما أشعل الشاب التونسي محمد البوعزيزي النار في نفسه، وهو الفتيل الذي فجر انتفاضة شعبية في تونس انتهت بسقوط الرئيس زين العابدين بن علي وفراره خارج البلاد يوم الجمعة الماضي.
وتأتي هذه الحوادث فيما يتساءل العالم العربي، الذي تهيمن عليه نظم استبدادية، عن التداعيات المحتملة لانتفاضة تونس. وهي ايضا تعكس الاستياء الشعبي لنسبة كبيرة من المواطنين الذين يواجهون صعوبات اقتصادية ومعيشية اضافة الى انسداد الافق السياسي.
كما اوردت الصحف الجزائرية صباح اليوم الثلاثاء ان شخصا خامسا حاول الانتحار باضرام النار في نفسه في مدينة الوادي (650 كلم جنوب شرق العاصمة) على الحدود مع تونس، احتجاجا على ظروفه المعيشية السيئة مما تسبب باصابته بحروق طفيفة. وقالت جريدة "الخبر" ان "الشاب معامير لطفي البالغ من العمر 35 سنة وهو أب لستة اطفال اضرم النار في جسده صباح امس (الاثنين)، داخل مقر المجلس الشعبي الولائي (مجلس المحافظة) بالوادي احتجاجا على البطالة وحرمانه من السكن". ونقلت الصحف عن رئيس المجلس الشعبي الولائي قوله ان الشاب "تقدم اليه يطلب سكنا ومنصب عمل، فأجابه بأنه ليس الجهة التي تمنح السكن ومناصب الشغل. فهدد بأنه سيحرق نفسه إن لم تتحقق مطالبه (...) وما هي إلا دقائق قليلة حتى عاد مجددا بقارورة ملأها بالبنزين من سيارته متجها نحو مكتب رئيس المجلس وهو يصرخ ثم صب البنزين على نفسه وأشعله بولاعة".
وتعد هذه خامس محاولة انتحار بالنار تشهدها المدن الجزائرية منذ اشعل الشاب التونسي محمد البوعزيزي النار في نفسه، وهو الفتيل الذي فجر انتفاضة شعبية في تونس انتهت بسقوط الرئيس زين العابدين بن علي وفراره خارج البلاد يوم الجمعة الماضي. وكان الشاب بوترفيف محسن أضرم النار في نفسه السبت الماضي أمام مقر بلدية بوخضرة في محافظة تبسة (630 كلم شرق العاصمة) على الحدود التونسية ايضا، وهو لا يزال في المستشفى حيث يرقد في حالة خطرة. وشهدت محافظات مستغانم (355 كلم غرب العاصمة) وبومرداس (40 كلم عن العاصمة) وغرداية (600 كلم جنوب العاصمة) محاولات انتحار لم تسفر عن إصابات خطيرة وحالات ضحاياها مستقرة.