الهلال الأحمر الإماراتي يجلب حياة جديدة لمخيم قديم للاجئين في حلب
بفضل تبرع سخي من الهلال الأحمر الإماراتي، حصلت مؤخراً عائلات من اللاجئين الفلسطينيين من مخيم النيرب في حلب على بيوت جديدة.
فعائلتا طارق منصور حسين وسميح يوسف عبد الله وزوجتيهما وأطفالهما هما من بين 29 عائلة من العائلات اللواتي استفادت حتى هذا الوقت من تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع الأونروا لإعادة تأهيل النيرب. وبشقتيهما اللتين تم بناؤهما حديثاً تمكنت هاتان العائلتان من تحسين نوعية حياتهما بشكل ملحوظ .
بداية جديدة وحياة أفضل
عندما وصل والد سميح يوسف عبد الله من فلسطين الى سورية عام 1948 بدأ حياة جديدة جنباً الى جنب مع آلاف من اللاجئين الآخرين في الثكنات التي بنتها قوات التحالف أثناء الحرب العالمية الثانية في منطقة النيرب التي تقع في ضواحي مدينة حلب.
يقول سميح الذي يعمل في أحد المصانع هناك والذي ورث مأوى عن والده وعاش فيه هو وأفراد عائلته التي تتألف من 12 فرداً حتى منحتهم الأونروا منزلاً جديداً: " جاء وقت علينا كان فيه المأوى مكاناً آمناً ولائقاً بالنسبة لنا. ومرت السنون وبدأت تزداد العائلات وتكبر، كما بدأت ظروفنا المعيشية بالتدهور بسرعة وأصبحت فيما بعد لا تحتمل".
ويتابع سميح حديثه قائلاً: "وأما الآن فإن الأمور تبدو بالتأكيد أفضل وأكثر إشراقاً بالنسبة لنا. فأنا أستمتع بالنظر إلى المخيم من فوق سطح بيتي، وأنا مسرور لمشاهدة أحفادي يلعبون بسعادة وفرح على الدرج. وقد أضفى هذا المنزل الجديد تحسناً على حياتنا بطريقة لم نكن نحلم بها".
" سعادة لا توصف "
أما طارق منصور حسين، الذي يعمل طاهياً محترفاً وأباً لثلاثة أطفال وآخر على الطريق، فإنه كان يعيش في مأوى مستأجر منذ ولادته عام 1973 وسط مخيم النيرب المكتظ. وقد سكن في أكثر من ثمانية أماكن مختلفة تفوح منها الرطوبة والتهوية والإنارة السيئتين ضمن جدران مشققة ومرافق مشتركة بالية. لكن كل هذه الأمور تغيرت هذا الصيف عندما استلمت عائلته أحد المنازل الجديدة.
يقول طارق: "بالنسبة لي ولعائلتي فإن هذا الأمر يعني لنا كل شيء، فهو بداية لحياة جديدة، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بنور حياتي وصغيرتي لين" مشيراً إلى طفلته ذات السبعة أعوام التي تعاني من مرض التوحد وتحتاج الى علاج اسبوعي في المركز التخصصي المحلي.
تحدي مستمر
يعتبر مشروع إعادة تأهيل النيرب الذي أطلقته الأونروا عام 2002 مشروعاً شاملاً لتحسين المخيم. و يهدف الى انهاء عقود من معاناة اللاجئين هناك. وقد بدأ تنفيذ المرحلة الثانية من هذا المشروع في أيلول/سبتمبر من العام 2008 الذي لا يزال يواجه تحديات كبيرة مثل إيجاد السبل لتشجيع المشاركة المجتمعية والبحث عن جهات مانحة لتمويل بقية المشروع.
وفي هذه المرحلة تقوم الأونروا بإشراك اللاجئين في تصاميم وبناء بيوتهم الجديدة دعماً لهم في تسيير شؤون حياتهم.
يقول فولكر شيمل، مدير المشروع: "إن النتائج الايجابية التي حققناها حتى الآن تشجعنا كثيراً. فلم يكن من الممكن لشيء كهذا أن يحدث لولا الدعم الكريم الذي قدمته هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والجهات المانحة الأخرى. وهناك العديد من العائلات التي تأمل أن نقدم لها المساعدة، فنحن ملتزمون أكثر من أي وقت مضى على تقديمها لهم. فما نقوم به هو مجرد بداية".
-