وثائق ويكيليكس: الولايات المتحدة رفضت التعاون مع شرطة دبي في قضية اغتيال المبحوح |
AFP PHOTO/DUBAI POLICE | |
| |
كشفت وثائق امريكية جديدة نشرها موقع "ويكيليكس" يوم الثلاثاء 28 ديسمبر/كانون الأول، ان الولايات المتحدة رفضت التعاون مع الشرطة الإماراتية لدى التحقيق في إغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة حماس، بإمارة دبي في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتتهم شرطة دبي الموساد الاسرائيلي بالوقوف وراء أغتيال المبحوح الذي وصل الى دبي في مهمة سرية تحت اسم مزيف وتم العثور على جثته في الغرفة التي استأجرها في فندق فخم.
وكانت واشنطن تنفي سابقا تلقي طلب المساعدة من السلطات الإماراتية بشأن قضية المبحوح، الا ان برقيات دبلوماسية نشرها "ويكيليكس" كشفت ان مسؤولين إماراتيين رفيعي المستوى توجهوا الى السفير الأمريكي في الإمارات ووزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بطلب تقديم المعلومات حول حاملي بطاقات الائتمان الصادرة عن بنوك امريكية التي استخدمها قتلة المبحوح. الا ان الإدارة الأمريكية لم توافق على هذا الطلب.
وتجدر الإشارة الى ان شرطة دبي التي تجري التحقيق في مقتل المبحوح، كشفت عن مجموعة أشخاص حاملين جوازات سفر بريطانية وإيرلندية وفرنسية والمانية وأسترالية مزورة، وصلوا الى دبي من مدن مختلفة وراقبوا المبحوح ونظموا اغتياله وتركوا الإمارة في اليوم نفسه. وقد تحققت الشرطة أن الأشخاص الذين يحملون في حقيقة الأمر الأسماء التي استخدمها القتلة، ليس لهم علاقة بالقضية. ولذلك فأن الطريقة الوحيدة أمام التحقيق للكشف عن اسماء حاملي البطاقات الإئتمان التي تم بواسطتها تحويل الأموال لتمويل عملية الاغتيال.
وتضمنت برقيتان أمريكيتان تفاصيل عن طلب الامارات معلومات حول تحويلات مالية استخدمت فيها 3 بطاقات ائتمان صادرة عن بنك في الولايات المتحدة من قبل 3 عملاء تقول دبي انهم كانوا من ضمن فريق ضم 27 شخصا قام بتنفيذ عملية اغتيال المبحوح.
وجاء في نص احدى البرقيتين التي بعثت بها السفارة الامريكية في الامارات الى وزارة الخارجية في واشنطن ان "وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي انور قرقاش طلب رسميا من السفير الامريكي المساعدة بتزويد الامارات بتفاصيل تتعلق بمعلومات عن بطاقات ائتمان يعتقد ان بنكا امريكيا اصدرها لعدة اشخاص مشتبه بهم في اغتيال المبحوح.
وجرى تضمين ارقام بطاقات الائتمان في البرقية مع طلب المساعدة بسرعة وذلك بتقديم المعلومات الى الحكومة الاماراتية التي ترغب بشكل "عاجل" في الحصول على التفاصيل حول البطاقات.
أما البرقية الثانية فكشفت أن السلطات الأماراتية التي لم تعلن عن اغتيال المبحوح الا بعد 9 أيام من العثور على جثته، كانت تدرس امكانية عدم الإعلان عن الاغتيال. ولخصت البرقية التي جرى ارسالها الى واشنطن في 31 يناير/ كانون الثاني الماضي من السفارة الامريكية في دبي ووقعها السفير ريتشارد اولسون، التغطيات الاخبارية المحلية والدولية لحادثة الاغتيال، واشارت الى لقاء حصل بالمصادفة بين السفير الامريكي والمستشار الاعلامي لوزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد ال نهيان خلال مناسبة اجتماعية جرت فيما كانت قصة الاغتيال تتفجر اعلاميا.
وقد لفت اولسن انتباه المستشار الاعلامي الى حادثة الاغتيال، وبعد ذلك قام الاخير باجراء عدة اتصالات و"عاد ليبلغ السفير بان الموقف العام للامارات تجري مناقشته بين حاكم دبي محمد بن راشد وولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد. والخياران الجاري مناقشتهما هو ان لا يتم قول شيئ نهائيا، او الكشف كليا او جزئيا عن المدى الكامل لتحقيقات دولة الامارات العربية المتحدة".
وعلق كاتب البرقية على الموقف الإماراتي من الاغتيال بقوله ان "عدم قول شيء يمكن ان يفسر في العالم العربي على ان الإمارات تحمي الاسرائيليين، وفي المحصلة، لذا اختارت الامارات ان تكشف كل شيء".