أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ضرورة عدم الإصابة باليأس أو الاحباط في مسألة تشكيل الحكومة، مشددا على أنه هناك مسؤولية على جميع القيادات السياسية في هذا الأمر و"لا احد يستطيع أن يحيّد نفسه عنه".
وخلال إحتفال أقامته السفارة الإيرانية في لبنان بالذكرى 22 لرحيل الإمام الخميني (قدس)، لفت السيد نصر الله الى أن مساعي تشكيل الحكومة قائمة ومستمرة وإستؤنفت بفعالية، آملا أن تدفع التطورات الآخيرة الجميع للتعاون والتكافل لحسم هذا الأمر الذي ينتظره اللبنانيون من اشهر.
وإذ أكد سماحته على ضرورة مواصلة العمل، أشارالى أننا "سنصل الى نتيجة بكل تأكيد ونحن كجزء من الأكثرية الجديدة نعرف الصعوبات ونتفهم مخاوف وقلق بعض الحلفاء والأصدقاء ولسنا في وارد توزيع المسؤوليات"، مشددا على أن "أولويتنا هي مواصلة العمل والتعامل مع الجميع ومساعدة الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة"، خالصا الى القول بإن "تشكيل الحكومة مصلحة وطنية وليس حزبية نقدّمها على أي إعتبار وان أي إنفعال منّا يؤذي هذه المساعي لن نقدم عليه".
من جهة ثانية، دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى مقاربة المشاكل والأزمات السياسية في لبنان من باب عنوان تطوير النظام والحديث عن المستقبل بعيدا عن الخلفيات الطائفية أو المذهبية، مشددا على أن هناك ثغرات حقيقية يمكن أن تقوم جهات ذات إختصاص قانوني بدراستها، كما يمكن للحكومة أو مؤتمر الحوار الوطني أن يكلّف لجنة ويقترح آلية لمعالجة الدستور"، موضحا أنه "عندما نتحدث عن تطوير النظام فإنما نتحدث عن سعي للتوافق والتلاقي والإجماع وليس الى الغلبة لأن هذا يؤدي لنتائج سلبية وعسكية".
وإعتبر سماحته أن الجميع في لبنان يريدون مشروع الدولة ويؤيدونه، لافتا الى أن "الكل عاش تجارب مؤلمة جدا في لبنان، أمن ميليشيات، إدارات محلية وخطوط تماس وحصد اللبنانيون النتائج"، مؤكدا أن "أي أمن ذاتي في لبنان سيكون فاشلا وعاجزا".
وأضاف السيد نصر الله "نحن نؤمن أن شرط الوحدة والأمن والتطوّر في لبنان هو قيام دولة واحدة حقيقية، وكلنا يقول إننا نريد دولة القانون والمؤسسات وهذه الدولة موجودة نسبيا لكن هناك عثرات ومشاكل في طريق إستكمالها وأحد هذه المشاكل تكمن في الصيغة والدستور".
واشار سماحته الى أن "مشكلتنا هي أن الصيغة قبل الطائف كانت نتاج التسوية والصيغة القائمة حاليا أتت نتيجة تسوية، وبسبب طبيعة البلد يصعب إتباع الإجراءات العادية لوضع دستور، لذلك نجد أننا أمام أي أزمة يفتح هذا الجدال من جديد وننقسم من جديد وهو نقاش الدعوة لتعديل الطائف في مقابل الدعوة للتمسك به والخشية دائما أمام مطلب من هذا النوع العودة للانقسامات الطائفية".
وفي الشأن الاقليمي، قال السيد نصر الله إنه على القيادات السياسية أن تدرك أنه من الخطأ التعامل مع الأوضاع في لبنان بمعزل عن أوضاع المنطقة، واصفا ما يجري من حولنا بأنه "خطير جدا"، ومشيرا الى أن المشروع الأميركي الاسرائيلي المعد للمنطقة الذي دمرنا طلائعه في حرب 2006 تعود اليوم طلائعه بثياب جديدة هي التقسيم، لافتا الى أنه عندما يطال التقسيم اليمن والعراق وليبيا والسودان، فإنه سيصل حتما الى المملكة العربية السعودية.
وتوقف سماحته عند نكسة حزيران 1967، مشيرا الى أنها أسست لكل ما نعيشه اليوم وثبتت الكيان الإسرائيلي الغاصب، كما إنها أفقدتنا كل فلسطين والعديد من الأراضي العربية في سوريا ومصر والأردن وبعض الأجزاء من لبنان، وإستحضر السيد نصر الله في هذا السياق إنجازا آخر للإمام الخميني، لافتا الى أنه نقل إيران الى محور فلسطين وأعاد التوازن الذي أضاعه العرب بعد "كامب ديفيد".
وحول ما جرى من إعتداء صهيوني على الفلسطينيين الذين يحيون حق العودة بذكرى يوم النكبة في 15 أيار الماضي، أكد السيد نصر الله أن الشعب الفلسطيني عبّر عن إرادته للعودة في مارون الراس ومجدل شمس، موجها التحية لعوائل الشهداء، وقائلا :" إن دماء أبنائكم لم تذهب هدرا وهذه دماء سفكت من أجل إحياء أمر عظيم وقضية مقدّسة من أجل أن تعيد تذكر العالم بحق مسلوب وقضية يراهن عليكم أن تنسوها، وفي التاريخ قدّم أنبياء أنفسهم لإحياء أمر، في كربلاء قدّم الإمام الحسين (ع) نفسه لإحياء أمر وفي مارون الراس ومجدل شمس شبه من كربلاء".