الجامع الأموي وعلى أصوات هديل الحمام سألنا أحد المارة وهو منير خضر محمد
من القامشلي عن الأجواء في المدينة فأجاب مبتسماً "أنظروا فالواقع خير
برهان وكل الأمور طبيعية في البلد".
وأضاف"نحن كشعب نفتخر بفكر المقاومة ونحاول أن نكون في محوره،ونحن شعب لا نعتدي على أحد ولكن لا نسمح لأحد بالإعتداء علينا".
وأكملنا طريقنا حتى إلتقينا بمجموعة شباب من نسيج المجتمع السوري في أحد المقاهي فسألناهم عن رأيهم فيما يحصل من أحداث.
طارق زهراء وهو مصور ومهندس كومبيوتر من الشام - الصالحية،قال إنه"متفائل وإن الوضع بخير والامور تصير نحو الأفضل".
وعند
سؤاله عن الإصلاحات التي جرت حتى الآن وإذا كانت تحقق تطلعاته قال" لا
زلنا في بداية مشروع الإصلاحات ونحن نحلّ أمورنا بنفسنا ولا نريد من الخارج
أن يتدخل ويستغل الأوضاع الداخلية للتخريب".
أما عن الموقف العربي فقال طارق"هو قرار غريب ونحن لم نر جرأة الجامعة العربية من قبل بهذه الطريقة وهو يدل على التخاذل".
وأضاف"نحن في سورية دائما كنا نحلم بالوحدة العربية وهم يريدون تشتيت هذا الحلم لأنهم يعملون لمصلحة غربية وصهيونية".
أما عندما سألناه عن موقف لبنان فقال "لبنان على العين والراس"،والشعب اللبناني أثبت أنه معنا".
وحول
موضوع ظهور الأمين العام لحزب الله السيد حسن نص الله الأخير وموقفه اتجاه
سورية قال طارق" ماذا أقول...يعجز الكلام ..باختصار السيد أعاد الكرامة
للعرب".
صورتان بعدسة طارق وهنا
توجهنا بالحديث مريم الصائغ وهي شاعرة ومجازة في التربية الرياضية من
محافظة السويداء فقالت"إنني متفائلة جدا وعندي إيمان كبير بأن هذه الغيمة
على سورية ستمضي".
وبالنسبة لموضوع الإصلاحات قالت"إنها ممتازة وتلبي
تطلعاتي، أما بالنسبة للموقف العربي فاعتبره باطلا وهو يعيد العالم العربي
إلى الوراء وهناك عمل على ضرب العروبة في النفوس".
وأشارت مريم إلى أن موقف حزب الله اتجاه سورية هو موقف مقدس".
وتركت مريم معنا قصيدة كتبتها على صفحة دفتر كانت تحمله وتقول"
يا شام أنت عروس الليل ..وشمسٌ لا تنتهي وزمن لا يُمحى...ولدت من رحم الأرض...ياسمينا يرسل الأشواق إلى السماء على هضابك تبكي العيون فرحة...وتتمدد الأرواح...وفي النفوس نقش الوفاء..وحتى الزهر الدمشقي.. يرتجف كلّ ما كتب عنك..أنت الوعد الصادق...أنت اللا رجوع , واللا رضوخ...قلعة الكبرياء...قلعة الإباء...ومن بعدها كان الحديث مع نور الهدى محمد من حماه وهي طالبة سنة ثالثة أدب
إنكليزي،حيث سألناها عن شعورها فقالت إنها متفائلة كثيرا ولكنها أبدت
تخوفها من العزف الطائفي المقيت الذي يجري معتبرة أن"بعض المجموعات
الإرهابية تعمل تحت حجة أنها ضد النظام ولكننا نراها ترتكب جرائم بحق
المدنيين العزّل".
وأضافت نور الهدى"أشعر أن الأمور ستنتهي والمشكلة محدودة ببعض المناطق فقط مثل حمص وريف حماه".
وحول
الموقف العربي إعتبرت نور الهدى اننا"تفاجأنا بالدور القطري فهي كانت تبدو
أنها إلى جانب قضايا العرب المحقة ولكن ما ظهر في الآونة الأخيرة يعكس
خلاف ذلك
وعن الموقف اللبناني اتجاه سورية"هناك موقفان في لبنان،موقف
الى جانبنا يتمثل بالمقاومة وموقف ضدنا ويتمثل بتيار المستقبل وحلفائه
الذي أشعر أنه متورط ببعض الاحداث في سورية وهناك مجموعات مسلحة اوقفت بتل
كلخ قادمة من لبنان"،ولفتت نور الهدى إلى أنه "يجب على الجيش اللبناني أن
يتشدد بمراقبة الحدود.
وحول الإتهمات التي تساق ضد حزب الله على أنه
يتدخل في الأحداث في سورية إبتسمت نور وقالت"ليس لدينا هنا جيش ورجال لكي
نأتي بحزب الله ؟!!".
ومن ثم تحدثنا مع حسام حداد من دمشق وهو من أم لبنانية وأب سوري طالب في كلية
الحقوق سنة ثانية حقوق وأدب إنكليزي فاعتبر أن لديه قلق إيجابي اتجاه ما
يحدث مشيرا إلى"أن هناك مخاض الآن لولادة سورية ذات مجتمع يتعاطى أكثر
بالشأن السياسي".
وقال حسام إن"الإصلاحات سبقت تطلعات المعارضة الوطنية وشكلت صدمة لمفبركي المؤامرة على البلد".
وحول الموقف العربي إعتبر حسام "لم نتفاجأ ونحنا نعرف من معنا ومن علينا ".
وقال متسائلا "متى كانت ممالك الخليج النفطية تملك قرار نفسها؟!" ملمحا إلى انها تنفذ أجندة خارجية .
وأردف
حسام قائلا" لقد شاركت بالإحتجاجات ضد السفارات العربية في دمشق لإرسال
رسالة الى الشعوب العربية بأننا اخوة ويجب عليهم أن يعرفوا صورة وطبيعة
المؤامرة التي تحاك علينا ".
حسام كشف لنا أنه تلقى الكثير من التهديدات
بسبب تحركاته ونشاطاته على الفيس بوك والمواقع الإجتماعية وكان يصله رسائل
تهديد على هاتفه المحمول من أرقام مجهولة ومضمونها طائفي وفيها الكثير من
التهديد والوعيد.
أما بالنسبة للموقف اللبناني اتجاه سورية فرآه عاديا
ويظهر بعض الخجل معتقدا أنه بسبب الإنقسام السياسي اللبناني الداخلي .
وأضاف حسام"لقد أرسلت إلى بعض القنوات الإعلامية التابعة والمحسوبة على 14
آذار الكثير من الفيديوهات لنشرها ولكن عبثا"، ويتابع حسام "إنهم يرون
بعين واحدة ".
وحول نغمة الربيع العربي قال حسام " أتفاجأ من بعض الفئات
التحررية التي انجرفت بما يسمى الربيع العربي وهذه دعاية غربية للسيطرة
على كل المنطقة ".
وعن موقف حزب الله قال حسام "إستوقفني في كلمة السيد نصر الله الأخيرة تركيز سماحته على التمسك بالمحور المقاوم".
وعندما حلّ الليل عدنا إلى بيروت ..وبقيت قلوبنا تتدلى كالياسمين في الحارات والبيوت..وبقي الأمل بالشباب والشعب السوري الأصيل أخر قلاع العروبة والممانعة والتحدي وعلى أمل بالرجوع إليها بعد أن تزول غيمة الشر عنها .الحياة أكثر من طبيعية ....