مخيّم عين الحلوة يعيش هاجس الأنفجار مع إكتشاف عبوة ناسفة
يعيش مخيم عين الحلوة من التوتر الداخلي، بين فصائله، وايضا داخل التنظيم الواحد، كما بينه وبين جواره، وتحديدا مع الجيش اللبناني الذي يتواجد عند مداخله لحفظ الأمن، جيث يلجأ احيانا الى تشديد الاجراءات عند ورود معلومات لديه عن وجود مطلوب، او محاولة لإفتعال اشكال امني.
ولقد عادت الانظار الى هذا المخيم الاكثر كثافة سكانية في مخيمات لبنان، والذي يعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني، وفيه تحصل اكثر المشاكل الأمنية، واليه يلجأ عدد من المطلوبين، ممما شكل الحدث الأمني الابرز.
وبعد ان كان التركيز على تسليم المطلوب توفيق طه ( ابو محمد ) الذي يوصف انه المسؤول عن كتائب عبدالله عزام التابعة لتنظيم "القاعدة" الى الجيش اللبناني لاتهامه تشكيل "خلية تكفيرية تخريبية " داخله، فان اكتشاف عبوة ناسفة بزنة 30 كلغ قرب منزل قائد الكفاح المسلح الفلسطيني محمود عيسى المكنى بـــ " اللينو " باتت هي الحدث، حيث تزامن العثور عليها مع ظهور خلافات داخل حركة "فتح" منذ اشهر على خلفيات تنظيمية، واغتيال اثنين من مرافقي "اللينو" وتبادل الاتهمات بينه وبين مسؤول المقر العام في "فتح" منير المقدح. حيث لم تفلح الاتصالات المركزية التي انتدب اليها عضو اللجنة المركزية "لفتح" عزام الأحمد بحلها، لا بل ان الامور زادت تعقيدا مع الاقتراح الذ جاء به من رام الله في فلسطين المحتلة. ويقضي بحل كل الاجهزة الامنية القائمة في "فتح" وضمها في اطار واحد تحت اسم "الأمن الوطني الفلسطيني" برئاسة صبحي ابو عرب، وهذا قضى باعفاء "اللينو " من منصبه، كقائد للكفاح المسلح الفلسطيني، بعد ان الغي كإطار تنظيمي.
وتشير مصادر فلسطينية الى ان اللينو رفض القرار، وهدد بالاستقالة من "فتح" والسفر، اذا تم تنفيذالاجراءات التي اصر عليها الاحمد، حيث سيباشر "ابو عرب" تنفيذ القرارات، التي رد عليها انصار "اللينو" بحركة في الشارع، كما قالت المصادر لإبلاغ رسالة الى السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، والى كل من يعنيهم الامر.
وجاء اكتشاف العبوة قرب منزل "اللينو" ليعقد الوضع داخل "فتح" كما في المخيم المنهمك بالرد على طلب الجيش تسليمه المطلوب طه، لصرف الانظار عن هذه المسألة، حيث ثممة تخوف من انفجار الوضع الامني داخل المخيم في ظل تصاعد الخلافات داخل "فتح".
وهذا التوتر الأمني داخل عين الحلوة، واحتمال انحداره نحو معارك داخلية، في ظل عدم بناء مرجعية امنية بعد حل الكفاح المسلح برئاسة "اللينو" و"الميليشيا" الشعبية بقيادة منير المقدح. وانشاء مجموعة "الأمن الوطني" بقيادة ابو عرب.
وقد تسارعت الاتصالات داخل "فتح" وبين فصائل الفلسطينية لاحتواء ما قد يتاتي عن الخلافات في صفوف "فتح" وانعكاساتها على الوضع الأمني، الذي يخشى ان يؤدي الى انفلاته بما لا يمكن لأي طرف ان يضبطه، حيث ذكرت مصادر فلسطينية، ان الاجتماع الذي عقد في سفارة فلسطين امس، شدد على خطورة ما يخطط لمخيم عين الحلوة، لدب الفوضى الأمنية فيه، بما يمكن القوى الاسلامية المتطرفة من احكام قبضتها عليه، بعد ان كان يعتبر احد معاقل حركة "فتح" التي تشظت وتشرذمت.